الصفحة العاشرة

45 15 4
                                    

سألت فيروز " فيروز آسف إني بتصل الفجر كدا .. يوم وفاة خالك منصور ، نسيت الجاكيت بتاعي في عربيتك و كنت سايب في جيبه حاجة مهمة "
فيروز " متصل الفجر عشان تسأل علي جاكيت يا سيف ، الحاجة المهمة دي مش هتصبر للصبح .. أنا كدا كدا صاحية بس إنت فزعتني "
" الجاكيت فين "
فيروز " في البيت في البلد ، في أوضك ..."
" هعدي عليكي الصبح آخد منك الورق بتاع فتحي و مسدسه "
و أنهيت المكالمة و تحركت إلي الريسيبشن فلاحظت علي تلك الترابيذة الصغيرة في الطفاية مركب ورقي .. ذكرني بذلك الشخص الذي مر علي في المستشفى و هددني ، و هو سبب خروجي مبكرا هكذا لأتدارك الأمور

ذلك الشخص تذكرته وقت عزاء فتحي
كنت أنا و سالم الوحيدين في الصف في ذلك العزاء الفقير من الناس ، رغم النعي في الجريدة .. فقط موظفين الشركة و القليل من أصدقاء فتحي و أعضاء نادي القراءة الذي كنا نحضره معاً .. كنت أعرف الجميع إلا أنني لم أتعرف علي هذا الشخص .. أملت على سالم و سألته عن هذا الشخص الغريب الذي يبدو من و هيأته أنه شخص لا ينتمي لهذا المكان
ذهبت إليه
" إزي حضرتك " . فأجاب ذلك الشخص " الحمد لله تمام يا دكتور سيف "
" حضرتك تعرفني أنا "
الشخص الغريب " لا بس فتحي كلمني عنك قبل كدا "
" كنت تعرف فتحي "
الشخص الغريب " معاك مجدي الجزار ، كان في بزنس بيني و بين فتحي "
" بزنس ! انت بتشتغل إيه أصلاً ؟! "
مجدي " أنا سواق توك توك .. بس كنت أعرف فتحي بيه شخصياً و كان في بيني و بينه خدمات و كدا "
" خدمات و بزنس "
مجدي ، أخرج علبة سجائره و عزم بسيجارة منها ، نوع رخيص من السجائر
" شكراً .. مبشربش كيلوبترا "

مجدي " كان فتحي واعدني بجزء من ثروته في وصيته "
" السجائر دي فيها مخدرات ولا إنت اللي مجنون كدا "

مجدي " ليه الغلط دا طيب يا دكتور " استشاط غضباً و أشتعلت أنا الآخر من الغضب و وقفت " قوم اطلع بره ، يلا "
وقف مجدي و أمسك بالكرافتة خاصتي فأمسكت بثيابه و لياقة قميصه .. و اجتمع الناس ليفصلوا بيننا ... فتركني و تركته عندما شاهدنا ذلك التجمع حولنا
مجدي " أنا همشي يا دكتور ، بس أنا ليا حق و هعرف آخده " و غادر
و بدأ الجميع يحاول تهدأتي
سالم " اهدى يا دكتور ، فرجت علينا الناس "
سيف " واحد مجنون يا سالم ، أنا قولت نوقف أمن علي الباب عشان متدخلش أشكال زي دي "

أخرجت علبة سجائري الLM ، أخرجت منها سيجارة و بالكاد بدأت بإشعالها حتى سألني سالم " أول مرة أشوف حضرتك بتدخن "
ثم أكمل " هو فتحي بيه كتبلك الشركة ؟!"
نظرت له و لسؤاله المستفذ الذي سأله
" سالم ، قوم اقف في الصف قابل الناس يا سالم "

مخلوقات غريزيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن