الفصل الثامن عشر"ثقه"

146K 4K 106
                                    

وقفت أمام المرآه وهي تغلق أزرار سترتها بشرود تام لم تشعر بدخوله إلى الغرفة ولامحاوطته لجسدها لثم رقبتها بشغف وهو يصفف خصلاتها بيده ناظرا إلى انعكاسهما بالمرآة لتحدق بانعكاسه بهدوء وهي تذم شفتيها بتوتر ، دارت بجسدها تضع يديها أعلى ذقنه مغمضة عينيها و أصابعها تعبث بذقنه ثم فتحتهما تنظر إلى وجهه الذي تزين بتلك البسمة من فعلتها الرقيقة لتقول بعد أن وضعت قبلة صغيرة بجانب شفتيه تقول بعد أن زفرت أنفاسها :

-تعالى نمشي من هنا يا أيهم !!

عقد حاجبيه على الفور يحدق بها بصدمة واضحة يقول بتوجس وهو يتمنى أن يكون مخطأ بفهمه ...

-ماحنا ماشيين أهو ياقلبي ..وراجعين القصر .. !! مش إنتي لسه مطمنة على الولاد وآآآ...

قطعت حديثه وقد بدأ جسدها بالارتعاش تقول بحزن شديد وقد تشنجت ملامحها :

-أيهم أنا عاوزة أمشي من البلد هناا .. !!

كادت أن تستكمل كلماتها لكن يديه التي تحيط خصرها ضغطت عليها بقوة بالغة جعلتها تتأوه بألم صارخة هي لاتتحمل أي لمسات أنحاء جسدها تؤلمها وبشدة ... خفف من ضغطته على الفور ليحيط خصرها برفق مدلكا بيده أثر فعلته مقبلا شفتيها باعتذار واضح يهمس بأذنها باعتذاره قائلا:

-مقصدش يارنيم ... بس بلاش تضغطي على أعصابي الفترة دي ... إنتي متعرفيش خوفك وأنا جنبك بيقتلني إزاي.... !!!! محدش هيقدر يقربلك طول ما أنا عايش !!!

تنهدت وقد بدأت دموعها بالهطول تصرخ به غاضبة:

-أنا مش خايفة على نفسي ... افهمني بقي ..... أنا مرعوبة عليك انت يا أيهم .... انت مش شايف عملوا فيك أيه وفي بابا وماما وشهاب ... عشان خاطري يا أيهم لو بتحبني خلينا نبعد عنهم ... أرجووك ...!!!

انهارت تماما بأحضانه تبكي بقهر شديد ها هو يعود معها لنقطة الصفر لقد ظلت ساعات لتستوعب ماحدث لعائلتها .. انهيارها هكذا يقطع نياط قلبه .... فليذهب العالم إلى الحجيم وتهدأ هي الآن ..... ضمها بقوة يربت علي رأسها ويده الأخرى تسير فوق ظهرها المتشنج محاولا تهدئتها بكل السبل ... فلم تهدأ إلا حين قال بإرهاق :

-خلاص يارنيم ... هعملك اللي إنتي عاوزاه ... بس اهدي ياحبيبتي !!!

خرجت من أحضانه تنظر إليه بعدم تصديق تفتح أعينها على وسعها لموافقته الصادمة لها قائلة بلهفة :

-بجد يا أيهم .... هنمشي من هناااا .... مش بتضحك عليااا !!!!

ابتسم حين توقف سيل دمعاتها يقول وهو يري ابتسامتها الرقيقة واضعا يديه أعلى وجنتيها مقبلا إياهم برفق ثم اقترب من شفتيها وهو يقول بلين:

-بجد ياروح أيهم ... بس بشرط ... !!

حدقت به تقول بابتسامة مشرقة وهي تحيط عنقه تدفن جسدها بأحضانه :

لهيب الهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن