قصه فى ضيافة الجن (البارت التاني )

40 3 2
                                    

وصل خالد إلى أهله و انشغل مع أصدقاءه لكنه أبداً لم ينسى تلك الطفلة... خفتها جمالها عبقها و غموضها...
صورتها تستحوذ على مساحة كبيرة من تفكيره...يتمنى أن يراها مرة أخرى...يتمنى أن ينظر إلى عينيها...لم يكن خالد كعادته بين أهله...بل كان مشغول البال... لا يدري ما الذي يجعل صورة الطفلة راسخة في ذاكرته...وعلى غير العادة, تمنى أن تنتهي العطلة الأسبوعية سريعاً ليعود إلى مقر عمله فربما يصادف الطفلة مرة أخرىأصبح يرسم صوراً و أحداثاً في عقله...تارةً يتخيل أنه لو لم يحضر ذلك الفتى لذهب بها إلى أهلها و وبخهم...تخيل أيضاً أنه يدخل القرية دخول الفاتحين و هو يحمل الطفلة فيستقبله الجميع بالشكر و العرفان...تخيل والدة الطفلة مهرولة إليه باكية فتحتضن الطفلة و تشكره على صنيعه...ثم تخبره بأنها فقدتها من أيام ثلاثة...و تخيل فتاة في ريعان الصبا تقترب منه فتقبل رأسه و دموعها قد سالت على خديها...تخيل أن هذه الفتاة هي أختها فتعجب بشهامة خالد ثم تحبه و تتعلق به...و كانت هذه أكثر صورة استحوذت على تفكيره و رسمت قراراً يتخذه لاحقاًوتارة يتخيل أن أهلها يغدقون عليه بالمال والمجوهرات شكراً وعرفاناً ...لكن يعود خالد إلى واقعه... فيحتسب عند الله ويسأل الله أن يجعل ما فعله لوجهه خالصاً لا رياء فيه ولا شبهه...ظل خالد على هذا الوضع حتى انتهت العطلة الأسبوعية وحان وقت عودته إلى حيث عمله...أنطلق خالدا من رحلة العودة وهو يدافع صورة الطفلة من خياله...حين أقترب خالدا من نفس المكان... شعر بحاجة ملحه للتوقف... حاول أن يتجاهل هذا الشعور ويمضي في طريقه لكنه عجز عن ذلك...فكَّر أن يتوقف ليقضي حاجته إلا أنه كان يحاول الصمود حتى يصل إلى أقرب استراحةصورة ولحدة في خيله تحكم تصرفاته...كان يتخيل شقيقة الطفلة..., فتاة جميلة تتعلق برجولته و شهامته دوناً عن كل شباب القرية فتحبه و يحبها ليصورا أجمل قصة حب في تلك الصحراء...أخيراً قرر خالد... سيتوقف ... يجب أن يقضي حاجته... لن يستطيع أن يصبر دقيقه واحده , فربما يرى ما يتمنى.... . ! ! وربما كان يقنع نفسه...توقف خالد في نفس المكان الذي ظهرت منه الفتاة وجه سيارته على خارج الطريق وأضاء الأنوار العالية ليجدها أرضا منبسطة جرداء ممتدة بمد البصر....أرض خالية...لا شجر فيها ولا بيوت شعر...أدار مقود السيارة وأتجه بها إلى الجهة الأخرى...الجهة التي ظهر منها الفتى وغاب فيها بعد أن أخذ الفتاة...توقع أن يرى شيئاً في هذا الاتجاه...نزل من سيارته... ألقى نظرة فاحصه شامله ليعود إليه بصره بلا شيء...ارض خاليه...جلس خالد وقضى حاجته... وما أن انتهى وقفل راجعاً إلى سيارته حتى تسمر في مكانه...رأى شخصاً واقفاً جوار سيارته... تقدم قليلاً ليجده ذات الفتى...تلفت خالد يمنه ويسرى قبل أن يوجهه كلامه إلى الفتى قائلاً: أنت؟ من أين أتيت؟!!!أشار الفتى إلى البعيد ودون أن يتكلم ...كان الفتى يرتدي ثوباً طويلاً جداً...همهم بكلمات غريبة قبل أن يقول لخالد بصوت أقرب لأصوات الرجال: ماذا تفعل هنا؟!!كان صوته أكبر من سنه بكثير...أجاب خالد: أردت أن أقضي حاجتي وأرى في أي الجهات قريتكم...قال الفتى مباشرة: إذن فلنذهب فوالدي يتمنى أن يشكرك على صنيعك..لم ينتظر الفتى جواب خالد بل فتح باب السيارة من جهة السائق وركب... قضى وقتاً وهو يجمع ثوبه قبل أن يرمي بنفسه على المقعد الآخر... نظر إلى خالد وأشار له بأن يركب...ركب خالد السيارة وهو يسأل الفتى: في أي اتجاه؟... أشار له الفتى قائلاً من هنا!!! شعر خالد بأن رائحة الفتى قوية نوعاً ما... كان جالساً وقد جمع الزائد من ثوبه أمامه... ليتبين لخالد أن الثوب طويل أكثر مما يتوقعه العقل...نظر الفتى إلى خالد وهو يقول: هل أتيت لتراها؟!!لكن ما أن نظر في عيني الفتى حتى لاحظ أمراً غريباً... سرت قشعريرة قوية في جسده... نظر خالد إلى عيني الفتى ليجدهما بلمعان عيون القطط... لاحظ الفتى تركيز خالد في عينيه فأغلقهما لبرهة قبل يفتحهما فيجدها خالد بلون أبيض مشع لا سواد بهما أقنع خالد نفسه بأنه يتوهم.... رأى الفتى علامات التعجب في وجه خالد فأغمض عينيه من جديد... فتحهما فرآهما خالد كعيون البشر قبل أن يشيح الفتى برأسه مشيراً لخالد أن يسلك اتجاه الوادي...شعر خالد بأنه في مكانٍ نسيه بني البشر...بدأ يشعر بخوفٍ لم يعرف كنهه...خوفٌ من المجهول... من العالم السفلي...لكنه و رغم ذلك يحاول أن يقنع نفسه بالعكس...سار خالد بسيارته في الوادي وهو مسلوب الإرادة... يعجز عن التوقف يعجز عن الكلام أيضا...دخل خالد بين جبلين عظيمين وفي الأمام جبل آخر يغلق الطريق...طلب الفتى من خالد التوقف... فقد وصلا إلى القرية... ترجل الفتى فتبعه خالد...نظر إلى الخلف فرأى أنه بين جبال أربعة...سار الفتى وخالد خلفه لينزلا إلى منطقة منخفضة عن الوادي...ما أن نزل خالد حتى رأى القرية أمامه...قرية مظلمة إلا من بعض الأضواء المنبعثة من أمام أبواب المنازل...هناك بعض الفوانيس الضوئية موزعة على أرجاء القرية...منازل صغيرة متباعدة...هدوء غريب و سكون رتيب... كانت خطوات الفتى سريعة فأسرع خالد للحاق به...انعطف الفتى بعد أول منزل في القرية فهرول خالد ليدركه...وما أن انعطف خالد حتى شد انتباهه مشهد غريب...رأى رجل ضخم الجثة يجلس القرفصاء و قد ربطت إحدى قدميه بسلسلة كبيرة مثبتة إلى جذع شجرة شامخة...ظنه خالد في بادئ الأمر مجنوناًإلا أن قدم الرجل الأخرى كانت مربوطة بسلسلة أصغر لكن نهايتها رُبِطت حول رقبة شاة سوداء......يتبع......في الجزء القادم سنعرف قصة هذا الرجل و ماذا فعل مع خالد...و سنعرف كيف تطورت الأحداث و إلى ماذا آلت إليه الأمور...

قصص عن العَالم الثالث(السفلي) 😈🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن