تَفَاصِيلُ حُبِنَا

22 3 1
                                    

كانت الغرفة مهجورةً يملأُها التُرابُ و شباكُ العناكبِ و كأنها لم تُفتح منذ قرنٍ مما جعله يسعل لعدة مرات.

-عندما جئت إلى هذا البيتِ معه خصصتُ تلك الغرفة لوضع تفاصيل حبنا بها.. كل شئ يخصنا و يخص ذكرياتِنا معًا.
"كانت تتحدث من خلفِه بينما هو يتأمل كلَ ما فى الغرفةِ و يبتسم لتذكره ذكريات الطفولةِ و الشباب و مرورها أمامِ عينيه كشريطِ فيديو."

أمسك بيده جوابًا رائحته زكية كثيرًا،
تلك الرائحة يعلمها جيدًا إنها رائحةُ أمه التى سرقها ذات مرة ليُعطر بها تلك الرسالة لها.
لاحظت هى توقفه عن التحرك البطئ المُتأمِل فركضت إليه و قالت و هى تضحك:
-هذا الجواب الذي أعطيتني إياه فى عيدِ الحبِ عندما كُنا فى الصف الخامس الابتدائي.. حينها عندما ضربك المُدير أمام المدرسة بأسرِها.

ضحكا من تذكرهما الموقف ثم نظر إليها و قال:
-لطالما سببتي لي المشاكلَ أيتها الشريرة!

ضحكت و ضربته بخفةٍ فى كتفِه و ظلا يُكملان تفحصَ الغرفةِ.
رقّ قلبُه كثيرًا لتلك الذكرياتِ الجميلة،
لمدى حبه لها و لمدى حبها له،
تزوجه من آخرى لم يؤثر على مقدارِ حبه الا بالإيجابِ كما هو حالها أيضًا.
ترك الوردة الذابلة من يده فجأة و أغمض عينيه و أمسك كفَها و وضع الكف الآخر على قلبِه قائلًا بتعبٍ:
-يا إلهى ما الذي يحدث؟
فُزعت و صرخت به:
-ما بك؟
فنظر لها و ضحك قائلًا:
-قلبي غير موجود لابد و أنكِ سرقتيه.
ضربته فى كفِه و قالت :
-كنت سأبكي يا غبي.
-أكاد أُجزم أنك واقعةٌ من عبوةِ بسكويت!
إحمرت خجلًا و هى تضحك فنظر لها مُتأملًا إياها و هى تتحاشى نظراتَه.
التفتت و كادت أن تخرج من الغرفةِ فجذبها من ذراعِها إليه و قبض بذراعِه على بطنها.
قرب وجهه من أذنها و خصلات شعرَها تُلاعب وجهه و قال بنبرةٍ حارةٍ:
-هل تتزوجيني، بيال؟
نظرت إلى الأرضِ فتركها من بين يديه و قربها منه و هو يرفع وجهَها إليه فنظرت إليه دامعةَ العينين و قالت بحزنٍ:
-لم يمر على طلاقِك سوى شهور قليلة،
و لم يمر على فيلمِنا الكثير أيضًا.
أثق أن هذا الأمر ان تمّ الآن فسنُلاقي سخريةً لا حصرة لها.
قبض على كتفيها و دل يهزيها و هو يقولُ بغضبٍ و الدموع تتسلل إلى عينيه:
-فقط وافقى أنتِ،
ان وافقتي فلن أهتم بأحدٍ و لن أكترث بحالتى و لا بفيلمِنا..
انا أُريدكِ أنتِ فقط.. و أُريد موافقتَكِ و ليذهب كلُ شئٍ بعدها لأقاصي الجحيم.
أغمضت عينيها و أمائت له مُبتسمةً فاحتضنها سريعًا و هو يغرس كفه بين خصلاتِها و بالآُخرى يمسح عينيه.

أبعدته عنها و رفعت نظرها إليه فرفع حاجبيه و طرف فمِه فى حركةِ إغواءٍ فدفعته و انصرفت خارجًا و قد تضبغت بالأحمرِ مما جعله يضحك كثيرًا من طريقتِه و أكمل رؤية المُقتنيات الوردية التى تحمل الكثيرَ من ذكرياتِ الحبِ الوردي النقي!
------------------------------------------------------------
-ماذا تقصد ڤير؟
هل ستتزوج بيال!
أجُننت أنت؟
"صرخ بها جورج و هو يُشير على جانب رأس ڤير و هو غاضبٌ"

-لِمَ كل هذا الغضب جورج..
هدأ من نفسِك يا رجل!
"رد ڤير ببرودٍ قبل أن يرتشف من كوبِ العصيرِ"

-بيال التى أبكتك ليالٍ بسببِ طمعِها،
بيال التى حطمت قلبَك و قلبَها!
بسبب أُلعوبة من ألعايبِها أغوتك إلى هذا الحد!
"رد جورج وهو منصدمٌ"

-أخبرتك أننى ظلمتها فى تلك النقطة فلا تتحدث عنها هكذا!
"رد ڤير بعصبيةٍ و هو يُهدد جورج بسبابتِه"

-أرنى ماذا ستفعل ان تحدثت عنها هكذا هيا أرني!
"رد جورج بتحدي"

-هل تتحدانى؟
"رد ڤير بتهديدٍ"

-ماذا ترانى أفعل سوى ذلك؟
"رد جورج بسخريةٍ قبلما يقفز عليه ڤير"

ظلا يضربان بعضَهما بقوةٍ حتى ضرب ڤير جورج فى أنفِه بعدمِ قصدٍ فرجع جورج إلى الخلفِ و قد بدأ بنزف.
اختل توازنُه و كاد يسقط على حافة زجاج الطاولة على رأسِه لولا التقطه ڤير و وضع رأسَ جورج على ركبتيه على الأرض و هو يُجفف أنفه بملابسِه و قد خانته دموعَه و هو يصرخ باسم جورچ خائفًا.
كان جورج ينظر إليه مُستسلمًا حتى أغمض عينيه فجأةً فى وسطِ حالة من هلع ڤير.

لا تنخدع بضحكاتى!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن