الحلقه الرابعه والثلاثون

3K 91 10
                                    

حاول حسين الوصول لأى شئ مع حبيبه ولكن للأسف لم يتمكن من إستخلاص الحقيقه منها وتركته وركضت لغرفتها وإذا بها تتفاجئ بأحمد يجره الأمن فتشنج جسدها ووقفت مذهوله وحاولت أن تهدأ وتتأكد هل ما تراه حقيقه أم وهم فذهبت للإستقبال تسأل عنه وتفاجأت أنه مدير الفندق وقد تم نقله من القاهره منذ أقل من إسبوع بواسطه صافى فصمتت وذهبت بعيدا تجلس على الشاطئ تفكر بالأمر حتى أدركت الحقيقه وقررت الرحيل بعيدا عن الجميع وحينما صعدت لاحظت هذا الحقير يتسلل الى أحد الغرف فأسرعت خلفه لتسمع صوته مع صافى يتشاجران وتحولت مشاجراتهم لصياح لطلب النجده من قبل صافى فدفعت حبيبه الباب ودخلت إليهما
نظرا كليهما لها مصدومين وحينما أخبرها أحمد بالحقيقه ظنا منه أنه ينتقم من صافى لأنها لم تستطع أن تعيده لمنصبه بعد طرد فهد له تفاجئ بحبيبه تلطمه على وجهه وتدافع عن صافى بشراسه فخرج منكس الرأس بينما نظرت لها صافى بحزن وبادلتها حبيبه بنظره إحتقار وهى تلومها لإستغلالها فقرها وحاجتها وأنها ليس لديها من يحميها ثم تركتها وغادرت إلى غرفه حسناء فوجدتها تجلس أرضا تضم قدميها بيدها فركضت إليها تحتضنها بينما تبكى حسناء لحال قلبها المتألم وأخبرتها بكل ما دار بينها وبين فهد وذلك الأحمق وأن قلبها لازال ينبض بإسم فهد رغم كونه متزوج بينما وصل حسين إليهما ووجد الباب مفتوحا وسمع حديثهما فإبتعد وهاتف زيد يريد منه تفسير لما قد قاله سابقا عن سوء ظنه بفهد وكونه غير متزوج فأخبره أن يلتقيا بمقهى الفندق وشرح له كل شئ كيف أصبح فهد ذو سمعه مع النساء رغم عدم إرتباطه بأى إمرأه وحدثه عن عشقه لحسناء وكيف أصبحا هكذا بسبب غبائهما وعنادهما فأخبره حسين أنه من قام بتحذير الفتاتان منهما سابقا فسمعه فهد كفيله بذلك وأيضا إشاعه زواج زيد من صافى ففعل ذلك خوفا عليهما من تجربه حب لن يتحملا فشلها
أعجب كليهما بشخصيه الآخر وقررا أن يصبحا صديقين فكلاهما جاد وصريح
إنتهى ذلك اللقاء وعاد حسين للفندق وإجتمع بالفتاتان وأخبرهما أن زيد وفهد كلاهما لم يتزوج وأنه سوء تفاهم
رغم سعاده حسناء بذلك ولكنها تعذبت سنوات لعدم ثقته فى حبها له فقررت الإنتقام منه بتجاهله تماما ولكن هل ستستطيع
بينما لم تبالى حبيبه فصافى موجوده حتى ولو لم يتزوجا فلن تستطيع الصمود أمامها فى حرب غير متكافئه لذا ستبتعد ولكنها ستمكث هنا حتى عودة حسناء للقاهره فتعود معها وتبحث عن عمل آخر أو تعمل لدى حسين أضمن
بينما عاد حسين للقاهره وتفاجئ بشروق تترجاه للعوده للعمل بشركته علها تنسى آلامها بعد الطلاق فلم يجد مفر من الموافقه وقد تعمدت أن تتعامل معه بود زائد مدعيه الصداقه البريئه لتشعل نار الغيره بقلب أريج
______________
مر يومان وجاء شم النسيم وأثناء إستراحه الغداء قرر زيد البحث عن حبيبه ومحاولة التحدث إليها وعلم أنها مع حسناء فى مسكن الموظفين فرافقه فهد وحينما إقتربا من المسكن إشتما رائحه الفسيخ والسردين والرنجه والبصل نستطيع القول أن زيد على وشك الإختناق
تعجب فهد من ملامح زيد المتهجمه : فى إيه مالك
وضع زيد منديلا على فمه وهو يسعُل : إيه ده إيه الريحه البشعه دى هو فى مشاكل فى الصرف هنا طب ازاى ميتصلحش من حق الناس اللى هنا زى ما بتتعب تلاقى حياه مريحه
سخر فهد منه قائلا : طب باس باس وعاملى فيها أبو العريف وبتقولى أنا مصرى
زيد : طبعا مصرى وأبا عن جدا كمان
فهد : طب اسكت بقى أحسن حد يسمعك وتبقى نكتت الأسبوع اسكت خلينى اسمتع بالعطور دى
زيد بإستغراب : عطور إيه
لوح بيده يجتذب تلك الروائح له قائلا بإستمتاع : عطور شم النسيم
زيد : أنا مش شامم غير روايح تخنق
فهد بيأس : ماهو شم النسيم روايحه كده
زيد : نعم ليه بيشمو بيض فاسد
فهد بسخريه : دا على أساس إنك عارف ريحه البيض الفاسد
زيد : لأ بس بخمن
فهد : وفر تخميناتك وتعالى ولا خليك هنا أحسن وأنا هبعتهالهك بدل ما تفضحنا يا إبن الذوات
زيد : لأ أنا جاى ولازم أفهم إيه الريحه دى ثم انت كمان إبن ذوات
فهد : آه بس الواضح إنى مصرى أكتر منك
زيد : لا والله
فهد : بص عشان ميتريقوش علينا الروايح دى روايح أنواع سمك مملح عشان شم النسيم
زيد بدهشه : سمك دى ريحه سمك مستحيل
فهد : لأ سمك سردين ورنجه وفسيخ
زيد : طب الإتنين اللى فى الأول فهمتهم لكن إيه الأخير ده
فهد : ده سمك أو فى الأصل كان سمك واتملح واتخلل لحد ما ضرب وباظ وبيتاكل مع البصل والليمون عشان مفعوله يبقى أقوى اومال المستشفيات بتستعد فى اليوم ده ليه
زيد بصدمه : نعم
فهد : اومال يعنى بتوع الفسيخ بس اللى يسترزقوا خلى الدكاتره كمان تسترزق
زيد : انت بتتريق
فهد : لأ مبتريقش الفسيخ من الآخر سمك بايظ ريحته لا تحتمل فتخيل طعمه بقى
زيد : إيه الجنان ده وليه ياكلوه هو السمك السليم غالى للدرجه دى
فهد : لأ بالعكس دا الفسيخ أغلى
زيد : كمان
فهد : آه
زيد : طب ليه
فهد : مزاج هو كده البلد دى ماشيه بالعكس السمك البايظ يتلهفو عليه والأنبوبه يختبروها بالنار ويدحرجوها ويحدفوها من العالى كمان والطريق يبقى إتجاه واحد واللى يعدى تلاقيه يبص يمين وشمال فى حين إنه لو اتجاهين ممكن ميبصش خالص ويعدى جرى الحاجه طول ماهيا رخيصه ميعبروهاش وأول ما تغلى تحلو فجأه ويتوحمو عليها وخد من ده كتير
كان يستمع له بذهول مما يقول حتى أتاهم احد الموظفين
- حضراتكم تأمروا بحاجه
فهد : لا أبدا بس حبينا نقضى شم النسيم معاكم ينفع
إبتسم الموظف بترحاب قائلا: بس كده دا حضراتكم تنوروا اتفضلو
مال فهد إلى زيد هامسا : دارى اندهاشاتك دى متفضحناش
دلفوا للداخل وأسرع فهد إلى الرنجه والسردين متلهفا وإستبعد الفسيخ منعا للحوادث بينما إندهشت حسناء منه بشده حتى أنها نسيت أمر إنتقامها وتجاهلها له
حسناء : مكنتش أعرف أن ليك فى الحاجات دى
أحس بالراحه حينما وجدها تتحدث إليه دون حواجز ولكنه لم يظهر ذلك : لأ بقى دا إنتى متعرفنيش دا أنا عاشق اومال صاحبتك فين
حسناء : راحت تجيب عيش أصل الموجود مش هيكفى
_____________
عادت حبيبه بعد قليل تحمل الخبز بينما يقف زيد ينتظرها ويحاول أن يتماسك حتى لا يغشى عليه من تلك الروائح وحينمارآها نسى كل ذلك وركز نظره عليها بينما هى تجاهلته تماما ولم تظهر أى تأثر بوجوده وبدأت تتناول الطعام وكأنه غير موجود
____________
لم تستطع حسناء أن تصمت ولا تحاول أن تستفزه كعادتها : إيه رأيك فى الأكل
فهد : الريحه غنيه عن الكلام
حسناء بمكر : والفسيخ شيفاك مجتش ناحيته
فهد : مبحبوش
حسناء : آه مهواش ذواتى
فهد : دا على أساس إن الرنجه والسردين هما اللى ذواتى ولا إنتى غاويه خناق وخلاص
حسناء : دا مش خناق دى وجهه نظر
فهد : وفريها لنفسك وبعدين ماهى حبيبه شايفها ما بتاكلش منه
حسناء : لأ حبيبه والفسيخ لا يتفقان
فهد : ليه بقى
حسناء : هيا مبتحبوش والرنجه بتاكل منها يعنى بالمعقول لكن عشقها بقى فى السردين الدلع
فهد : شوفتى بقى الحكايه إنها امزجه مش ولاد ذوات
حسناء : عندك حق دى مكانتش بتاكله أبدا لحد ما اقنعتها مره تجربه ومن ساعتها عشقته ومبطلتهوش
فهد : يعنى مستجده
حسناء : لأ دا من زمان لما كنا فى المدرسه
______________
كان زيد يتابع حبيبه بينما تصب هي كامل تركيزها بالطعام وبعد أن إنتهت نهضت لتغتسل وغادرت المكان بينما وقف كصنم بلا حراك وحسناء وفهد يتابعان بدهشه
حاولت حسناء أن تتدخل فمنعها فهد حينما لاحظ خروج زيد خلف حبيبه
زيد : حبيبه
حبيبه ببرود : أفندم
زيد : تسمحيلى بكلمتين بس ياريت فى مكان يعنى بعيد عن هنا ممكن عالبحر لو تحبى دا لو ميضايقكيش
وافقت على الحديث معه فلا مفر من الهروب بينما هو لم يجد ما يعبر به عما بداخله وخاصه أنه لا يعلم حتى الآن ما قصتها مع صافى وقد أخبره حسين ألا يضغط عليها حتى تتحدث من تلقاء نفسها ولم يجد بالأخير سوى أن يخبرها أنه يرغب بالزواج منها
صمتت قليلا تفكر هي لم تتوقع طلبه هذا أبدا ورغم قراراها بالإبتعاد إلا ان قلبها يكاد يقفز خارج جسدها فرحا وتلون وجهها الوردى بالخجل ولم تستطع الرد فتهلل وجهه من خجلها فقد أعطاه أملا فى الوصول لقلبها وهو لا يعلم ان قلبها موسوم بعشقه
تفاجئا كليهما بمن تقف عليها تحتضنها بقوه فقد أخبر حسين تلك البلهاء بما حدث حينما عاد للقاهره فتركت العمل والمنزل وأولادها لدى والدتها وأتت فورا إلى هنا
كان غبائاً من زيد أن يحاول التحدث بالأمر فى وجود أريج فقد أجابته دون الإنتباه لكم الإهانه والإحراج الذى قد تسبب به ردها فقد أعادتها من سماء أحلامها الورديه لصخور أرض الواقع
تلك الحمقاء أخبرته أن حبيبه ليس لها أحد إنها بلا أهل لذا تعتبرها مسؤليتها أختها الصغيره لذا يجب أن يطلبها منها فأنكست حبيبه رأسها خزيا وهى توافق على كل ما تقوله أريج فبالفعل ليس لديها أحد
تعجب زيد بشده لما أريج كان يتوقع إذا وافقت أن تقول حسين ولكن إذا كانت هذه رغبتها فليكن وإتفقا على موعد بعد يومان ولم يخبر حسين ظنا منه أنها ستخبره أو لا ترغب فى تدخله لذا لن يحادثه مادامت هي لم تخبره فهي أدرى بوضعها فغادر فرحا ولا يدرى أنه ترك حبيبه خلفه بقلب محطم فقد تمنت أن يرفض ويطلبها من حسين أو يخبر أريج أنها ليست بلا أهل لأنه سيكون كل أهلها ولن تحتاج لسواه فقررت أن تستمر فى جعل أريج وليه أمرها أمامه لكى تتخلص منه فأريج بلهاء ومؤكد ستدمر الأمر وهي لن ترتبط به أبدا ليس فقد للفوارق الكبيره بينهما ولكن إبنة عمه التى تحاربها من أجله هي أحق به منها فيكفى أنها مقدره له منذ زمن فلا يجب أن تكون السوط الذى يجلد إبنه عمه به ستبتعد حتى تعود الأمور لنصابها الصحيح
_____________
رحبت حسناء بأريج وقضيا يوما رائعا وقد غفلت أريج عن إخبارها بطلب زيد لحبيبه بينما تعمدت حبيبه ألا تخبرها حتى لا تجعلها تتراجع
جلسن على الشاطئ يتسامرن
أريج : جتنا نيله فى خيبتنا التقيله كل واحده فينا حبت طلعلها عفريته عاوزه تاخد حبيبها منها
حسناء : هههه لأ وانتى طلعلك اتنين مش واحده بس
تعجبت أريج غاضبه : ليه هو فى غير المدعوقه اللى معاه فى الشغل
حسناء : فى يا روحى
أريج : مين دى
حسناء : المدعوقه اللى صاحبتيها ولحست مخك
أريج : قصدك مين
حسناء : شوشو
أريج : بطلى عبط أنا مش فاهمه هيا مضيقاكم فى إيه ولا فاكرين إن محدش يعرفنى إلا لمصلحه
حسناء : يابنى بقره الهبابه دى من ساعه ما صاحبتيها وحالك انقلب حسين ومرمطيه وأمك وطلعتى عينها واخوكى وخسرتيه وابوكى وزعلتيه من الآخر عيلتك كلها هتطق منك وعايشه دور المظلومه ودلوقتى بتوقع بينك وبينا ياغبيه البت دى ناويلاك على الأذيه و هتفضل وراكى لما تدمرى نفسك بنفسك
أريج : بلاش أفوره ولا عشان لقيتلى صاحبه غيركم
حسناء : يادى الاسطوانه المشروخه اللى حفظتهالك كل ما ننصحك تغنيها
حبيبه : خلاص ياجماعه انتو كل ما تيجى سيرتها نتخانق
حسناء : مهيا مستفزه سيباها تتحكم فيها
حاولت حبيبه إنهاء الحديث بهذا الأمر فغالبا ماينتهى بالشجار بينهما : أريج مش صغيره وأدرى بمصلحتها وإحنا اللى علينا عملناه حذرناها وهيا حره
أريج : أيوه برافو عليكى أنا حره
زفرت حبيبه بضيق فقد يأست من غباء أريج : يعنى نسيبها تلبس فى الحيط
حسناء : آه عشان تفوق الكلام ممنوش فايده خليها تجرب وتعرف الحلو من المر وتتعلم
حبيبه : بس ياترى هتخسر إيه فى سكتها وهيا بتتعلم
حسناء : تخسر اللى تخسره محدش بيتعلم ببلاش
زفرت أريج بضيق : على فكره أنا لسه هنا فبطلو تتكلمو عنى كأنى مش موجوده
حسناء : ما إنتى مش موجوده فعلا
أريج : تانى مش قالتلك أنا حره
حسناء : طب ياست الحره متجيش تعيطى فى الآخر
إنتهى سفر حسناء وعادت إلى القاهره ومعها البلهاء والحزينه وقد أصرت أريج أن تأخذ حبيبه معها للمنزل ووافقت حسناء لأن ذلك سيجعل الأمور أسهل على حبيبه فهى ستعمل مع حسين
___________
وصلا والدى فهد الأراضى المصريه دون علمه كمفاجأه له فإتصلت والدته لتعرف مكان تواجده
فهد : مش سمعك من الدوشه
جيهان : دوشه شو وينك انت
- فى الشارع راحين نخطب
- شو بدونى لك
قاطعها قائلا : اصبرى بس دا زيد مش أنا
جيهلن بغضب : شو بدون علمى الله بسماه لفرجيكون
- يا أمى ما بدها كل هالزعبره
- اتأدب فهد
- تمام (إلتفت إلى زيد) اتفضل أهى كرفت على آنا فريده
- فهد
- شو
- عم زيد وينه
- ما بعرف
- شو يعنى انت وزيد لحالكن
- أى نعم واهدى كده اما العروسه وصاحبتها يوافقو هنبعتلكم
- شو وين أهل هالعروس
- ماتو
- يالله
- طب اقفلى دلوقتى عشان وصلنا هكلمك بعدين
- وصلتو لوين
استدركته فى الحديث حتى استطاعت الحصول على العنوان وأدركت أن حبيبه وحسناء أصدقاء فقد تكون موجوده هناك واخبرت زوجها فأوقف سيارة أجره لتأخذهم إلى هناك
كانت جيهان ترغب أن ترى عروسه زيد فهو بالنسبه لها ابنها الثانى كما أرادت أن ترى حسناء التى تلهفت لرؤيتها بسبب حديث فهد المستمر عنها فقد نسيت ملامحها منذ آخر لقاء لهما منذ سنوات

رأيكم وتوقعاتكم ؟؟؟
إيمى عبده

صبرنى يااااربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن