#كلمة_قدر
#أحببناها_مريمية_٣#الحلقة_الثامنة_عشر
يجلس أمام غرفة الكشف الخاصة بمريم .. ينتظر خروج الطبيب وهو يشعر بالإرهاق الذي أصبح باديًا عليه بوضوح .. لا يبدو عليه تقدم العمر والإرهاق سوى بمرض مريم أو إصابتها بأي سوء .. كيف لا وهي شريكة عمره ودربه .. صديقته .. حبيبته .. أمه .. أخته .. الحياة التي يحياها ..
بينما يجلس بجانبه ابنه الذي لا يختلف حاله عن والده كثيرًا .. فوالدته هي بئر أسراره ونصيحته الأولى والأخيرة .. صديقه الصدوق .. ليست مجرد أم .. لقد نجحت في احتوائه وجعله صديقها وابنها وحبيبها .. كانت تتعامل معه في كل موقف بشخصية مختلفة .. تجيد أن تكون أمًا تحتويه وتحتضنه وتهدئ من اضطرابه وتعطيه جرعة حنان تكفيه العمر بأكمله .. كما تجيد أن تكون أختًا تشاكسه وتمازحه وتتفق معه على إتمام مقالب عديدة في والده .. وتجيد كذلك أن تكون صديقًا .. صديقًا يستمع له بكل صدر رحب ويهبه النصيحة دون مقابل .. صديقًا يشاركه همومه وأحزانه .. أفراحه وأتراحه ..
وعلى الجانب الآخر يجلس إسلام الذي يحاول تهدئة توتره وخوفه واضطرابه .. كيف له أن يحتمل فقدانها .. لقد كانت له الأم والأب بعد وفاة والديهما .. لقد كانت ونعم الأخت التي لم تتوانى عن جعل أخيها يفخر بها بين الجميع .. لقد كانت له الدفء حينما يشعر ببرودة العالم .. كانت الحياة .. ولا تزال الحياة .. وسيفقد الحياة إن فقدها .. فيومه لا يكتمل سوى برؤيتها .. حياته لا تسير بطبيعية دون صوتها .. لن يحتمل .
وبجانبه يقبع سفيان الذي يحاول قدر الإمكان أن يكون متماسكًا وألا يترك العنان لعينيه .. فهو يود الإنفجار باكيًا .. لقد كان الناصح والصديق للجميع .. لكنها هي من كانت صديقه الوحيد .. لقد كان رجلًا قويًا متماسكًا أمام الجميع .. بينما أمامها فهو يعود للطفل ذو السنوات الخمس الذي لا يهنأ أو يطمئن سوى بين ذراعيها .. يكون الرزين الحكيم مع الجميع ويعود إليها طفلًا يحتاج النصح والإرشاد .. إنه لا يكف عن مناداتها بـ " أمي " .. وهي له كذلك حقًا .. لن يستطيع فقدانها .. لا لن يستطيع ..
لم يشعر بدموعه التي تسللت عن جفنيه تركض في طريقها إلى لحيته الخفيفة .. ليجد من يحاوطه بقوة ويربت على ذراعه ..
إنه جود .. حبها .. عشقها .. حياتها .. جنتها على الأرض .. أطلق العنان لضعفه وتشبث بثياب جود بقوة .. ليشعر جود بمدى ضعف الجميع دونها .. أخذ يردد بالدعاء وسفيان يؤمِّن خلفه ..فُتح باب غرفتها ليطل الطبيب ويركض تجاهه الجميع متسائلون عما حدث معها ..
تنهد الطبيب ليتحدث بنبرة تحمل بعض الغموض وهو يسأل بروتينية وهدوء :
- مين جوزها ؟جود باندفاع :
- أنا .. أنا جوزها .ربت سفيان على يديه بقوة ليتابع الطبيب :
- المدام حامل .. وعشان فوق الأربعين بس في بعض المخاطر على صحتها هي والجنين .. بس ان شاء الله ما يحصلش غير الخير .. أنا طلبت لها بعض التحاليل والأشعة عشان نتأكد من كل حاجة خاصة إن فيه حاجة غريبة ظهرت أثناء الكشف ولازم نتأكد منها و ..
أنت تقرأ
أحببناها مريمية ( ٣ أجزاء )
General Fictionإنها نصائح لكل قارئ وقارئة أكثر من كونها رواية متداوله ..