أحببناها مريمية (١)

39.3K 580 62
                                    

كان صباحًا باردًا بعض الشئ ، معبَّأ بالغيومِ والضباب .. كانت تستلقي تحت الغطاء الدافئ الذي يحميها من تلك البرودة .. أجبرها صوت رنين الهاتف المزعج الذي اعتادته كل صباح على إخراج يديها من أسفل الغطاء لتُجيب بصوت ناعِس :
- ساعة بس يا مريم .. سيبيني أنام ساعة واحدة بس كمان .

مريم بصوت بدا الانزعاج به :
- ياحبيبتي فيه حاجة اسمها السلام عليكم .. يلا أنا هقفل وأتصل تاني وسمعيني كده هتقولي إيه .

أنهت حديثها مع إغلاقها للخط وهي تبتسم بمكر .. ثم عاودت الاتصال مجددًا ليأتيها صوت صديقتها من الجانب الآخر :
- السلام عليكم يا مريم .. ممكن تسيبيني ساعة واحدة بس ؟

مريم بابتسامة ظهرت في صوتها :
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ياختي .. و لأ مش ممكن عشان عندنا محاضرة ضريبيبة الساعة تسعة .. ياريت بس ما تكونيش ناسية إن الدكتور بيدخل تسعة بالظبط وبيقفل وراه باب المدرج .

أروى :
- خلاص يا مريم خلاص .. انتي طيرتي النوم من عيني أساسًا .. يلا هجهز وأعدي عليكي .

مريم بتذكير :
- إن شاء الله ها .

أروى بتأكيد :
- إن شاء الله .

أغلقت أروى مع مريم وهي تتثاءب بكسل .. لكنها استعاذت من الشيطان لتستعد بنشاط من أجل يوم جديد مليء بالمحاضرات الجامعية ..

بينما خرجت مريم من غرفتها بعدما أغلقت المصحف ووضعته في مكانه بجانب مقعد غرفتها الإسفنجي والذي صنعه لها أخيها خصيصًا .. خرجت من غرفتها بهدوء وقامت بإعداد كوبٍ من الحليب الدافئ .. ثم ذهبت واغتسلت قبل أن ترتدي ثياب الجامعة والتي تتكون من فستان أسود اللون متسع من الخصر إلى الأقدام .. ومن أسفله بنطال أسود .. يحمي قدميها من الظهور إن حدث وصعدت إحدى الحافلات الخاصة بالمواصلات .. ويعلوه حجاب رقيق هادئ من اللون البيج والذي يتناسب مع لون حزام الفستان الذي يأتي على الخصر ..

قامت بترتيب حقيبتها بما يلزمها من أجل اليوم الدراسي .. وفي هذه اللحظة طُرق باب غُرفتها ليطل عليها أخيها الأصغر ذو السنوات الخمس بعدما أذنت له بالدخول .

مريم وهي تفتح ذراعيها له :
- حبيب قلبي صحي .

ألقى سفيان بنفسه بين أحضانها وهو يتحدث بصوت ناعس :
- ما تنسيش تجيبيلي معاكي حاجة حلوة .

مريم وهي تعبث بخصلاته الطويلة :
- إن شاء الله مش هنسى يا غالي على قلبي .. بس انت اتوضيت وصليت الصبح ؟

سُفيان ببراءة :
- لأ أنا لسه صحيت دلوقتي وهصلي حاضر .. بس ما تنسيش ماشي ؟

مريم وهي تقبل جبينه :
- مش هنسى إن شاء الله .. ها هتصلي كام ركعة ؟

ضم بين سبابته والوسطي وهو يُجيبها :
- هصلي دول .

مريم بتساؤل :
- ودول كام ؟

أحببناها مريمية   ( ٣ أجزاء ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن