كانت دالتانيا تجلس في الشقة التي تشاركها مع عدة أشخاص آخرين، تشعر بأن قلبها يتمزق من القلق على ابنتها الصغيرة، تتذكر تلك الليلة التي رجع فيها زوجها من العمل يهذي بحديث غير منطقي حول الأرض والغلاف والبشرية، تتذكر أن يومها نام وكأنه تحت تأثير مخدر ما، ثم جاء الليلة التي تليها ومعه ذلك العقار.
عودة بالزمن...
"يجب عليكِ أن تفهمي دالتانيا أن هذا الشيء سينقذ حياة ابنتنا يومًا ما." تحدث والد اوار يحاول إقناع زوجته.
"أخبرني ما هذا رجاءً؟ أنا لن أتركك تحقن ابنتي بشيء لا أعلم ماهيته." احتجّت مرة أخرى وهي تقف أمام باب غرفة اوار.
"أنه عقار يسرع عمل الخلايا إذا ما تعرض الجسد للإيذاء، بحيث يشفى بوقت قياسي وحتى الإصابات الخطيرة تصبح وكأنها أقل من العادية." شرح لها مبسطًا وظيفة تلك المادة التي بيده.
"ولماذا تريد أن تحقن ابنتنا به فانر؟ لمَ أنت قلق لذلك الحد حول كل هذا؟" تساءلت مجددًا.
"أرجوكِ دالتانيا أنتِ لا تساعديني في هذا، فقط اجعليني أعطيه لها ثم بعد هذا يمكننا المناقشة." قال لتنظر له عدة ثواني ثم تبتعد عن الباب ليقوم بوضع يده على الباب ليتعرف على بصماته ويفتح.
كانت اوار ذات العشرة أعوام تستلقي على سريرها نائمة كملاك صغير عندما دلف والدها إلى غرفتها يحاول إلا يصدر أي أصوات. بهدوء اقترب منها ثم أخرج زجاجة من جيبه أولًا بها مادة قوامها كالماء ولكنها ليست بماء، قام بسكب بعضًا منها على يده لتبدأ في التبخر ثم قربها من وجه اوار على التحديد من انفها لتستنشق بعض هذا البخار.
"ما هذا فانر؟" تساءلت والدتها بقلق.
"هذا مخدر خفيف يدوم لخمس دقائق حتى لا تشعر بوخز الإبرة." شرح لها ثم أمسك بأنبوبة العقار وثبتها لذراع اوار ثم ضغط على زر ما ليتم حقنه في عروقها.
انتهى الأمر بفانر مع زوجته في غرفتهما يشرح لها عن أن كيف الإحصائيات والدراسات تثبت أن كوكب الأرض في خطر وأنه يمكن أن يحدث شيء كارثي يسبب أضرار جسيمة.
"لماذا لا نعطيه لأيراكس كذلك؟" تحدثت ونظرت للطفل الرضيع القابع فيما بينهم.
"لا جسده صغير للغاية ليتحمل هذا العقار، يجب أن يكون في سن اوار أو ربما أكبر، هذا يتوقف عن مقدرة جسده." شرح لها لتومئ وتحاول إقناع نفسها أن كل شيء سيكون بخير. لقد زرع زوجها خوفًا داخلها للتو لن يمحى حتى يكبر ايراكس ويحصل على جرعته.
الوقت الحالي...
كانت دموع دالتانيا تتساقط الآن حزنًا على كلا ولديها، مات ايراكس والأخرى الرب وحده يعلم أين هي. لم تكن تعلم أن الوقت يخبئ لهم كل هذا وأن يمرض زوجها ويموت قبل إعطاء ايراكس جرعته.
جلست في غرفتها تبكي حتى انهكها البكاء فنامت.
في مكان أخر، في ذلك المبنى المشئوم كانت اوار تجلس في غرفة صغيرة خالية من كل شيء حتى أنه لا يوجد كرسي لتجلس عليه، فقامت بالجلوس على الأرضية الباردة تمنع نفسها من البكاء. كل ما يشغل بالها كلاوس وما سيفعلونه به.
ولكن كلاوس لم يكن يختلف عنها بشيء، فهو الأخر محبوس في غرفة صغيرة يفكر فيما سيصيبهم كلما مرت الدقائق ويشعر بالغرفة تتضاءل وتخنقه. وفي الناحية الأخرى كان فلوكانسن يجلس في مكتبه يستشيط غضبًا ويحاوطه مجموعة من العلماء والأطباء ويشرحون له ما توصلوا له.
لقد كشفوا كيف تعمل خلايا الست حالات عند تعرض الجسم للضرر.
"كما نعلم جميعا أن التئام الجروح يمر بأربع مراحل هما تخثر الدم(الارقاء)، حدوث التهاب، نمو الانسجة(انتشار)، إعادة تشكيل الانسجة(النضج)." تحدث طبيب ما يجلس معهم يبدو وكأنه هو من سيتولى مسألة العرض والشرح، هز له الجميع رأسهم ليكمل.
"تسلسل الأحداث في علاج الجروح هو انه بعد إصابة الأنسجة عن طريق شق عادة ما تكون الاستجابة الأولية نزيف. يبدأ تعاقب تضيق الأوعية وتجلط الدم مع تخثر الدم على الفور على الجرح، مما يؤدي إلى الإرقاء مع الجفاف وأشكال الجرب. يتبع تدفق الخلايا الالتهابية مع إطلاق المواد الخلوية والوسطاء. يحدث تكوين الأوعية وإعادة الاندمال بتشكل الأنسجة وتراكم المكونات الخلوية والخارجية الجديدة." أضاف المزيد من التفاصيل واستولى على اهتمام كل من بالغرفة.
"إن تلك المراحل يمكنها أن تأخذ أيام أو أسابيع أو حتى شهور إن كان الجرح بليغ، بل وأحيانًا يتطلب التدخل الطبي لمساعدته إلى الشفاء، ولكن الشيء المميز بتلك الحالات أن الإنسان الطبيعي يحتاج كهذا الوقت ليشفي أما هم فكل ما يحتاجون إليه هو بضع ساعات أو حتى دقائق" شرح أكثر وبدأ في عرض طريقة عمل الخلايا عند حدوث جرح أو ضرر ما للجسد ثم زاد سرعتها ب ١٠ مرات.
"وهذا عرض بسيط لإيصال ما أقصده بشكل أوضح." قال عندما انتهي الفيديو الذي يعرضه عليهم.
"إذا أنتم الآن اكتشفتم كيف تعمل اجسداهم." سأل فلوكانسن.
"أجل سيدي ونعمل على معرفة تفاصيل أكثر." تحدث الطبيب.
"أنا اريدكم أن تبدأوا في تحضير مادة إن أعطيناها لأي شخص فستعطيه نفس قدراتهم، لا أهتم ما هي المادة أو كيف ستصنعونها أنها وظيفتكم ولكنني أريد أن يكون تأثيرها على الأفراد الطبيعيين هو أن تجعلهم كالست حالات التي نملكها هنا." تحدث بصرامة.
"سيدي، نحن سنقوم بكل ما في وسعنا لا تقلق." تحدث أحد الاطباء متفادي اغضابه.
"والآن انتهى الاجتماع حتى إشعار أخر." أنهى فلوكانسن الاجتماع ليخرج الأطباء خائفين فهو منذ أمس يبدو كأنه سينفجر في أي حد فقط ان قال له صباح الخير.
بعد أن انتهوا وفهم فلوكانسن ما يحدث لهم أو ما استطاعوا التوصل له حتى هذه اللحظة، قام من على كرسيه ومازال ممتلئًا بالغضب والحقد على كليهما، كيف يعقل أن يظنونه مغفل لكي يستطيعوا الهرب منه بسهولة، كيف لهم أن يتجرأوا ويستخفوا بعقله وبسلطته، هو سيريهم الأن من هو المتحكم بكل شيء.
ذهب ومعه رجلان من حراسه يقطعان الطرقات حتى توقف فجأة وامرهم: "احضروا كلاهما للغرفة." قال قاصدًا تلك الغرفة التي بناها كرايسلر. فهم الحراس تلقائيًا واتجهوا للغرف الصغيرة المحبوس فيها كلاهما حتى الآن وسبقهم فلوكانسن للغرفة.
دخل فلوكانسن للقاعة الكبيرة التى توجد بها الغرفة وأنتظر على كرسي هناك يرسم في عقله جميع الخطط الشريرة التى يمكن تنفيذها فهم قد اهانوا كرامته بفعلتهم المشينة تلك ومن يتجرأ على هذا يستحق أسوء أنواع العقاب.
أتى الحارسان أخيرًا ومعهم اوار التي تحاول التملص من ذلك الحارس الضخم وكلاوس الذي بدأ مستسلم للغاية.
"مرحبًا بكم، هلا تنضمون لي في حفلتي الصغيرة؟" تحدث معهم باستفزاز ثم أشار للحارسين بالخروج ليترددوا لوهله ولكنهم هرعوا للخارج عندما صاح بوجههم.
أخرج سلاحًا وصوبه نحوهم حتى لا تقوم اوار بحركة ما.
"لمصلحتكم أن تنفذوا كل ما امليه عليكم، يجب على الإنسان تحمل عواقب أفعاله وأظن أن دوركم قد حان؟" قال ويبدو عليه أنه فقد عقله حقًا.
"ما الذي تريده فلوكانسن؟ أنا من هربت وليس هو، هو ليس له شأن أنا من جعلته—" حاولت اوار أن تساومه على إخراج كلاوس.
قاطعها فلوكانسن صارخًا "لا أحد يتحدث هنا غيري، وأنا من أحدد من له شأن ومن ليس له."
صمتت اوار ليتحدث هو مجددًا: "والآن كلاكما أمامي على الغرفة." قال ثم وجههم بسلاحه ناحية الغرفة وفتحها وامرهم بالدخول. اعطاهم فلوكانسن ملابس تشبه ملابس المشفى تحتوي على قطع مغناطيسية وأمرهم بارتدائها ليبدلوا ملابسهم.
"وحاليًا عزيزتي اوار أريد منكِ أن تقيدي كلاوس على السرير هيا، ثم قومي بتفعيل ذلك المجال المغناطيسي أو أيًا كان."
نظرت له اوار بحقد ثم توجهت ناحية كلاوس وتنظر له بأسف، استلقى كلاوس على سريره بينما تقوم اوار بمحاولة تفعيل المجال المغناطيسي.
"أنا أسفة كلاوس حقًا، كل ما سيحدث لك بسببي سامحني." تأسفت اوار وهي تشعر بذنب عظيم.
"لا بأس اوار أنه ليس خطأك، أنا من أصريت على المجيء أتتذكرين؟ لا بأس حقًا." تحدث يحاول أن يخفف من شعورها بالذنب.
انتهت من قدماه لتذهب وتقيد يديه تحاول أن تكون لمساتها رقيقة فهو أكثرهم هشاشة وهي تعلم ما سيصيبه بعد قليل فتحاول تعويضه قبلها.
"أنا أسفة." قالت واقتربت منه لتقبل جبهته وتبتسم له بأسف، بينما يحاول منع دموعه من السقوط كان كلاوس فتى جميل بحق يمتلك زوج من الأعين الخضراء وشعر بني ريشي قصير وملامحه هادئة، وكانت اوار تشعر وكأنها تري ايراكس امامها، فهو يذكرها به دائمًا رغم أنه أكبر منها بعدة سنوات.
ذهبت اوار لتستلقي على السرير الأخر ويقوم فلوكانسن بتفعيل المجال المغنطيسي لها أيضًا.
"حان وقت العقاب." قال فلوكانسن وابتسم ليخرج من الغرفة ويغلقها جيدًا.
قام فلوكانسن بتفعيل الأشعة الفوق بنفسجية ثم بدأ في تزويد النسبة بينما كلاهما يتألم بالداخل.
"هذا هو العقاب الحقيقي." زمجر بغضب وقام بتزويد الكميات أكثر وأكثر كان جسد كلاوس يحترق حرفيًا واوار كذلك، لكن كلاوس كان اضعافها.
كان يصرخ بألم وصوت صراخه يؤلم أي شخص طبيعي ولكن فلوكانسن لم يكن لديه أيه شفقة، هو كان دائمًا يردد إن كان إنقاذ البشرية يعني أن يقتل الست حالات سيفعل ذلك، ولكن الآن لم يكن إنقاذ البشرية ما يستدعيه ليفعل ذلك بل إنقاذ كرامته وغروره.
كان فلوكانسن قد زاد الكميات لمستوى حتى اوار لم تكن لتتحمله. بعد مرور عدة دقائق كان كلاوس قد فقد الوعي تمامًا فقط يمكن لفلوكانسن أن يستمع إلى دقات قلبه الواهنة في شاشة المراقبة بينما اوار كانت تصرخ بألم تنظر لكلاوس وتصرخ باسمه ولكنه لا يجيب لتفزع ولا يتوقف صراخها.
كل هذا العذاب، كل هذه المعاناة كانت مرضية لغرور فلوكانسن لأبعد الحدود.
كان الأطباء قد تجمعوا بالخارج عندما سمعوا بالأمر، وقفوا بالخارج يحاولون الدخول وبينهم كرايسلر ولكن فلوكانسن لم يلقى بالًا ولم يتوقف حتى استفاق على صوت الصفير الذي ينبهه أن قلب كلاوس توقف عن العمل. هنا وفي تلك اللحظة أوقف الألة واتجه خارجًا ليفتح الباب وينظر له الجميع مذهولين.
"أنهم بالداخل." هذا كان كل ما تفوه به ليغادر ويهرع الأطباء والمسعفين للداخل ليروا الفاجعة التى أحدثها فلوكانسن باوار وكلاوس.
قام كرايسلر باقتحام الغرفة بأقصى سرعته واتجه لأوار أول شيء.
"يا إلهي فليأتي أحد ليساعدني هنا." صرخ بأحد المسعفين ليأتي ويساعده بينما الباقي متجمهرين حول كلاوس.
كانت اوار تبكي وتشير بيدها نحو كلاوس وتنادي باسمه بصوت ضعيف.
"أرجوك ساعده، ساعده." ترجت كرايسلر أن يذهب وهي تحاول تحرسك رأسها لترى ما الذي يحدث.
"أنهم يساعدونه فقط أهدئِ أنتِ." حاول تهدئنها بينما المسعف يقوم بعمله.
كانت هادئة نسبيًا حتى سمعت أحد الأطباء يقول إن نبضاته لا تعود، هنا أصابها الفزع وبدأت في الصراخ ومقاومة المسعف وكرايسلر.
كانت تصرخ وتقاومهم تريد الذهاب له رغم أنها لا تقدر على الجلوس حتى.
"اعطيها شيئًا لتنام هيا أسرع." قال كرايسلر وهو يحاول تهدئتها دون أن يلمسها فجسدها كله مُدَمر حاليًا.
قام المسعف بإعطائها المخدر بأسرع ما يمكنه، وماهي الا ثواني وكانت قد غابت عن الوعي هي الأخرى.
كان كلاوس في الجهة الأخرى قد استطاع الأطباء أخيرًا من إنعاش قلبه مرة أخرى ونقلوا كلاهما للمشفى الموجودة داخل المبنى، مكثت اوار في غرفة عادية بينما ادخلوا كلاوس لغرفة في العناية المركزة، فحالته متدهورة عن اوار بمراحل، يأملون أن يتعافى مع أنه يبدو مستحيلًا.
بعد انقضاء اليوم والاطمئنان على كل من اوار وكلاوس كان كرايسلر في القاعة التي تحتوي على الغرفة بداخلها.
يشعر بأن الذنب يلتهم قلبه لا يستطيع التعايش مع هذا، يفكر كيف يمكنه أن ينهى كل هذا، لا يمكنه أن يصبح مسئولًا عن عذاب أي شخص أخر.
كرايسلر اتخذ قراره بالنهاية وبادر بتنفيذه، وهو حتمًا قرار لن يعجب فلوكانسن إن علم من ورائه.....................................................
مرحبا👋كيفنا
اتمنى ان البارت يعجبكم
ايه رايكم فيه 🤔طلع ان هما اتحقنوا بمصل عشان يبقوا كده
عشان كده دالتانيا متفاجتشالأطباء عرفه اخيرا ازاي خلاياهم بتشتغل
معلومه حته الالتئام الجروح حقيقه علميه بس يادوب مزودين ال10 مرات بالنسبالهم اوكيياتري العلماء هينجحوا ف عمل مصل زيه؟
فلوكانسن الشريب والي عمله ف اوار وكلاوس
ابغي اقتله 🌚كرايسلر المتهور هيعمل ايه؟
اي نقد؟بليز كومنت وڤوت في هنا ناس بتنهار يا فخرييييي
نشوفكم ع خير يوم الخميس
اوياسمي🥺
أنت تقرأ
Collapsing | انهيار
Science Fictionالطبيعة قد تعطيك كل ما لديها مقابل احترامها، فماذا إن حدث العكس وانقلب السحر على الساحر؟ فإما أن تمنحك كل شيء أو تسلبك كل ما تملك.