قصه رقم 15

60 11 1
                                    

كان اخر مريض يدخلي العيادة.. كان جي مرتبك والقلق واضح في عينه قولتله
-- اقعد يابراهيم .. اقعد وقولي مالك !
فضل متردد لوقت كبير وبعدها ولع سجارة وفضل يحكي في هدوء .. ازاي انتهي بي الامر انه يبقي في عيادتي وقال
" كل حاجة بدات لما هاجمني صداع غريب ، مش الصداع المتعارف عليه .. لا ! لا يادكتور ده صداع من نوع تاني اشبه مايكون بشخص بيضرب بدماغك بمطرقة مش مجرد الم في الرأس لا ده مصاحب ب اصوات غريبة اول مرة اسمعهاا .. ولما بغمض عيني بشوف ارقام ، ارقام غريبة ! بتكون كانها هتفجر جمجمتي ، كانت طريقة واحدة ال قادرة علي سكات ال صداع ، بس مش هتكلم في التفاصيل دلوقتي ! ال هقوله ليك ممكن يكون صادم ، مش عارف ممكن يكون جالك مريض قبل كده بيشتكي من صداع مبيسكتش غير لما يأذي اي مخلوق او لا .. لكن انا بامل انك تكون دكتور مبيحكمش علي مرضاهم وبيحفظ الخصوصيات حتي لو بتشكل خطر علي المجتمع .. علي العموم انا كنت فاكر ان سبب الصداع مرض جسماني نتيجة الارهاق قلة نوم او عمل اكتر من اللازم .. ، روحت دكاتره ومستشفيات وادوني مسكنات للالم ، بس .. بس ده مجبش اي نتيجة ، وفضل الصداع اللعين جوا جمجمتي ، واكتشفت طريقة اسكات الصداع صدفة .. في حدثة مش بحب افتكرها .. وبحس بالاشمئزاز من نفسي كل مبتيجي في بالي .. كانت اول مرة اقوم بفعل شنيع زي ده .. عايش عازب في احدي المنازل في القرية المجاورة ، مكان ميصلحش للعيش قبلت بي مضطر مدام محدش بيزعجني .. بيتي في احد الشوارع المطلة لحارة شعبية ، مش هقدر اوصفلك كمية القمامة وبما ان مليش رفيق فلقيت رفقتي مع القطط الضالة ، بتيجي قطط الحارة كلها في المساء عند بيتي عشان اطعمها .. و في يوم ضرب الصداع جمجمتي وانا بقدم الطعام للقطط .. مسكت راسي واعتصرتها عشان تسكت مفيش فايدة .. فضلت اخبط في الحيط مفيش اي فايدة .. دا ذاد اكتر ، كانت احدي القطط بتتمسح في رجلي ، كان ده بيسير اعصابي وينرفزني .. مسكت القطة وخنقتها ، خنقتها بقدر ما كان الصداع بينسف جمجمتي لحد مماتت .. وساعتها الصداع راح !! وعرفت ساعتها ان مرضي مش داء جسماني ده عقلي ونفسي وعشان كده جتلك ..
.
السكوت والسكون غطي انحاء الغرفة لفترة بسيطة .. وطبلت منه بعدها طلب..
-- احكيلي يابراهيم عن طفولتك ..
اخد نفس من السجارة وبص للصقف كانه بيحاول يتذكر الماضي .. وقال
"" طفولتي كانت بائسة ووالدي كان ..

كان مختصر كلامه انه علاقته بوالديه مكنتش جيدة ومكنش في تواصل ، بالاضافة لجسمه الهزيل ال ادي لضربه من زملائه المتنمرين في مدرسته والحي ال بيسكن في .. وكان تحليلي لحالته وصداعه انه انعكاس من ال شافه من ظلم وتنمر فاتولدت رغبة في الحاق اذي لمخلوقات ضعيفة عشان يشبع غريزته ويبين قوته ويقهر ضعفه ال جواه .. ولما كنت خلاص هقوله ال علاج ال نمشي عليه ! قاطع كلاماتي وقال

" في شيء محكتوش ليك .. وفي الحقيقة انا خايف وقلقان فده ممكن ينهي حياتي بس انا واثق فيك .. قرات مره في علم النفس ان لو ارتكب الشخص شيء بيبقي من السهل ان يعمله تاني .. والحادثة دي مكنتش الاخيرة ، بقيت احتفظ بالقطط في بيتي ، وكل مبشعر بصداع كنت بخنق قطة عشان اهدي وارميها في القمامة ..

وقف عن الحديث وبان عليه القلق والارتياب فعلا .. بس كمل وقال
""وتدريجي بقي الامر يذداد الصداع مبقاش يكفي خنق ثلاث قطط متتالية ! و في يوم عطله كنت في البيت وقتلت عدد قطط عمري ملبغت العدد ده قبل كده والصداع مبيهداش وكان اطفال الحي قدام بيتي بتلعب كورة القدم .. الكورة دخلت من شباكي وخبط طفل علياا .. اديته الكورة بس الطفل شافني وان عرقان وايدي ال مرتعشة من قوة الصداع وسالني
- عمو انت تعبان ؟
صرخت في وجهه وقولتله يمشي .. يمشي حالا ..! الصداع فضل ماسك في دماغي مكنتش عارف ايه الحل ! بعد ساعة غابت الشمس وغاب معها اطفال الحي معادة طفل واحد نديت عليه وجه.. خنقته !! خنقته لحد مسبته جثه هامدة .. كنت حاسس بالسعادة ! قريت في مرة تعريف السعادة وهو عدم الشعور بالم .. بس لما فوقت من الاحساس ال انا في ادركت خطورة موقفي !! انا قومت بجريمة قتل !! شلت الجثة وحطيتها في الدولاب .. وفضلت ابكي علي السرير .. وشاع خبر اختفاء الطفل .. ولكن من ساعتها الصداع مهجمنيش .. ودي كانت اطول مدة ميهجمنيش فيها الصداع .. بس المدة مطولتش الصداع رجع امبارح والمرة دي القطط مش كافية !!! انا بحاجة لخنق اطفال اكتر .. وده ال انا مش عايزه .. ده ال انا مش عايزه يادكتور .. عشان كده انا جيت ليك ، وهي دي القصة كاملة ..""

خلص كلامه .. وبقيت انا صامت .. بحاول هضم ال انا سمعته بس مش قادر .. كنت فعلا سمعت خبر اختفاء طفل ، في القرية المجاورة ، وبداء الخوف يدخل جوايا ، وفجاة بدا يرتعش ويعرق ، ويمسك راسه بايده ، وكانت دي اول مرة اشوف نوبة زي دي ، قولته ان يهدي ويخليني افحصه ! بس هو مدنيش دقيقة واحدة وجري من العيادة .. نزلت وراه اتابعه بدون ميعرف .. لحد موصلت للشارع بتاعه ، خرج مجموعة مفاتيح وهو بيصرخ ، كانت المفاتيح كتير ومتشابهين وهو مش مركز .. فمقدرش يمسك نفسه ورمي المفاتيح بعصبيه وهو ماسك دماغه ، بص للقمامة ال قدام ال بيت .. كان بيدور في علي قطة .. وانقض علي واحدة ومسكها .. بعد لما لقي واحدة مسك راسها قدام عيني ، مكتفاش بخنقها بس .. ده فصل راسها عن جسدها ..! ، رجعت العيادة ، مكنتش عارف اتصرف .. اتبع شرف المهنة ولا ابلغ الشرطة ! .. وبعد تفكير طلبت الشرطة ورحت معاهم البيت .. في شقته لقينا رؤس للقطط في سله النفايات .. ولكن الاهم لقينا جثة الطفل في الدولاب زي مقال .. ولما قبضوا عليه وجروه للبوكس .. كان بيبصلي بعتاب ونظرات مرعبة ..

ومن الوقت ده وهو بيزوني في احلامي حامل مجموعة قطط من ذيولها .. وبالنظرة المرعبة بيبصلي ، وبدا يظهرلي بين المارة في الشارع وفي العيادة بشوفه ماسك راسه .. لحد ملقيته بيجي من العدم في بيتي ! ويقولي وانا بلعب مع قطة بنتي الصغيرة "" اخنقهاا "" واتحول اللعب لاني اخنقهاا فعلا ولحسن الحظ ان بنتي دخلت عليا عشان تفوقني من الا وعي ال كنت في ..هربت القطة من بين ايدي .. وبنتي خافت مني ومشيت من غير متتكلم .. والنهاردة اول مصحيت !! لقيت الصداع ال وصفه المريض ده بغزو دماغي !! صراخ خبط .. ارقام .. بكتب القصة دي والصداع هيقسم دماغي نصين !!! بكتب عشان لو زوجتي وبنتي لقوني بعمل جريمة قتل النهاردة انهم ميصدقوش .. ميصدقوش ان انا ال عملت كده ، دي مش ارادتي الحرة ..

قصص عن العَالم الثالث(السفلي) 😈🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن