في اليوم التالي
كان انذرنيكوس يقف في معمله يحاول تجربة تنفيذ ذلك المخطط الذي وضعه لمشروع الطبقة الحامية تلك.
كان يعمل لأكثر من خمس ساعات متواصلة فهي معقدة للغاية وتنفيذها عمليًا كان أصعب من مجرد وضع المخطط.
فعل ما بوسعه لينفذ كل خطوة وضعها هو في المخطط بشكل مثالي يخلو من أي عيب ولكنه لسوء حظه قد فشل بسبب خطأ طفيف في خطوة من الخطوات.
لكنه لم يغضب أو يشعر بالرغبة في تكسير شيء فالجزء الأصعب قد مر وهو لن يحرق أعصابه أكثر من ذلك في عمل إضافي لديه الوقت لتنفيذه.
قرر أن يرتاح من العمل على المشروع هذا لينتقل للمصل الذي كان يحاول صنعه منذ البداية ولكنه لم يوفق حتى الآن.
كان بدأ في العمل عليه يحارب جميع الأفكار السلبية التي تراوده وعقله يتآمر ضده متعاونًا مع تلك الأفكار.
حاول ركلها بعيدًا حتى يتسنى له العمل بذهن صافي ولكنه عادت لتهاجمه بعد أقل من خمس دقائق ليترك ما بيده ويجلس على الأريكة يمسك رأسه بيده.
ما الذي سيشكل فارقًا إن صنعته! أنت لا تستحق الحياة!
هل حقًا تريد أن تحيا؟!
بعد كل هذا وتريد العيش مجددًا ألم تسأم من حياتك المليئة بالهراء والمشاكل!
حتى أخاك الصغير أنت لم تستطع حمايته والأن هو محطم القلب.
كل تلك الأصوات في عقله تضاربت مع بعضها البعض ليضغط بيده على رأسه وكأنه سيجعلها تصمت.
"يكفي." قال وهو يصر على أسنانه بقوة.
في كثير من الأحيان عندما يفقد السيطرة على عقله تصبح الأمور في حالة من الفوضى.
في الناحية الأخرى كان كرايسلر في مكتبه يفكر بما قاله له أخيه في الأمس، فقد أصبح أكثر هدوءً من أمس ويستطيع أن يفكر بشكل عملي نوعًا ما.
يفكر في إن كان ستفلح خطة انذرنيكوس أم لا، هل سيقدر على أن يعاملها كمجرد صديق.
قرر أنه سيحاول وسيضغط على نفسه وينحي مشاعره تجاه اوار جانبًا لبعض الوقت حتى يستطيع أن يوقعها في حبه.
"أجل يمكنني فعلها، تشجع كرايسلر." تفوه ببعض الجمل القصيرة لتشجيع نفسه على تخطي تلك العقبة وأنه يستطيع فعلها.
ظل هكذا لبعض الوقت حتى قرر مغادرة مكتبه ليحظى ببعض الهواء النقي خارجه فهو يخنقه.
سار بين طرقات المبنى ينظر يمينًا ويسارًا، حسنًا لقد كان يكذب على نفسه فهو لم يكن يريد الخروج للحصول على الهواء بل أراد أن يرى اوار.
وبالفعل تحققت امنيته ليراها تسير على بُعد عدة خطوات ليسرع خطواته بشكل بسيط ليلحق بها.
"صباح الخير اوار." قال ببساطة لتقابله تعابير وجهه المندهشة ولكنه شكرها داخله عندما ابتسمت بود.
"صباح الخير لك كرايسلر." قالت ليبتسم فهي ستوفر عليه حرج ان يعرض عليها صداقته من جديد.
"كيف حالك اليوم؟" سألها بإبتسامة نابعة من قلبه.
"بخير، ماذا عنك؟" قالت له.
"بأفضل حال." جاوبها لتبتسم له مازال الحديث بينهم ليس سلسًا كالسابق.
"حسنًا أراكِ لاحقًا فهناك الكثير من العمل ينتظرني." كذب عليها فهو لا يريد زيادة تلك اللحظات المحرجة لوقت أطول لتومئ له هي وتودعه ليرحل عائدًا من حيث أتى.
وها قد نجحت نصيحة انذرنيكوس له.
بعد أن تركته اوار اتجهت لمعمل انذرنيكوس حيث كانت ذاهبة من البداية ولكنها لم تخبر كرايسلر.
ما إن وصلت للمعمل ودخلته وجدت انذرنيكوس مستلقي على الأريكة واضعًا يده على رأسه يغطي عيناه.
هي تتذكر أخر مرة دخلت عليه وجدته بهذه الحالة تشاجروا مشاجرة كبيرة، تمنت من داخلها أن يكون بخير.
"انذرنيكوس، هل أنت نائم؟" نادت عليه بقلق من ردة فعله ولكنه ما إن سمع صوتها حتى أزال يده سريعًا وجلس.
"لا فقط كنت أخذ بعض الراحة، مرحبًا." قال وابتسم بأخر جملته لتبتسم بغرابة، لقد كان سعيدًا إن أحدًا قد أتى وانتشله من أفكاره ودوامات عقله اللامتناهية
"مرحبًا." قالت له وجلست بجانبه.
"إذًا ما الذي أتى بك لهنا؟" سألها لتبتسم وكانت ستتحدث ولكنه اوقفها: "دعيني اخمن بلا سبب محدد كالعادة." قال لتضحك عليه.
"أجل إن تخمينك صحيح." قالت ليضحكا سويًا.
"اوار أريد أن أُحدثك في شيء." تحدث فجأة لينقبض قلبها فهي لا تتفاءل بالجملة هذه.
"أتمنى أن يكون شيئًا جيدًا."
"أنه بخصوص كرايسلر." قال لها لتغمض عيناها لثانيتين.
"ماذا بخصوص كرايسلر؟" سألت تتصنع الغباء.
"أنه يحبك بصدق لما لا تعطي للأمر فرصة." قال لها.
"لا انذرنيكوس إن هذا الموضوع قد اغلقناه أرجوك لا تبدأه مجددًا." اجابته واشاحت بنظرها بعيدًا ولكنه لم يصمت.
"لمَ لا تعطي لنفسك وله فرصة؟ يمكن أن ينجح الأمر." قال وهي استغربت حديثه فهي لم تتوقع الكلام صادرًا منه فهو ليس من عادته أن يتدخل في أمور لا تعنيه بل كان يتذمر عندما تحكي له شيئًا.
"انذرنيكوس لا تحدثني بهذا الأمر مجددًا، لقد اتخذت قراري وانتهى الأمر وسيتأقلم كُلًا منا لذا لا تفسد الأمر." قالت ووقفت من الأريكة.
"إلى اللقاء." قالت ولم تنتظر إجابته حتى لتغادر المعمل متجهة لغرفتها مجددًا وقد ندمت أنها أتت لمعمله.
عندما دخلت غرفتها لم تلبس عدة دقائق حتى وافتها رسالة من تريسلر لتعرضها أمامها.
"برجاء التوجه لغرفة سيناترا هناك أمر مهم أريد مناقشته معكم يا رفاق، تريسلر." قرأت الرسالة لتقهقه بخفة ثم وقفت من سريرها متجهة لغرفة سيناترا.
ولكن بعد تمعُن لمَ لمِ يدعوهم لغرفته هو ومارجو!
حين وصلت لغرفة سيناترا وجدتهم مجتمعين بالفعل هناك.
"ما الذي حدث هل تنوون تفجير المبنى؟" سألت ما إن دخلت الغرفة.
"ليس بالضبط ولكنه شيء خطير." قال سايبيريوس وضم يديه سويًا بطريقة درامية ليضحكوا عليه.
"إنني أريد أن أطلب مارجو للزواج." قال تريسلر لتصرخ اوار بعدم تصديق.
"يا إلهي أخيرًا خبر جيد، أنا سعيدة لأجلكم." اجالت بحماس ليشكرها تريسلر.
"ولكن لمَ نحن هنا بالتحديد؟" سأل كريستيان
"لأنه بعد أربعة أيام يوم ميلادها وأريد أن أطلبها للزواج في نفس اليوم، وسأقوم بهذا في صالة الطعام بالطبع بما أنها أكثر مكان يمكننا التواجد به في المبنى، لذا أريد مساعدتكم في تزيين الصالة وترتيب الأمور معي أنا متوتر بحق الإله." تحدث تريسلر بسرعة والحماس لم يغادره.
"لا تقلق أيها العاشق اتركها لنا." قالت اوار وغمزت له ثم بدأوا في توزيع المهام فيما بينهم.
تولى كل منهم مهمة موزعة بين التزيين وتحضير طعام جيد والكعكة اتفقوا أن يخبروا كرايسلر ليساعدهم في الأمر وأخيرًا قد خططوا لكل شيء.
بعد مرور الأربعة أيام كانت قد حانت اللحظة المنتظرة.
كانوا جميعهم مجتمعين في صالة الطعام منذ الصباح عدا مارجو وتريسلر بعد أن اقنعها أن يتخطوا وجبة الفطور بينما هم يقومون بمهامهم.
في الثالثة عصرًا كان تريسلر ومارجو متوجهان سويًا لصالة الطعام.
ما إن فتح الباب حتى وجدت الجميع يصرخ في وجهها ب 'كل عام وأنتِ بخير مارجو'
"يا إلهي." قالت باندهاش عندما لاحظت الزينة الموضوعة في أرجاء القاعة ويمسكون بقالب حلوى بين ايديهم.
"كل عام وأنتِ بخير حبيبتي." قال لها تريسلر بهمس لتضحك باتساع.
"لقد رتبت لكل هذا أنا أحبك كثيرًا." قالت واحتضنته ليبادلها العناق ثم تذهب وتعانقهم جميعًا وقد دمعت عيناها من السعادة.
"يا رفاق هذا أفضل حفلة يوم ميلاد حظيت بها شكرًا لكم." قالت بينما جلسوا جميعًا حول الطاولة والكعكة بالمنتصف قرروا تخطي وجبة الغداء ليحظوا بالتحلية أولًا فلم يستطيعوا الصمود أمام شكلها.
"حسنًا بما أنكم قررتم التسرع وتناول الكعكة الأن مما لا يترك مجال لي أنا أيضًا فإن بدأتم في التحلية والشراب لن تكونوا واعيين لبقية الليلة." قال تريسلر ليصمتوا جميعًا وينتبهوا له يعرفون ما هو قادم عدا مارجو كانت تائهة.
"بالرغم من أن رحلتي في هذا المكان كانت مليئة بالصعاب والكثير والكثير من الحزن اللامتناهي والأخبار السيئة إلا أنني أعتبر نفسي أكثر الرجال حظًا تحت الأرض." تحدث مازحًا في نهاية جملته ليضحكوا عليه.
"لقد وجدت ما عوضني عن كل ما حدث لي في حياتي وأعاد لي الرغبة في المواصلة، إنها أنتِ مارجو أنا أحبكِ وأريدكِ بجانبي ما حييت، أريدك بجانبي هنا وعندما نصعد للأرض مجددًا، لذا مارجو أتقبلين أن تصبحي زوجتي؟" أنهى كلامه راكعًا أمامها على ركبة واحدة وقد أخرج لها علبة تحتوي على خاتم صنعه هو وقد كانت مارجو تنظر له بغير تصديق.
"يا إلهي، أجل أقبل بالطبع أقبل." قالت وقفزت عليه تعانقه ليختل توازنه ويقع كلاهما على الأرض لتقع هي فوقه ليضحكوا جميعًا.
وقف تريسلر وسحبها لتقف بجانبه معانقة إياه بعدم تصديق ثم يقترب منها اوار وفيرونا يصرخون ويحتضنوها بينهم بفرحة.
وقد اكملوا الاحتفال وكانت من أكثر الليالي سعادة قد مرت عليهم في هذا المبنى.
في الناحية الآخرى من المبنى كان انذرنيكوس يقوم بمحاولته الرابعة في تنفيذ المخطط الخاص بذلك المشروع ليقوم ببناء تلك الطبقة الحامية.
وبالفعل كان يعمل لعدة ساعات بتركيز شديد وقد حرص على أن لا يقع في نفس أخطاء المرات السابقة.
وبالفعل وأخيرًا كان للقدر رأي، أنه الوقت المناسب لمكافأته على عمله الدؤوب.
لقد نجح في تكوينها أخيرًا لينظر بعدم تصديق ويعود للخلف عدة خطوات واضعًا يده علي فمه باندهاش.
"أجل، لقد فعلتها أخيرًا."...........................................
مرحبا👋كيفنا؟
فاضل 10 وتخلص رحلتنا ❤️
أتمنى أن ينال عجابكم
أي نقد؟
بليز كومنت+ڤوت
اوياسمي🥺
أنت تقرأ
Collapsing | انهيار
Ficção Científicaالطبيعة قد تعطيك كل ما لديها مقابل احترامها، فماذا إن حدث العكس وانقلب السحر على الساحر؟ فإما أن تمنحك كل شيء أو تسلبك كل ما تملك.