خرج ڤير من منزلِ بيال و هو يلوم نفسَه على سماعِه لقلبِه الأبله.
ركبَّ سيارتَه و اتجه بها نحو منزلِه و نظرة الإشمئزاز فى عينيه و معالم الغضب لازالت على وجهِه.
صعد إلى المنزلِ ليجد جورج جالسًا واضعًا رأسه بين كفيه و ما ان سمع وقع قدمي ڤير حتى رفع رأسه و ظل يصرخ فى وجهِه فهو كان يتصل به كثيرًا و لم يرد ڤير عليه البتة.
نظر جورج إلى الأرض و التقط أنفاسَه و هو يضرب ركبتيه بكفيه ثم عاد ينظر إلى ڤير الذي لم ينطق ببنت شفة منذ أن دخلَ و ظل يتفحصه بعينيه.-ما خطبك ڤير؟
ما الذي حدث لبيال؟
"سأل جورج بقلقٍ"-خدعتني للمرة الألف!
"رد ڤير بتهجم و هو ينظر أمامه إلى اللاشيء"صمت جورج و جلس على الأريكة و هو يجر ڤير معه و ما ان جلسا حتى نطق ڤير بإشمئزاز:
-اتصلت بي فى جنح الليل تبكي كالأطفالِ و تشهق فأوجعني قلبي و كالأغبياء سرت وراء تعليماته لأذهب إليها و أنا أقود بسرعةٍ كادت أن تقلب السيارة و تجعلنى أُقتل!
لم أجد المنزل يحترق!
لم أجد لصًا ما!
لم أجد كارثة كما توقعت!
كانت فى غرفتِها و ما إن فتحت الباب حتى ارتمت بين أحضاني و ظلت تلتصق بجسدي بحركاتِ القطط اللعينة تلك و كانت ملابسها فاضحة..
لِمَ فعلت هذا.. تظنى سأرتمي عند قدميها عندما تُغريني و سأسامحها..
أقسم أنه لو كان فى عقلي خلية تحثني على مسامحتها فهى لم تعد موجودة الآن .
أنصت إليه جورج و فمه يتسمع تدريجيًا من هولِ الصدمةِ..
لم يتوقع أن بيال الخلوقة هكذا أبدًا!
ضرب ڤير قبضته بكفِه الآخر و أكمل بغضبٍ جعل وجهه أحمر اللون:
-و فى الغدِ ستُنشر صورة لي و أنا خارج من بيتي أو عائد،
صورة لي وأنا أقود،
صورة لي عند بيتِها
كيفما و أينما التُقِطت الصورة فستنشر فى الغد على وسائل التواصل الاجتماعى و يُكتب:
"و قد شُوهِدَ النجم ڤير سينج بملابسِ البيتِ متجهًا لمنزلِ النجمة بيال.. تُرى هل هناك شئٌ ما بينهما؟ "و ستنهال تعليقات معجبيني يدافعون عنى و تعليقات الكارهين تسبني أو تسخر من شكلي هكذا.
ربط جورج على كتفِه و هو يقويه كعادتِه فرد ڤير بعدما هدأ تمامًا و هو يبتسم بألمٍ:
-لن أُخبر أحد بفعلتِها الشيطانية تلك،
و لكننى حقًا اكتشفتُ شيئًا أكد لى حبها فى قلبي..
أننى لم أشعر بما شعرت به من خوفٍ و توترٍ هكذا الا عندما اتصلت بي جوليا من المُستشفى و تأكدت أن ابنتي ماتت..
و هذا هو ثاني موقف يُثبت لى أن بيال هي ابنتي.. بعدما أوجعنى قلبي عندما لم تفز هى بالمسابقة و علمت أنها ستبكي و ما ان التفت لها حتى وجدتها محمرة الأنف و الوجنتين و عيناها بالفعل تدمع.ضحك وهو يوصفها فضحك معه جورج كثيرًا حتى هدآ مرة أُخرى.
صمتا لأكثر من خمس دقائق ينظر ڤير فيها الى الأرضِ بتفكيرٍ و ينظر إليه جورج محاولًا اختراق جمجمته ليعلم ما الذي يدور فى عقلِه.-إننى أُحبها من كلِ قلبي..
و رغم كل ما فعلته الآن و رغم غضبي و تركى لها دون علم ما حدث و ما الذي كانت تبكي لأجلِه الا ان شيئًا ما يدور بداخلى يُخبرنني أن حكمى عليها خطأٌ و ليس هناك وقحًا غيري..!صُدِم جورج لدقيقة و هو يُحاول استيعاب ما قاله ڤير للتو فنظر إليه ڤير و أكمل مؤكدًا:
- إننى أُخبرك بالحقيقةِ..
أنا هو الوقح،
هى لم ترتكب چُرمًا.. أُقسم لك إن هناك شيئًا ما خطأ.
لمحتُ خوفًا في عينيها و... آه لقد نسيت إن لديها فوبيا،
فوبيا من الأصواتِ مجهولة المصدر.. كالارتطامات و الخربشات و هكذا..
إنها منذُ صغرها هكذا!
"وقف و هو يضع يده على جبهتِه و الأخرى فى خصرِه"
- لن أستطيع الذهاب لها الليلة، لكن سأتصل بها.
"أكمل ڤير و هو يلتقط هاتفَه سريعًا "
------------------------------------------------------------
كانت بيال جالسةً على سريرِها و هى مُحطمة..
معنى أن جاء إلى هنا هو أنه يخاف عليها..كان القلق باديًا على وجهِه لكنه سرعان ما تحول إلى قرفٍ!
ظن أنها استدعته إلى هنا لشئٍ قبيحٍ...لإغوائه أو ما شبه!
لقد حكم عليها خطآً!
-ماذا أفعل؟
هل اتصل به؟
لن يرد..
وان رد؛
ماذا سأقول؟
ظلت تسأل و تُجاوب نفسها و هى تمسك الهاتف ثم تُلقيه حتى عزمت على أنها لن تُحدثه.. و تركت الأمر لسببٍ حددته لنفسها.
"ان كان يُحبها حقًا فلن يحكم عليها خطأً"توقفت دموعَها و توقف عقلُها عن طرحِ الأسئلة و إجابتِها أما قلبُها فهو مُمزق و كأن نظرة الاشمئزاز التى رأتها فى عيني ڤير كانت مطرقةً هشمت قلبها إلى قطعٍ لا تُرى بالعينِ المُجردة.
ارتفع صوتُ زقزقة العصافيرِ و لاعبت أشعةُ الشمسِ عيونَها الحزينة ففكرت فى الوقوفِ فى الشرفةِ فتأمل الطبيعةِ يجعلها تهدئ كثيرًا..
كادت أن تقوم لولا استوقفها صوتُ رنينِ هاتفِها فوجدت المُتصل ڤير!
ظلت تتأمل الهاتفَ بملامحِ سعيدةٍ مندهشة لكن نظرته انعادت مرة أُخرى أمام عينيها فتركت الهاتفَ من بين يديها و أكملت طريقَها إلى الشرفة و نغمة الرنين مازالت مُسمترة من خلفِها.