قصه رقم2

287 21 2
                                    

الدكتور نصحني اني اكتب مذكرات باحداث اليوم بتاعي ، اسواء ٣ سنين عدوا عليا في مستشفي الامراض النفسية والعصبية ، قبل مدخل مكنتش عارف ال بشوفه ده حقيقة ولا انا فعلا كنت مريض ؟ .. بس انا كويس

بس انا دلوقتي كويس ، انا اتعالجت ، انا كويس .. علي فكرة انا ال سلمت نفسي للمستشفي ، متستغربش انا ال سلمت نفسي لان مهما كان ال هشوفه فيها اهون من ال في الشقة ! .. الشقة ال ورثنها انا واختي التؤام روان بعد موت ابويا وامي  ، كان حمل تقيل عليا اوي .. اختي روان كان مريضة نفسية ، احيانا بتقفل علي نفسها الاوضة بالايام .. مكنش بيطلعها من الحالة دي غير والدي .. بعد موته الوضع بقي اسواء .. بقيت تقعد بالايام متفتحش الاوضة ، حتي مبتشوفنيش وانا راجع من الشغل بس انا كنت كده مرتاح ، كنت  بطمن عليها واعرف انها صاحية في علامات زي مثلا

صوت التسجيل ال شغال علي ام كلثوم وهي بتغني معاه ونور الاوضه ال مفتوح .. لحد مكنت راجع في يوم من الشغل وشوفتها ، كان بقالي شهر مشوفتهاش .. بس قبل مكتب متخدش علي كلامي اوي ، انا دلوقتي كويس ! .. انا كويس وبكتبلك حاجة قديمة ..

شوفت روان وهي خارجة من اوضتها .. روان كانت ٨٠ كيلو ال  كنت شايفها  متتجاوزش ال ٤٠ .. وسالتها

-- روان وحشاني جدا ..

مكنتش بترد عليا .. ابتسمت ودخلت الحمام .. كانت صعبانة عليا ، وهي ١٥ فقدت امها وهي في ال ٢٠ فقدت والدها ..كنت عايز احاول ابقي ابوها وامها بس مش عارف .. مش عارف او خايف .. اه كنت كنت خايف منها بسبب كام واقعة قديمة مكنتش بتكلم فيهم مقولتهمش حتي في المستشفي ، بس هكتبهم ! عشان انا بقيت كويس .. الدكتور كمان قالي اكتب عشان هتحس براحة ، فعلا انا مرتاح .. انا حاسس براحة كبيرة وانا في الصالة بكتب .. 

روان من واحنا صغيرين غريبة ، بتكرهني ..! او انا ال حاسس انها بتكرهني عشان انا بكرهها ، لا انا كنت زمان بكرهها دلوقتي لا! .. كانت طفلة مرعبة ، في يوم بابا جابلنا قط صغير اسمه كاسبر ..  كنت مرتبط بي جدا ، سمعت في مرة صراخة الساعة ٢ بعد منتصف الليل قلقت وقمت .. بس ال شوفته رعبني ..! شوفت روان كانت ماسكة القط و .. وبتدبحه بالسكين !! صرخت بس لما بصتلي مكنتش هي ؟ .. اه مكنتش هي ! كانت عنيها غير عنين روان .. مفيش السواد دي عنين بيضة تماما .. والدي ووالدتي صحيوا  وشافوا المنظر ده .. واتفاجوا !  والدي كان بيزعقلها وهي بتضحك ، بتضحك ضحكة غريبة .. ساعتها والدي بص لوالدتي بصة مفهمتهاش ! .. بس فهمتها بعدين لما حاول يكتفها ومقدرش ! وبعدها جاب عم وائل جرنا ومقدروش ، وكان صوتها غريب .. فضلت احلم بصوتها فوق الشهرين .. واصحي مفزوع .. واصحي خايف ، بس ده كان زمان ، ده كان وانا طفل انااا .. انا دلوقتي ؟ دلوقتي كويس ..

بعد ايام والدي كان بيجبلها شيوخ في المنزل وبيتنا اتحول لضيافة ، الشيخ فلاني .. الشيخ العلاني هه .. مكنتش طايق البيت .. ولا طايق الصوت ال بيطلع منها .. ولا طايق صراخها ! .. البيت كان بيتشقلب حاله لما الشيوخ دي تيجي .. كل حاجة بتتغير ، الانوار بتطفي والجدران احيانا بتشقق ..  كانت نفستي بتدهور كنت بدات اخاف من كل الناس ، عشان كده بابا سفرني عند عمتي في المنصورة .. كان خايف عليا .. ساعتها كان عمري ١٣ سنة فضلت فوق السنتين .. ورجعت لما امي اتوفت ..

ابويا اتكسر ، مبقاش يتكلم بعد موت امي .. بس اختي روان كان تقريبا اتحسن حالها وبقيت احسن ، وعشان كده انا قررت ان افضل في القاهرة .. ديما والدي كان يقعد معايا ويقولي

-- ابراهيم خلي بالك من اختك انا مش هعيش العمر كله ، اختك روان سليمة مفهاش حاجة متخفش منها ..

بس انا وافقت ارجع مش عشان روان بقيت كويسة ، عشان انا وحشني والدي .. وخلصت الثانوي ودخلت الكلية ، كان ليا صديق مفضل اسمه عبدلله ..  كان ديما بيجيلي البيت ، بقيت انسي الوقت معاه .. ياما كنا بنسهر ونخرج ويمكن ده ال حسن حالتي من القرف ال كنت بشوفه .. بس الصدمة لما مات في حادث سير ، حسيت اني رجعت وحيد تاني ومليش حد غير ابويا .. ابويا الوحيد ال انا بتكلم معاه .. وال بقي ميتكلمش كتير .. وكان الغريب انه عادي جدا لو روان قفلة علي نفسها الاوضة اسبوع .. وتخرج بعد متحب ، روان كمان مكنتش بتفتح لحد غيره .. او انا محولتش حتي اخبط عليها الباب ..

وبعد موت والدي ، بقيت انا وهي لوحدنا ..  انا وهي في شقة .. كان احساس مرعب بنسبة ليا .. كل حاجة قديمة كانت بتخوفني منها كانت في بالي .. بس كنت برتاح جدا لما هي بتبقي قفلة اوضتها .. واليوم ال فتحت في اوضتها انا مرتحتش .. روان كانت ناقصة جامد في الوزن .. شوفتها وقولتها

-- روان وحشاني جدا

ابتمست ومردتش ودخلت الحمام .. دخلت اوضتي وانا برقبها بطرف عنيا .. كان الحمام مفتوح ، بتكلم نفسها في المراية .. حطيت الهيدفون في ودني .. وقولت اغير هدومي .. بس سمعت صرخة جيا من الحمام .. كنت متردد افتح الباب ولا لا .. بس فتحت الباب .. روان كانت داخله اوضتها سالتها

-- روان كان في صوت صراخ ، كان في اي حاجة

وقفت وبصتلي فوق ال ١٠ ثواني بدون تعبير وبعدها ابتسمت ودخلت اوضتها .. كل التعب راح مني من نظرتها ، كل الارهاق مبقاش موجود في جسمي ولقيت نفسي بطلع موبايلي و بتكلم مع مديري في الشغل وانا بقوله ..

-- مستر عزيز انا حابب انقل الشيفت اليلي ..

كنت عايز ابات برا .. مكنتش حابب وجودي في البيت.. قعدت علي سريري وانا مش جيلي نوم .. سمعت خطوات في طرقة الصالة متوجهه ناحية اوضتي .. في ماية بتلق قدام اوضتي !! .. في صوت صراخ برا .. هو في ايه ؟ .. بس بعد دقيقة فهمت .. ده مش صوت ماية .. ده جاز .. البيت كان بيولع .. واوضتي كانت بتولع ومش عارف اخرج .. من حسن الحظ ان غرفتي فيها بلكونة وانا في الدور التاني نطيت ..!  المطافي جت وطفت الحريقة .. معرفتش اقول السبب ..! خصوصا ان روان لقوها محروقة في اوضتها .. حسيت بنهيار وسلمت نفسي للمستشفي من ٣ سنين .. والنهاردة  اول مرة اشوف الشارع من ٣ سنين .. عمتي فيها الخير ظبطت الشقة وجابت عفش جديد ، معتبراني ابنها خصوصا انها مبتخلفش .. عملت كده اما عرضت اعيش معاها في المنصورة بس انا رفضت ، انا بكتب دلوقتي وانا كويس ..

بكتب زي مالدكتور قالي ، قالي انك بتحب القهوة ، اقعد في اي وقت انت بتحبه واكتب في ال نفسك في .. اكتب هتحس نفسك كويس .. البيت كله انواره مقفولة .. معادة غرفة روان ..! سامع صوت التسجيل ، شغال علي اغنية ام كلثوم .. وكمان صوت روان بتغني ..!! انا بكتب ، بكتب وبحاول ابقي كويس زي مهو قالي مش عارف .. مش عارف !! انا سامع صوت زقزة باب روان بيفتح .. لا .. لا لا انا شايفها قدامي بتبصلي .. انا مش كويس"

قصص عن العَالم الثالث(السفلي) 😈🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن