" و قد ظهر اليوم النجم السينيمائي ڤير سينج فى موقعِ تصوير فيلمه القادم، و لكن ما لفت انتباه الجميع هو اصطحابه لمساعده جورج فقط،
و عدم وجود زوجته معه..
يبدو أن هناك أمرًا ما نحن لا نعلمه!
و لكن هل يُخفى شيء فى هذا الوسط الفنى مهما صَغُرَ أو حاولوا؟ "كان ڤير جالسًا يُشاهد الأخبارَ بعد يومٍ طويلٍ مُتعِب فقد كان اليوم الأول فى تصويرِ فيلمه الجديد و كان اليوم الأول لمغادرتِها المنزل أيضًا!
مُمسكًا بكوبِ الشاي بيدٍ و بالأخرى مُمسكًا بقطعة كعك.
لمح جورج قادمًا عليه فقال مُستهزءًا و الطعام مازال فى فمِه:
-انظر ماذا قال هؤلاء المنجمون!
بسبب عدم قدوم جوليا معى اليوم بدأوا فى تخمين أن هناك مشكلةً ما..
لم يُفكروا بتاتًا فى كونِها مريضة ربما أو مشغولة بشيء ما.. كل ما وقعت عليه أفكارُهم الحمقاء هو وجود مشكلة!
-أغبياء!
"رد جورج و هو يجلس بجوارِه على الأريكة"-ما بِكَ جورج؟
"سأل فير و هو ينظر إليه مُحدقًا و قد لاحظ تغيره"-هناك أمرًا ما أخفيناه عنك جميعًا!
-ماذا تقصد ب"جميعًا"؟
"سأل ڤير بقلقٍ"ابتلع يقه بصعوبةٍ و قال و هو يُخفي وجهه عنه:
-أن البطلة.. ليست من أخبرك بها المُخرج و ترددنا كثيرًا قبل أن نقول لك الحقيقة فعزمنا على عدم إخبارك بها و تركك لتواجه الأمر الواقع حينما تراها!فتح ڤير ثغره مندهشًا و قال بألمٍ:
-هل تقصد أنها..لم يُكمل كلامه فأومئ لها جورج خائفًا من ردة فعله"
ترك كوب الشاي و البسكويت من يديه و نظر إليه بألمٍ و قال:
-لست قويًا كفاية لأُُسيطر على نفسي حينما أراها..
أنا فى أمس الحاجة لرؤيتها و إحتضانها بشدة ثم قتلها كما...
كما قتلت قلبي!
"قال جملتَه الأخيرة و قد بدأت عيناه تدمع"رجع بظهرِه إلى الخلفِ ثم استند برأسِه على الحائط و أكمل و قد تحشرج صوتُه:
-لقد جرحتني و دمرتني شر تدميرا و هى ترفض حبي بكل برودٍ من أجلِ الرجل ذي الشيبِ و المال!منذ أن كنتُ طفلًا أبلهًا يُحب زميلةً له فى الفصلِ حتى صرتُ شابًا يُحب زميلةً له فى المعهد الفنى!
هى نفسها بتغير صوتها و شكلها و تفكيرها هى من سحرتنى ثم حرقتني بنارِ تبلدها..
هى من تجنبت رؤيتَها منذُ تزوجت و حتى الآن..
و الآن و فى وقتِ حزنى و تألم قلبي على فراق جوليا -حتى لو لم أكن أحبها- سأضطر لمقابلتِها لعملِ فيلمٍ انتظرت مثله منذ سنوات!أخذ جورج نفسًا عميقًا يُقوى فيه من نبرته ثم نظر إلى ڤير و قال:
-إثبت لها قوتَك إذن!
أكمل فيلمَك و انظر إلى عينيها بقوةٍ و إثبت أنها بالنسبة لك مجرد ممثلة كالآُخريات..
أنت قويٌ و قادرٌ على فعل هذا.. أنت واجهت و تخطيت الكثيرَ، ڤير!-قد تمّ طيّ أوراق الماضي و رُميت فى سلة المهملات.. لِمَ تنبش الحياة عنها الآن؟
"سأل ڤير و قد فتح عينيه و نظر إلى جورج"
-لا يُهم.. المهم الآن هو أن أراكَ قويًا تواجه نبش الحياة و تُجابه الصعاب..
أنت رجل ڤير!رد جورج و قد عقد حاجبيه و ظل يحثه بقوةٍ حتى نهض ڤير و نظر إليه قائلًا:
-ما هذا الغباء؟
سأُضيع من يدي فرصة ذهبية للمزيد من الشهرة و المال و التاريخ لأجل تلك الطماعة!
و بسبب ماذا؟
بسبب قلبي الأبله؟
ليذهب قلبي للجحيم ستظهر البطلة غدًا.. سأُقابلها غدًا وجهًا إلى وجه،
سأنظر إليها و آُلقي النص بموهبتي و قوتي المعهودة!
لن أتأثر بشئٍٍ."ظل يُردد تلك العبارات و جورج جالسٌ يُحرك ذراعيه بعلامة القوة و ظل يحثه على ذلك و الابتسامة تتسع شيئًا فشئٍ حتى هدأ ڤير و عاد ليجلس بمكانِه و التقط طبق البسكوت و ظل يأكل منه بسرعة و كأنه يُنفث فيه عن غضبِه و هو يُراقب التلفاز.
مسك جورج ريموت التلفاز و ظل يُغير القنوات حتى توقف عند قناة تعرض فيلمًا لڤير..
تحولت نظراته الغاضبة إلى نظرات سعيدة و قام ليحتضن جورج سريعًا و نسى وجود طبق البسكويت على حجرِه فسقط منه على الأرضِ و نزلا يجمعاه سويًا و هما يضحكان بشدة.
-ستظل غبيًا للأبد!
قالها جورج من وسط ضحكاتِه فنظر إليه ڤير نظرات هجوم الأسد على فريسته و قفز عليه و ظل يضربه مُرددًا:
-لست أنا الغبي أيُها الأبله البدين!
تعب ڤير و قام و عدلّ ملابسَه و جورج مازال يضحك بشدةٍ حتى إحمر وجهه و قام سريعًا ليحتضن ڤير ثم تركه و قال:
-إذهب الآن إلى سريرِك فلدينا أعمال كثيرة غدًا.. أيها الغبي!
قالها و هو يبتعد ببطء ثم جرى فمثّل ڤير ركضه خلفه ثم عاد و هو يضحك و أغلق التلفاز و اتجه إلى غرفتِه.دخل الغرفة المُظلمة و ظل ينظر إلى السريرِ الخالى و الذي بدا و كأنه ليس سريره.. فهو لم يكن هكذا من قبل!
رفع الغطاء و نام على السريرِ ثم وضع على نفسِه الغطاء و نام بعدما انزلقت دمعة صغيرة على خدِه.