حاولتُ العيش بشكلٍ طبيعيٍ!
و ما بها؟
مجرد قلبٌ تحطم!
نستطيع العيش بدونِه.
اتجهت لبناء ڤير العظيم.. اتجهت لمستقبلِي المُشرق الذي ينتظرني منذ سنواتٍ عديدةٍ.
تشييد قصرَ أحلامى و المعجبين الذين يهتفون بإسمي و أنا أُراقبهم من شرفتِه.صرت أغنى،
اكتسبتُ شهرةً،
تزوجت مُنتجة،
أنجبتُ طفلةً رأيتُ بها بيال فلم أحب شخصًا مثلها قط.
توفيت طفلتى فى وقتٍ قصيرٍ و لم أشبع من أحضانِها الدافئة بعد.
حسنًا.. كما تعرفون چورچ معي،
چورچ دائمًا معي فى كلِ وقتٍ منذُ عاد من الخارجِ و قد عوضني عن غيابِ والدي و عوضني عن غيابِ بيال و أخرجني من إكتئابِ لوفاةِ طفلتى بعدما شحب وجهي و أصبحتُ كالأشباحِ.
لطالما وددتُ أن أُعبر له عن الكم العظيم من الحبِ الذي أكنه له في قلبِي لكننى لطالما كنت فاشلًا فى التعبيرِ،
منذ توفت طفلتى و أنا لا أجد الحنان إلا مع چورچ،
حسنًا طلقتُ چوليا و ذهبت و تزوجت من حبيبِها الذي كان يزورُ أحلامَها و هى نائمة بجوارِي و كنتُ أسمعها تهتف بإسمِه و لم يكن يُشعرني هذا الا بالحزنِ على حالِها و حالِه.... و ربما حالي أنا؛
سعدتُ كثيرًا بهذا رغم أن بعضَ الغيرةِ كانت تطوف بقلبِي أحيانًا و لكن هذا شئ وارد.حسنًا لنقُل أننى انتهى بي المطاف هنا وحدى،
أصبحتُ رجلًا فى الستينِ من عمري.. توقفتُ عن التمثيلِ و انتقلتُ للعيشِ هُنا على جزيرةٍ رائعةٍ.
أنتجُ أفلامًا من فترةٍ لأُخرى و جمهوري اللطيف يسّبني طالبًا مني العودة!
لا أدرى هل هم مصابون بجنونٍ أم ماذا!يُقدمون لي حبًا مُختلطًا بأفعالٍ و أقوالٍ غريبة!
لطالما كانوا هكذا..
لطالما كانوا مصدرًا للألمِ و الشقاءِ لى لكننى تعودت عدم الإهتمامِ لأمرِهم،
هم لا يعرفون شيئًا غير الطلبِ."أين صورة السيلفي الجديدة؟"
"نحنُ ننتظر فيلمًا يا ڤير!"
"أين ذهب الفيلم الذي تحدثت عنه من قبلٍ؟"
يأتون لى بأخبارٍ أنا لا اعلمها عن نفسي!
شخصٌ ليس وراءه شيئًا الا ترويج الإشاعاتِ و لديه هاتفٌ و شبكة انترنت فيذهب و يكتب أخبارًا مُزيفةً و يبدأ البُلهاء بالنشرِ.
قلما من يُكذب ذلك و يهتم بما يسمعوه منى أنا بلسانِي.
حسنًا كنتُ أغضب كثيرًا لكننى ابتعدت حتى أننى لم أُخبر أحدًا بمكانِى الا چورچ الذي يزورني كل يومين.. يأتي هو و أولادُه و يقضون معي يومًا حتى نهايتِه ثم يُغادرون تاركين إيايّ أُحاول فى إسترجاعِ الهدوء الذي كان سائدًا فى منزلِي.هُنا هدوءٌ لا شئ سوى الهدوء،
أتذكر طفلتى دائمًا يزورني طيفُها.. أشعر بها تحتضني أحيانًا..
لو كانت حية الآن لكانت أمًا بالتأكيد!
لكن لا يهمُ.. رُحِمت من البشرِ.
بالطبعِ يدورُ فى أذهانِكم الآن سؤلًا وجدتُه فى أعينكم التى تقرأ كلمات مُذكراتِي... أين هى بيال؟حسنًا فى الحقيقةِ بيال مازالت كما هي.. رفضت أن أعتزل التمثيلَ و خيرتني بينها و بين الإعتزالِ فبالطبعِ أخترتُ الإعتزالَ و الإبتعادَ عن البشرِ.
أودُ أن أقضي بقية عمري هُنا بين الأشجارِ و المياهِ النقيةِ.. استيقظ كلَ نهارٍ على صوتِ زقزقةِ العصافيرٕ فيُشعرني ذلك بأنني" سنوايت"،
و أُنظف أنا و أعدُ الطعامَ بنفسِي ك"سندريلا"،
مُنعزلًا عن البشرِ كعُزلةِ "ربانزل"؛
حسنًا إنني هنا أعيش حياة الأميرات!
و من أبله يترك تلك الحياةَ و يذهب للحماقاتِ التى بالخارجِ؟
صخب.. معجبين.. حب.. قصر كبير..بيال.. العديد و العديد من الأشياءِ اليوميةِ التافهةِ.و لِمَ كل هذا؟
الحياةُ أقصر من ذلكِ.هنا حيثُ الهدوء.. الهدوء هو السائد و أنا أُقدس الهدوء..
هدوءٌ رفقة روحِ طفلتِى و ذكريات حبي و صديقي اللطيف الذي يزورنى من فترةٍ لآُخرى و كتاب مذكراتي الذي أُدون به كل ما مررتُ و أمرُ به،
فقط أود أن أُعبر عن فخري الشديد بنفسي... مررتُ بالكثيرِ و الكثيرِ و لكننى فى النهاية حققت اسمًا مُضيئًا،
ربما انتهيت من الحديثِ و لا أدرى ماذا أقولُ فى آخر صفحةٍ من هذا الكتابِ الا أنني أبعث لكم السلام،
لمعجبيني،
لطليقتاي و لصديقي العزيز.-ڤير براتاب سينج