طفلتى..!

65 5 12
                                    

ركب سيارته وجرى بأقصى سرعة وهو يكاد أن يموت خوفًا...يُفكر فى كل شيء..في زوجته التى انقطع صواها فجأة وفى ابنته..ما الذي حدث لها؟
وفيما سيقوله اصحاب القناة الذي تركهم و جرى دون أن يفهمهم شيئًا..أو فى المعجبين والصحافة الذين لا يرحمون!

-لا يهم شيء الآن..المهم طفلتى!
قالها وهو يضغط على أسنانه وقد احمر وجهه .

زاد من قبضة يده على المقود حتى كاد أن يُنتزع فى يده.

وصلت السيارة أمام المستشفى فى دقائق بعد الكثير من الانحرافات التى فعلها ليتفادى الحوادث..
نزل منها مهرولًا وجرى وهو يطوي الأرض طيًا!

صعد الى غرفة ابنته ليجدها نائمة وبجوارها على سرير كبير أمها..!

-ماذا يحدث؟
لِما طفلتى نائمة الآن و ما الذي حدث لچوليا؟
-وجه سؤاله إلى الممرضة العابسة الواقفة فى ركن الغرفة-

لم يصله منها رد وزادت ملامحها امتعاضًا...اقترب منها وظل يصرخ بها و هو يحركها بعنف من كتفيها:
-أجيبيني ماذا حدث...لِما أنتِ صامتة؟
ما...لماذا تبكين؟
ما يدور فى عقلي ..قد حدث!
-قال جملته الأخيرة وقد اتسعت عيناه و بهت لونه-
ظلت تؤمى الممرضة وقد انفجرت باكية قائلة:
-نعم،....ماتت طفلتك.
انفجر ضاحكًا على ما قالته وكأنه لم يسمع خبرًا لو نزل على جبلٍ لفتته.
ظل يضرب يدًا على يد وهو يضحك بشدة هدأ قليلًا و قال و هو يمسح دموعه التى نزلت من فرط ضحكه:
ها هى تلعب معى مجددًا....
بجملة واحدة فقط ستصحو هى فقط تُريد أن تقلقني!

اقترب من سرير طفلته وهو ينظر إلى الممرضة ويقول مؤكدًا:
سترين.. سترين.

-طفلتى..ها قد جئت لكى بنوع الشيكولاتة المفضلة..ومعى دب الباندا الصغير خاصتك!
-قالها وهو يُخرج ميدالية صغيرة من جيبه على شكل باندا-

-اصحي واثبتي لهؤلاء الحمقى أنكِ حية...هيا حبيبتي لا تُقلقيني..!

طفلتى أرجوكى ...
-قال كلامه الأخير وقد عُقِدا حاجبيه من فرط رعبه وظهر البكاء فى نبرته-
مد يده ببطء وانهاك ليتحسس يدها وقد تأكد من موتها...يدها التى كقطعة تلج..صدرها الذي توقف عن العلو والهبوط..

-قلبها لا ينبض...ما هذا؟
-قالها صارخًا وقد وصلت يده لقلبها -

انفجر باكيًا بجانبها وظل يصرخ باسمها حتى سمعته المستشفى كلها..
رفعها من السرير ووضعها فى حضنه ...ظل يحتضنها بشدة وهو يرتعش من فرط البكاء و الصدمة..
شعر بحياته توقفت..
ماتت فرشاة تلوين الحياة السوداء خاصته!
فقد جزءًا من حياته و قلبه..

كانت الأفكار تطوف بعقلِه مرات أنها ستموت قريبًا ...كان يتمنى أن تموت تلك الأفكار..فماتت هي!

جثت الممرضة على ركبيتيها قائلة له بحزن:
أرجوك اهدأ سيد ڤير..تمالك أعصابك ..أنت مُراقب الآن!

لا تنخدع بضحكاتى!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن