الفصل الرابع 2

5.9K 103 11
                                    

في المســاء....
كان واقف ينفث دخان سجائره بعنف وينظر إلى ساعة يده بين الفينه والأخرى ويكاد يشتعل غيظًا من عدم مجيئها ،،إلتقطت أذنه طرقات خفيفه على الباب ،،نظر إلى الباب بإضطراب ودهس عقب سيجارته وتحسس سلاحه ،،وتوجه ناحية الباب شاهرًا سلاحه .....!!!

شهقت سُمية بنعنف واضعة كفها على صدرها بخوف وهتفت بنبرة موبخه:-

منك لله يا بعيد هتجطعلي خلفي ،،ماسك الهباب دا ليه.

أعاد سلاحه إلى مكانه وأفسح لها الطريق قائلًا بنبرة لينه مُعتذرًا:
-آسف يا سمية مكنتش قاصد أخضك ،،حقك عليا.

رفعت حاجبها بتهكم وقالت بإستهزاء:
-ومن امتا الحنيه دي كُلها يا سي هيثم .

تصنع الحُزن وقال بنبرة لوم :
-لو سمحتي يا سُمية بلاش السخرية والاستهزاء اللي في كلامك دا ،،أنا مبهزرش

إكتفت بإبتسامة ساخرة رُسمت على شفتيها وقالت بجدية:
-چايبني على ملا وشي ليه ،،فين الحاچه المهمه دي

أخرج "شريط الحبوب"من جيبه ومد يده إليها وبها "الشريط"قائلًا بفحيح :
-دا هاتحطي منه لسيدرا كل يوم في كوباية لبن ،،وفي خلال أيام هتسقط كأنه قضاء وقدر عادي وانتِ مش هايبقى عليكي اي خطر ،،فاهمه ولا اعيد .

كانت تنظر داخل عينيه أثناء حديثه ،،أرتجف داخلها عندما رأت ذلك السواد داخله تلك النيران المشتعله بحدقتيه تقسم انها رأته بهيئة شيطان ،،ندى جبينها بالعرق وأصاب أطرافها بردوة من شدة الخوف وارتعشت أطرافها كما إرتعش قلبها من هالته التي كالجحيم ،،حاولت ضبط نفسها وقالت وهي تأخذ الشريط من كفه وتنهض مسرعه ورمت بعض الكلمات بقوة واهيه:
-معرفاش سيدرا عنلت ايه في حياتها عشان تجع بين إيدين ابليس .

أمسك كفها برقة وقال لها بنبرة صفراء وهو ينظر داخل عينيها :
-كدا بردو يا سُميه بتقولي عليا أنا كدا ،،أنا مبأذيش إلا لو اتأذيت ،،انا مجرد بقايا من سيدرا متعرفيش انا كنت بحبها قد ايه وهي عملت معايا ايه في الاخر ،،أنا اطيب إنسان ممكن تقابليه في حياتك ،،وبكره الايام تثبتلك دا ،،خدي بالك من نفسك وانتِ راجعه ولو حسيتي بأي خطر كلميني.

نظرت له بشك وقلب انقبض من حلاوة حديثه فذلك الشيطان الذي رأته لا يمكن ان يكون بتلك البراءه التي يصتنعها ،،سحبت يدها بهدوء وسارت مبتعدة عنه وهي مشتتة وحائره ...
               ♪•••••••••••♪
في سرايا الصيــاد ..

كانت جالسة في غُرفتها تنظر لذلك "الشريط" بيدها وداخلها شعور بالذنب لِمَ هذا الشعور الأن ،،لماذا تريد التراجع الأن ،،سمعت حركة في المطبخ فنهضت تسير على أطراف أصابعها كي تنظر من هناك ،،وجدتها تسير بوهن ومازال الحُزن على وجهها ،،رأت وجعها وخوفها على طفلها رأت سعادتها التي كُسرت منذُ ظهوره بحياتهـا نظرت لها مطوُلًا نظرة عميقه وأخرجت هاتفها واتصلت عليه ...

على الجانب الأخر ..

نظر للهاتف بإستغراب وضغط على زر الإيجاب وقال بقلق :-
-في حاجه ولا ايه

قالت بنبرة قوية جامدة :-
-انا مش هكمل في اللي إنتَ عايزه دا

إزدرد لعوبه بإضراب وقال بتساؤل ونبرة لينه:-
-ليه يا سميه ،،قولتلك مفيش اي خطر عليكي

قالت "سُمية"وهي تنظر إلى سيدرا بشفقه :-
-كفاية عليها اذية لحد اكده ،،هي معملتش حاچه عشان يحُصل فيها كل دا

هتف بنبرة باردة تحمل من نيران الحقد ما يكفي لإضرام القرية بأكملها :-
-لا تستاهل يا سُمية هانم ،،إنتِ ناسية إنتِ كنتي مين وبنت مين ووضعك ايه في بلدكوا ،،إنتِ ناسية كنتي هتبقي لو إتجوزتي زين ،،بسبب سيدرا إنت اتكير مناخيرك وبعد ما كنتي هانم بقيتي مجرد خدامة لو حده مكنش حيلتها نص ثروتك إنتِ واخوكي ،،بسبب سيدرا إنتِ محبوسه في السرايا وبعد ماكنتي هتبقي الهانم بتاعتها وكلمتك بيتعملها الف حساب ،،سيدرا عملت فيكي كتير بس انتِ شكلك نسيتي ،،بس اوعدك لو حطيتي ايدك في ايدي هناخد حقنا منها وهتبقي انتِ الهانم بس لازم اول حاجه نخلص من اللي في بطنها عشان ميبقاش ليها اي رابط بزين ،،فكري يا سميه وراجعي نفسك.

في تلك الاثناء رأت "زين"نزل خلفها ورأتها يعانقها من ظهرها بُحب ويتمتم في أذنها ببعص الكلمات وأراحت هي رأسها على كتفه بتعابير وجهها مستسلمة وكأنها ألقت همومها عليه ،،كان لهذا المشهد أثرًا على نفسها وحفزته تلك الكلمات ليثور الشيطان الذي بداخلها طالبًا الإنتقام لحق نفسها وكأنه بتلك الكلمات يقضي على الخير الذي مازال بداخلها لكي يعم السواد لتصبح هي نسخة ثانية منه .
             ♪•••••••••••♪
في الصبـاح ..
لم تذق عينيها طعمًا للنوم وأخذت تجول في الغُرفة ذهابًا وإيابًا تُفكر فيما حدث وما سوف تفعله نظرت من نافذة غرفتها فوجدتها في الحديقة ،،تحتضن زوجها وهو يقبل جبينها مُستعدًا للذهاب إلى عمله ،،فإتجهت هي بخطوات سريعة غاضبة كالأعصار إلى المطبخ وأعدت كوب الحليب وبه ذلك العقار الذي سيودي بحياة روح لم تأتي إلى هذه الدنيا بعد ،،أخذت شهيقًا بعمق ومن ثم ضبطت نفسها وأمسكت بالكوب متوجهه للخارج وعلى وجهها إبتسامة مزيفه ..

تقدمت منها بخطوات هادئه وقدمت لها الحليب فأخذته الأخري بإبتسامة ضعيفة ووضعتها أمامها على الطاولة فظلت "سُمية" واقفه ،،فقالت "سيدرا"بنبرة هادئه:-
-عايزه حاجه يا سمية
اؤمات لها بـ"لا"ودلفت إلى الداخل تنظر إليها ،،نظرت بإنتصار وعلى ثغرها إبتسامة شامته عندما رأتها ترفع كوب الحليب إلى فمها ...!!

يُتبــع......!!
#بين_عشقه_و_إنتقامه
#جحيم_حبك2
#علا_فائق
#علا_محمد

بين عشقه وإنتقامه - جحيم حُبك 2  - علا فائقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن