الدِيباجة

10.1K 411 61
                                    


أغمضت عيناي اتراقص على أعتاب الخيال...
سافرت بعيدًا مُحلقة بين السماوات.
داعبت أناملي الرفيعة النجوم المتناثرة في خضم الفضاء، كما حلق جسدي بين إبعاده الا متناهية.

جذبني ثُقبًا، والقاَني الأخر.

صنعت بيدي عالمي الخاص ونثرت بقلمي كلماته الهوجاء.
دون ترتيب.
دون إرادة.
و دون عودة.

لم أكن إعلم ان تلك ستكون نهايتي، او ان هذا هو قدري.

وان فعلت؟.

لكنت فتحت ابوابًا وأبوابًا من الجحيم للوصول اليه مرة أخرى دون ذرة ندم واحدة.

عانقت يداي كوبي الدفئ كما فعلت اهدابي مع مقلتاي، سحبت الوشاح الثقيل التف به جيداً لعله قادراً على أحاطتِ ببعض من دفئه.

ولكنه لم يفعل كما هي عادته مع ذلك الصقيع الأهوج، وكما هي خاصتي لجئت لذراعيه اختبئ بينهم سامحة لذاتي باستنشاق رحيقه بنشوة.

أبتسم هو كعادته الدائمة بينما هالته الغامضة تحيطه لا تسمح لاحدً بالاختراق، وكأنه سراً حربي او حتى عالمًا خفياً.

وفي الواقع لم يكن لتلك الهالة سوى الانهيار في حضرتي بل وانفراج ابوابها لاستقبالي الحافل لألقي بذاتي بين جنباتها دون رادع.

قبل رأسي بحب بالغ كما هي عادته كذلك بينما يجلس إمام التلفاز يشاهد به كل شيئًا بأعين لامعة تكاد تفقده وقاره المعتاد، سامحاً لذاته بالخروج من قوقعته إمامي فقط دوناً عن غيري.

لازال هو منبهراً بما يحويه ذلك الجهاز الضخم ولازلت انا منبهرة بلمعان عيناه الداجية كما هو حال اهدابه التي تحيطها بكثافة.

داعبت خصلاته الفحمية بأناملي سامحة لذاتي بأخذ جولة طويلة المدى في أعماق الذكريات.

ذكريات قد مضى عليها بضعة سنوات ليست بالكثيرة.

عندما كنت لا أعلم عن وجوده شيئًا بل و حتى عن عالمه بأكمله.

حينها كانت الأرض بعيدة كلياً عن انفتاح العوالم الأخرى مع بعضها البعض دوناً عنها.

كانت على وشك السقوط في بئر عميق قبل خوضنا حرباً ضخمة، حرباً آخذت معها الأخضر واليابس.

ونحُن فقط من نعلم خباياها.

أنا من فتحت أبوابها ونحُن من أغلقناها.

ولكن هل يكون ذلك السلام أبديًا؟.

هذه هي حكايتي التي تحوي بداخلها حفنة مكثفة من الأسرار، حفنة من خبايا العالم التي لا تظهر سوى لمن يختاره القدر.

•••

رواية تمايلت بين الحقيقة و الخيال لتصنع سطورها الخاصة.

هذه هي رواية... كاوس.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كــاوُس
أمـل أبـرإهـيـم

كاوس || Chaos (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن