صديقان بزى زوجين

44 3 2
                                    

فى مطعمٍ واسعٍ يجلس الرجلان على طاولة تتوسطه،
كان چورچ يأكل بهدوءٍ كبيرٍ وببطءٍ..
يأكل ملعقة تارة و ينظر إلى صديقه السارح يحسه على الأكل تارة.
كان ڤير غاضبًا للغاية وقد ارتسمت ملامح الحدة على وجهِه منذُ تحدثت زوجته إليه هكذا و لم تُظهر أى مشاعر إتجاهه و رفضت السهرة التى كادت أن تكون جميلة ببرودٍ!

-خُدِعتُ چورچ..
كنت أظنها بدأت أن تحبني!
"تكلم فير و هو مازال ينظر إلى اللاشيء أمامه"

-ويحك يا ڤير،
تُشكك فى حبها لك بسبب مشكلةٍ صغيرةٍ،
ما بك و لِمَ كل هذا الغضب.. من الممكن أن تكون مُتعبة!
"تكلم چورچ موبخًا إياه بنبرة مُختلطة بالصدمة"

-ومن أخبرك أننى قلتُ أن هذا بسبب برودِ اليوم؟
"سأل فير ببرودِِ و قد غير مسارَ عينيه إلى جورج"

أكمل ڤير بتفكير:
-سأخبرك بكل شئٍ جورج.. و لكن لنأكل الآن و نقضى أُمسيتنا!

نظر ڤير إلى الأطباق و همّ ليأكل ثم تأفأف بمزاحٍ :
-جميعُها أطباق بيض!
كاد چورچ أن يتكلم حتى اسكته ڤير بإشارة من يده وأكمل وهو يُغلق عينيه بقوة:
-لا لا تُجادلنى.. مهما اختلف شكل الطبق ومكوناته فهو من الأصل بيض!.

ضحك جورج من طريقة تحدثه ومن كلامه فضحك ڤير كثيرًا ثم بدأ فى الأكل.
------------------------------------------------------------

-حسنًا و الآن أستطيع أن أشرح لك الصورة واضحة جورج!
"قالها ڤير بعدما أكل واحدة من الحلوى الموضوعة أمامه"
-تفضل أسمعك.
"رد جورج وهو يرتشف من كوب الشاي"

-أنا من تقدم لخطبتها..
أنت تعلم أنها من عائلة غنية،
أمرانى والداى بذلك فأُجبرت ظنًا منى أن الزواج يولد الحب!
كانت من طبقة إجتماعية راقية أما أنا... لحظة واحدة.

"قالها ثم إلتقط واحدة من الحلوى مرة أخرى وأكلها سريعًا ثم أكمل:
-أنا كنت فقير.. لكننى كنت أيضًا طموح!
لذلك وافقت هى.. و ظنت نفس الظن أن الزواج يولد الحب و أننى سأنسيها حبها الأول.
أدركت هى قبل زواجنا أننى موهوب.،
أدركت أن إسمي سيرتفع يومًا و يرفعها معه!
حدث كل هذا منذُ ثمانية سنوات.. عقب سفرك بشهرين و لكننى تزوجتها منذُ ست سنوات و كنت لا تدرى أنت شيئًا عن البداية..
أنت عدت إلى هنا من "نيو يورك" بعد زواجنا بثلاث سنوات.. حينما كان عمر ابنتي سنتين.
لم أرضَ أن أتحدث عن الماضي.. ظنًا منى أنه سيُقفل.. لذا لم أحدثك عن هذا من قبل!

ظل يسمع جورج و تتسع عيناه شيئًا فشئ وتظهر على وجهِه آثار الصدمة حتى اختتم ڤير كلامَه قائلًا:
-نحن لا نُحب بعضنا البعض.. نحن ندعم بعضنا و نواسي بعضنا و نُعامل بعضنا بلطفٍ.. ليس بحبٍ وبينهما فرقٌ كبيرٌ لو تدرى ذلك!
فهمت مقصدي؟

ضحك جورج ببلاهةٍ و قال و هو يشير بيده على الهواء بعلامة لافتة و يُضيق عينيه:
-صديقان بزى زوجين!

زفر ڤير بحنقٍ و قال و قد دمعت عيناه:
-أنا أتألم من ذلك.. أرجوك هذا ليس وقتًا مُناسبًا لذلك المزاح!

-إذن ما العمل؟
"رد چورچ بجديةٍ و قد بدأ أن يستوعب ضخامة الأمر"

فكر قليلًا عندما لم يجد إجابة من ڤير و سأل بتوبيخٍ:
-أكتشفت ذاك بعد مرورِ ست سنوات على زفافكما؟

-أنا اكتشف ذلك كل يومٍ جورج.. تبًا لحماقتك!
"رد ڤير و قد ظهر الألم واضحًا فى نبرته"
تتنهد ليُخفي ذلك ثم قال:
-لم ألمح فى عينيها أى نظرة حب..
كانت نظرات داعمة.. لكنها لم تكن مُحبة بتاتًا!
و أنا.. فقلبي لم يخفق لها يومًا..
موت تاليا جاء كأكبر دليل على ذلك..
منذُ ماتت و قد عادت حياتنا كما فى البداية!
الحياة الروتيينة الباردة المليئة بالمشاعر اللطيفة المُمثلة من كلينا!
ظل جورج يُفكر كثيرًا و كل كلمة يقولها ڤير تترتب فى عقله و تُحفظ حتى وضحت كل الصورة أمامه..
فير لا يُحب جوليا
و جوليا لا تُحب فير!

-ممثلان بارعان!
"قالها جورج بإبتسامة ساخرة"
-تذكر جورج أننى ممثل بارع.. يحيل الكلمات إلى مشاهدٍ واقعية.. يحيل المُزيف المؤلَف المكتوب إلى حقيقة!
-لا تُجبر على شئٍ يُشعرك بالألمِ ڤير!
"رد جورج بقوةٍ احتلته من انكسارة نبرة ڤير"

-ماذا تقصد؟
"سأل ڤير بفرحةٍ من اتفاق رأيي جورج مع رأيه فهذا ما كان ينتظره"
-إن كنت ترى العيش معها يضرك و أنها عبءٌ و أنها فى مكانةٍ لا تستحقها.. إذن فإطردها من تلك المكانة.

لقد أصبحت مُنتجة أفلام مشهورة.. لديها شركتها و دخلها و مُعجبينها فى تزايد يومًا بعد يومٍ!

أما عنك فأنت الممثل ڤير الذي يقتل الناس أنفسَهم ليُقابلوك ويحترقون لأجلِك!
كلا منكما لديه حياتِه... فلتنفصلان إذن!

"نظر إليه فير بملامحٍ جامدةٍ و كل خلية فى عقلِه تؤيد كلامَه"
رد عليه بعينين تائهتين و نبرة باهتة قائلا:
-سيبرد الشاى!

لا تنخدع بضحكاتى!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن