الحلقه السادسه والعشرون

2.7K 88 3
                                    

تحدثت حسناء بلهجه غاضبه وعينان تقذف رصاصا بينما تنظر إليها أريج مرتعبه من جديتها القاسيه

أريج بصوت مرتعد : هو فى اييه يا أأ حسناء
حسناء بغضب :اسألى نفسك
حبيبه بضيق :ماتفهمونا يا خلايق ولا هفضل زى الطرشه فى الزفه كده وسطيكم
نظرت لأريج ساخره :المدام ولا أقولك يا انسه أحسن
تعجبت حبيبه مما تقوله:انسه ؟! إنتى بتهزرى ياشيخه دا أنا قولت فى مصيبه صحيح
حسناء😬:أنا بتكلم جد
حبيبه 🤔:جد إيه أريج متجوزه من شهرين
حسناء بسخريه :قصدك على كتب الكتاب والفرح
حبيبه :أيوه طبعا
حسناء :بس الجواز ماتمش ولا إيه يا أريج
بدأ يتسلل الاستيعاب الى أريج أخيرا وأدركت السبب الرئيسى وراء غضب الجميع
حبيبه :أنا مش فاهمه حاجه
حسناء :من الآخر وبالبلدى كده الهانم يامولاى كما خلقتنى
حبيبه :إيه هتشحت
حسناء بغيظ :لا أنا اللى هشحت شاكوش ادق بيه دماغها ودماغك او مفهمتيش
حبيبه :فى إيه باحسناء وأنا مالى
حسناء :أنا على أخرى مش وقت اسئله واستفسارات هنقعد ساعه ندورلك على اجابتها
أنكست رأسها حزنا : أنا أسفه لو بضايقك بأسألتى
حسناء :ياحبيبه الحكايه خطيره ولو مثبتتش برائتها بسرعه هيقتلوها فعلا
أريج .وحبيبه بفزع : ايييه
حسناء :اومال انتى فاكره إيه ياهانم
حبيبه :لأ كده لازم تفهمينى
حسناء :الهانم بعد ما رفضت حسين وطلعت عينه لما حست إنه هيروح منها جريت عليه وخطفته من اللى كانت بترسم عليه
أريج بغضب :خطفته دا إيه دا بتاعى أصلا
حسناء بغيظ :هو كلب لولو بتاعك دا إيه دا بنى آدم يامتخلفه
حبيبه :كلنا عارفين الحوار ده إيه اللى جد
حسناء :اللى جد إن بعد الفيلم دا كله وبعد الفرح والمولد ما إنفض طلعت عين أهله لحد النهارده وملمسهاش
حبيبه :ملمسهاش قصدك يعنى يعاقبها على افعالها يضربها يعنى
حسناء :إنتى من انهى كوكب ياحاجه إنتى اجيبهالها ازاى دى بصى هيا كلمه مش حلوه بس بالبلدى كده محصلش دخله
حبيبه :يعنى إيه
هللت حسناء بصوت عالى :الله أكبر لأ حد يجيبلى كتالوج مصطلحات اطلعلك منه المعانى عشان تفهمى دا إيه اللى أنا فيه ده
حبيبه بهدوء:كلمينى بالعربى
فركت جبهتها تفكر :عربى آه طيب استنى اما افتكر الإسم الصح امممم آه افتكرت ليله البناء
حبيبه :أيوه مالها بقى
حسناء بذهول :ماتمتش
حبيبه :نعم
حسناء :ولا سابته حتى يحط طوبه فى البناء
حبيبه :يخيبك يا أريج عشان كده كله مضايق
حسناء :لأ ياحلوه دا الكل خايف
حبيبه بإستغراب :خايف من ايه
حسناء :من اللى ممكن تكون مخبياه الهانم
أدركت أريج المعنى المقصود فثارت غاضبه : ايه
حسناء : اومال فاكره ايه متجوزه من شهرين بالاسم بس دا لو واحده غيرك كان زمانهم بيباركولها عالحمل مش لسه مش فاهمينلها إن كانت بنت ولا لأ
أريج :يعنى هما فاكرينى رافضه عشان كده
حسناء :وهيكون ليه أكيد خايفه لتتفضحى
حبيبه :هو فى إيه
حسناء :فاكرينها غلطت مع واحد وخلع منها فدورت على حسين
أريج :فشرتى إنتى وهما
اعتلت أصوات العتاب ووصلت لمسامع امها فوجدتها فرصه لتواجهها صريحه
أم أريج بغيظ :اومال رافضاه ليه يامقصوفه الرقبه محدش جبرك عليه ولا هو عجوز ولا بخيل ولا بيضربك ولا بيخونك بيحبك وشاريكى وانتى اللى جريتى وراه
أريج : مهو عشان كده دا مجرد ما رفضته راح دور على غيرى فى ثانيه ولما رجعتله نسيها هوا أضمن منين إنه ميسبنيش عشان غيرى
أم أريج :يامتخلفه مهو راحلها عشان قفلتيها فى وشه
أريج :اديكى قولتيها يعنى مهنش عليه يحاول معايا تانى
حسناء :إنتى هبله يابت إنتى إنتى زعلانه عشان راح لغيرك ولا عشان سابها عشانك
أريج :الاتنين
حسناء :مينفعش الاتنين يافالحه
حبيبه :بس يا أريج حسين بيحبك واللى عرفته إنه كان مدمر نفسيا بعد رفضك له وحسناء ووالدته اللى ألحو عليه يهاودهم عشان ترجعيله بدل ما أعصابه ادمرت بسبب رفضك له واللى فهمته ان اللى وقفت معاه فى فرح زياد هيا اللى بتجرى وراه على حد قولك وانك لما رجعتيله ردتيله روحه وعقله
أم أريج :الله يفتح عليكى اهى صاحبتك جابتلك من الآخر
أريج :كده طيب
هرولت مسرعه لخارج الشقه
هتفت والدتها خلفها:على فين يامعتوهه
استدارت لها أريج ترمفها بتحدى :مش انتو عايزين كده خلاص
ثم صعدت الدرج مسرعه
حسناء :هيا طالعه فين دى
أم أريج :الحقوها يابنات بدل ما تعمل كارثه تانيه
لحقا بها سريعا فوجداها تدق جرس شقه عمها
أم حسين :خير أيوه جايه فى إيه إيه ده أريج خير
أريج :فين حسبن
أم حسين :حسين فى شغله وزمانه جاى خير يا بنتى إنتى كويسه
أريج :آه ممكن استناه
أم حسين :بيتك ومطرحك اتفضلو يا بنات
حسناء :هه آه لأ اوووف معلش ياطنط أنا هنزل اطمن امها خليكى معاها ياحبيبه
أريج :لأ انزلى مش عاوزه حد
حسناء :براحتك يلا بينا
نزلتا لأمها وطمأناها وانتظرن سويا حتى يعود حسين ويرين ماذا سيحدث
اغلقت أم حسين باب الشقه وإلتفتت لأريج لتجدها حائره تدور بلا كلل ويظهر عليها التوتر الشديد
أم حسين :إنتى كويسه يابنتى
أريج :أيوه
أم حسين :طب اهدى واقعدى
أريج :حاضر
بمجرد أن جلست أدار حسين مفتاح الباب ودخل وحينما أغلق الباب فوجئ بها تقف أمامه
حسين :أريج
أريج :تعالى
هرولت إليه وامسكت يده تجره للخارج وصولا لشقتهما
أريج :افتح الباب
حسين :هو فى إيه
أريج :افتح وهتفهم
فتح باب الشقه بحذر فأفعالها المفاجأه منعته من التفكير أو الرفض وبمجرد أن دخلا الشقه أغلقت الباب وامسكت يده مره أخرى تجره إلى غرفه نومهما واضاءت المصباح والتفتت اليه فاتحه ذراعيها
أريج :اتفضل أنا قدامك اهوه اعمل ما بدالك فيا
حسين : نعم
أريج :إيه مش دا اللى انت عاوزه ولا فالح بس تخلى الكل يتهمنى فى شرفى
أدرك مقصدها فحاول ألا ينفعل
حسين :يا بنت الناس الأمور مبتمشيش بالشكل ده
أريج :اومال بتمشى ازاى فهمنى
حسين :بالرضا والمحبه يا أريج بهدوء الحكايه مش سلق بيض
أريج :اااه قول كده بقى انت عاوز تستمتع
بدأ مخزون صبره على النفاذ فإسلوبها يضغط على قدرة تحمله
حسين بهدوء محاولا كبح غضبه : أريج دا جواز يعنى شركه العمر كله بينى وبينك وزى ماليا حق ليكى حق وزى ما من حقى انبسط من حقك إنتى كمان مش معنى إنى عاوز حاجه أجبرك عليها أو استعجل وأضرك أنا وانتى براحتنا محدش بيجرى ورانا والموضوع ده خاص جدا بينى وبينك ومحدش من حقه يدخل
أريج :والله إيه اومال ليه قومت العيله عليا وفهمتهم إنى مُلعب وماشيه على حل شعرى وبدبسك فى غلطتى مع غيرك
حسين :لا ياهانم إنتى اللى عملتى كده فى نفسك لو جيتى دوغرى وقولتيلى مش عاوزه واسبابى كذا وكذا مهما كانت الاسباب تافهه كنا هنتناقش ونحلها بينا وأنا عمرى ماضغطت عليكى فى حاجه يبقى هجى فى دى وأعمل كده بس إنتى عملتى أفلام ملهاش لازمه ودخلتى الدنيا فى بعضها وصلت بيكى تأكلينى فحم بالكدب وأنا اللى بقول معلش مسيرها تتعلم أهى بتحاول ومش عاوز اكسفك طلعت مفرقش معاكى متعرفيش إنى بسبب حرقك للأكل حصلى مشاكل فى معدتى وروحت للدكتور خدت دوا ولما أكلت تانى حالتى سائِت وعملى غسيل معده وبطلت اكل منه زعلتى واتقمصتى مخدتيش بالك من تعبى ولا سألتنيش ولا مره دوا إيه اللى بتاخده ده فالحه تروحى لأمى تشكيلها إنى مبكلش معاكى على أساس إنك بتاكلى معايا من أصله كل ما أرجع البيت تقوليلى اتأخرت وجعت وسبقتك أقولك عادى طب كلى معايا حاجه خفيفه افتحى نفسى أى وقت أرجع فيه سوا بدرى متأخر تقولى نفس الكلام واتاريكى بتاكلى أول ما أمك تخلص الأكل وتيجى تسمى بدنى بالمحروق قاصده لانه مستحيل يفحم كده كل مره ومصعبتش عليكى ولا مره دا لو كلب ضال فى الشارع مش هيهون عليكى ياشيخه اتقى ربنا بقى جرالى منك دا كله وجايه إنتى اللى تتظلمى
أريج :حسين أنا أنا مش عارفه أقولك إيه
جلس حسين حزينا بعدما ألقى بشكواه فجلست أمامه ممسكه بيديه تحاول أن تسترضيه
أريج :أنا اسفه أنا كنت وحشه أوى معاك ومستعده لأى تعويض بس متبعدش عنى أنا من غيرك ميته
حسين بضيق :بعد الشر عنك آه يا أريج لو تعرفى أنا بحبك أد إيه مكنتيش تعبتينى دا كله
أريج :حقك عليا خلاص بقى خلى قلبك أبيض وسامحنى ونبتدى من جديد بس اصبر عليا أنا أنا خايفه
حسين بصدمه :خايفه ؟! منى ؟!
أريج :لأ آه قصدى من الموضوع كله حاول تفهمنى
تنهد قائلا :فاهم ومقدر وأنا معاكى واحده واحده كل مخاوفك دى هتنتهى
أريج :تفتكر
حسين :أكيد وأنا مش هيأس واطمنى عمرى ما هجبرك على حاجه إنتى مش عاوزاها وصدقينى الحكايه مش بالفظاعه اللى إنتى متخيلاها
أريج :لأ دى أفظع منتش متخيل اللى سمعته وعرفته
حسين بإستغراب: سمعتيه وعرفتيه من مين ؟!!
أريج :من شوشو دى بتقولى فضائع مش فاهمه إيه متعه الراجل وهو بيذل مراته والاسم جواز
حسين :ليه هيا قالتلك إيه بالظبط وتعرف هيا إيه عن الموضوع ده من أصله اللى أعرفه إنها متجوزتش
أريج : صحباتها اللى اتجوزوا حكولها
حسين بسخريه : لا والله يمكن على العموم صوابعك مش زى بعضها وزى ما فى ستات متخلفه زى شوشو دى فى رجاله اغبيه زى الاشكال اللى تعرفها
أريج :الله وبتشتمها ليه دى صاحبتى
حسين :ابعدى عنها يا أريج البنت دى مبتحبكيش وبتغير منك
أريج : بلاش جنان دى صاحبتى
حسين :مهو باين بتملى دماغك بأفكار غلط
أريج :لأ مش غلط
حسين :لأ غلط لو زى ما بتوصفلك كانت الناس بطلت جواز
أريج :ياسلام مهما مجبرين
حسين :ومين اللى جابرهم
أريج :أهلهم طبعا
حسين :ليه إنتى كان حد أجبرك
أريج :لأ بس ماكنتش أعرف وأكيد غيرى ادبس عشان ماكنوش يعرفو
حسين :دا إيه العبقرية دى كلها ويعنى بالعقل واحده اتعرضت لكده هتسيب بنتها تعيش نفس مأساتها
أريج :مهيا بتجوزها عشان تسترها ومتشلش همها
حسين :اديكى قولتى الجواز ستر لكن اللى شوشو بتقولهولك دا فضايح بإسم الجواز مجازر لناس لاتعرف دينها ولا تفهمه بلاش أنا بلاش أصحابك اللى بجد بلاش أهلنا متسمعيش لنا هاتى المصحف واقرى فيه واقرى التفسير والأحاديث الصحيحه هتلاقى دينا بيعلمنا إن المعامله تبقى باللين وبالمعروف بالرضا وإن الأمر دا يبقى بين الزوج وزوجته مش تذيعه لأمة لا إله إلا الله
بدأ شعاع النور يصل الى عقل أريج
أريج :وانت مقولتليش كده من الأول ليه
حسين بغيظ:وانتى كنتى سألتى ولا لمحتى حتى
أريج :أنا غلطانه واسفه أوى أوى ممكن تسامحنى
حسين :بس ياريت تكونى اتعلمتى الدرس ومن هنا وجاى تسألينى على طول مش تفترضى أمور فى خيالك وتحاسبينى عليها
أريج :حاضر بس أفهم من كده إنك سامحتنى
حسين :وهو أنا أقدر ما اسامحكيش دا غيابك وجعلى قلبى
أريج : ياحبيبى يا حسين
هجمت عليه راكضه وأمطرته بالقبلات السريعه والأحضان حتى أوقعته من الكرسى ووقعت عليه
صاح حسين متألما :اااه أوعى أنا غلطان إنى بسامحك أوعى هتكسرى دراعى
أريج :😣كده اخص عليك دا أنا حتى ريشه شيلنى وهتشوف😊
حسين :هفكر اما افك الجبس بعد ما كسرتى دراعى ياريشه

هدأ الوضع بينهما نسبيا وقرر حسين أن يترك لها مساحه من الوقت حتى تقرر مصيرهما سويا وأبلغو الجميع بصلحهما وعلت أصوات الزغاريد من حسناء وأم حسين مباركه للم شملهما مره أخرى

رأيكم وتوقعاتكم ؟؟؟
ايمى عبده

صبرنى يااااربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن