Chapter 36

178 26 7
                                    

في صباح اليوم التالي كان المبنى هادئًا، المقيمون به في غرفهم والغير مقيمون في بيوتهم فقد أعطاهم ريلاين اليوم عطلة.

استيقظ كرايسلر مبكرًا للغاية حيث أخذ الجرعة الخاصة بانذرنيكوس من المصل وقد اخفاها سابقًا حيث أراد أن يسلمها له بنفسه.

رتب مظهره وارتدى ملابس ملائمة وخرج من غرفته متجه لمعمل انذرنيكوس حاملًا المصل معه.

ما إن وصل أمام المعمل أستأذن بالدخول ليدخله انذرنيكوس.

"ما الذي أتى بك إلى هنا باكرًا هكذا؟" سأله ليرفع يده بالمصل أمام وجهه في عبوته القابلة للحقن.

"ما هذا؟" سأله.

"أنه المصل الذي كلفت بإتمام صنعه وها هو قد أصبح جاهزًا وأخذه الجميع بالأمس، والآن أعطني ذراعك." جاوبه كرايسلر وكان سيمسك بذراعه ليتراجع انذرنيكوس عدة خطوات للخلف.

"ماذا؟" سأله كرايسلر بتعجب.

"أتركه لي، سأخذه بمعرفتي ولكن ليس في الوقت الراهن." تحدث انذرنيكوس وهو ينظر لأخيه الأصغر بقلق.

"ولمَ التأجيل؟" سأله كرايسلر.

"اتركه أنت الآن لأنني مشغول بتكوين طبقة الأوزون ، لا تقلق سأخذه لاحقًا." أصر على موقفه ليرفع كرايسلر يده في استسلام.

"حسنًا ولكنني سأمر عليك مجددًا لأتأكد أنك أخذته." قال له
"حسنًا، حسنًا." قال انذرنيكوس.

"حسنًا سأذهب لأتركك تعود لعملك." قال وغادر المعمل بدون مناقشات أخرى فهو يعلم كم أن أخيه عنيد.
بعد أن غادر كرايسلر المكتب قام انذرنيكوس بأخذ المصل وافراغه ثم ترك العبوة فارغة في حال عاد كرايسلر ليسأل ما إن كان أخذه أم لا، أعتذر لأخيه الصغير في عقله ولكنه لا يمكنه أن يأخذ هذا المصل.

ثم بعدها عاد للعمل على التركيبة الخاصة بالمصل الذي يريد هو صنعه بنفسه ولكن الحظ لم يكن حليفه حيث حاول صنعه حوالي أربع مرات متتالية ولكن كل مرة كانت تبوء بالفشل في النهاية ولا يصل للتركيبة الذي يريدها.

كان كرايسلر بعد أن غادر قد أتت لعقله فكرة ليبدأ في تنفيذها على الفور رفع يده وبدأ بالتسجيل عن طريق سواره.

"يا رفاق لدينا أجتماع طارئ في غرفة تريسلر ومارجو يجب أن تأتون باكرًا، فأنا قررت أن أتحدث مع ريلاين بأمر يخص عوائلكم، سأستأذن لكم أن تمكثوا معهم اليوم." قال وأنهى التصوير ثم بعث بالمقطع للعشرة جميعًا.

اتجه بعدها في طريقه لمعمل ريلاين وقد أذن له بالدخول.

"مرحبًا بمنقذ الوضع." مدحه ريلاين ليبتسم كرايسلر.

"صباح الخير سيدي." حياه ليشير له ريلاين على الكرسي أمامه ليجلس.

"لمَ لا تستمتع باليوم يا فتى؟" قال ريلاين مشيرًا إلى أنه يوم أجازه.

"لقد أتيت لأطلب منك طلب وأتمنى ألا تردني." تحدث كرايسلر بأدب.

"ما هو؟" سأله ريلاين.
"أنه يخص الحالات سيدي ولكنه طلب مختلف." قال لتتغير تعابير وجه ريلاين.

"تحدث إذًا." قال له ليتحمحم كرايسلر ويبدأ بالتحدث.
"إنني أطلب أن يخرجوا ليقضوا اليوم فقط مع عائلاتهم احتفالًا بما توصلنا له، ثم يعودون غدًا في الصباح الباكر وأنا سأحرص بنفسي على ذلك." تحدث كرايسلر برجاء.

"ولكن كرايسلر." قال ريلاين وصمت قليلًا لينظر له كرايسلر بترجي.
"إنهم اشتاقوا لعائلاتهم وأقل شيء يمكننا تقديمه لهم هو أن نتعاطف معهم ونقدم لهم هذا كتعويض لكل ما عرضهم له فلوكانسن." تحدث كرايسلر ليفكر ريلاين في الأمر قليلًا.

"حسنًا ولكن أكد عليهم أن يعودوا غدًا فهذه ستكون مسؤوليتك كرايسلر وأنت من ستتحمل العواقب أمامي." قال ريلاين ليومئ كرايسلر بفرح.

"أعدك سيدي لن يحدث شيء إلا إن كان مخطط له." تحدث بسعادة ثم أستأذن وخرج من مكتب ريلاين متجه لغرفة الثنائي شاعرًا بالسعادة لأنه سيقدر على اسعادهم أخيرًا.

وصل لغرفة تريسلر ومارجو ليدخل عليهم وجميعهم ينظرون له بترقب.

"إذًا ما الشيء الذي كنت تتحدث مع ريلاين بشأنه حول عائلاتنا؟" سأله سايبيريوس.

"لقد طلبت منه أن يخرجكم لتقضوا معهم اليوم وتعودون غدًا ولكن." قال وتوقف عن الحديث ليخيفهم قليلًا وهم كانوا متوترين سابقًا عندما ذكر في الرسالة أمر عائلاتهم.

"لا عليك كرايسلر نحن كنا نعلم أنه سيرفض، لذا فقط تحدث ونحن لن نحزن بل سنتفهم لكن لا تماطل رجاءً." قالت اوار بعد وقفت بجانبه تنظر له بحزن.

"لقد وافق رفاق ستذهبون لقضاء اليوم مع عائلاتكم لقد وافق." صاح لها ليندهشوا جميعًا ويصرخون ثم يركضون ناحيته ليعانقوه عناق جماعي.

"يا رفاق أنا أقدر سعادتكم بالخبر ولكنني اختنق هنا رجاءً." تحدث كرايسلر وهم يحاوطوه ليبتعدوا عنه ضاحكين.

"شكرًا لك يا رجل أنت فعلت لنا الكثير." شكره كريستيان ولكن كرايسلر لاحظ حزن تريسلر ومارجو وأيضًا ادريان.

"بالنسبة لتريسلر ومارجو وادريان أنتم يمكنكم أن تخرجوا من المبنى أيضًا وأن تذهبوا أينما تشاؤون، أنا أسف يا رفاق." تحدث بأسف ليبتسم له تريسلر.

"لا بأس يا رجل شكرًا لك." قال له ادريان.

"ادريان وسيناترا سيأتيان معي." تحدث داروين بابتسامة.
"لا مانع لدي." قال ادريان وربت على ذراعه ثم نظروا لسيناترا فيبتسم لهم بموافقة.

"وأنا ومارجو سنخرج ونحظى ببعض المرح." قال تريسلر يحاول اسعادها لتبتسم له.

"أجل روميو وجولييت." قال كرايسلر ليضحكوا جميعًا، وأخيرًا يمكنهم الشعور بالسعادة.

"ماذا تنتظرون هيا هيا تجهزوا بسرعة لتلحقوا باليوم من أوله." صاح بهم كرايسلر وهو يصفق بيداه يخرجهم من غرفة مارجو وتريسلر ومن فرط حماسهم وسعادتهم لم يتناولون الفطور بل قرروا أن يتوجهوا لعائلاتهم أولًا.

بدأوا جميعًا في تجهيز اشيائهم التي سيحتاجونها معهم ثم أخذ كل منهم حقيبته وغادروا المبنى على أوقات متفرقة.

ذهب سايبيريوس أولهم لأخته ليحدث اللقاء الأول بينهم لتركض عليه أخته وتعانقه.
"يا إلهي أخي أنا لا أصدق عيناي." تحدثت أخته ببكاء وهي تعانقه ليبادلها سايبيريوس العناق بحرارة ثم يدخل معها للشقة الخاصة بها.

وقضوا اليوم جلسوا يتحدثون عن كل شيء قد مرت هي به منذ أن نزلت لهنا وقد تحدثوا حتى غفت من كثرة الحديث والبكاء في عناقه وهو يراقبها ليملئ كل خلية بعقله بمظهرها للأيام القادمة في المبني.

بينما فيرونا قد التقت بأختها هي الأخرى ليصرخ كلاهما عندما رأوا بعضهم البعض ثم يتعانقان وكان أختها غير مصدقة أن فيرونا أمامها مجددًا ثم قضوا الوقت سويًا في الخارج تناولوا الفطور ويتحدثون عن كل ما فاتهم في حياة الأخر في هذه الفترة ثم عادوا بعدها لمنزلهم

أما اوار فكانت قد اتجهت لمنزل والدتها بغير تصديق أنها ستنام الليلة بجانبها بعد كل هذا الوقت أخيرًا.
"أمي، سأبقى هنا اليوم كله." صرخت ما إن رأت والدتها لتصرخ دالتانيا من الفرحة وتتعانقان.

"أخيرًا يا صغيرتي." قالت والدتها بينما تدخل ابنتها للداخل ليجلسوا سويًا بغرفتها ويتحدثون عن كل شيء وتخبرها اوار أن كرايسلر هو من تدبر لهم هذا اليوم خارجًا لتشكره دالتانيا في عقلها وتخبرها أنه رجل جيد ويبدو أنه يهتم لأمرهم.

أما عند مارجو تريسلر فكانوا يعيشان حياة العشاق بكل ما للكلمة من معنى لقد خرجوا في موعد وارتدت مارجو ثوب لطيف ليتناولا الطعام بالخارج ويشتري لها تريسلر نوع فاخر من النبيذ ولم تخلو سهرتهم من القبلات المختلسة من قبل تريسلر وضحكات مارجو المليئة بالسعادة.
حتى جلسوا سويًا تحت شجرة اصطناعية ليسند تريسلر ظهره للشجرة وتسند مارجو ظهرها لصده ويعانقها بذراعه ويضع وجهه على كتفها.
"أنتِ عائلتي الوحيدة الآن مارجو وأنا لن اضحي بهذا لأجل أي شيء في الكون أقسم لك" همس لها بجانب اذنها لتبتسم بخفة وتلفت له ترمقه بحب ثم تعود لتستلقي بحضنه.

أما كريستيان فكانت ليلته سعيدة فقد ذهب لأخيه المشفى وجلس بجانبه يحدثه عن كل ما حدث بينما أخيه قد تحسنت حالته بسبب المصل فقد حصل عليه بالطبع ولكنهم يبقونه تحت الملاحظة.

لقد أمضى يومه بداخل المشفى ولكنه لم يكن يومًا بهذه السعادة لذا لم يمانع أبدًا أجواء المشفى طالما أنه بجانب أخيه مجددًا بعد أن كان يظن أنه قد فارق الحياة.
سبارك أمضى الليلة مع والدته وبالطبع لم تخلو الجلسة من الأحاديث وبكاء والدته لاشتياقها له وقلقها عليه والذي كاد أن يمزق قلبها ليشعر بالذنب أنه قد أنضم لتجربة فلوكانسن اللعينة تلك، فكلما تذكر أنه تطوع يريد أن يقتلع رأسه بنفسه.

ولكن اليوم ليس وقت للندم أو للتفكير في الماضي لذا فقط سيستمتع بيومه مع والدته وسيتناول الطعام هذه الليلة من صنعها أخيرًا فكم اشتاق لتناول الطعام معها، وهو مستعد ليدفع عمره مقابل ليلة أخرى معها.

بينما الثلاث شباب الباقيين قضوا ليلة للشباب مع صديق داروين وقد أخذهم للعديد من الحانات ونوادي الرقص المليئة بالشراب والكحوليات.

ولم يستغرقهم الأمر كثيرًا حتى ثملوا ليبدأو في الاحتفال والرقص بدون توقف وقد حصلوا على الكثير من المرح.

وقد دخل سيناترا في مسابقة للشرب وفاز هو بشربه لأكثر قدر من الكاسات ليصرخوا بمرح لتبدد الموسيقي صراخهم فيصبح بالكاد مسموع ويرفع يده بسعادة ليحتضنه الباقون ويربتون على كتفه ويهزونه بعنف احتفالًا به تمامًا كطريقة الفتيان المعروفة.

وفي المبنى كان انذرنيكوس يأكله القلق حيًا، لمَ لَم تأتي اليوم.

كان يمشي ذهابًا وإيابًا في المعمل لا يعرف ماذا يفعل.

يشعر بأن يومه لا يمر، لماذا لَم تأتي!! لقد تعود على مرور اليوم بمزاحها وضحكاتها التي يتأرجح صداها بالأرجاء.

كان حائرًا هل يخرج ليراها بغرفتها؟، هل أصابها مكروه؟ ،هل علم أحد بمجيئها لهنا وسبب لها المشاكل؟.
كان يذهب للباب ثم يتراجع عن قراره ثم يجلس على الأريكة بعض الوقت ثم يعود للباب وكأنه سيغادر ثم يعود، بقى على هذا الوضع بعض الوقت حتى أخيرًا أجبر نفسه على النوم.

لقد كانت ليلة كل منهم مختلفة عن الآخر أشد الاختلاف ولكن جميعهم قد حظوا بأفضل ليلة حصلوا عليها منذ أن نزلوا لهنا وعلقوا بالمبنى المشؤوم هذا.

ولكن لكل شيء لطيف وجيد نهاية، فقد انتهى يومهم مع مَن يحبون وقد شعروا بأن هناك من غش بالوقت لانتهائه سريعًا ولكن ليس أمامهم سوى توديع من يحبون وأن يعودوا للمبنى في الوقت المحدد كما وعدو كرايسلر.

...........................
مرحبا👋كيفنا؟
بارت هادي مليء بالسعاده العائليه واللقاءات التي نتفقدها في هذه الأيام بسبب الفيروس اللعين.
أتمنى أن ينال عجابكم
أي نقد؟
بليز كومنت+ڤوت
اوياسمي🥺

Collapsing | انهيار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن