الفصل السابع عشر CHAPTER 17

77.8K 6.7K 525
                                    

لحظة خروجي من اسفل الطاولة كانت كالنوم في سلام و الدخول الى عالم الكوابيس التي تَتوه فيه و تعتقد انك حقاً تعيش كل لحظة رُعب. اِن القاعة التي كانت جميلة بِأضوائها و فخامتها و الحاضرين الذين يملؤها اصبحت شبه مُدمرة. الأن الأضواء نصفها مُدَمر أثر التفجير، الثُريا في المنتصف التي وقعت و قتلت من كان اسفلها مازالت على الارض في حفرة من فِعلَتِها عندما تحطمت و الزجاج في كل مكان.
حوائطها فيها حُفر كل واحدة اكبر من الثانية، اصبحت القاعة غارقة بِدِماء المدعويين و جُثثهم مرمية كالحِجارة. هناك من فقد ذراع و هناك من فقد رأسه عند الانفجار او احد جنود مملكة شادونايت قد اخذ الرأس و قطع الاذرع.

جنود لوثر قد وصلوا منذ فترة و هم الان يقاتلوا و يدافعوا عن الجميع و معهم لوثر يحمل سيفه الطويل بيد و درعه الفضي بيد اخرى. قشعريرة قد كَسَت جسدي كله من خوفي على المنظر الذي امامي.

امرأة سمينة تركض و هي تصرخ من متمرد يهاجمها بِمطرقته، امسك بها و قتلها فوراً من دون ان ينتظر طلب الرحمة كي يدعها تعيش. رجل يركض مع زوجته و هو ممسك بيدها الى ابواب القاعة لِيتفاجئ بِمتمرد اخر يقف بِطريقهم يحمل سيفه الذي يبدو قديم و يستحم بالدماء و على وجهه بِسمة شنيعة.
كل شيء من حولي بِفوضى، أذُناي بدأت بالطن تُغطي على الضجة و الصراخ الذي يملئ رأسي و جسدي المُرتعش.
ابعدتُ نظري كي ابحث عن لوثر، فأنا احتاجه الان و بسرعة، رأيته يقاتل اثنان من المتمردين بِشجاعة و شَراسة على وجهه الذي يغطيه دماء كذلك.

لكن لم استطع ان اذهب اليه لأن الكثير من الجنود التي تقاتل من دون ان ترمش من حوله و اعلم اني أن اخذت خطوة اليهم سوف اقابل موتي.


لكنِ يجب ان احضر المُساعدة للذين كانو معي قبل قليل، لا يمكنني ان ادعم فهم خائفون و عاجِزون عن الخروج و الهروب.
انا قلت لِنفسي.


لم يعد لدي الوقت و الوقوف في مكان الى وقت طويل لأنني مازلت اقف امام الطاولة افكر في حل لهذه المشكلة. لِحَظي هذه المرة، رأيت أدلار الجندي الذي يُرافقني في كل مرة اخرج بها الى الحديقة الوردية يدخل القاعة و علامات الضياع و القلق على وجهه. ابتسمت ابتسامة كبيرة من سعادتي لِرؤيته و بدأت بالركض له كي يساعدني، لكن فجأة حلقي بدأ بِحرقي من الداخل بِشدة جعلني اتوقف بِمكاني و اضعة يدي على رقبتي لِأشعر بِحرارة هناك و معدتي ألمتني اكثر من قبل.
انه ألم لم اشعر به من قبل، انحنيت واضعة يدي الثانية على بطني و اخرجت صوت من وجعي الذي لا اعرف ما سببه. بدأ تنفسي بالتقطع كأنني كنت اركض لِأميال و اصبحت ساقاي لا تتحملني لذا ركعتُ على رُكبتاي احاول ان اخذ نفس كي لا يُغمى عُليي هنا.

يجب علي ان احضر المساعدة لهم....

بدأت ان اسعُل بِقوة لأنني اشعر ان يدين حول رقبتي تخنقني، نظرت من حولي الى أدلار و حاولت ان اخرج صوت كي يسمعني، لكني فشلت، نظرت الى لوثر، لكنه مازال يقاتل و يَصُد هجمات المتمردين.
هل سأموت هنا و هكذا؟.......يبدو ان حظي الذي اعتقدت انه جيد و في جانبي، اتضح انه ليس كذلك.لا اذكر ما الذي اكلته او شربـ........الماء!!!
لقد شربت شيء لم اكن متأكدة منه لأنه كان في كأس من نحاس، ان طعم الماء الذي شربته كان غريب جداً و لقد حرقني بعد ان شربته كله.هل شربت نبيذهم الذي يدعى بالاوكسارا؟

  تحت الغِطاء الاسود - Under The Black Cover ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن