الفصل التاسع عشر CHAPTER 19

77.3K 6.3K 2.5K
                                    

لم ارى لوثر يجلس على مكتبه، بل يقف امام رفوف مكتبة يحمل كتاب بيده منحني الرأس يقرأه بِتمعن و ظهره لي. دخلت بِهدوء و اغلقت الباب من دون اِصدار اية صوت ثم وقفت بِأستقامة انظر الى ظهره العريض بعد لحظة اخرجت صوت من حلقي كي يُعيرُني انتباهه.
ادار رأسه الى الخلف و توسعت عيناه عندما رأني اقف هناك و ابتسم له ابتسامة مُحرجة.


" تاليا!.......متى دخلتي؟ " هو سألني بِتفاجئ.


" أمممم منذ لحظة لا اكثر. هل انت مشغول؟"
انا اجبته احاول ان انظر له من دون ان ابدو متوتر كالحمقاء.




اومأ لي بِرأسه " بالطبع " و انا اخذت خطواتي اذهب الى الكرسي امام مكتبه. هو نظر لي لِثواني كأنه يُفَكر بِأمر ما ثم هزة رأسه و اتجه الى الكرسي الذي يكون مقابلي وليس كرسي مكتبه و جلس عليه واضعاً الكتاب على الطاولة.


رفع نظره لي و سألني من دون تعابير على وجهه
" ما الذي اتى بكِ الى هنا بِهذا الوقت؟ "




رمشت بِعيوني ثلاث مرات متتالية، اسأل نفسي ما الخطب معه؟ لماذا يتكلم معي بنبرة مختلفة عن كل مرة و لماذا ينظر لي هكذا كأنه لم يُعجبه قدومي الى مكتبه.


" هذا غريب......ليست من عادتك ان تُرَحب بي بِسؤال كهذا." انا اخبرته بنبرة جادة، لكن حزينة قليلاً.




نفخ هو الهواء من فمه بِأحباط و وضع ذراعه على الطاولة بِجانبه يُرَكيها ثم وضع يده على وجهه يمسحهُ كأنه يوجد شيء ما يزعجه.


" اعتذر تاليا، مليون فكرة تجول في رأسي و لدي عمل كثير لا يتوقف منذ ان حدث الهجوم، لم أنم جيداً، لذلك انا متعب لا اكثر. "
هو قال من دون ان ينظر لي و مازالت يده تغطي وجهه.


انا اصدقه، استطيع ان اشعر و ارى حالته منذ ايام، فهو بالكاد يأكل و دوماً يعمل، لكنه كثيراً ما يكون بهذه الحالات و لو ليوم واحد لم يتجاهلني بِهذه الطريقة ابداً، لهذا انا مُتضايقة من تصرفه و اريد ان اعرف سبب اخر غير هذه الأسباب العادية.



" هل يدك بخير؟ انك لا تحركها بالمرة........هل تأذيت بالهجوم؟ "
 انا سألته بصوت رقيق احاول ان اجعل من الوضع اقل غرابة بيننا مما هو عليه.


ابعد يده عن وجهه و رفع رأسه ينظر لي بتلك العيون التي لا انفك عن النظر لها بعدها ظهرت ابتسامة صغيرة على طرف شفتيه و قال
" نعم و لا "


رفعتُ حواجبي بِحيرة من جوابه هذا و اخبرته
" ماذا تعني بِ نعم و لا؟ اريد اجابة واضحة. "


ابتسامته اصبحت اكبر
" نعم....انها بخير لم تتأذى كثيراً ولا، لم تتأذى بسبب الهجوم، بل بسبب حملي لِمن أصيب و اعادتهم الى الاطباء، و حملي للكثير من الحجارة و الصخور التي كانت متناثرة في ارجاء القاعة بعد الهجوم. "


  تحت الغِطاء الاسود - Under The Black Cover ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن