أُقيمَ الإحتفالُ فى قلبِي

38 3 2
                                    

فى حفلةِ التكريم يجلس ڤير على الكرسِي و من أمامِه جورج ينظران إلى بعضِهما،
منتظران موعد تأدية ڤير لعرضِه ثم بعد عرضِه العديد و العديد من العروضِ التى ستأخذ أكثر من ساعتين فكل ممثل هنا سيرقص مع الممثلة التى أدت معه فيلمه الذي من ضمنِ المترشحين للجائزة.
الجائزة التى تُهدى لممثل و ممثلة ومخرج و فيلم فإما أن يفوزَ بجائزةِ أفضل ممثل أو جائزة أفضل فيلم أو كلاهما معًا كما حدث فى السنة الماضية.
" و الآن يتقدما ڤير و بيال لتأديةِ عرضِهما على أغنيةٍ من فلمهما سويًا،
صفقوا معى لهما!"
قالتها المُقدِمة بحماسٍ فضجت القاعة بالصفيرِ و التصقيف.
دخل ڤير من جانبٍ من خلفِ الستائر و من الجانبِ الآخر خرجت" بيال".
نظرا لبعضِهما بشوقٍ فهم لم يتقابلا من يومِ الحفل الذي حدث في قصرِ المُخرج و الذي مرّ عليه حوالى شهرين.
ظلا يقتربا ببطءٍ و ارتفعت موسيقى الأغنية ففي حركةٍ سريعةٍ التف لجورج فوجده ينظر إليه و هو يُحرك رأسه فى حركة حث على التقدمِ.
التفا و وقفا بجانبِ بعضِهما وبدآ يؤديان حركاتِ الأغنيةِ فى تناغمٍ كبيرٍ و ڤير يشعر بسعادةٍ و حماسٍ كبيرين!
كانت "چوليا" جالسةً تُشاهد العروضَ وتستمتع و فر قلبِها توترٌ كالجميعِ حتى جاء عرض ڤير فقامت من مكانِها و خرجت متججة أنها تُريد الذهاب للحمامِ.
لاحظ ڤير تلون وجهها ثم قيامها عقب رؤيتِه فحزن قلبُه و هو مازال يُحافظ على تلك الإبتسامةِ و مازال يتراقص حتى انتهت الرقصة فصقف الجميع مرة أُخرج و دخلا المُقدمة و المُقدم مرة أُخرى و ظلا يمزحان مع ڤير و بيال حتى استوقفت الأمر جملة قالتها المُقدمة و هى:
-ألن تُخبرانا عن سببِ الخلافِ الكبيرِ الذي كان بينكما قبل تصويرِ الفيلم؟
نظر ڤير إلى بيال ثم إلى المُقدمة و قد اجتاح الغضبُ عينيه و أراد أن ينهال عليها بالشتائم حتى قالت بيال بهدوءٍ و قد تغيرت تعابير وجهِها:
-عُذرًا و لكنها أسباب شخصية!
نظرت إلى ڤير نظرة فهمها فقال و هو يومئ مؤكدًا:
نعم، و الآن لا يوجد بيننا سوى الخير و عادت صداقتنا مرة أُخرى و انتهى الخلاف.

ابتسمت بيال و حيا ڤير الجميع و عاد إلى الكواليسِ و خلفَه بيال.
نظرت إليه مبتسمةً فنظر إليها بغضبٍ و سار من خلفِ الجميع حتى وصل إلى مقعدِه و بجوارِه جورج و جلس يُتابع بقية العروض بعقلٍ شاردٍ و قلبٍ ينهشه القلق.
أما بيال فذهبت إلى الحمامِ و ظلت تنظر إلى نفسِها فانزلقت دمعتين على وجهِها مسحتهما سريعًا كى لا يتخرب مكياچها و خرجت من الحمامِ و هى عازمة على أمرٍ.
توالت العروض حتى انتهت و جاء وقتُ إعلان الجوائز.

بدأت المُقدِمة تتحدث قائلة:
-كانت ليلةً لطيفةً و قضينا وقتًا مُمتعًا للغاية،
مزحنا و ضحكنا و كل من فى هذا الحفلِ عظماءٌ حقًا!
"صقف الجميع فسكتت مُبتسمة ثم أكملت بعدما انتهوا قائلة:
-جائزة أفضل مُنتج تذهب إلى..
المُنتجة" جوليا"
صقف الجميع و قامت جوليا من مكانِها ذاهبة و هى تتماشى بفخرٍ و سعادةٍ و تسلمت الجائزة و هى تنظر لشخصٍ واحدٍ.. شخصٍ غير ڤير.. جالسًا بجوارِها من بدايةِ الإحتفال.

لاحظته بيال التى تجلس مُقابلةً له و قد حرقت الغيرة قلبها عندما لاحظت فخره بها رغم كونِهما تطلقا منذُ فترة!
و هدأ قلبها قليلًا عندما انتهت وصلة التصفيق و هو لم يُصقف معهم قط..!

"و جائزة أفضل ممثلة تذهب إلى..
المُمثلة "ليلي"

وضعت بيال يديها على صدرِها و قد بدت و كأنها تلقت الصفعة... ظلت تُصقف و هى فاتحة ثغرِها.

اتجهت عينا ڤير تلقائيًا إليها و شعر بحزنٍ عندما لاحظ إحمرار أنفِها و صدمتِها و عَلِمَ أنها ستبكي.. فهى طفلته التى يعلمها أكثر من نفسِها!

-ڤير،
كُف عن التحديقِ بها و اخفى هذا الحزنِ!
"قالها جورج بجديةٍ دون الإلتفات لڤير"

وضع ڤير يده على صدرِه و ظل يتنهد و هو يوبخ نفسَه على غبائه و تفكيره بها و حزنه عليها رغم ما فعلته به..
فتح عينيه و رفع رأسه و هو غير مُصدق لما سمع؛
أعلنوا أنه فاز بجائزة أفضل ممثل!
صرخ جورج بفرحةٍ و ظل ينظر الجميعُ عليه و قد اعتلت وجوهَهم السعادة حتى المنافسين له..
فقد كانوا يعلمون جميعًا ما حصل لڤير من مشاكلٍ و مصائبٍ متتالية و رغم ذلك فإجتهد هو و أدى أفضل ما لديه حتى برع فى فيلمِه!
قام ڤير من مقعدِه و خرج ليتسلم الجائزة بفرحةٍ لم يعهدها من قبلٍ!
استأذن من المُقدِمة و أخذ منها المايكروفون و قال و هو يحتضن الجائزة:
-مرحبًا جميعًا،
لم أكن أتوقع أن أفوز بتلك الجائزة نظرًا لِما حدث لي من مشاكلٍ شخصيةٍ و فقدانى لطفلتى الوحيدة و طلاقى أنا و جوليا حتى كدت أُصاب بجنونٍ من الحزنِ و كدت أن أقتل نفسي لمراتٍ عدة.. لأن طفلتى لم تكن مُجرد ابنة بل كانت صديقتي!
مسح الدمعتين اللاتى انزلقنا من عينيه و أكمل:
-لذا أنا أود أن أقول الحقيقة..
حقيقة أننى لا أستحق تلك الجائزة بل من يستحقها حقًا هو من ساندنى و دعمنى و قوانى و وقف بجانِبي مرارًا و تكرارًا فى كلِ صغيرةٍ و كبيرةٍ..،
إننى أهدى تلك الجائزة لجورج!

وقف جورج و صقف بحرارةٍ و هو مُدمع العينين و وقفت بيال مما أصابهما بالدهشةِ.
لم يهتما و أكمل جورج طريقَه إلى ڤير و احتضنه بقوةٍ و هو يبكى بينما ڤير مُمسكًا دموعِه مُبتسمًا..
فى مشهدٍ جعل الجميع يبكى و يتمنى صديقًا مثل جورج و قوةً كقوةِ ڤير.

لا تنخدع بضحكاتى!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن