Chapter 13

247 39 8
                                    

كانت اوار تقف أمام ذلك المعمل المحظور الذي حذرها كرايسلر منه قائلًا أن لا تقترب منه أبدًا. ولكن ها هي اوار قد تعافت وعادت لطبيعتها وعاد معها فضولها، كانت كلما تمر من أمام هذا المعمل يشتعل الفضول بداخلها حتى قررت أنها لن تقاوم أكثر من هذا.

بدأت اوار في محاولة اختراق نظامه الأمني ولكنها واجهت الكثير من المصاعب فقد كان هناك عشرات الشفرات لتخترقها، لقد كان هناك إجراءات مشددة للغاية، إن كرايسلر لم يكن يبالغ إذًا.

وأخيرًا بعد انقضاء حوالي ست دقائق والتي تعتبر مدة طويلة بالنسبة لاوار نظرًا لذكائها وعبقريتها في تعاملها مع هذا النوع من المواقف. وأخيرًا انفتح الباب لتخطو اوار خطوة للداخل ليُضاء النور في تلك الرقعة التي تقف هي فيها.

"مرحبًا." بادرت اوار ظنًا منها أن أحدهم قد أنار النور لتستوعب بعدها أن هذا غباء منها وأنها لو كان يوجد أحد هنا ستقع هي في متاعب شتى. خطت اوار خطوات أخرى للداخل ليضاء النور في الرقعة التي تطىء فيها قدمها فقد كان النور يضاء بسبب جهاز استشعار حراري مزود به المعمل، فعندما يستشعر حرارة الجسد البشري يضئ تلك الرقعة.

كان المعمل به تكنولوجيا ومعدات وأدوات متطورة تفوق تطور التكنولوجيا في باقي المبنى، لماذا كل هذا الاهتمام بهذا المعمل خاصة؟

نظرت اوار حولها منبهرة فهي تشعر أنها قد دخلت معمل في مبنى أخر، كان يمتلئ بمواد متراصة على طاولات متناثرة في أرجاءه، كما كان يحتوي على شاشات ثمانية الأبعاد ولكنها لا تبدو كالتي تعرفها اوار.

اقتربت اوار من طاولة ما تتفقد المواد التي عليها متناسية أنها ستقع في مأزق إن لم تخرج قريبًا من هنا. 

قبل نصف ساعة من تواجد اوار داخل المعمل..

كان انذرنيكوس الرجل الذي يعمل بهذا المعمل وبرفقته عدة مساعدين قد تم استدعاؤه لمكتب المشرف عليه الطبيب والعالم ريلاين.

كان انذرنيكوس رجل في الثلاثين من عمره، يمتلك بنية رياضية وقامة طويلة، شعره بني فاتح اللون، قصير فهو دائمًا يقوم بتقصيره بسبب عمله الدائم في المعامل والمختبرات، وسيم ويمتلك عينين زرقاوين كالمحيط.

كان ريلاين يريد أن يعلم ما الذي توصل له انذرنيكوس في ابحاثه حتى الآن لذا استدعاه وظلوا يتناقشون في ابحاثه حتى قرر ريلاين أن يخرج عن أصل الموضوع، وبتلك الحركة كان قد أعلن نهاية الاجتماع بالنسبة لأنذرنيكوس.

"ألن تغادر هذا المعمل في أي وقت قريب نيكوس؟" سأله ريلاين ليقلب انذرنيكوس عيناه، الآن عليه المغادرة فهو لا يحب التطرق لذلك الموضوع.
"أعذرني سيد ريلاين ولكن يجب أن أغادر فهذا الحديث لن يقودنا لشيء." استأذن انذرنيكوس ليومئ له الطبيب ريلاين بقلة حيلة ويتركه يذهب من أمامه متجهًا لقوقعته. 

عودة للواقع....
كانت اوار تمسك بيدها أنبوب يحتوي على مادة ما ولكن ما جذب انتباهها أنه مغلق وليس مفتوح كبعض الأنابيب الأخرى، كانت ترفعه لمستوى عينيها تتفحصه جيدًا عندما دخل انذرنيكوس المعمل.

كان يقابله ظهرها ولكنه فزع لرؤية أحدًا ما بالداخل ليس من طاقم العمل، لذلك صرخ فجأة: "ما الذي تفعلينه عندك؟"

فزعت اوار ووقع الأنبوب من يدها لينكسر على الأرض ويبدأ في التبخر على هيئة دخان أبيض.

نظرت اوار لأنذرنيكوس بفزع حاولت أن تبرر وجودها ولكنها فقدت القدرة على النطق ظنت أنه بسبب توترها ولكنها تأكدت أن بها خطب ما عندما بدأت تشعر بالدوار وفقدان توازنها لتنظر لأنذرنيكوس بنفس تلك النظرة الفزعة ولكن تلك المرة من الذي اصابها، رأته يصرخ خائفًا بعبارات متداخلة ولكن عجزت عن سماع أو تفسير حرف واحد منها.

شعرت برؤيتها تتلاشى أكثر لتفقد توازنها تمامًا وترجع عدة خطوات مترنحة للخلف، أخر ما رأته هو ركض ذلك الرجل الذي ظهر لها من العدم تجاهها وعيناه الزرقاوين، ولكنهما لم تكونا قلقين بل كانتا تخرجان شرارًا من الغضب.

لقد أغمى على اوار بسبب استنشاقها لتلك المادة وقد حملها انذرنيكوس نحو منضدة فارغة وقد جعلها تستلقي عليها. ثم بدأ فورًا في تحضير مصل مضادًا لتلك المادة التي استنشقتها للتو، انتهى منه وحقنها به لينتظر دقيقتين لتبدأ اوار تفتح عيناها ببطء.

وجدت نفسها مستلقية فوق منضدة لتحاول الجلوس مقاومة دوران رأسها. نظرت بجانبها لترى انذرنيكوس يرمقها بنظرات غاضبة.

"أريد أن أعرف من أنتِ؟ وكيف لكِ أن تتسللي لمعملي؟ أتعلمين ما الذي كان يمكن أن يحدث لكِ بسبب تلك المادة لو لم أصنع أنا ترياق لكِ! أنها مادة قد تم تصميمها لتصيب من يستنشقوا بالاختناق ويفقد وعيه فورًا وهذا ما أصابكِ، أترين أين يمكن أن يوصلك فضولك أيتها القطة الفضولية؟ كان من الممكن أن يقتلك." كان يصيح بوجهها بغضب دون أن يشعر فمجرد تخليه بأنها قد تدمر ما عمل عليه كل هذه الفترة جعله يفقد أعصابه.

"يا هذا لمَ تصيح بي هكذا؟ اللعنة عليك وعلى معملك، ثم إن مجهودك قد ذهب سدى فأنا لا أحتاج لترياقك هذا يمكنك أن تبتلعه، ولا تقلق لم أكن سأموت بدونه فأنا لا أموت." لم تجد اوار مخرجًا من هذا الموقف سوى قلب الموقف ضده ولحسن الحظ قد انطلت عليه الخدعة، لتركض بعدها خارج المعمل مسرعة تاركة انذرنيكوس في حيرة من أمره عن ما تقصده بأنها لا تموت ويبدو أن اوار قد زرعت بعضًا من فضولها بداخله الآن. 

كان فلوكانسن يجلس في مكتبه وأمامه الطبيب فلين.
"إذًا أيها الطبيب فلين أريدك أن تستعد لأول تعاون لنا سويًا واعدك أنك إذا حققت ما أريده سيكون لك شأن أخر." قام فلوكانسن باللعب على أعصابه.

"ما الذي تحتاجه بالضبط سيد فلوكانسن؟" سأله بتلهف فهو قد عمل بجد لسنوات وأخيرًا واتته الفرصة ليصبح له شأنا.

"أريد أن تبدأ بتجربة تلك المادة التي صنعتها على البشر بعد الآن." وضح له أكثر ورمقه بنظرات خبيثة.

"ولكنني أحتاج بعض الوقت لأرى تأثيرها على الحيوانات بصورة أحسن بعد مرور فترة." حاول فلين أن يماطل فهو مازال يحتاج للتحقق من عدة أشياء بالمقام الأول. 

"أمامك ثلاثة أيام فلين وأريد الملف على مكتبي يخبرني بأن التجارب انتهت وأنه يمكن حقن البشر بها." أمره فلوكانسن بصرامة ليومئ فلين عدة مرات متتالية.

"بالطبع سيدي، أعذرني." أستأذن ليخرج متجهًا لمعمله ناويًا عدم مغادرته حتى يحقق ما طلبه فلوكانسن.

بدأ الطبيب فلين بمتابعة الحيوانات جيدًا، وكان لا يغادر معمله إلا للنوم والذي لا يتعدى الأربع ساعات أو الذهاب للمرحاض.

أكتشف فلين بعض الثغرات في أول يومين قد تسبب موت الحيوان، قام بإجراء بعض التعديلات في تركيبة المادة لتصبح خالية من الثغرات حتى أطمئن أنها صالحة تمامًا للتجربة على البشر.

وأخيرًا في اليوم الثالث توجه لمكتب فلوكانسن مفتخرًا بما حققه وعرض عليه النتائج النهائية.

"عظيم للغاية، الآن نستطيع تجربتها على البشر." أبتسم فلوكانسن وصافح فلين بحرارة وبدأ في إجراء مكالماته. 

في غضون يومين أخرين كان فلوكانسن قد جمع خمس أشخاص بحالات صحية وبنيات جسدية مختلفة.

كانوا أُناس فقدوا الأمل في الحياة وكل ما يخصها، استغلهم فلوكانسن للالتحاق بمشروعه الملعون هذا. كان الخمس أشخاص كل منهم مستلقي على سرير وقد تم توصيل مغذي في ذراعهم الأيسر وهذا المغذي يحتوي أيضًا على المادة التي صنعها فلين.

عندما أنهوا الجرعة تم نقل كل منهم لغرفة خاصة به وتم ابقائهم فيها لمدة ثلاث أيام لتأخذ الجرعة وقتها ليظهر مفعولها. قاموا بعدها بأخذهم للمختبر الذي كانوا يقومون فيه بالتجارب الأولية على اوار والباقي عندما كانوا ست حالات.

دخل فلوكانسن الغرفة وبدأ في تعريف نفسه وشرح التجربة لهم وتوعيتهم بأنهم سيتعرضون لأشكال من الألم قد تكون غير محتملة ولكنهم يتوجب عليهم إكمال التجربة للنهاية.

"حسنًا الآن أريد من كل طبيب أن يقوم بجرح مريضه جرح طوله سبعة سنتيمترات وعمقه سنتيمترين." ألقى فلوكانسن أوامره ليشرع الأطباء في هذا والخمس حالات منهم من يتأوه ويتألم ومنهم لا يبدي أي فعل.

ولكن بعد مرور نصف ساعة وعلى عكس توقعات فلوكانسن كان الخمس حالات قد شفى جرحهم تمامًا ليتعجب فلوكانسن بسعادة.

"هذا حقًا عظيم، أريد من كل طبيب أن يحقن مريضه بجرعه من سم متوسط الفاعلية، لنرى ما يمكن لأجسادهم تحمله." همس بأخر جملته.

وقد قام الأطباء بالفعل بتنفيذ أوامره ليقضوا ساعة إلا ثلث أخرى في تأوهات وتقيئ وبكاء ولكن بعد انقضاء الساعة كانت الحالات الخمسة قد شفوا تمامًا.

"يكفي هذا لليوم أريد عقد اجتماع في قاعة الاجتماعات خلال نصف ساعة لذا أعادوا الحالات لغرفهم والحقوا بي هناك." أعلن فلوكانسن انتهاء التجربة وبدأ على وجهه السعادة.

في القاعة الكبيرة الذي دائمًا ما يعقد فيها فلوكانسن اجتماعاته، التف العلماء والاطباء حول المائدة الضخمة بالمنتصف. يتناقشون حول أمر الحالات، والمصلات، والتجارب.

"أريد تدبير يومًا أخر حيث نجمع العشر حالات معًا، الجدد والقدامى وتعريضهم لنفس الاختبارات بنفس القوة لنقارن بين قدرات اجسادهم وتحديد ما إن كانوا يملكون القدرات نفسها." تحدث فلوكانسن فجأة ونظر لهم ليتبادلو النظرات فيما بينهم.

"حسنًا سيد فلوكانسن، ولكن متى تريد أن يكون هذا؟" سأله أحد الأطباء.

"بعد يومين من الآن." قال بحزم ووقف من مكانه معلنًا نهاية الاجتماع

................................................
مرحبا 👋. كيفنا؟
ايه رايكم ف البارت؟
وها قد ظهر شخص جديد💃🏻انذرنيكوس
اي نقد؟
بليز كومنت +ڤوت 😢
نراكم ع خير الاثنين القادم
اوياسمي🥺

Collapsing | انهيار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن