وعلَى شفتيه نَمت بسمة رقصة الشَّياطين على مشارفهَا وببطىءٍ فَتك بما تبقى من ذرّات صبر أخيرة لدى الفتاة ، توقف حينما أقبل عليها وبنفس قد قطَعته داخل رئَتيها طالعته بحدقتيها الواسعتين.
توترت وشعرت كما لو أنّها بجوفِ هوَّة عميقة لا متنفسَ لها بسبب رجُلٍ تلحف الصَّمت لكن لمعان حدقتيه الذِّي ما فتىءَ يتجلَّى أمام ناظريها جعلها تقشَعرُّ لوقع حضوره المهيب ونظراته العميقة إتِّجاهها.
وقف مُقابلا لها ولم يكتفي بل تقدَّم للحدِّ الذِّي سمحَ له كي يحاصِر جسدها بفعل ذراعيه التِّي وضعها على جانبي جسدِها ، تلك الحركة جعلتها تناظرُه بحدقتين متوسعتين وهذا ما جعله يحبس إبتسامتَه لردِّ فعلها.
"لن أعيدكِ لغرفتك قبل أن تعديني الآن."
نظراتها الخجولة والمضطربة تحوّلت لأخرى متسائلة ، عن أي وعد هو يتحدّثُ الآن ما الذِّي يهذي به بللت شفتيها قبل أن تجيبه متسائلة.
"ما الذّي ترمي إليه؟"
"تعلمين جيّدًا ما أقصده ، عديني أنّك لن تلجئي لإيذاء نفسك مرّة أخرى."
زمّت شفتيها وبدت على ملامحها عدم الرضّى وقد كانت على وشك الرّد بما لا يرضيه لكنّه بيكهيون من يقابلها ومن يرمي بسهامه نحوها ، حاولت الثّبات وقد أفلحت بذلك ثمَّ أومأت دون الردّ لكنَّه لم يكن راضيا بل أراد سماع صوتها بدل الإيماء.