الفصل التاسع "هُدنه "

155K 4.2K 115
                                    

جلس بمكتب "سيف" يتناقش معه بإحدى الصفقات لكن عقله أصبح معها تماما .. لاحظ تغيرها الواضح مع الجميع ابتعادها عنه عن عمد ... أسلوبها بملابسها لم يتغير ... وكأنها لا تخشاه ... أصرت على خروج عربية "شهاب" ليأتي لها بالجديدة فلم تلمسها .. تذهب وتعود سواء معه أو مع "سيف" ... هي لاتبالي ... لقد مل ذلك الوضع معها ..أفاق على طرقة أصابع أخيه أمام عينيه وهو يقول:

-أيه ياعم أيهم روحت مني فين !!

نظر له لحظات ثم إلى ساعته يقول :

-هي رنيم مجاتش ليه لحد دلوقت !!

عقد "سيف" حاجبيه يقول :

-فعلا كان المفروض ترجعلنا من بدري .. هقوم أشوفها !!

وقف "أيهم" على الفور يقول :

-لا خليك انت أنا كده كده همر على الأقسام !!.

ثم أسرع بخطواته من أمامه ليبتسم "سيف" مكملا مايفعل وهو يتنهد متمتماً بضحكه قصيره :

-قال هيمر علي الأقسام قال !! ياريت اللي في بالي يحصل ....!!

طرق الباب ثم دلف بعد أن استمع إلى صوتها ..فتح الباب ثم دلف إليها ليجدها تمضي بعض الأوراق تقف أمامها تلك الفتاة التي تدير أعمالها بصمت تام ..لم تكلف نفسها بالنظر إليه بل أغلقت الملف تعطيه للفتاة قائلة :

-روحي إنتي وماتنسيش تجيبلي النسخة أتأكد منها بنفسي قبل ماسيف ياخدها !!

أومأت الفتاة ثم استلمت الملف متجهة إلى عملها .. وقف يحدق بها بصمت .. بدت له كسيدة أعمال محنكة لم يتوقع أنها سوف تكون بهذه المهارة... وقف منتظرا منها أن تلتفت أو تتحدث لكنها لم تفعل .. ظلت تحدق بالأوراق أمامها تأملها برماديتيه بذلك الرداء الرقيق حيث ارتدت فستان رمادي اللون يصل إلى ركبتيها يرسم تفاصيل جسدها الفاتن المُغري ببراعة بحمالات عريضة يُظهر رقبتها المرمرية إلى عضمتي الترقوة برقة بالغة .. لملمت خصلاتها على شكل كعكةرقيقة لتتحرر بعض خصلاتها ساقطة على جانب وجهها .. أفاق على كلماتها العملية تقول :

-أنا دقايق وهكون في أوضة سيف .. لو جاي عشان كده !!

حدق بها ببلاهة .. هل أتى إليها لذلك فقط .. هاهي أعطته إجابته وتنتظر خروجه ... ليقول بهدوء:

-تحبي أساعدك في الورق ده !!

رفعت أنظارها عن الأوراق ثم قالت ببرود:

-آه عايز تراجع ورايا .. معنديش مشاكل تعالى شوفه أنا كده كده لسه في فترة تدريبي !!!

سار نحوها بخطوات صارمة ثم استند إلى المكتب بإحدى يديه يطل عليها بهيئته المهيبة قائلا :

-أنا قولت مساعدة مش مراجعة !! أنا لو مش واثق في شغلك مكنتش سيبتك على الكرسي ده !!

هبت واقفة غير مبالية بالمسافة التي أصبحت إنشات بينهم تقول بغضب :

لهيب الهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن