قلب واحد وعمر واحد وفرصة واحدة2
Part2فى الصباح،فتحت عيناها بتثاقل ل تستيقظ حتى تنهض متنهدة ف تأخذ فى التحديق امامها بصمت وشرود...ظلت جالسة هكذا لوقت ليس بقليل الى ان تنهدت ونهضت كى تقف ثم تتحرك متجهة الى الخارج
وبمجرد ان خرجت حتى رأته امامها ل تجده يستعد للذهاب الى العمل...تطلعت اليه ل ثوانٍ قبل ان تهتف بتردد:انت نازل!
اجاب بدون ان ينظر لها:اه عندى شغل
شهد بعفوية:طيب مش هتفطر!
أنس ببرود:لا مليش نفس..عندك الاكل فى التلاجة لو عايزة تفطرى
قالها ثم تحرك ل يكاد ان يذهب ولكنه توقف والتفت لها ل يتابع بجدية:صح نسيت اقولك..انا اللى هدورلك على مكان تقعدى فيه،انتى هتفضلى هنا لحد ماالاقيلك مكان كويس....وقبل ماارجع هتكونى قاعدة فى بيت متقلقيش
هزت رأسها نفياً وهى تجيبه بتوتر:لا متتعبش نفسك،انا هدور...متعملش اى حاجة
أنس بسخرية:اوعى تفكرى انى بعمل كدة عشانك...انا بعمل كدة عشان اتأكد انك هتفضلى هنا ومش هترجعى تانى
نظرت له بانزعاج حتى قالت بحدة:متقلقش اكيد مش هرجع تانى
أنس بحزم:تمام،يبقى انا اللى هدورلك على بيت...ركزى انتى فى شغلك،اللى هو اهم حاجة فى حياتك
حدقت به ولم تتفوه بشئ بينما هو ينظر لها باقتضاب الى ان تحرك ل يذهب تاركاً اياها بمفردها
***********
نهله بحزن:يعنى برضو حضرتك لسة مصممة متجيش!
قالتها وهى تنظر باستعطاف الى والدة شهد الجالسة امامها ل تتنهد مجيبة:يا نهله انتى عارفة ان من ساعة اللى حصل وانا مبخرجش من البيت،ومش عايزة اخرج
نهله بجدية:طب ليه ياطنط بتعملى كدة؟..انا مقدرة موقفك بس برضو مينفعش تفضلى كدة
هاجر مجيبه: قوللها يا نهله والنبي
الأم بأسف:غصب عنى يا نهله..انا ام بنتها سابتها وسابت كل حاجة من غير اى سبب ومشيت،انا حتى معرفش هى عايشة ولا...
قاطعتها هاجر مسرعة:لا يا ماما شهد كويسة...عشان خاطرى بقى وافقى،حضرتك عارفة انها بعتبرك زى مامتها واكتر..ومش هترتاح غير لما تبقى موجودة فى الفرح
الأم بخفوت:صدقينى يابنتى مش هقدر...
قالتها وسرعان ما صمتت ل تحدق بها بتساؤل هاتفة:بتقولى شهد كويسة!...وانتى عرفتى ازاى؟
توترت قليلاً ل تهتف مجيبة بتلعثم:عادى يعنى...اصل انا...قصدى شهد اكيد كويسة
الأم بشك: هاجر هى شهد كلمتك!
هاجر باضطراب:لا طبعاً هتكلمنى ازاى يعنى...
قاطعتها وهى تنظر لها برجاء وقلق متابعة: هاجر قوليلى الحقيقة....شهد كلمتك مش كدة!
نظرت لها بتردد حتى تنهدت باستسلام مجيبة:ايوة ياماما...كلمتنى
خرجت نهله من منزل شهد بينما كان هو ينتظرها فى سيارته...اتجهت ناحيته ل تتقدم كى تستقل السيارة بجانبه قبل ان تنظر له هامسة بعفوية:شكراً
اجاب بدون ان ينظر لها:على ايه؟
نهله ببراءة:على انك جيت توصلنى رغم اننا متخانقين...وشكلك لسة زعلان
أحمد بسخرية:لا طبعاً مش زعلان خالص،هزعل ليه؟
نهله باقتضاب:أحمد بطل تريقة...على فكرة انت اللى غلطان مش انا،بقى تقولى لو حاسة بالذنب اتجوزيه!...انا اختارتك انت رغم انك مكنتش تعرف انى بحبك اصلاً،وفى الاخر تقولى كدة؟
نظر لها بصمت حتى تنهد مبتسماً باستسلام ل يمسك يدها ثم يجيب:خلاص..مش هقول كدة تانى،متزعليش
نهله باستهزاء:مستكتر تقول اسف!
أحمد بعفوية:انتى عارفة انى مبعرفش اعتذر...وعلى فكرة انتى اللى المفروض تصالحينى مش انا اللى اصالحك
نهله بعناد:لا طبعاً مش هصالحك...انت بتحلم
ترك يدها ل يشيح بوجهه عنها باقتضاب هاتفاً:ماشى..براحتك
نهله بعدم اهتمام:ما هو براحتى على فكرة
تحرك بالسيارة ل يظلا صامتين طوال الطريق الى ان يصلا الى منزلها ف يتوقف ل ينظر لها متنهداً وهو يقول بجدية:اتفضلى انزلى
نظرت له بصمت عابس ف تابع هاتفاً بتساؤل:مالك فيه ايه؟
نهله بخفوت:فرحنا بعد يومين يا أحمد
أحمد بعدم فهم:ايوة وايه المشكلة فى كدة؟
نهله بحزن: شهد مش هتحضر فرحى،وكمان مامتها مش راضية تيجى...
تطلع اليها بتفهم حتى اقترب ل يمسك وجهها بين كفيه قائلاً بهدوء:اوعى تقولى كدة تانى...انتى مش لوحدك،انا معاكى وهفضل معاكى دايماً
نظرت له بعيون دامعة وهى تهمس:يعنى مش هتسيبنى!
احمد بحب:مقدرش اسيبك..انا قاعد على قلبك،متقلقيش
ابتسمت ببراءة ل تقترب وتعانقه بقوة هاتفة:انت قاعد فى قلبى مش على قلبى
ضمها بابتسامة حتى هتف بجدية مصطنعة:طيب مش هتصالحينى بقى!
ضحكت برقة ثم ابتعدت عنه قليلاً ل تميل وتقبل خده هامسة:تمام كدة!
ابتسم أحمد :اممم مش تمام اوى،بس ماشى
ضربته فى كتفه بتذمر ل تهتف ضاحكة:سلام
***********
عاد من عمله ل يجدها تجلس شاردة للغاية وبمجرد ان تراه حتى تحدق به بتوتر قبل ان تبعد نظرها عنه متظاهرة بعدم الاهتمام....تقدم هو ل يجلس امامها حتى ينظر لها كى يهتف بسخرية:ايه مروحتيش ل اهم حاجة فى حياتك ليه؟
شهد متنهدة:واخدة اجازة الفترة دى
أنس بتساؤل:ليه؟...مش واجبك انك تساعدي كل الناس!
شهد بخفوت:ايوة بس انا تعبانة شوية ومحتاجة ارتاح
أنس باستهزاء:ترتاحى!
شهد بجدية: اه ارتاح،مش من حقى ولا ايه؟
أنس باستفزاز:لا طبعاً من حقك...من حقك ترتاحى وتبقى مبسوطة،حتى لو كان على حساب وجع وحزن غيرك
زفرت بضيق هاتفة: أنس ارجوك بطل الكلام دا عشان ملوش اى لازمة...هتستفيد ايه يعنى لما تحاول تجرحنى؟
أنس بضيق:وانتى استفادتى ايه لما جرحتينى؟...دلوقتى اهو مسافرة فى بلد متعرفيهاش وبعيدة عن كل حاجة ليها علاقة بهويتك،قوليلى مبسوطة كدة؟
نهضت ل تقف امامه كى تهتف بغضب:اظن دى حياتى وانا حرة فيها...وانت ملكش حق تقولى اعمل ايه ومعملش ايه،انا حرة
نهض هو الأخر ل ينظر لها حتى يجيب بحزن:عندك حق..انتى حرة
قالها ثم تنهد ل يتابع بملامح جادة متسائلاً:قوليلى ليه لسة بلبسك دا من امبارح؟
حدقت به ل ثوانٍ حتى اجابت بتلعثم:اصل انا...انا مجيبتش لبسى معايا
هتفت بها بتلعثم وارتباك خفى ل يعقد حاجبيه بتعجب مجيباً:ازاى يعنى؟...اه انا مخادتش بالى انك مش معاكى شنطة هدومك...مجيبتهاش معاكى ليه؟
نظرت له بتوتر ولم تتفوه بشئ ل يحدق بها بتساؤل حتى يتنهد باستسلام هاتفاً:تمام،مترديش
قالها ثم تحرك متجهاً الى غرفته ل يأتى بعد قليل من الوقت وهو يحمل بعض الملابس ف يتقدم منها قائلاً:خدى
شهد بتساؤل:ايه دا؟
أنس بعفوية:لبس من عندى تقدرى تلبسيه
نظرت له بإحراج هاتفة باستنكار:ايه!...هلبس لبسك؟
أنس باستخفاف:اه فيها ايه يعنى؟..تقدرى تلبسيه لحد مااجيبلك لبس
تطلعت اليه بصمت الى ان تنهدت بتردد مجيبة:ماشى
مدت يديها حتى تأخذ تلك الملابس منه ثم تتحرك متجهة الى الغرفة كى تبدل ملابسها..تنهد هو طويلاً ل يجلس بصمت محدقاً امامه الى ان تخرج بعد دقائق وهى ترتدى ملابسه التى كانت تبدو گ المهرجين فيها..حدق بها بصمت ل ينهض ناظراً لها ف يحاول كتم ضحكته على مظهرها الا ان يبتسم رغماً عنه ف تعقد حاجبيها هاتفة بتساؤل:فيه ايه؟
اجابها بابتسامة مكتومة وهو يهز رأسه نفياً:لا،ولا حاجة
نظرت له بشك بينما هو يحاول الا ينظر لها كى لايضحك ولكن لم يستطع ان يتمالك نفسه اكثر وانفجر ضاحكاً ل تحدق به قبل ان تهتف بتعجب مندفع:لا بجد فيه ايه؟...ايه اللى يضحك!
أنس ضاحكاً:شكلك يضحك اوى
عقدت حاجبيها بانزعاج ل تنظر الى مظهرها مجيبة:شكلى!...مش انت اللى قولتلى البس لبسك؟
اجابها بابتسامة ساخرة:حد قالك متجيبيش لبسك!
نظرت له بضيق هاتفة:ماشى،اضحك براحتك
قالتها ل تكاد ان تذهب الا ان يمسك ذراعها مبتسماً على تذمرها ذلك وهو يهتف بعفوية كى يوقفها:استنى بس....
قاطعته وهى تسحب ذراعها من قبضته هاتفة بألم: أنس!
أنس بتعجب:فيه ايه؟
شهد بضيق:مفيش بس...دراعى بيوجعنى شوية
أنس بتساؤل:ليه مالك؟
شهد بتوتر:لا عادى...متشغلش بالك
نظر لها بشك حتى تنهد مجيباً:ماشى يا شهد...براحتك
************
فى المساء،كانت تقف امام المرآة ناظرة الى انعكاس صورتها بعبوس حزين وهى تتحسس بعض الكدمات على جسدها ل يُفتٓح باب الغرفة فجأة ف تنتفض وهى تحدق به باضطراب حتى تضع يديها على ذراعيها كى تخفى تلك الكدمات ثم تهتف بتوتر:فيه ايه؟
ابعد نظره عنها بإحراج وهو يجيب:اسف انى دخلت فجأة...بس كنت جاى اناديلك عشان تاكلى
شهد بارتباك خفى:حاضر،جاية وراك
اومأ برأسه بهدوء ل يكاد ان يذهب الا ان يلتفت ويعود كى ينظر لها ثانيةً عندما يلاحظ توترها وهى تضع يديها على ذراعيها بهذا الشكل...تحرك ل يتقدم منها قليلاً ف يزداد ارتباكها وهى تراه يقترب كى يرفع يديها عن ذراعيها حتى ترتجف بخوف وتوتر
حدق بها بتعجب عاقداً حاجبيه بعدما رأى ذراعيها ل يهتف بقلق:ايه دا؟
ابتلعت ريقها بصعوبة كى تجيب باضطراب:دا...مفيش حاجة،دا جرح بسيط
أنس باستنكار:جرح بسيط!..بس مش دا اللى انا شايفه خالص،دى مش جروح عادية
شهد باندفاع:لا طبعاً ايه اللى انت بتقوله دا!...انا وقعت واتعورت بس مش اكتر،عادى يعنى
نظر لها بعدم تصديق حتى هتف بعفوية:طيب تعالى
شهد بخفوت:اجى فين؟
أنس بجدية:هطهرلك الجروح دى.. ناسيه اني دكتور
ابتعدت عنه هاتفة باعتراض:ايه!..لا لا انا كويسة،متشغلش بالك
امسكها بقوة ل يتابع بحزم:بقولك تعالى
شهد بألم: أنس سيبنى دراعى بيوجعنى
أنس بحدة:ما هو عشان بيوجعك لازم اعمل دا....اسمعى الكلام بقى
نظرت له بتوتر بينما تحرك بها هو حتى اجلسها على الاريكة بالخارج ل يذهب ثم يأتى بأدوات التضميد ف يقترب منها كى يبدأ فى تمضيد تلك الجروح..وبمجرد ان وضع المطهر على ذراعها حتى هتفت بألم: أنس بالراحة
أنس بتعجب:انا مش فاهم وقعتى وحصلك كدة ازاى
شهد بضيق: أنس بقولك بالراحة
أنس بسخرية: ظابط ومش قادرة تستحملى!
شهد بانزعاج:ايوة مش قادرة،وياريت تخلص بقى
نظر لها نظرة ذات مغزى كى يجيب ببرود:حاولى تستحملى شوية...زى ماانا استحملت كدة
تطلعت اليه بحزن حتى اغمضت عيناها بتماسك الى ان انتهى ف نظر لها ل يجد دموعها تتساقط بصمت مؤلم ف يهتف بتعجب:مالك؟...للدرجة دى وجعتك!
نظرت له بعيون دامعة وهى تجيب بصوت مبحوح:اه...وجعتنى اوى
هز رأسه بعدم فهم ل يبتلع ريقه قائلاً:انا...انا مقصدتش اوجعك
شهد بأسف:عارفة...عارفة يا أنس
نظر لها بتساؤل حتى رفع يده بتردد كى يلمس وجهها ثم يهمس ب حيرة ناظراً فى عينيها: شهد...انتى مخبية عليا ايه؟
صمتت ونظرت له بحزن ثم اخفضت نظرها ف تابع بتساؤل:جاوبينى يا شهد...مخبية ايه؟
مرت ثوانٍ بين صمتها المضطرب قبل ان تمسح دموعها بثبات ثم تنهض مجيبة بجدية:مفيش حاجة...شكراً
نهض هو الآخر ل يقف امامها ثم يهتف ناظراً لها بتعجب:انتى ليه بتهربى منى؟
شهد بثبات:انا مبهربش..هخبى عليك ايه يعنى!...انا مش مخبية حاجة
أنس باستنكار:متأكدة!
شهد بجمود:ايوة متأكدة...عن اذنك
أنس بخفوت:طيب مش هتاكلى!
شهد نافية:لا مليش نفس...تصبح على خير
قالتها ثم تحركت تاركة اياه بمفرده ل يغمض عينيه متنهداً بضيق واضح حتى يقبض على يده بقوة محاولاً كبح غضبه الشديد من غموضها ذاك
************
فى اليوم التالى،كان يجلس على الاريكة شارداً ل يرن هاتفه ف ينحنى كى يلتقطه وسرعان مايبتسم عندما يرى اسمها على شاشته حتى يجيب قائلاً بابتسامة:ازيك ياا أمنيه!
تنهدت بارتياح هاتفة:اخيرا عرفت اوصلك!...طمنى اخبارك ايه؟
أنس بعفوية:تعرفى انك وحشتينى!...كنت محتاج اكلمك بجد
ابتسمت امنيه بفرح:بجد!...انت كمان وحشتنى اوى...البيت من غيرك يخنق
أنس بغرور:عارف عارف...المهم انتى اخبارك ايه،واخبار الشغل عندك ايه؟
امنيه بطريقة طفولية:بتسأل عليا ولا على الشغل!
ابتسم أنس :عليكوا انتوا الاتنين
امنيه ضاحكة:ماشى ياسيدى،انا تمام والشغل كمان ماشى كويس...قولى انت اخبارك ايه واخبار الشغل وهترجع امتى؟
أنس باندفاع:بالراحة عليا...الشغل تمام ولسة مش عارف هرجع امتى،بس...
امنيه باستفهام:بس ايه؟
أنس بخفوت:بس انا مش كويس
امنيه بقلق:ليه فيه ايه مالك؟
تنهد أنس :متلغبط شوية...كل حاجة غريبة هنا
امنيه بهدوء:متقلقش كل حاجة هتبقى كويسة،بس انت ارجع
أنس باستنكار:للدرجة دى وحشتك!
امنيه بابتسامة:بصراحة اه...ارجع بسرعة بقى
أنس بهدوء:ماشى،بس خلى بالك من نفسك
امنيه مجيبة:وانت كمان...قولى بتاخد الدوا فى ميعاده ولا لا؟
أنس متنهداً:ايوة باخده متقلقيش...صح قوليلى اخبار عمى ايه عشان مكلمتوش بقالى كام يوم!
امنيه بعفوية:عمك كويس وواخد باله من الشغل وتقريباً كل حاجة عليه...وانا بحاول اساعده على قد مااقدر
ابتسم أنس :انا مش عارف من غيرك كنت هعمل ايه يا امنيه
امنيه مازحة:اكيد مكنتش هتعرف تعمل حاجة
ضحك بخفوت وظل يتحدث معها كثيراً بينما على الجهة الاخرى كانت هى تقف خلف باب غرفتها وتستمع الى كل هذا حتى عقدت حاجبيها متعجبة وقد شعرت بالانزعاج وشئ من القلق والشك قد راودها
*************
فى المساء،كانا يجلسان سوياً يتناولان الطعام بصمت تام بينما هى تحاول الا تنظر له...تظاهر هو بعدم الاهتمام نظراً ل تهربها من عيناه ف تابع طعامه بهدوء مزعج حتى لم تستطع ان تصمت اكثر ف استجمعت قواها ل تنظر اليه قبل ان تهتف بتردد:هو انا ممكن اسألك سؤال!
اجاب بدون ان ينظر لها:اسألى
ابتلعت ريقها بصعوبة ل تكمل بتلعثم متسائلة:هى...هى مين اللى كنت بتكلمها الصبح فى التليفون؟
رفع حاجبه بتعجب ناظراً لها وهو يقول:نعم!
شهد باضطراب:مكانش قصدى اسمعك،بس بالصدفة سمعتك مش اكتر
أنس بسخرية:بالصدفة!
تنهد ل يتابع بعدما نهض قائلاً:دى واحدة
نهضت ل تنظر له باقتضاب هاتفة:ماانا عارفة انها واحدة،بس عايزة اعرف هى مين
أنس ببرود:مش انتى قولتى محدش يتدخل فى حياة التانى!...بتسألى ليه بقى؟
شهد بجدية:ايوة بس انا من حقى اعرف
أنس باستهزاء:من حقك!..من حقك ايه؟...و ليه من حقك؟،انتى مين بالنسبالى عشان يبقى ليكى الحق دا؟
شهد بانفعال:مش مهم كل دا...قولى مين دى
أنس باستفزاز:ولو مقولتش!
شهد بحدة:هتقول يا أنس...انا لازم اعرف
أنس باستخفاف:ليه لازم تعرفى؟..بالعكس مش لازم خالص
ازداد غضبها ف اقتربت باندفاع ل تمسكه من لياقة قميصه هاتفة بحزم: أنس قولى مين دى
حدق بها بتعجب حتى هتف بجمود:حبيبتى
تملكت منها الصدمة ف اُلجم لسانها ل تتمتم بعدم استيعاب:اا ايه!...حبيبتك؟
أنس بحدة:ايوة حبيبتى،البنت اللى قررت اعيش معاها...اللى بنام فى حضنها وانا مطمن
شهد بغضب:انت كداب...انت...كل دا كدب،انت مستحيل تحب حد غيرى...انت كداب
أنس بضيق:ليه؟...كنتى فاكرانى هفضل مخدوع فيكى كتير!...انا بحبها يا شهد
شهد بعدم تصديق:لا..انت مش ممكن تعمل فيا كدة...انت...انت بتحبنى انا
ابتسم بسخرية حتى وجدته يقترب كى يميل ويهمس فى اذنها بهدوء مستفز:كان زمان...دلوقتى انا بحبها هى،وتعرفى!..انا كمان عايش معاها...انا وهى عايشين فى بيت واحد
ابتلعت ريقها وهى تهز رأسها نفياً بهستيريا ل تهتف بانفعال:اخرس يا أنس...متقولش كدة،انا عارفة انك بتكدب...انت بتعمل كدة عشان تدايقنى...انت مبتحبهاش
أنس باستنكار:وانتى يهمك فى ايه اذا كنت بحبها فعلاً ولا لا؟
شهد بتلعثم:انا...انا...
قالتها وسرعان ما تنهدت بضيق ل تتطلع اليه باستعطاف حزين وهى تهمس: أنس ارجوك متعملش فيا كدة....انت بتحبها؟
أنس بغضب:مينفعش تجاوبى على سؤال ب سؤال...جاوبينى الاول
شهد بارتباك:بس انا...انا مش هقدر اجاوبك على سؤالك...انت اللى لازم تجاوبنى
أنس بجدية:للاسف انا كمان مش هقدر اجاوبك يا شهد
قالها ثم تحرك ل يكاد ان يذهب ولكنها امسكت يده كى توقفه حتى تقترب ناظرةً له برجاء وهى تقول:أنس ..عشان خاطرى جاوبنى،متعملش فيا كدة...انت لسة بتحبنى!..انت مبتحبهاش صح؟
نظر لها بغضب آسفاً ل تمر ثوانٍ حتى يتنهد طويلاً قبل ان يجيبها بخفوت:ايوة انا مبحبهاش...بس اوعى تفكرى مجرد تفكير انى ممكن ارجع احبك زى الاول،لانك خلاص...انتهيتى من حياتى،ومن قلبى
تطلعت الى عيناه بصمت يقول الكثير والكثير حتى ابتسمت بخفوت مؤلم ل تجيب بتفهم:دا حقك...متشكرة انك جاوبتنى
تحركت ذاهبة من امامه حتى اتجهت الى غرفتها ل تدخل ثم تغلق الباب خلفها كى تنفجر باكية وسرعان ما تجلس على الارض واضعة يدها على فمها وهى تحاول كتم شهقات بكائها المرير
*************
جيسى بعفوية:اهدى يا أحمد كل حاجة تمام،انت قلقان كدة ليه؟
أحمد ب حيرة:مش عارف،بس حاسس ان كل حاجة متلغبطة وناسى حاجة
جيسى بسخرية:لسة فاضل يوم كامل قدامك،وبعدين انت محسسنى انك اول واحد يتجوز يعنى
ابتسم أحمد :ايوة لأنى مش هتجوز غير مرة واحدة
جيسى باستخفاف:ومين قالك كدة!...صدقنى مش هتكمل شهر وهتزهق وتقول ياريتنى مااتجوزت...كفاية انك هتتجوز واحدة...
نظر لها باقتضاب ف صمتت ل تهتف بانزعاج:خلاص مش هقول حاجة
اقترب منها ل يقف امامها ثم يقول بجدية:انا مش فاهم انتى مالك ومالها...يعنى كنتى عايزانى اتجوز منه!
جيسى بعفوية:انت عارف انى مبطيقش منه دى اصلاً...بس على الاقل يعنى كانت هتبقى مناسبة لينا اكتر من اللى هتتجوزها دى
أحمد بحزم:اسمها نهله ياجيسى...نهله مناسبة ليا انا ودا بس اللى يهمنى،وياريت متتكلميش عليها كدة تانى عشان مزعلش منك
تنهدت باستسلام مجيبة:ماشى يا أحمدبراحتك...بس انا نصحتك وانت حر
أحمد باستهزاء:يعنى انتى هتنصحينى انا!
جيسى بطريقة طفولية:ايوة مش عاجباك ولا ايه؟
ابتسم أحمد:لا...وعلى فكرة بقى انتى مقولتليش مبروك
جيسى بابتسامة:اعتبرنى نسيت وهقولهالك دلوقتى...مبروك يااحلى أحمد فى الدنيا دى كلها
ضمها الى صدره بحب وهو يجيب مبتسماً:الله يبارك فيكى ياحبيبتى...عقبال مااخلص منك انا كمان
جيسى ضاحكة:لا مش هتخلص منى دلوقتى
احمد بمراوغة:ليه هو مش ناوى يتقدملك ولا ايه؟
عقدت حاجبيها بتعجب ل تبتعد عنه مجيبة باضطراب:هو مين دا يا أحمد؟
احمد بسخرية:مين دا يا احمد!...اللى بتفضلى تكلميه كل يوم لحد الصبح
حدقت به بدهشة وخجل هاتفة:ايه الكلام دا يا احمد؟
ثم ابتلعت ريقها بارتباك من نظرته الماكرة ل تتابع بتلعثم:طيب انا...انا لازم اروح عشان التجهيزات وكدة
قالتها ثم تحركت ذاهبة بسرعة من الغرفة ف ضحك بخفوت على تصرفاتها تلك حتى تنهد قبل ان يجلس ل يظل يحدق امامه بشرود مفكراً
***********
كان يجلس ويمارس بعض الاعمال على اللاب توب الخاص به ل يجدها تأتى وتجلس امامه ف يتظاهر بعدم الاهتمام ولم ينظر لها حتى بينما تهتف هى بتردد:ممكن اطلب منك طلب!
أنس ببرود:ايه؟
شهد بهدوء:عايزة اعمل مكالمة من تليفونك
أنس بدون ان ينظر لها:ليه هتكلمى مين؟
شهد بخفوت: هاجر...عايزة اكلمها عشان فرح نهله بكرة و...انا مش معاها ف لازم على الاقل اتصل اباركلها
رفع عيناه ل يحدق بها بتعجب هاتفاً:انتى بتكلمى هاجر!
اجابته باضطراب واضح:لا...قصدى اه...مش مهم كل دا بس انا عايزة اكلمها دلوقتى،ممكن!
نظر لها بشك حتى تنهد باستسلام مجيباً:ماشى
قالها ثم مد يده ل يلتقط هاتفه كى يعطيها اياه ف تأخذه من بين يده حتى تمسكه وتكتب رقم صديقتها الذى حتماً تحفظه منذ وقتٍ طويل،انتظرت بترقب وهى تشعر بنبضاتها تضطرب الى ان وجدها تهتف بابتسامة حزينة:ايوة يا هاجر
تفاجأت الاخرى ثم نهضت بفرح مندفع وهى تهتف: شهد!...انتى فين ومكلمتنيش ليه بقالك كتير؟
شهد بخفوت:مش مهم دا دلوقتى...أنا عارفه ان نهله معاكي افتحي الاسبيكر
نهله بلهفه : ايوه يا شهد
شهد بهدوء :الف مبروك ياحبيبتى،صدقينى كان نفسى ابقى معاكى اوى فى اليوم دا
نهله بحزن:وانا كمان كان نفسى تبقى معايا اوى يا شهد ...مش حاسة انى مبسوطة من غيرك...انتى هترجعى امتى؟
تنهدت شهد:معرفش...بس اهم حاجة تبقى مبسوطة ومتفكريش فى اى حاجة غير انك اتجوزتى الانسان اللى بتحبيه...ومتشغلوش بالكم بيا،انا كويسة
هاجر بأسف:نفسى اصدق انك كويسة فعلاً
شهد بجدية:صدقينى انا كويسة...اهم حاجة تتبسطى ومتشغليش نفسك بأى حاجة...ووصلى رسالة منى ل أحمد وقوليله انه هياخد باله من صاحبتي وصاحبة اختي الوحيدة...ووصيه يخلى باله منك،وفهميه انه لو زعلك انا هاجى اتصرف معاه
ابتسمت بخفوت ل تهتف بعيون دامعة:وحشتينى اوى يا شهد...بس متقلقيش، أحمد بيحبنى ومش هيزعلنى
اجابتها بهدوء محاولة ان تتماسك:وانتى كمان وحشتينى،خلى بالك من نفسك عشانى...انا عارفة ان احمد مش هيزعلك...خلى بالك منه كمان
نهله بانكسار:حاضر
شهد بحزن:انا هقفل دلوقتى...هحاول اكلمك تانى...الف مبروك مرة تانية،وانا متأكدة انك هتبقى عروسة زى القمر
لم تستطع هاجر ونهله ان تتماسكا اكثر ف اغلقت الخط ل توقع الهاتف من يدها حتى تضع وجهها بين كفيها وتبدأ فى البكاء بشدة
كان هو يستمع اليها محدقاً بها بتساؤل وحيرة حتى يجدها تغمض عينيها بثبات قبل ان تمد يدها اليه بالهاتف هامسة:شكراً
اخذه منها بصمت ف نهضت ل تتركه وتذهب حتى تغلق باب غرفتها بعدما تدخل كى تظل تبكى بحرقة...ظل هو حائراً بشدة من امرها حتى نهض واتجه ناحية الغرفة ل يسمع صوت نحيبها المكتوم ف يشعر بألم فى قلبه تجاهها،ورغم كل مافعلته ف لايزال قلبه الاحمق ذاك يخفق ل اجلها فقط!
************
فى اليوم التالى...
نهله بجدية: أحمد عايزاك تساعدنى فى حاجة
أحمد بتساؤل:حاجة ايه؟
نهله بخفوت:انا نفسى معرفش سببها،بس لازم نعملها...هتساعدنى!
أحمد مجيباً:اكيد بس قوليلى ايه هى؟
نهله متنهدة:هقولك...أنس كلمنى
احمد باستفهام:أنس مين؟
نهله بعفوية: أنس اللى شهد بتحبه
أحمد متذكراً:اه قصدك اللى كانت بتحبه!
نهله بعدم اهتمام:مش فارقة يا أحمد،بس هو كلمنى وطلب منى نحط كاميرات فى الفرح ونتواصل معاه عشان يقدر يشوف الفرح
احمد بعدم فهم:طب وهو عايز كدة ليه؟
نهله نافية:معرفش،بس قالى ان دا ضرورى...تعرف تعمل كدة!
أحمد بتفكير:ايوة اعرف
**************
فى المساء،كانت تجلس فى غرفتها كعادتها شاردة بصمت ل يطرق الباب ف تجيب بخفوت قائلة:ادخل
فُتح الباب ل يدخل وهو يحمل اللاب توب الخاص ف تجده يتقدم منها قبل ان يهتف بتردد:انا...عايز اوريكى حاجة
شهد بتساؤل:حاجة ايه؟
اقترب ل يجلس بجانبها ثم يجيب بعفوية:خدى اللاب توب
نظرت له بعدم فهم حتى امسكت اللاب توب ونظرت الى الشاشة ل تمر ثوانٍ حتى تندهش بفيديو زفاف نهله امامها...حدقت بعدم تصديق ل تبتسم تدريجياً قبل ان تهتف باندفاع:ايه دا!
أنس بعفوية:فرح نهله وهاجر جنبها اهي...انتى مش شايفة!
شهد بعدم استيعاب:انت...انت عملت كدة ازاى؟
أنس مازحاً:مصادرى الخاصة...ملكيش دعوة
ضحكت وهى لازالت غير مصدقة ماتراه ل تنقل بصرها الى الشاشة كى ترى الزفاف حتى تدمع عيناها رغماً عنها وهى تتطلع الى اختها وصديقتها بابتسامة باهتة وأسف واضح على ملامحها...كان هو يراقبها بعينيه ل يبتسم بخفوت حتى تجده يهمس بحزن متسائلاً:لما انتى نفسك تبقى معاها اوى كدة،ليه سيبتيها وجيتى هنا؟
نظرت له بأسى ثم عادت تنظر امامها ل يتابع بنفس نبرته:لو كنتى عايزة تهربى منى،وانا بالنسبالك كنت تجربة فعلاً زى ماقولتى...ذنب اللى حواليكى ايه؟،صاحبتك ومامتك...هما كمان كانو تجربة بالنسبالك؟
اغمضت عينيها بتماسك الى ان تنهدت ل تغلق اللاب توب ثم توجهه اليه قائلة بامتنان:اتفضل...بجد متشكرة اوى
تنهد أنس :مفيش داعى...انا معملتش حاجة
شهد بابتسامة حزينة:لا،انت عملت كتير اوى...بجد مش عارفة اقولك ايه
أنس بخفوت:متقوليش حاجة...تصبحى على خير
قالها ثم نهض ل يكاد ان يذهب الا ان يتوقف عاقداً حاجبيه وهو يشعر بيدها التى قد امسكت يده للتو...التفت ناظراً لها باستنكار وترقب الى ان تفاجأ بها تقترب باندفاع بعدما نهضت هى الأخرى حتى ترتمى فى حضنه بشوق متشبثة به كى تعانقه بكل مااوتيت من قوة
.............................يتبع

أنت تقرأ
قلب واحد وعمر واحد وفرصة واحدة2
Romanceانت صديقي الاكثر.. حبيبي الاكثر.. اراك عالمي وعافيتي وضحكتي.. ليس الاعتياد والكبرياء والنسيان والكثير من المشاكل من سيأثروا بعلاقتنا فانت خارج كل منطق 😍