الصفحة الثامنة عشر

34 12 3
                                    

فاضت عيني بالدموع عندما أدركت ما وصل بي الحال لفعله .. كما لو كنت حيواناً أتصرف في غابة ، نزلت لأسفل و قابلت أبي
" لو كنت عملت ذنب كبير يا بابا أعمل إيه "
أبي " كفر عنه يا سليم " ثم سكت برهة و  أكمل " نفسي أعرف إيه مشاكلك يا سيف ، نفسي أطمن عليك يابني "

" أنا عايزك تعرف إني بحبك و إني كل اللي كنت بعمله إني أبعد دا مش إني بكرهك أو مبحبكش ، لكن كنت عاوز أبقى حاجة تتشرف بيها ، مكنتش عايز أقف قدامك بعد ما تعبت عشان تخليني حاجة كويسة و أكون ضيعت تعبك علي الأرض "

أبي " أنا مش عايز حاجة من الدنيا و لا عايزك تثبتلي حاجة ، أنا عايز أشوفك سليم معافى في حياتك و معندكش مشاكل يا سيف "
أقبلت عليه و إحتضنته
و أحاطني بذراعيه هو الآخر
ثم قبلت دماغه و أخبرته أنني سأذهب بالسيارة لأختي و غادرت مسرعاً بدون أن أستمع لكلاماته التي يخبرني بأن أبقى و أنني مازلت تعباً .. ذهبت إلي قبر أمي قبل خروجي إلي الإسكندرية
بكيت هناك ما تبقى من دموع و إنطلقت إلى الإسكندرية ، إلي المستشفى العسكري التي تعمل فيها فيروز
دخلت لها
و أخذت منها الأوراق التي كتبها فتحي و مسدسه
فيروز " أوعدني يا سيف إنك مش هتعمل حاجة تندم عليها أو تضرك "
" أوعدك يا فيروز إني مش هعمل أي حاجة غلط ، عايز منك بس موبايلك عشان موبايلي فاصل شحن من إمبارح و عايز أطمن أبوكي علي و أنا راجع ، و خلي موبايلي معاكي حطي خطك فيه و إشحنيه "
فيروز " ماشي يا بيه ، هتاخد العربية تاني "
" مشوار بسيط كدا يا فيروز "

مخلوقات غريزيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن