هل نعود؟

25 3 2
                                    

""و في فيلمِك الجديد اجتمع البطل بالبطلةِ بعدما مرّت عدة أعوام،
اجتمعا بحبٍ أقوى من ذي قبل،
بحبٍ مُعزز بالشوقِ الذي قتل كليهما فى كلِ المدةِ رغم تظاهرهما بأنهما لا يكترثان للأمرِ؛
عدة سنوات مصحوبة بكذبٍ على الجميع عدا نفسيهما.
البطل "أمجد" زير النساء الذي يثمل فى الليلِ ليصحى و يجد نفسه صباحًا فى أحضانِ إمرآةٍ عاريةٍ لا يعرفها،

و البطلة "فردوس" سليطة اللسانِ التى يكرهها جميع الرجال لأنها -كما تتدعى- نسوية؛
تجعل النساء متمردات على أزواجهن أو على الرجال أجمعين.
تجعلهن يتمردن على رجالِهن رغم حاجتها لرجلها و حُبها..
و يقضى هو ليلته بين الخمرِ و السافِلاتِ رغم أنه لا يُفكرُ الا بِها ولا يخفقُ قلبُه الا لها.

ما جمعها هو الحب الذي يربط قلبيهما معًا،
مهما طالت المسافات و مهما مرت الأعوام سيظل قلبك مولعًا بحبي كحال قلبي تمامًا..
مهما حدث و مهما اقترف أيًا منا من أخطاءِ جعلت الآخر يغضب فسيعود و يلين قلبه مرة أخرى..و لكن متى تلك المرة؟
متى سنعود؟
متى سنجعل فيلمنا حقيقة؟
رغم كونى لستُ نسويةً و لا أنت زيرُ نساءِ الا ان بيننا حبًا تمامًا مثل أبطالِ فيلمِنا!
مهما كانت حالتنا و مهما كانت حياتنا فالحب الموجود بين كلينا سيجعنا كما جمع "أكبر" و" فردوس".
فهيا لنكسر المسافات،
هيا نُبث الحياة للحب الذي احترق و أصبح رمادًا فى قلوبِنا..
هيا نُعيده ليُزهر مرة أخرى و يمنح كلينا القوة.

يلهث قلبي من شدة تعطشه.. فاسكب عليه من حُبِك ما يُعيده لحالتِه بل أشد سعادةً من ذي قبل..
لم أحزن اليوم من كونى لم أفز و كون فيلمنا لم يفز بقدرِ سعادتى بفوزِك أنت.""

أغلقت بيال كتابَها المُسمى "عن ڤير" و هى تمسح عبراتَها القليلة التى نزلت على وجنتيها.
وضعت الكتاب أسفل وسادِتها و شدت الغطاء إلى رقبتِها و بدأت فى النومِ.
لم تمر نصف ساعة و قد بدأت فى النومِ فسمعت صوتَ وقوعِ شئ انتفضت على أثرِه مفزوعةً.
قامت من على سريرِها و قد بدأ الرعبُ يدب لى قلبِها و هى لا تدرِ من فى الخارجِ و احتلتها الهواجس..
هل هو شيطانٌ؟
لصٌ جاء ليسرقها؟
كادت أن تخرج من الغرفةِ و هى تستند بكفِها على الحائط و تسيرُ بسرعةِ السلحفاةِ حتى سمعت صوتَ الارتطامِ التى سمعته من قبلٍ فأغلقت بابَ الحجرةِ عليها و بدأت فى البكاءِ و هى لا تعلم ما الذي يجب عليها فعلَها الآن!
التقطت هاتفَها سريعًا من الوسادةِ فطرقت إلى ذهنِها فكرةٌ!
------------------------------------------------------------
كان ڤير ساهِرًا على غير عادتِه يأكل العنب أمامَ التلفازِ و هو يتأمل الجائزة الموضوعة على مكتبِه من حينٍ إلى آخر.
كان يُشاهد فيلمًا كوميديًا قديمًا باللغةِ الإنجليزية و كان يضحك كثيرًا حتى قطع رنين هاتفِه وصلة ضحكاتِه.
قام من على الأريكةِ و اتجه إلى هاتفِه ليجد المُتصل بيال!
صُدِمَ و نظر إلى الفراغِ من أمامِه للحظاتٍ ثم نظر مرة أُخرى للهاتفِ بإشمئزازٍ مُزيفٍ بينما من داخلِه يحترق من القلقِ.
انقطع رنين الهاتفِ فتركه من بين يديه اتجه مرة أخرى للأريكةِ و ضميره يؤنبه و يوجع صدرَه..
هى ليست تافهةً لتتصل عليه فى هذا الوقتِ إلا لو كان هناك مصيبةٍ ما!
كاد يجلس لولا على رنين الهاتفِ مرة أُخرى فركض إليه مرة أُخرى و قد احتله الخوف.
رد بشغفٍ و قد ارتفع صوتُه:
-ما بِكِ بيال؟
لم يسمع الا صوتَ شهقاتِها و همساتً لم يفهم منها حرفًا.
لم يفهم ما الذي يجب أن يفعل فاتجه إلى غرفةِ جورج سريعًا و ظل يصرخ بإسمه حتى أفاق بخوفٍ فظل يتحدث ڤير بتلعثمٍ و لم يفهم جورج إلا جملة
"بيال فى خطرِ!"
لم يعطه ڤير الفرصة للتحدث أو حتى الإستيعاب فأخذ مفاتيحَ سيارتِه و ركض خارجًا و مازال الهاتف على أذنِه و هو يُهدؤها و هو غير هادئ بتاتًا!

ركب سيارتَه بملابسِ البيتِ و بشعرٍ غير مُرتب...
حتى أنهُ لم يُغلق التلفازَ!
ظل يقودُ بسرعةٍ جنونيةٍ و كاد أن يصتدم بشجرةٍ مرة و أن يدهس قطةً مرة حتى وصل إلى بيتِها فى دقائقِ معدودةٍ و لم يرتكب أى جُرم.
تنهد براحةٍ و طرقَ بابَ منزلِها ففتح إليه رجلَ الأمنِ و هو مُندهشٌ من مجئ ڤير فى هذا الوقتِ بالإضافة إلى الخوف و التوتر الباديين على وجهِه.
صعد سريعًا إلى غرفتِها بعدما دله الحارسُ على مكانِها؛
فتح البابَ فوجدها متكورةً بجوارِه و ما إن وجدته حتى قامت سريعًا و قفزت إلى صدرِه و تشبثت بأحضانِه و قد هدأ بكاؤها..
مد ذراعيه ليلفهما حولها و قد أشار للحارسِ بالخروجِ..
تدارك الأمرَ شيئًا فشئٍ فابعدها عنه بهدوءٍ و قال لها و هو يرفع وجهَها إليه:
-ما بِك؟
ما الذي حدث لكِ جعلكِ تتصلين بي فى هذا الوقتِ؟

-هل قتلته؟
"سألت بجديةٍ و هى تتفحصه"

-قتلت من؟
"سأل ڤير بصدمةٍ"

-من كان فى الخارجِ.. فى الصالةِ.

-ليس هناك أحدًا فى الصالة بيال..
يبدو أنها هلاوس أو أنكِ افرطي في شُربِ الخمر!
"رد ڤير بإشمئزازٍ و هو ينصرف تاركًا إياها"

بدأت فى البكاءِ من نبرتِه الجافةِ مرة أُخرى و ظلت تُنادى عليه و كادت أن تلحقه لولا لاحظت أنها بملابسِ النومِ فضربت على جبهتِها و هى تسبُ نفسها بمئاتِ الشتائم فى اللحظة الواحدة.

لا تنخدع بضحكاتى!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن