الفصل السابع عشر "حقيقه "

156K 4.1K 65
                                    

فتحت لبنيتيها بذعر حين لم تشعر بدفء جسده .. انتفضت جالسة وهي تجذب الغطاء لجسدها تداري ما كُشف منها بأيدي مرتعشة ...راودتها جميع الأفكار السيئة ، لقد أفاق وتركها .. هل كانت تحلم !!... لا إنها بالفعل بغرفة المرسم ... هل لم يتذكر ... هل أخطأت الفهم !!!

ارتعشت شفتيها وامتلئت عيناها بالدموع ... دموع الخوف ... دموع الفقد ... انفتح الباب فجأه رأته يرتدي بنطاله فقط يتقدم منها وهو ينهي محادثته الهاتفية ... ليجلس بجانبها جاذبا إياها لأحضانه عاقدا حاجبيه حين رأى عينيها ممتلئة بالدموع لتعقد ذراعيها حول خصره مخبأة وجهها بعنقه تستنشق رائحته الرجولية ... تشنج جسده من تصرفاتها العفوية ضمها إلى صدره بقوة مرددا بصوت أجش بعد أن ابتلع رمقه وهو يربت على ظهرها بلطف :

-اهدي ياحبيبتي مالك !!

عضت على شفتيها بخجل وهي لا تعلم بما تجيبه فمن الواضح أنها ظنت به الظنون بلا داعي ... لكن ماعاشته لم يكن هينا عليها .. لم تجبه فضلت الصمت على أن تتفوه بشئ بدأت تهدأ تدريجيا داخل أحضانه لتسمع صوته الرجولي الماكر يقول :

-كنتي فاكرة إني سيبك ومشيت !!

عضت على شفتيها بقوة وصعد اللون الأحمر إلى وجنتيها بشدة ليحتضن جسدها مطلقا ضحكاته عائدا إلى الخلف وهو محتفظ بها بأحضانه ممسكا يدها يقبل باطنها ثم جبهتها لتبتسم بهدوء مغلقة عينيها تحاول حفر تلك اللحظات وهي داخل أحضانه بعقلها ... ذلك الدفء الذي تشعر به الٱن بالعالم كله .. لا تعلم لما ذكرها بأبيها الٱن .. هل من اشتياقها أم دفئه وحمايته لها ...!!

شردت دقائق وهي تستمع إلى دقات قلبه و أصابعها تسير برفق على صدره أفاقت حين أمسك أصابعها بعد أن اضطربت أنفاسه لأفعالها العفوية تلك ليكسر صمتهم قائلا بنبرة صارمة قليلا :

-مش عاوزة تعرفي الذاكرة رجعتلي امتي ؟! و إزاي؟!

عقدت حاجبيها ثم رفعت عينيها التي تتساءل فضول واضح ثم اعتدلت تخرج من احضانه وهي

تقول باقتضاب :

- ازاي ؟؟َ

نظر إليها لحظات قبل أن يجذبها مره أخري لأحضانه وهو يسرد عليها ما حدث قبل هبوطه إليها بالحديقه ...

Flash Back

أمسك "أيهم" هاتفه وهو ينظر إلي تلك الصوره عاقداً حاجبيه بصدمه وذاك الصداع يكاد أن يفتك به حين بدأت الصور تتلاحق بمخيلته بتتابع مُدهش ليضطرب عقله وتشوش الرؤيه لديه وهو يرفع يده ليضغط علي رأسه بقوة ، هرع إليه "سيف" وهو يسنده هاتفاً بقلق :

-مالك ياأيهم أنت أخدت الدوا ؟؟!! أسال رنيم ؟؟؟

وكأنها يجبره علي التذكر حين نطق اسمها أمامه ليعقد حاجبيه بقوه وهو يهمس بتوتر :

-رنيم ؟! دااا أناا عارف المكان دااا ..

نظر "سيف" إلي الصوره لحظات قبل أن يهز كتفيه بلا مبالاه وهو يقول بعفويه :

لهيب الهوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن