قصه رقم 20

51 5 0
                                    

- دكتور .. انت لازم تشوف حل انا ابني بيضيع ، ابني بيتخيل احداث غريبة ، بيتخيل اشخاص مش موجودة ، انا مستعد ادفع اي حاجة بس يتعالج ..

ده كان كلام اب ليا طلبني بالتليفون وقالي انه محتاج يقعد معايا ، وان ده كشف منزلي ، في اغلب الاحيان انا مش بروح كشوفات منزلية ، بس الرقم ال كان عرضه كان كبير  ، بيقول ان ابنه بيتخيل اشخاص مش موجودة وبيعيش معاهم ، والموضوع اتطور وبقي متوحد جدا ومكتفي بالعالم بتاعه  ..! وعشان كده طلبت من الاب اني اقعد مع ابنه لوحدنا .

-- ازيك ياعلي ، اممم انا عارف انك هتبقي ساكت بس انا لازم اتكلم معاك شوية ..
- تعرف انا هتكلم ليه ..
-- ليه ياعلي ! ..
- عشان هي عايزاني اتكلم بتقول انها عارفاك ..
-- امممم طيب متقولي هي مين وعرفني عليها ! ..
- هي مش واحدة هما اتنين .. بس هما مش عايزين يقولوا اسمهم ليك ..
-- طيب احكيلي ياعلي .. احكيلي اتعرفت عليهم ازاي ؟ وعلي فكره انا صاحبك اهو مش دكتور وهسمعك ..

فضل يبص في انحاء الغرفة .. كان بيكلم الفراغ ، بيكلم ناس مش موجودين ! .. مرضاش يحكيلي هو اتعرف عليهم ازاي .. ، مرضاش يتكلم تاني .. خرجت من غرفة علي  وحددت يوم تاني للجلسة التانية ، بس طول الطريق كنت بفكر .. بفكر في حديثي مع والد علي لما خرجت من غرفته  ، كلام والد علي فكرني بسر قديم .. سر ديما  .. كنت بساله عن تصرفاته ، قالي

- علي ملوش اصدقاء  طول حياته بيرسم .. رسمه جميل ، بس بيرسم بنتين معاه ديما .. وديما كنت اسئله مين البنتين دول يقولي اصدقائي ! الموضوع بدا يتطور وبقيت الاقي بيكلمهم بليل .. بدا يعمل افعال غريبة ، بدا يخرج في وقت متاخر من غير منعرف ..! ، انا موجهتوش اول مرة لما اكتشفت انه حاطط مخده !! .. علي سريره !  بس تاني مره رقبته ، وشوفته داخل مزرعة قديمة مهجورة .. ساعتها شخط في وقولتله رايح فين ؟ .. اخدته من ايده ، وفضل يحكيلي ان رايح مع البنتين ، حولت اعرف مين البنتين دول ! معاه في المدرسة الدروس ؟ طيب ازاي اهلهم خلوهم يخرجوا في الوقت المتاخر ده .. كان النتيجة صفر !! علي ملوش اصحاب .. عرضته علي كذا دكتور ولقيت الموضوع بيتطور .. لحد مشوفتك في التلفزيون وكلامك عن الطب النفسي .. مكدبش عليك !! .. انا حسيت ان حد قالي بهمس هو ده !! .. عشان كده كلمتك ومن ساعتها وانا حابس علي في البيت

-- استاذ فاروق معاك رسم من ال رسمه علي ..
- معايا

لما اداني الرسم ارتبكت .. ارتكبت وايدي اترعشت وقولتله هجيلك ان شاء الله تاني ..!
سوقت عربيتي .. روحت الجيزة مقر بيتنا القديم ! فضلت قدام بيتنا ، خايف اخش .. خايف اخش بيت طفولتي وذكرياتي !! .. كلام الولد في ذهني ..
تعرف انا هتكلم ليه ..
-- ليه ياعلي ! ..
- عشان هي عايزاني اتكلم بتقول انها عارفاك ..

كنت بفكر كتير مدخلش .. بس دخلت !! سمعت صوت صرير الباب القديم وهما بيفتح .. افتكرت طفولتي كلها ، افتكرت اختي رحمة .. واول حاجة دخلتها هي غرفة اختي رحمة ال اختفت وانا صغير .. دخلت غرفتها بدور علي راسمها .. وانا بدور سمعت صوت ! صوت جي من الصالة .. بيقول

-- يوسف .. وحشتني جدا !!

كنت خايف .. خايف حتي اخرج !! نور الصالة اتفتح .. قفلت علي نفسي الباب كويس ، معرفتش انام الليلة دي .. انا ايه ال رجعني تاني .. ايه ال جابني تاني !! .. ليه ، ها ليه بحاول افتكر حاجات قديمة !! .. مانا كنت نسيت .. نسيت وقولت ان .. ان اختي كانت مريضة !!

فضلت علي تأنيب نفسي طول الليل وانا بسمع اصوات مخيفة !! .. وحاجات ترعب !! .. لحد ماول ضوء نهار طلع لقيت نفسي بخرج .. بخرج بهدوء تام ..

فكرت اني مهتمش بالمريض ده .. او ابوه ومردش تليفوناته تاني ، بس كنت حاسس اني لو سبته هيحصل نفس ال حصل !! .. وعشان كده اتصلت بابوه .. وقولتله انا محتاج علي يقعد معايا في البيت وانا هقدر اخلي يتعالج ..! ..  ابوه رفض في البداية بس باقناعي وافق بضمانات ..!

وجبت علي البيت ، كان بيرسم ! بيرسم وبيكلم البنتين دول ! .. كان ديما يقولي جملة
-- هما عارفينك اوي علي فكره ياعمو يوسف .. وحبينك عشان انت مصدقني ..
-- هما فين يايوسف .. جمبك ؟
- اها هما قعدين ..
- طيب انا هحكيلك قصة قديمة .. هما عارفينها كويس بس انت مش عارفها !! بس ملهاش نهاية بس معاك انت .. انا هعرف نهايتها !! .. حابب تسمع
- ياريت

ساب الرسم من ايده وبقي يسمعلي .. كنت متاكد ان مش هو بس ال بيسمع ..

من ٣٠ سنة ياايوسف انا اتولدت .. كان ليا اخت اكبر مني اسمها رحمة ، كانت زيك كده ملهاش اصحاب ، وبردو بتعرف ترسم ،  لما كبرت شوية وبقي عندي ١٠ سنين رحمة اتغريت ! بقيت تكلم واحده مش موجودة ، كانت بتقول ان اسمها .. فاتن .. قولت الاسم و سكت عشان ابص علي ملامح علي ال اتغيرت .. !  واتكلم وقالي

- انت .. انت عارفها ، يعني انا مش كداب ..!!

خليني اكملك .. عشان واثق انهم بيسمعوا !!  رحمة كانت ديما تقولي ان ليها صديقة اسمها فاتن كانت ديما بترسمها ، بترسمها بدرجة شبيها منك .. نفس الفستان الازرق نفس الضفرتين ، ونفس العروسة .. كنت بفتكرها ساكنة جمبنا ، بس مره قالتلي اطلع عشان فاتن هنا ..!  مكنتش عارف ايه ال بيحصل  بس ديما كانت تقولي ان فاتن عايزني اساعدها ، وفي يوم حسيت ان رحمة قامت من جمبي ، وصحيت علي صراخ ماما وهي بتقول رحمة راحت فين .. ومن ساعتها رحمة مجتش تاني ..  اخر مرة شوفتها كانت لابسة بيچامة حمرة .. زي مانت رسمها كده بالظبط !! مش عارف .. مش عارف عايزين منك ايه ، بس ال انا عارفه  اني مش هسيبك ..

شوفته وهو خايف .. كان ملامح علي باين الخوف ..! كنت حاسس اننا مش لوحدنا في البيت !! واتاكد من ده لما علي صرخ وقال مليش دعوة بي .. !!

كنت حاسس ان الليل هيحصل في حاجة ..! وعشان كده سمعت الباب وهو بيفتح !! .. جريت ، كان علي ، فضلت اراقبه في صمت ! ..مشي كتير جدا فوق ال ١٠ كيلو .. واتوقف عند مزرعة قديمة .. دخل المزرعة فضلت وراه بين الاشجار ..  مشي اكتر جوا .. لحد موقف قدام شجرة .. وقدام الشجرة دي .. طلع ورقة وفضل يرسم ..!   ونام ! .. كان شبه مغيب او ماشي وهو نايم .. قربت من المكان ..عشان الاقي جثتين نايمين جمب علي متحللين  .. كانت بنت لابسه فستان ازرق وماسكه عروسة .. جمبها جثة  بنت لابسة بيچامة حمرة .ومربوطة في الشجرة .. عرفت انها رحمة .. رحمة اختي ال اختفت من ٢٠ سنة ومعرفناش نوصل لطريقها  .. !!

قصص عن العَالم الثالث(السفلي) 😈🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن