2_

28K 681 27
                                    

الفصل الثاني.

استيقظت مريم وهي تنظر للفارغ فكل يوم تستيقظ فيها انسان ليفتح عيناه علي اشعه شمس ساطعه تبعث لامل جديد ليوم جديد و كان هذا حلم مريم التي تحلم بهذه الحريه كل يوم لتنهض و تنظر من نافذه غرفتها من خلف الستاره ،اجواء كئيبه غيوم سودا تكسو حولها باليأس، وتتامل نفسها في المرآه بضعف لتشعر بانها امراه عجوزه قد تعدت الاربعينات جسد وروح و شخصيه انها مكسوره بكل انواعها
لتهطل دموعها الساخنه علي خدها تتنفس بعمق كبير لن تنعم بيوم بتذوق طعم الحريه بعيده عن ضاحيه الظلام بسبب معاناتها مع والدتها التي حتي يومنا هذه لا تفهم هي هل هو خوف عليها اما عدم ثقه بها اغمضت عيناها بأسى و ذهبت للخزانه وتخرج ملابسها و لترحل للخارج
***

في شركه عاصم السوهاجي لينظر مالك الي نانسي وهو يشعر بخففات قلبه تنبض بشده لها فقط ليس غيرها فهو يبحبها بل يعشقها منذ ان جاءت حتي تعمل معه وبدأت بأسلوبها المثير الماكر تتقرب له حتي وقع في عشقها
قبل أن يتحدث هو أستمع الي صوت والده خلفه يقول:
- ايه اللي بيحصل هنا ده بالضبط                                   التفت مالك له بنظرات مذعورة أراد أن يتحدث أو يفهم والده أنه قد أساء الفهم إلا إن نظراته الاشمئزاز تؤلمه ، مظهره الان في عين والده لذلك فضل الصمت فهو في النهايه من اخطأ وعليه تحمل جميع العقبات ولم يكن يجب عليه الإقتراب من نانسي بذلك الشكل وبالاخص بداخل مكتب العمل ،لم يصدر منه شيء سوى إيماءة صغيرة تدل على شرح موقفه و قائلا بتوتر:
- اا بابا اهدي و ماتفهمش غلط
ابتعلت نانسي ريقها بصعوبه وتوتر هي الاخري ليقول عاصم بغضب وبصوت عالي قليلا:
- افهم ايه وهي في حضنك بالشكل ده
هتف مالك بإرتباك وخوف :
-بابا وطئ صوتك احنا في الشركه
هز رأسه بخيبة أمل ليقول عاصم بلهجه امر وهو ينظر لها :
-اخرجي بره وسبيني مع ابني لوحدنا
هزت رأسها نانسي باحراج على حديثه دون أي إعتراض دون أن تتفوه بأي كلمة لتتقدم وتخرج من جانباه بتردد وترحل من المكتب وتتركهم ليجلس هو على المقعد المواجه لها مكملاً بنبرة عميقة :
-وانت ما تسكتش واتفضل فهمني اللي انا شفته ده ايه؟     
***

بداخل منزل زينب كانت تجلس أعلي الأريكة  مقرفصه وهي تحمل بيدها طبق من بلاستيك بداخله حبات البطاطس وهي تحمل سكين حاد  وتقشر البطاطس للغداء ثم استمعت زينب الي صوت طرقات علي باب منزلها لتنهض و تذهب لتفتح الباب لتقابل بوجهها ام سمر قائله :
-صباح الخير كنتي نايمه ولا ايه:
- هو اللي عنده بنت بينام يا فاطمه ادخلي
دلفت فاطمه للداخل و جلست قائله بعدم فهم :
-ليه بس مالها البنات                                          
أغلقت زينب الباب وتقدمت لتجلس امامها بعد ان اغلقت الباب قائله بصوت حاد:
- ما لهمش اهو النهارده اخر يوم ونخلص من الهم ده
ابتسمت فاطمه وقالت بمزاح :
-طب ده لسه في جامعه ولا مش هتدخلها كمان كفايه دخلتيها سنه متأخرة
هتفت زينب بجمود:
- انا لو عليا نفسي ولا اخليها تدرس و تخرج من البيت و تبقي قدام عيني علي طول ٢٤ ساعه 
هزت راسها فاطمه بعدم رضا من طريقه تعاملها مع ابنتها الوحيده لتقول :
-قدام عينيك اكتر من كده هو انتي سايبها تاخد رحتها بره بيتك حتي 
تنهدت زينب بقلق بالغ عليها قائله بحزم :
-لازم اعمل كده يا فاطمه دي بنت وانا لوحدي معاها
قالت فاطمه ببساطة :
-بيتهيالك طب ما انا كمان عندي بنت بعمل اللي بتعملي ده
لوت شفتيها باستهزاء تردد بضيق مكتوم:
- لا تفرق انا لوحدي معها وابوها مات  انما انتي جوزك ربنا يخليهولك معاكي يعني في راجل في البيت
نظرت إليها فاطمه وقالت بعتاب:
- ليه بس يا زينب كده حرام عليك البت مبتعرفش تتنفس من غير اذنك حتي ده انتي مربيه لها الرعب والله ده مريم طيبه و متربيه كويس مش دي اللي تتخاف عليها
هتفت زينب باصرار وقالت بجفاء :
-كده احسن طول ماهي خايفه مني هتخاف تغلط 
هزت راسها لها بيأس وقالت فاطمه بجديه:
-  مش دايما يا زينب ساعات من كتر خوفنا بنغلط
***

ندم قاتل (كامله) لــ خديجه السيد  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن