سأُرغمك على حُبي

24 3 1
                                    

اتصل بها للمرة الأولى و لم ترد عليه فلم يستسلم و اتصل للمرة الثانية و الحال كما هو عليه.
نظر إلى جورج و قال بحزمٍ:
-إنها لا تُجيب.. لكننى سأُرغمها على ذلك!
إن كانت غاضبةً و تُنفث عن ذلك فليس عليها أن تعبث مع ڤير!
نظر إليه جورج و ابتسم وقد فهم ما يُرمّي إليه فضحك ڤير و اتجه إلى غرفتِه ليُغير ملابسه.
-----------------------------------------------------------
سمعت صوتَ طرقٍ على بابِ غرفتها فظن أن الخادمة قد جاءت لها بالفطورِ فقالت بصوتٍ عالٍ:
-افتحى.
تسمرت مكانَها للنصف دقيقة و قد فتحت ثغرها من دهشتِها و هى تُشاهد ڤير يقف أمامِها بقميصٍ زهرى اللون و بنطالٍ من الجينز يحمل باقة زهور حمراء اللون من نوعِها المُفضل.
-جاء الفارس ليحملك على جوادِه لكن ليس هناك مجنونًا يُدخل جوادًا فى الغرفة.
"قالها بجديةٍ جعلتها تضحك للحظات ثم لم تعي بنفسها الا و هى تجري عليه و تتعلق فى عُنقِه.
ضمها إليه بقوةٍ و هو سعيدٌ فقد نال الحضنَ الذي يحلم به منذ كان طفلًا.
تملصت من أحضانِه و قد احمرت خجلًا فمد لها الورد ضحكت بعفويةٍ و أخذته منه و ثم احتضنته و قربته من أنفِها بسعادةٍ و هو يُراقبها شاعرًا بأنها لازالت بيال الطفلة الجميلة.
اقترب بوجهِه من وجهِها ببطءٍ و هو يحتضنه بكفيه و قال:
غيري هذا القميصَ الذي جعلنى اتمالك نفسي بصعوبةٍ.
شهقت و ابتعدت عنه و هى تضربه على كتِفيه و قد. تحولت وجنتاها إلى حبتين من الطماطمِ و ظلت تُردد:
-أنت وقحٌ و ستظل وقحًا دائمًا.
شدها إلى حضنِه مرة آُخرى و هو يُقهقه و ظل يُحرك يده على خصلاتِها بحبٍ كبيرٍ ثم تركها و خرج منتظرًا إياها لتفعل ما قاله.
ارتدت فستانًا أحمر اللون مُرصعًا بزهورٍ كبيرة مُلونة بالأسودِ و الأحمرِ معًا يصل إلى تحت الركبة بقليلٍ و مشطت شعرها الطويل إلى الخلفِ و تركت الحرية لخصلاتِها السوداء التى وصلت إلى نهاية طول الفستانِ.
وضعت عطرًا باريسيًا عتيقًا أكمل جمالَها فخرجت له و وقفت على البابِ مستندة عليه بحركاتِها النسائية التى لا تليقُ ببراءتِها فضحك ڤير على فعلتِها و ما إن اقتربت منه حتى رفع حاجبيه و قال بجديةٍ:
-و الآن أخبريني أين التغيير؟
ضحكت بشدةٍ ثم قالت و كأنها تذكرت شيئًا:
-التغيير يجب أن يكونَ في نظرتِك وليس فى ملابِسِي!

ضحك و قال و هو ينظر إليها فى إعجابٍ:
-يبدو أنك تقمصتي شخصية فردوس ببراعةٍ!

ضحكت و ردت سريعًا:
-و أنت أيضًا تقمصت شخصية أمجد.. زير النساء!
ضحك و هو يومئ فظلت تتأمله ثم قالت بجديةٍ و قد. اعتلى الألمُ عينيها:
-لِمَ جئت إلى هُنا ڤير؟
توقف عن الضحكِ ثم نظر إليها و قال ببساطةٍ:
-فقط لأننى اكتشفت أننى ظلمتك،
و اكتشفت اننى لم أخف على أحدٍ هكذا من قبلٍ سوى على طفلتِى!

وضعت كفها على ثغرِها بدهشةٍ و قد بدأت تذرف الدموعَ.

-هلا تحدثتي مرةً بدون بكاء؟
هلا توقفتي عن ذرفِ الدموع للحظاتٍ فقط،
أنتِ حتى تبكين قبل أن أُكمل حديثي!
هل غددك الدمعية نشطة هكذا دائمًا؟
"قالها ڤير بنبرة مزاحٍ فضحكت و هى تمسح دموعَها"
قام ڤير من مكانِه و جلس بمحاذاتِها على ركبتيه و تكلم و هو ينظر إلى عينيها و قد اتكئ بكوعيه على رجليها:

-أنا أحبك بيال رغم فعلتِك الشنيعة و رغم أفعالك التى توحى لى بالغباءِ و رغم تزوجى جوليا و تزوجك لهذا الرجل اللعين..
حبي لم ينته لكِ بل زاد و زاد!

-أنا أيضًا أُحبك.. كثيرًا!
حتى أننى مازلت أحتفظ بأشياءٍ عديدةٍ من طفولتِنا..،
سأُفاجئك بشئٍ تعالى معي.
"قالت جملتها الأخيرة و قد مشت و هى تجره خلفها "
ظلا يسيران حتى خرجا من المنزلِ و اتجها إلى الحديقة الخلفيةِ له.
كان هناك ستارًا يُخبئ خلفه شيئًا ما فأزاحت بيال هذا الستار ليُفاجئ ڤير ببابٍ غريبِ الشكلِ بدا و كأنه لم يُفتح منذ سنينٍ عدة!
-ما هذا الباب؟
"سأل ڤير و هو يتحسسه بكفِه"
ردت و هى تُحاول أن تسيطر على بكائها:
-إن بابٌ سريٌ لا يعلم شخصًا مكانه سواي.. و الآن أنت تعرف.
منذُ انتقلت الى هذا المنزلِ مع زوجى هذا و انا احنقظت بكلِ شئٍ كان معك..
صورنا فى المدرسةِ،
جواباتك المُزينة الجميلة التى كنت تكتبها بقلبِك و أنت طفلٌ،
هداياك الجميلة جميعها هنا حتى ولو كانت وردةً قطفتها لى يومًا فى المدرسةِ.
افتحه و سترى كل شئٍ.
كان ڤير يستمع إليها و هو مازال ينظر إلى البابِ و لم يلتفت لها..
نزلت دمعةُ صغيرةٌ على خدِه فمسحها سريعًا و فتح البابَ...

لا تنخدع بضحكاتى!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن