الفصل الثاني و الاربعين CHAPTER 42

67.2K 4.8K 1.6K
                                    

وصلت الى داخل القصر و الى غُرَف ريس الذي كان ينتظِرُني و بيده كوبٌ مِنَ الشاي جالساً على إحدى الأريكات الموجودة بِجانب ابواب الشرفة. اخبرته بِكل ما اخبرني به الجنرال هودي عن وضع المدينة مِن دون نِسيان اية تفاصيل صَغيرة. في الجهة الأخرى ابقيتُ تَركيزي ايضاً على ريس، أختَلِس النَظَر عليه لأنهُ بدا لي مُتعباً فَجأة و انتبهتُ انهُ يَعقِد حواجِبَه كُل حين و أخر كأنه يتألم أو يُعاني مِن مُشكلة.
سألته إن ما كان بِخير أو يؤلمه شيء، لكنه هَزة رأسه يقول انه بِخير لكن مَعدَتَهُ مُتَوَعِكة قليلاً لِهذا كانَ يشرب الشاي بالأعشاب موصوفة من الطبيب.

بَقينا نعمل و نتكلم عَن كُل ما يتعلق بِمُخططات و أفكار موجودة في رأسه ليس مُتأكد مِنها، و انا كنتُ مُساعِدة جيدة أساعده بِكتابة بَعض الرسائل و الرَد عليها و البحث عَن كُتُب في المَكتبة، ريس يَحتاجُها لأنها مُتعلِقة بالحروب بمساعدة بيتر.
مَرَت ايام طويلة لأنشِغالي.....لم أعُد أرى كُلاً مِن جيانا و تيلار لكوني شبه اعيش في الطابق الملكي مع ريس. لا أخرج مِن غُرَفِه إلا عندما يَحين موعد النوم فأنا بشرية أحتاج الطاقة بِعكس الجنيات التي لا تعرف ماهي الراحة.
بعد الكثير مِن العمل مِن دون توقف، أقترح ريس أن نذهب للحديقة الخلفية و نستَمتع بالهواء الدافِئ مع اننا في نِصف فَصل الشِتاء إلا أنَ هذا اليوم بالذات دافِئ و جميل. الحديقة الخلفية لِلقصر مَليئة بالثلوج مِن المُستَحيل الجلوس على الأرض او في اية منطِقة مِن دون التَجَمُد لِهذا قال ريس انه يوجد مكان لطيف و صغير شِبه مُغلَق فيه مَقاعد و الإطلالة جميلة.

تَعَجَبتُ مِن أقتراحِه المُفاجئ، لم أكُن يوماً أتخيله خارِج غُرفته يَمشي في فِناء القصر يستمتِع بِأجواء هذا الفصل أو يُظهِر نفسه امامَ الجميع......أعني الكُل يَعرِف كيفَ يبدو و يَعروفوه طبعاً، لكن مِنَ الصَعب تَخيُلُه في مكان أخر غير غُرَفِه وغُرَف الأجتِماع و لأنني خادِمته الشَخصية أو مُساعدته كما يُسَميني فَيجب عَليّ مُرافَقتُه في كل مكان يذهب إليه.....لهذا وافقتُ و ذهبتُ الى المَطبخ في طابق الخدم لأعُدَ بعضاً مِن الطعام الخَفيف يُناسب النُزهة في سَلة مِن القَش و فوقها غِطاء أبيض حتى يُغطي الطَعام مِن الأوساخ في الهواء.


" نُزهة هاه؟ "
سألتني جيانا و هي تُمسِك التُفاح المُقَطَع و تَضعُه في السلة مع باقي الفواكِه مثل العنب، الموز و البرتقال المُقطع ايضاً.


أومأتُ بِرأسي لها و أجبتها مِن دون تَحريك عيناي على الخبز الذي في يَدي و انا أدهَنُه بالزبدة و العسل.
" نعم نُزهة.......في الحقيقة لقد فاجأني عِندما قَرر الخروج لِلتنزُه، لم أكُن أتوَقَع انني سأسمع هذه الجُملة تُغادِر فَمهُ في حياتي."



" هذا لأنه مَضغوط لِذلك أرادَ الذهاب بَعيداً عَن الأعمال و اخذ أستِراحة قصيرة. لكنه دوماً ما يَخرُج مِن غُرَفِه و يذهب للحديقة لكي يتمشى......لماذا اعتقدتي انه لا يفعل ذلك؟ "


  تحت الغِطاء الاسود - Under The Black Cover ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن