وجه نظر اوار..
شعرت وكأن رئتاي قد فرغوا من الأوكسجين، وكأنني أتنفس غاز سام، وكأن داخلي يحترق، لا استطيع وصف ألم قلبي في تلك اللحظة، لم أبكى، لم اصرخ، لم احطم ما حولي، لم ارمش!
فقط بقيت مكاني على السرير أنظر لكرايسلر، لم أستطع حتى أن أبعد عيناي عنه.
"اوار أرجوكِ قولي شيء، أي شيء." تحدث بترجي.
كان ينظر لي بقلق وأنا أنظر له أنتظر أن يضحك وأن يخبرني أن هذا مقلب، بالطبع سيبدو كمريض نفسي أو بالأحرى لن أتركه بعظام سليمة، ولكنني تمنيت أن يكون مقلبًا أو كابوسًا، أي شيء غير أن تكون الحقيقة.
لا أعرف كم من الوقت ظللت احدق به منتظرة تحقق أمنيتي ولكن عندما تيقنت أنها لن تتحقق، قمت بالاستلقاء مجددًا دون التفوه بكلمة واحدة وقمت بسحب الغطاء على جسدي، وقد فهم كرايسلر بأنني لن أتحدث معه ليخرج من الغرفة بصمت.
تركني وحدي مع أفكاري التي أصبحت أكثر سوداوية مؤخرًا وتتدافع لرأسي حتى شعرت بالصداع، لا أستطيع التوقف عن التفكير. لقد خسرت صديقين في يومٍ واحد وخسرت قدرتي على البكاء، لم أعد أمتلك طاقة لهذا الهراء، الألم الذي بقلبي الآن يفوق البكاء بمراحل ولن تمحوه أي دموع تذرفهما عيني.
أتمنى فقط أن أتلاشى من هذا الكون، فقد أصبح الأمر يفوق طاقتي.
وجه نظر الكاتب.
مضى على اوار حوالي أسبوع على هذه الحال حتى بعد أن اخرجوها من غرفة العناية وعادت لغرفتها لم تغادرها، وتأبي الطعام لدرجة أنهم كانوا يوصلون بيدها المحاليل المغذية بالتناوب. هي فقط لا تبدي أي ردة فعل تذكر، لم تتحدث أكثر من سبع كلمات خلال هذا الأسبوع، لقد دخلت في حالة صدمة كاملة.
بعد مرور أسبوع وكرايسلر يعلم بأمر انعزالها في غرفتها لم يستطع أن يتجاهل الموضوع أكثر من هذا، لذا قرر أن يذهب إليها بعد انتهائه من بعض الأعمال. انتهى من أعماله واتجه لخارج مكتبه ثم سار في طرقات المبنى حتى وصل لغرفة اوار، تنفس الصعداء استعمل بطاقة الحارس التي كان قد اختلسها سابقًا ليستطيع الدخول، فهو يعرف أنها لن تفتح له الباب.
دلف لغرفتها ليجدها جالسة على سريرها شاحبة الوجه، خسرت بعض الوزن، الهالات السوداء حاوطت عيناها، شعرها غير مرتب، تبدو بحالة فوضة عارمة.
"اوار أنا حقًا أكره أن أراكِ هكذا." شرع كرايسلر في الحديث ولكنها لم تنظر له حتى.
"أنتِ بهذا لا تضرين أحد إلا نفسك، أتريدين الانتقام لموتهما؟ أنتِ بهذه الطريقة تنتقمين من نفسك، أنتِ تعذبين نفسك، تراقبين روحك تحترق بصمت، اوار لا أحد سينقذك إلا إذا أنقذت أنت نفسك." تحدث مجددًا وقد نجح تلك المرة بجذب انتباهها لتنظر له.
"أرجو أن تجيبيني." نظر لها بأمل ولكنها اشاحت بنظرها بعيدًا عنه.
"حقًا! تنوين المكوث بهذا الدور لوقت طويل إذا؟ أنا أكره أن أفعل هذا بكِ ولكن يتوجب علي، افيقي اوار! أنتِ لستِ الوحيدة بالعالم التي تأذت أو مرت بأزمات، جميعنا نعاني، جميعنا نواجه ازمات قد تقلب حياتنا رأسًا على عقب ولكن ما يفرقنا عن غيرنا هو كيف تعاملنا مع هذه الأزمات والمشكلات التي تحل علينا، وحتى الآن أنا لا أرى منك سوى تصرفات مثيرة للشفقة، لم تقاومي أي مقاومة تذكر، أتظنين بأن الحياة ستتوقف حزنًا عليكِ أو على حياتك؟ لا لن يتوقف أي شيء وستستوعبين هذا ولكن وقتها سيكون قد فات الأوان." أنهى كلامه يلتقط أنفاسه لا يعرف كيف ألقى كل هذا بوجهها ولكنه حقًا يهتم لها وقد ايقن أنه يجب فعل شيء يعيدها لصوابها، يعلم أن ما تفوه به قاسي ولكن لا طريقة اخرى.
كانت اوار تنظر له والدموع قد ملئت عيناها، لأول مرة منذ أسبوع تذرف عيناها الدموع كان وجهها محمرًا وكأن أحدهم قد صفعها للتو.
"أنت لا تعلم شيء عني أو عن حياتي." تحدثت بهمس بينما الدموع تساقطت من عينيها ثم انفجرت به: "أنت واللعنة لا تعلم أي شيء عني أو عن حياتي أو عن معاناتي، أنت مجرد شخص التقيت به هنا فقط، أنت لا يحق لك الحديث معي بهذا الشكل، أنت لست صديقي، لست أي شيء أتسمعني؟" صمتت قليلًا ثم أكملت: "ماذا تعرف أنت عن المعاناة؟، أنا فقدت أبي وأنا بالثامنة عشر من عمري، أنا فعلت ما بوسعي لأجعل أمي وأخي يتخطون الأمر وأنا لم اتخطاه قط ولن أفعل، قمت بدراسة الروبوتات وحققت بها انجازات لم يحققها أحد من أبناء جيلي كل هذا لأجعل امي فخورة بي، ولأكون قدوة لأخي الصغير." سكتت تلتقط انفاسها وقد تكسرت نبرتها في أخر جملة لها عندما ذكرت ايراكس لتنظر ليدها.
"أخي الصغير الذي مات بعمر السادسة عشر ولم يحقق أيًا من أحلامه التي رسمناها سويًا." تحدثت مجددًا وصمتت مرة أخرى لعدة ثوانِ فقد تهدج صوتها منذرًا بانهيارها.
"لقد كان يريد أن يصبح مثلي، مصمم روبوتات مشهور وقد كانت لديه القدرة على أن يحقق هذا لقد كان أذكى فتى من الممكن أن تقابله، ولكنه وقد أُخذ مني ولن أراه مجددًا." همست ووضعت يدها على قلبها بألم.
كان كرايسلر صامتًا يريدها أن تخرج ما بجعبتها، لعلها تشعر براحة بعد هذا.
"وبعد كل هذا تم حبسي هنا وكأنني فأر تجارب ما وكل يوم عذاب مختلف عن ما قبله، حتى الشخص الوحيد الذي هون علي هذا فقدته أيضًا، وفي نفس اليوم الذي افقده فيه تأتيني أنت بخبر فقدان صديق حياتي، لقد فقدت أعز شخصين لقلبي في يوم واحد، ما الذي تريد مني فعله؟ هل حتى حزني وغضبي ومقتي لهذا العالم اللعين أصبح كثير علي؟ إن هذه أبسط حقوقي كرايسلر لذا لا تأتي هنا وتعاملني وكأنني إحدى الفتيات المكتئبة بسبب انكسار أحد اظافرها."
سكتت تمامًا وساد الصمت في الغرفة لعدة دقائق ليحمحم كرايسلر ويتحدث مجددًا: "أنا أسف إن كنت قد اذيتك بحديثي ولكنني لم أرد أن أراكِ تغرقين واتظاهر بالعمى، أنا أعرف إنكِ قد عانيتي وأعلم إنها ليست بِهينة، ولكن هذا لا يعني أن تدعي تلك المعاناة تغرقك نحو الأسفل بل أن تتخطيها وترفعك للأعلى، وأنا أعلم أنني لست صديقك ولست أي شيء واعدك لن أتدخل مجددًا فيما لا يعنيني." تحدث كرايسلر ثم نظر للأرض وكان ذاهبًا حتى استوقفه صوتها الباكي.
"أنا...أنا فقط لا أعرف ما العمل أشعر وكأنني خسرت كل شيء ولم يبقي لي أحد، أنا تائهة كرايسلر، لقد قاومت حتى وهنت قوتي ونفذت." وقفت من سريرها ووضعت يديها بجانبها يبدو عليها الضعف والوهن.
"تعالي هنا." قال واتجه ناحيتها فاتحًا ذراعاه.
ارتمت بين ذراعاه تبكي بحرقة وكأنها تخرج كل هذا البكاء المكبوت لمدة أسبوع، كانت تحتاج لشخص تتمسك به وتبكي وقد حصلت أخيرًا على ما احتاجته.
بعد مرور نص ساعة من البكاء والنحيب المسموع خرج كرايسلر من غرفة اوار، بعد أن ساعدها على الاستلقاء على سريرها وقد غفت بعد أن ارهقها البكاء.
في اليوم التالي كانت اوار قد اتخذت قرارها بعدم الاستسلام، مشطت شعرها وارتدت ملابس مناسبة وخرجت لتنضم لباقي الرفاق على الغداء. ما إن دخلت اوار قاعة الطعام حتى انطلقت جميع الأنظار نحوها، اتجه لها سايبيريوس وقد فتح ذراعاه مبادرًا بمعانقتها لتبادله العناق.
"كلاوس سيكون فخور بكِ الآن." همس بأذنها لتبتسم وتتجمع الدموع بعينيها لكنها تأبي تركها تسقط.
اتجهت لها فيرونا بعده لتعانقها ثم سيناترا ثم تريسلر ليعانقها ويهمس بأذنها: "أنه ليس خطأك جميعنا نعلم هذا ويجب أن تعلميه أنتِ أيضًا."
ابتسمت لهم اوار وجلسوا جميعًا يتناولون طعامهم وسط مزاح فيرونا مع تريسلر والقاء سيناترا للنكات لمحاولة تلطيف الجو. وقد مضى اليوم على خير وعندما غادروا صالة الطعام لمحت اوار كرايسلر أمامها لتركض اتجاهه.
"كرايسلر، كرايسلر أنتظر." نادت عليه وهي تحاول اللحاق به ليتوقف وينظر لها بتعجب.
"أنا فقط أردت أخبارك بأنني أسفة على ما تفوهت به البارحة، أنت كنت ترغب بالمساعدة وأنا فقط تلفظت بأشياء سيئة، أنت صديق جيد أنا لم أعني ما قلته." اخبرته محاولة إصلاح ما قالته البارحة.
نظر لها لعدة دقائق ثم ابتسم لها قائلًا: "لا بأس، أحيانًا نتفوه بأشياء لا نقصدها وقت الغضب وأنتِ كنت غاضبة من كل شيء."
ابتسمت له وشكرته وانصرفت لغرفتها وهو ذهب لوجهته.
في مكان أخر بالمبنى، كان يوجد ذلك المعمل الذي يعمل به الأطباء والعلماء على إيجاد المادة التي إن تعرض لها إنسان يكون من نتائجها اكتسابه لقدرة الشفاء التي تملكها الحالات الستة.
كان المعمل مجهز بجميع وأحدث الأجهزة الحديثة التي يمكن تخيلها، كان الصمت يعم المكان بينما العلماء يعملون بتركيز شديد ودقة ليس لها مثيل على حيوانات التجارب أمامهم التي اختلفت بين فئران وارانب صغيرة وبعض السلاحف والسحالي.
يكونون مواد ويخلطونها بغيرها ويغيرون أشياء في الخطوات في كل مرة ثم يحقنون بها الحيوانات التي أمامهم ويبدأن في ملاحظة التغيرات والتصرفات للحيوانات.
كان يبدو على كل شخص منهم أقصي مظاهر الإرهاق والتركيز في آنٍ واحد لا يتفوه أحدهم بأي كلمة حتى اخترق صوت أحدهم ذلك الصمت الذي ساد المعمل منذ أن بدأوا في العمل على هذه المادة.
"لقد وجدتها، لقد وجدتها، أخيرًا." صرخ ذلك الصوت مرة أخرى ليهلل الباقي وتتهلل اساريرهم فرحين بهذا الخبر فهذا يعني انتهاء فترة البحث المتعبة تلك.
"أخبروا السيد فلوكانسن بهذا الخبر بأقصى سرعة." أقترح أحدهم ليبدأوا في التحرك وفي خلال كان فلوكانسن قد علم بالتقدم الذي احرزوه وقد دعى لاجتماع عاجل.
جلس جميع من يملكون مناصب مهمة بما فيهم فلوكانسن وبعض من الأطباء والعلماء الذين كانوا في هذا المعمل وبالتأكيد ذلك العالم الذي صنع تلك المادة.
"إذا تحدث سيد فلين." أمر فلوكانسن ذلك الطبيب بالتحدث والذي وجد التركيبة الصحيحة.
"سيدي دعني ابدأ بتفسير بسيط مختصر قدر الإمكان." قال وبدأ بعرض بعض المجسمات لمعدلات وجداول ومعادلات متعددة.
استأنف كلامه قائلًا: "كما قد شرح لكم أحد زملائي أن الجروح تمر بعدة مراحل لتشفى بالكامل، الالتئام بمعناه الحرفي الاكتمال التئام الجروح، هي عملية طويلة ومعقدة يقوم خلالها الجلد أو انسجة الجسم الأخرى بتصليح نفسها بسبب جرح حدث لها، وأول المراحل هي تجلط الدم وهي مرحلة تبدأ خلال الدقائق الأولى بعد حدوث الجرح، الصفائح الدموية الموجودة في الدم تبدأ تتجمع وتلتصق في مكان الجرح ثم بعدها تأتي مرحلة الالتهاب: خلال هذه المرحلة تزال الخلايا الميتة والتالفة من منطقة الجرح، ويزال معها البكتيريا والحطام ومسببات الأمراض الأخرى وتحدث عمليتان صغيرتان ولكنهما ليستا بسيطتان الأولى أن تتقلص منطقه الجرح والثانية إعادة التشكيل النسيجي." صمت قليلًا ليلتقط انفاسه بينما يعرض عليهم صور وفيديوهات قصيرة تصور ما يشرحه.
"وكما تعرفون أن الست حالات هنا تمتلك اجسادهم القدرة على إتمام تلك العمليات أسرع بعشر مرات من المعدل الطبيعي تقريبًا، واليوم أقول وبكل فخر أنني توصلت لمادة صنعتها عندما جربتها على فأر المعمل خاصتي اكتشفت أنها تركته يمتلك نفس قدرة اجسادهم تقريبًا وقد تم تسريع عمليه شفاء جروحه لسرعة مماثلة تقريبًا لسرعة شفاء الست حالات والذي تبقي منهم خمسة الآن." أنهى كلامه منتظرًا رد فلوكانسن.
"هذا عظيم! هذا فعلًا عظيم، دعني أخبرك دكتور فلين أنه ينتظرك مستقبل باهر إذا حققت لي بعض الطلبات الأخرى" تحدث فلوكانسن ليبتسم الطبيب براحة أنه أرضى فلوكانسن فهو لم يكن يأمن ردة فعله.............................................
مرحبا.كيفنا👋
لن اقوم بالتكويل معكم هذه المره
ما هو رايكم في الفصل وما سيحدث بعد ذلك من تطورات؟
أي نقد؟
كومنت +ڤوت بليز
سوف ينزل بعد هذا البارت مباشره المعلومات الكامله عن شفاء الجروح
نراكم الخميس القادم
اوياسمي🥺
أنت تقرأ
Collapsing | انهيار
Ficção Científicaالطبيعة قد تعطيك كل ما لديها مقابل احترامها، فماذا إن حدث العكس وانقلب السحر على الساحر؟ فإما أن تمنحك كل شيء أو تسلبك كل ما تملك.