"و تمّ تصنيف فيلم الدراما الجديد"Shadow" من قِبل النُقّاد بناجحٍ و نأمل أن يُحطم رقمًا قياسيًا فى شُبّاكِ التذاكر"
قالتها المُذيعة بإبتسامة باردة كعادتهم جميعًا و لكن وقع الخبر على ڤير لم يكن عاديًا!
لقد بذل قصارى جهده فى هذا الفيلمِ..
لقد كانت أيامَ التصويرِ مُتعبةً على قلبِه و جسده بشدة،
الكثير من الحركات و الرقصات و مشاهد الدراما و الأكشن..
و الكثير من النظرات المُعاتبة و الحزينة.. المتشوقة و المُتألمة الغاضبة؛
يا له من فيلمٍ أنهك قلبَه كثيرًا!كان جالسًا يأكل الفشار حينها و السعادة تغمره و ازدادت حينما وجد هاتفه يرن و كان المُتصل هو المُخرج.
-نجح فيلمَنا، ڤير..
ستكون نقطة تحول فى حياتِنا جميعًا!
"قالها المُخرج بفرحةٍ بدت قوتُها عبر الهاتف"
-نعم،
بالطبع فلقد عملنا عليه بإجتهادٍ شديدٍ و الله لا يُضيع ذلك أبدًا!-هناك حفلة كبيرة ستُقام القليلة فى منزلِى ڤير إحتفالًا بهذا الخبر العظيم.
"قالها المُخرج بنبرة مؤكدة"تجهم وجهه و سأل سريعًا:
-من سيحضر؟
-ما بِك ڤير؟
بالطبع الأبطال و كل العاملين على هذا الفيلم!تذكر كلام چورچ الذي يُعيده عليه مرارًا و تكرارًا منذ بداية تصويره للفيلمِ فقال وقد عادت السعادة إلى نبرتِه:
-حسنًا حسنًا هذا رائع.. انتظرى ليلًا،
وداعًا.
أغلق ڤير المكالمة و وضع هاتفَه جانبًا و اتجه إلى الحمامِ عازمًا على أن يأخذ حمامًا ساخنًا يُريح فيه من أعصابِه المُتعبة دومًا.
------------------------------------------------------------كانت "بيال" جالسة فى غرفتِها تتأمل هاتفَها الموضوع بجوارِها على السرير..
تفكر ألف مرة فى الثانية.. هل تتصل أم لا؟
منذ وقع الخبر على مسامِعيها و هى تُريد أن تتصل به لتُنئه على نجاحِ فيلمهما لكنها لم تجرؤ على ذلك.لطالما حاولت التحدث معه طوال فترة تصوير هذا الفيلم لكنها لم تجد سوى معاملة باردة آقل من العادية حتيى نظراته لم تكن سوى نظرات مُعاتبة كارهة!
رغم طول فترة إبتعادهما عن بعضِهما الإ أنه لم يُبد أى شوقٍ لها على عكسِها تمامًا فكانت تُبيح عن ذلك بعينيها كثيرًا.. لكنه لم يفهم!
أو ربما فهم و لم يهتم.
و بمن سيهتم؟
بمن كسرت قلبه و أهانته و عاملته ببرودِ الدنيا لأجل الثري المُسن الذي تركها و مات بعد عامين من زواجِهما!
حقًا إنه له الحق بأن يُعاملها هكذا بل و له الحق فى قتلِها أيضًا؟فردت ذراعها واستلقت برأسِها عليه و الذراع الاخرى مدتها لتُمسك بالهاتف و أغمضت عينيها و لم تعى بنفسَها!
----------------------------------------------------------
فى قصرٍ كبيرٍ دخل ڤير بكاملِ أناقتِه ببنطالٍ من الجينز و قميصٍ جعله يبدو فى عمرِه الحقيقي شاب فى ريعانِه و التسريحة المميزة التى تجعله أكثر أناقةً دائمًا،
و خلفه چورچ ببنطالٍ من الچينز الأسود و قميصًا كستنائي اللون سادة ضيقًا فأبرز عضلاتِه الخفيفة.
ظل يسير ڤير وسط الحشد الكبير الذي جاء الحفلَ فنظر إلى جورج قائلًا بسخريةٍ:
-أخبرني أن العاملين على الفيلمِ فقط من سيأتوا فلِمَ حضر شعب الهند كله؟
ضحك جورج و وكز ڤير في كتفِه و ظلا يسيران بسرعةٍ حتى وصلا إلى المُخرج صاحب الحفل الذي كان مُحطًا بالعديد من الرجالِ..
حيا الرجلان هذا الحشد و جلس ڤير فى الكرسي المُقابل للمخرجِ و بجوارِه چورچ و ظلوا يتحدثون و يكركرون بصوتِ عالٍ حتى لاحظ ڤير شيئًا جعل الابتسامة تتلاشى من على شفتيه ببطءٍ.كانت "بيال" صاحبة الجمال الأنثوي الحاد و القوام الممشوق تدخل من بوابةِ القصرِ و هى تجرُ خلفها فستانَها الطويل أسود اللون المُرصع بحبات الؤلؤ المتناثرة عليه و التى تعكس الأضواء فتخطف الأنظار إليها، تاركة الحرية لخصلات شعرها المموجة التى غطت ظهرها حتى آخره..
ظلت تتهادى فى السيرِ بإبتسامة قوية حتى وصلت إلى مكان التجمع الكبير فسلمت على الجميعِ بإبتسامة ثم جلست على الكرسي الخالى بجوارِ ڤير؛
ڤير الذي إحمر وجهَه و اضطرب نبض قلبه منذ لاحظها و الذي كانت عيناه تسيران معها، تلك الساحرة!
اخترقت رائحة عطرِها أنفه..
عطرها الباريسي الذي كانت تضعه منذ طفولتِها.. هذا العطر الذي اعتاد شمّه لسنواتٍ و لكن مهلًا،
هل هذا أمر مقصود؟
نظر إليها ليجدها تُحدق به و تؤمى له بإبتسامة فعلِمَ أن سؤاله ظهر على وجهِه!اشاح بوجهِه سريعًا عنها ناظرًا فى الجانب الآخر حيثُ چورج؛
چورچ الذي لاحظ كل شيء من البداية و من غيره يعلم هذا الأمر!لاحظ إندهاشة ڤير الأولى ثم علامات الخوف،
لاحظ إنتشاءه من رائحة العطرِ ثم حزنه المُفاجيء وغلقه عينيه بقوةٍ و هو يُحرك وجهه بعيدًا ليجده هو أمامه..
ظلا يتبادلا الأنظار لثوانٍ قبل أن يؤمى چورچ له ليبعث القوة بنفسِه و قد التقط كفَ ڤير بين كفيه دون أن يُظهر ذلك لأحدٍ.
لا أحد يعلم شيئًا عن هذا الأمر المُحزن،
كل ما يعلمونه هو توتر العلاقة بين "بيال شارما" و "ڤير براتاب سينج" فقط!
حتى چوليا نفسها لم تكن تعلم ذلك!
و لن يُبيح أحدٌ منهما عن ذلك للأبد..