عندما تنظر لشخص و تقول في نفسك أنه قدرك الأوحد ، هذا ما يطلقون عليه الحب من النظرة الأولى و هذا ما أطلق عليه أنا عزة.
كنت أعتقد أنها هي المثالية ، هي المختارة ، كل هذه الكلمات كانت صرخ في عقلي ، لا أعرف كيف حدث هذا فجأة في السنة الرابعة في الكلية ولما لم ألاحظ عزة من قبل .. كان من المفترض أن أكون في الصف الرابع مع دفعتي لكنني كنت لازلت متمسكاً بالثاني ، كنت في السنة الثانية .. تلك السنة اللعينة التي لا تنتهي
كانت فقط تلك النظرات هي كل ما أفعله ، كانت بعيدة المنال عني ، و أنا لم أحوال حتى أن أصل لنجمتها ، لم أخبر عنها أحد سوى فتحي
عندما كنا نصطاد في أحد الأيام
فتحي " لازم تحاول توصلها يا سيف حتى لو فشلت ، حاول "
" أروح أقولها صراحة كدا إني معجب بيها و عايز أتقدملها "
فتحي " أوعي يا غشيم ، البنات بتخاف من الصراحة .. كنت بحب واحدة أيام الجامعة ، كنت متخيل إن الموضوع ده أغرب قصة حب ، لأني حلمت بيها قبل ما أشوفها .. تخيل شوفتها في أحلامي قبل ما أشوفها في الواقع .. و روحت فاجأتها بكل صراحة و بديهية في أول فرصة جاتلي معاها و قولتلها إني بحبها من قبل ما أشوفها و إني عايز أتجوزها ، و طبعاً أخدت الرد بالرفض "
" محاولتش تاني "
فتحي " بعتلها مع واحدة من صحباتها مخطوبة لواحد زميلنا ، قالتلهم إنها مش شايفاني مناسب ليها .. القصص اللي بنقرأها و اللي بنشوفها في الأفلام هي بعيدة عن الواقع ، الواقع خالي من الألوان الوردية وليس من الكوليسترول " و كان يلي تلك الجملة الكثير من الضحكات التي واراها التراب الآنرفضت أن أتجرأ كما فعل فتحي ، فأعطاني القدر فرصة يوم مناقشة كتاب حيونة الإنسان
عندما أخبرنا زين عن حضور ضيف جديد النادي اليوم
فوجئت بها تحضر
زين " أقدملك يا جماعة ، بنتي الدكتورة عزة ، أول مرة تقرأ كتاب و أقنعتها إنها تيجي تحضر المناقشة معانا " فقاطعته " بابا ! مش أول مرة أقرأ كتاب " أصابها الإحراج و إحمرت وجنتيها
كنت أشعر أن الجميع ينظرون إلي ، و كنت أتخيل أنهم سيكتشفون جميعاً أنني متوتر بسبب وجودها
كنت أحاول علي مضض أن أبدو أمامهم أنني غير متوتر و أنني لا أنظر إلي عينيها لكنني كنت منشغلاً بذلك عن كوني منتبهاً لما يقولون ، حتى إنتبهت أن زين يسألني
زين " خير يا دكتور سيف ، في مشكلة معاك "
كنت أتعرق بغزارة " آسف يا جماعة بس عندي مشكلة بسيطة مأثرة علي تركيزي .. آسف يا جماعة أنا مش هعرف أركز خالص " و غادرت
فخرج خلفي زين
زين " خير يا سيف في إيه بس ، لو معاك أي مشكلة إحنا في ضهرك "
" شايلك للكبيرة يا أستاذ زين "مررت علي مستوصف طبي في طريقي ، لأعالج تلك الجروح التي تنزف ..
كان هاتفي تكاد تفرغ بطاريته بسبب رنين أختي و أبيقررت أن أرد علي أبي
أبي " إنت فين يا سليم ، إزاي تطلع من المستشفى و إنت لسة تعبان "
" أنا كويس يا بابا بس معايا حاجة بخلصها بره "
أبي " إنت إتعلمت الكذب يا سيف ، هتفضل تتصرف من دماغك و متسمعش غير رأيك إنت لحد إمتى يا سيف .."
لم أجد ما أجيبه به ، فأكمل " ضيعت حلمك و متخرجتش من الكلية لسة لحد دلوقتي "" كلية إيه اللي بتدور عليها و أنا بدير شركة من أكبر الشركات في مصر ، إنت لسة مش عارف تشوف أي قيمة لقراراتي و إختياراتي "
أبي " أنا خايف عليك يا سيف ، و أنا بشوفك بتتغير كل يوم و تتحول لشخص تاني ، إنت مقتنع إن دي قرارات سيف إبني و تصرفاته ..... إيه اللي يخليك تطلع من المستشفى كدا بسرعة قبل ما الدكاترة يسمحولك بكدا غير مصيبة ، البنت اللي لقوها مقتولة في شقتك دي .. كل دا يا سيف انت شايفه طبيعي "
" أنا مقتلتش حد ، كل مشاكلي و مصايبي دي أنا اللي مسئول عنها و عارف إزاي أنهيها زي ما بدأتها "
و أنهيت اتصالي
و اتصلت بفيروز
" بتقولي لأبوكي ليه إني خرجت من المستشفى "
فيروز " إنت كنت فين الأول ، من الصبح و أنا برن عليك عشان أطمن عليك .. إنت مش عارف يعني حالتك كانت عاملة إزاي لما خرجت .. و وافقنا بس على خروجك عشان تقعد في الشقة اللي كنت فيها "
" يا فيروز في مشوار لازم أعمله عشان المشاكل .. مشوار مينفعش أصبر عليه يا فيروز "
فيروز " فين يا سيف ، طمنا عليك بس "
" في المعادي "
فيروز " إنت بتقول إيه ، في مصر ... سافرت و انت في حالتك دي "
" فيروز أنا مش ناقص غم ، قولتلك في مصيبة مينفعش يتصبر عليها .. "
أنت تقرأ
مخلوقات غريزية
Short Storyالمبادئ لا تتجزأ إذا قررت القراءة عليك التركيز و الإنتباه لكل كلمة و كل حدث قصة غموض و تشويق و جريمة ما يجعلنا آدميين هي تلك الأخلاق و القواعد التي تقيدنا لكننا نملك الإختيارات و غير مقيدين عليك أن تفكر بطريقة واقعية و أيضاً أن توازن الشخصياات كما...