Chapter 29

204 31 5
                                    

في اليوم التالي، أول مَن استيقظ كان تريسلر، ليشعر بثقل على ذراعه ليجدها مارجو حاول أن يتحرك ولكن ألمًا مفاجئًا ضرب ظهره لنومه على الأرض واستيقظت مارجو على أثر تحركه.

"يا إلهي ماذا حدث هنا؟" قالت لتجلس هي الأخرى ليستوعبوا أن جميعهم قد نام هنا.

"يا رفاق استيقظوا." صرخ تريسلر ليفزع سبارك ويجلس ولكنه يصدم بالطاولة حيث أن رأسه كانت تحتها ليضحك تريسلر بشدة عليه.

بدأوا في الاستيقاظ ليجدوا أنهم نائمين بطريقة مضحكة فوق بعضهم البعض ليضحكوا كثيرًا على مظهرهم الأحمق.
استيقظت اوار لتجد كرايسلر غافيًا في وجهها يفصلهم عدة انشات لقد اسندوا رؤوسهم على الطاولة وناموا إذًا!

"آه رقبتي." قالت اوار ما إن رفعت نفسها عن الطاولة لتجدهم يضحكون بهستيرية.

"على ماذا تضحكون؟" سألتهم باستغراب.

"أنتِ لم تري ما حدث، لقد صدم سبارك رأسه بالطاولة بطريقة حمقاء، وسايبيريوس وكريستيان كانوا نائمون فوق بعضهم البعض، وهذا الأحمق سيناترا استيقظت ووجدت قدمه على ذراعي." تحدثت فيرونا تحول منع نفسها من الضحك لتضحك اوار ويعودون لنوبة ضحكهم الهستيرية سويًا.

وقد استيقظ كرايسلر علي صوتهم لينظر لهم بتعجب فيضحكون على مظهره حيث أن شعره لا يوجد به شعرة واحدة مهندمة ووجهه أحمر بسبب استناده على الطاولة وعيناه منغلقة نصفها، وشاركهم الضحك وهو حتى لم يعلم سبب ضحكهم.
يبدو أنها آثار الثمالة.

"يا إلهي سأواجه أسوء صداع الآن على وجه الأرض." قال داروين وأمسك برأسه يحاول أن يكف عن الضحك.

"صدقني كلنا سنفعل." تحدثت مارجو وقد توقفوا عن الضحك الهستيري.

"هيا هيا، كل منكم على غرفته فأنا مدير صارم للغاية." تحدث كرايسلر ليضحكوا.

"اوه يا إلهي هيا بنا أنه جدي للغاية." مثل سايبيريوس أنه خائف ويحاول الهرولة ليضحكوا مجددًا، يبدو أن الحياة قد أصبحت أفضل، أم لا؟

بدأوا في جمع حاجياتهم ومغادرة صالة الطعام ليذهب كل ثنائي لغرفته بينما اوار وحدها فهي منذ موت كلاوس ولم يحضروا لها شريك سكن أخر وهي بخير مع ذلك.

سار معها كرايسلر ليوصلها لغرفتها.
"أنا حقًا سعيد بالبارحة." تحدث كرايسلر بسعادة.

"أنا أيضًا كرايسلر لقد كان يوم رائع، أنا حقًا سعيدة لك، لقد عملت بجد وأنت استحققت هذا المنصب." تحدثت معه ليبتسم أثر حديثها الحلو.

"شكرًا لكِ، أنا أعدكِ أنني لن أدع أحد يؤذيكم مرة أخرى." قال لتنظر له وتومئ برأسها بتفهم.
"أعلم ذلك." قالت وابتسمت له.

"إذًا ها هي غرفتك، احظي بيوم جيد." قال وابتسم لها ثم غادر هو لمكتبه والذي كان مكتب فلوكانسن سابقًا.

ما إن دخل كرايسلر للمكتب حتى بعث لستانهام بالمجيء.
"ستانهام بالطبع أنت تعلم ما حل برئيسك السابق، لذا من الآن وصاعدًا أنا رئيسك، لا مزيد من أذية الغير والتصرف بلؤم، لن أكلف أحدًا فوق طاقته، وإن أراد أي أحد أن يقابلني فلتأخذ له موعدًا، وإن كان شيئًا طارئًا فلتدخله؛ يجب أن نكون حريصين على جعل الموظفين مرتاحين وراضيين عن المعاملة التي يتلقوها حتى يعملون بضمير ويضعون كل مجهودهم في العمل بتسامح تام، أفهمتني؟" ألقى كرايسلر عدة تعليمات على ستانهام ليهز رأسه.

"أمرك سيدي." تحدث بأدبٍ، وقد كان ستانهام أكبر سنًا من كرايسلر بكثير.

"كرايسلر لا بأس به عندما يكون أنا وأنت فقط، والآن أريدك أن تعقد لي اجتماعين، أولهم مع العلماء الذين تحت سلطتي حتى أعرف كل الأخبار والمهام والثاني مع العشر حالات، واضح؟" أكد عليه.

"أجل حالًا." قال وهم بالمغادرة ثم وقف ونظر له :"سعيد بأنك من تولى هذا المنصب." قال ليبتسم له كرايسلر ثم يخرج ستانهام وينفذ أوامره.
خرج بعدها كرايسلر من المكتب متجهًا للمعمل الذي به العلماء الذين يصنعون المصل، وما إن وصل حتى انتبهوا له جميعهم.

"مرحبًا اسمي هو كرايسلر فروناك، أنا المسئول عنكم الآن، أردت إخباركم أن تأخذوا وقتكم في تصنيع المصل فهو يتطلب دقة متناهية والاستعجال في صنعه لن يعود علينا إلا بالخسائر إن حدث أي خطأ طفيف، لذا من الآن وصاعدًا افعلوا ما بوسعكم وأنا سأقبل به طالما لا تقصرون في شيء." تحدث كرايسلر بهدوء ليبتسم العلماء براحة، وتكثر الجمل ما بين شكرٍ وتهنئةٍ ثم خرج بعدها كرايسلر وعاد لمكتبه ليتجهز للاجتماعين الذين طلب من ستانهام عقدهم. 

وبينما كان كرايسلر يباشر أعماله كان أخاه انذرنيكوس يباشر خاصته أيضًا؛ فقد كان توصل من قبل أن سبب فشل تجاربه على الوصول للتركيبة الصحيحة هو الحرارة؛ لذا اليوم قد قرر أن يجرب درجات حرارة مختلفة على عدة كميات من المادة الذي توصل لها.

كان أمامه عدة أنابيب مخبرية فيها المادة، وهناك جهاز ليعرض فيه المادة للحرارة المناسبة .

بدأ في تعريض أول أنبوب لدرجة حرارة معينة ولكنها كانت منخفضة أكثر من اللازم ولم تنجح.

بدأ في تعريض الانبوب الثاني لدرجة حرارة أعلى ولكن أيضًا كانت منخفضة بالنسبة لما احتاجته المادة لذا لم تنجح.

حاول في الأنبوب الثالث ثم الرابع ولم ينجح.

في الخامس رفع درجة الحرارة كثيرًا ولم تنجح حيث أصبحت أعلى من اللازم.

"اللعنة!" صاح وقذف كوب زجاجي في الحائط ليتناثر على أرضية المعمل ويأتي روبوت التنظيف ليجمعه.

ألقى نفسه على الاريكة بتعبٍ؛ فقد استغرقته الخمس محاولات هذه جهدًا كبيرًا ووقتًا أكبر فهي ليست بسيطةً بالمرة. 

كان أول اجتماع لكرايسلر مع العلماء كالآتي هو قد جمعهم ليفهم إلى أين وصل فلوكانسن في كل شيء.

علم كل شيء عن تصنيع المصل وأكد عليهم أن يأخذوا وقتهم في التصنيع.

علم كل المهام الذي أوكلها إليهم فلوكانسن ليأخذ جميع البيانات المطلوبة ويخبرهم بأنه سيتابعهم بنفسه.

ألقى عدة تعليمات ينبههم فيها لطرق التعامل معه والتعامل مع المهام التي يكلفهم بها بعد الآن، وقد أبدى الجميع تفاهمهم وموافقتهم.
شعروا بأن كرايسلر سيكون طفرة في تحقيق الأعمال بطريقته الودودة والصارمة بنفس الوقت، وقد صدق ما يفكرون به؛ فهو كذلك بالفعل.

وبعد أن أنهى الإجتماع الأول، توجه لمكتبه ليرتاح لساعة فقد كان إجتماعًا طويلًا مليئًا بالحديث عن العمل والمهام وكل تلك الأمور التي أفسدها فلوكانسن قبله.
بعد مرور ساعة، كان كرايسلر متوجهة مرة أخرى لقاعة الاجتماعات، ولأول مرة يجتمع بالحالات رسميًا فهم أصدقاء، هو حتى ليس معتادًا أن يطلق عليهم اسم الحالات.
"يا رفاق لقد جمعتكم اليوم هنا بصفةٍ رسميةٍ على غير العادة؛ لأنني أريد التحدث في موضوع مهم." تحدث بجدية لينظروا له بترقبٍ.

"لقد قررت أن أبحث عن عائلتكم، فمن حقكم أن تعلموا إذًا كانوا أحياء أم لا؟ وأين هم؟" تحدث ليهللوا بسعادة لا يصدقون أخيرًا سيسمعون عن عائلاتهم.
بدأ كرايسلر بتدوين كل ما يقولنه عندما بدأوا في التحدث واحد تلو الآخر.

"إن أخي كراون كيرك لم أسمع عنه أي شيء منذ ما حدث، أبي وأمي قد توفوا منذ مدة، كرايسلر ليس لدي سواه." تحدث تريسلر سريعًا ليدون كرايسلر اسم اخيه.

"لا تقلق تريسلر سنجده." حاول طمأنته.

"قبل أن ننزل لتحت الأرض، استطعت معرفة أن أختي حية، ولكن أمي لم أسمع عنها شيء اسمها اكورا براون" تحدث سايبيريوس بعده ليدون الاسماء كرايسلر بحرص.

"أختي كوين كلايتون، أرجوك كرايسلر أنه أنا وهي فقط." ترجته فيرونا بدموع في مقلتيها.
"بالطبع" قال كرايسلر واومئ لها.

"لا ليس لدي أحد، لقد ماتوا جميعًا، وعلمت ذلك قبل أن أنزل لهنا، فلترى الباقيين." تحدث سيناترا يحاول أن يخرج صوته قويًا، لتنظر له اوار بحزن فهي تشعر به فهي تقريبًا خسرت كل شيء هي الأخرى.

وبدأ الاخرون أن يخبروه بباقي أسماء الأشخاص الذين يريدون معرفة معلومات عنهم سواء أصدقاء مقربون أم من العائلة وحتى انتهوا تمامًا، نظر لهم كرايسلر لا يعرف كيف يخفف عنهم، فأسوء شيء يمكن أن يتعرض له الإنسان أو يشعر به هو أن لا يعلم شيئًا عن من يحب ويهتم لأمره.

فمجرد التخيل بأنه يمكن أن يكون مكانهم والمفقود هو أخيه انذرنيكوس فبالتأكيد كان سيجن جنونه. مجرد التفكير في الأمر أشعره بشيء غريب.

"صدقوني سأفعل ما بوسعي لإيجادهم، فقط اعطوني بعض الوقت." تحدث وابتسم لهم ليبتسموا له شاكرين مجهوده، وبعد ذهابهم وانتهاء الإجتماع أخر اوار نفسها قليلًا.

"إذًا سيد مهم، كيف تشعر وأنت تحقق نجاحات من ثاني يوم في الوظيفة؟" مازحته اوار ليضحك.

"أشعر بشعور جيد إنني أساعدكم أخيرًا وأستطيع تحسين الأوضاع بعد أن كان فلوكانسن قد ترك كل شيء خلفه عبارة عن خراب." تحدث وحاول أن يتظاهر بالغرور عن طريق رفع رقبته أمامها بمزاح لتضحك على مظهره اللطيف محاولة إخراج فلوكانسن ومظهره من عقلها.

"أجل، أجل أنت الآن بالطبع مشغولٌ للغاية، ولك هيبتك أمام الموظفين على الأرجح لن تستطيع التسكع معنا مجددًا، أليس كذلك؟" قالت بلؤم طفولي لترى ردة فعله اللطيفة حيث تحول مائة وثمانون درجة في ثانية.

"لا بالطبع لا، أنا لن اتوقف عن التسكع معكم أبدًا، أنتم أصدقائي أولًا ثم أتت الوظيفة ثانيًا." تحدث بصدقٍ لتبتسم له اوار فلم يستطع السيطرة على ابتسامته هو الآخر.

"أنا أعلم كرايسلر، وهذا ما أحبه فيك." قالت لتسرع ضربات قلبه لمَ هي فقط تظل تفعل هذا تتفوه بأشياء تجعله يقع لها وللطافتها أكتر من ذي قبل!

"سأرحل أنا الآن وأتركك سيد مهم لتباشر عملك المهم للغاية." مزحت معه ليضحك ثم غادرت وهي تلوح له بيدها متجهة في لغرفتها لتنال قسطًا من الراحة فقد أصبح الوقت مساءًا.

ليعود كرايسلر للتفكير في أنه يريد مساعدتهم في إيجاد من أخبروه بأسمائهم.
جمع بعدها عدة موظفين مسؤولون عن جمع المعلومات.

"سأرسل لكم الآن أسماء أشخاص معينين لأساوركم، أريدكم أن تبحثوا عنهم في الحواسيب المركزية وأن تعرفوا إذا كانوا أحياء أم لا، ابحثوا عن أي شيء سجلات المشفى أو سكن أو حتى وفاة، أريد أي معلومة تخص تلك الأسماء أن تكون على مكتبي صباحًا، مفهوم؟" تحدث بصرامة واومئوا له.
أرسل لهم الأسماء بالفعل، وقد نبه عليهم أكثر من مرة أنه يحتاج لأي معلومة عنهم سواء كبيرة أم صغيرة، تافهة أو مهمة.

وبعد أن انتهى أمرهم بالانصراف وأخيرًا سيعود هو لغرفته الحبيبة ليستلقي، على سريره ليغفو فقد كان يومًا طويلًا للغاية ومرهق.

"لم تكن مسؤولياتك سهلة فلوكانسن رغم حقارتك، أنا اشفق عليك." تحدث وهو متجه لغرفته يجر في قدمه من الإرهاق.

وأخيرًا وصل لغرفته ليرتمي على سريره بتعب.

"أحلام سعيدة كرايسلر، فليكن الرب بعوني غدًا" حدث نفسه وأغمض عيناه ليغفو في نوم عميق قد استحقه عن جدارة لكل مجهوداته لليوم، فقد قام بعمل رائع حقًا.
ناموا جميعهم الليلة يشعرون براحة وكأن شيئًا ثقيل انزاح من فوق قلوبهم.

..........................................
مرحبا👋كيفنا؟
أتمنى أن ينال عجابكم
أي نقد؟
بليز كومنت+ڤوت
اوياسمي🥺

Collapsing | انهيار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن