شَهرٌ قد اُختُزِلَ من عُمرِ أبطَال قِصتنَا أم ملحمتَنا ، تلك التِّي تجَاريها روحٌ لمُراهقَةٍ جُرِفَت ضمنَ مسارات مضمَار وعرٍ لاَ مخرجَ قريبَ له ، خِلال هذه الفترة مرَّ الكثير وطُمِر الكثير مثلما هُدِم وشُيِّدَ الكثير أيضا ، زفافها بطاغيتهَا قد تمَّ وما كان ذلك بداية جديدة لعصِر تملِّكِه وفرض سيطرَتِه ضد حُصونها.
وكأيِّ روحٍ شابَّةٍ هي تمَرَّدت لكِنَّها دومًا ما تنهِي حملتَها بخُذلان ورُغم ذلك مازالَت تنتهجُ العِصيان ، كانت فترة مُرهقة لقلبِها ثمَّ مشاعرِها المتأججَة بين مناحي خافقِها بسبب رجُلٍ أقسمَت ألاَّ تنجرف خلَف سِحرِه لكنَّهُ الأقوى، الأخطر، الأعمقُ على قلبهَا الفتِّي.
وهاهي ذي فترَة إمتِحانَاتِها الرسميَّة تهلُّ لترَاها الشابَّة كأُنثى طاغية تتمَايلُ بغجرِية ، لذا ومنذ أُسبوع هي فقط تدرُس وتُزعجُ بيكهيون من كَان يفقِد صبرَه معهَا في الكثير من المرَّات.
رَمَت مينِّي كتابها بغضَبٍ بعدمَا أهلَكهَا التَفكيِر غير قادرةٍ على التركيز ، نظَرت للنَافذَة القريبة من مكتبِها ثُمَّ أسهَبت نظرها للسماء تتذكَرُ ما حدَث قبل يَومَين.
والِدَةُ بِيكهيون قد زارتهُما بحضورها السَّام شأنَه شأنَ حُضور الوسوَاسِ الخنَّاسِ وحَاشيته هي فقط إستغلَّت عدم تواجدِ إبنها لذَا خمنت لما لا تفاجِىءَ الصبيَّةَ بزيارتِهـا ، كانت الوالدَة ذات حضُور قوي كحال إبنِها تمامًا وما لاحظَته أنَّه أخَذَ من حُسن ملامحها قدرًا وفير.