قلب واحد وعمر واحد وفرصة واحدة2
Part29دخل متقدماً من الغرفة حيث توجد هى ل يجدها قد استعادت وعيها ف يتطلع اليها بتردد قبل ان يقول بخفوت:سلامتك
اجابته بنبرة مُتعبة وهى تعتدل فى جلستها قائلة:شكراً...بس انت جيبتنى هنا ازاى؟
عمر بعفوية:اتصلت ب حد اعرفه وجه فتح الباب
نظرت له باستنكار ل تهتف بعتاب:طب ماكان من الاول
اجابها بتلقائية:مكنتش اعرف انها هتوصل للدرجة دى..بس عموماً حصل خير،انتى كويسة دلوقتى مش كدة!
جيسى بابتسامة خافتة:ايوة..قولى،الساعة كام معاك؟
نظر فى ساعته ل يجيب متنهداً:١١
حدقت به هاتفة باندفاع:ايه!..انا كدة اتأخرت اوى..لازم امشى
عمر بترقب:طيب اوصلك!
اجابته بتردد:ياريت عشان السواق هيتأخر لحد ماييجى و...
قاطعها بجدية:تمام..يلا
نظرت له بتساؤل حتى اومأت برأسها ل تتحرك ذاهبة معه..وما ان خرجا من المستشفى حتى التقيا ببعض الفتيات اللاتى طلبن من عمر ان يلتقطوا معه صورة بينما نظرت لهم هى بانزعاج تحاول ان تخفيه ولكنه قد لاحظه..وبعدما انتهى من التقاط الصور مع اولئك الفتيات استقل معها السيارة ل يتحرك فى صمت إلى ان تجده يتسائل بعفوية:شكلك اتضايقتى!
عقدت حاجبيها ل تقول بتساؤل مزيف:من ايه؟
اجابها ببرود:من البنات اللى اتصوروا معايا
تظاهرت بعدم الاهتمام وهى تجيبه:لا وهتضايق ليه؟..دى حياتك وانت حر،وبعدين دا بسبب شغلك ف انا مينفعش اعترض
عمر متنهداً:عندك حق..وبعدين انتى هتعترضى بصفتك ايه اصلاً!
جيسى بضيق: عمر مش لازم كل شوية تحسسنى انى بقيت ولا حاجة بالنسبالك..انا عارفة كدة ف مفيش داعى تجرحنى بالكلام دا
هتف مجيباً باستخفاف:مش انتى اللى قولتى انك هتستحملى اى حاجة منى!..انا دلوقتى بختبرك مش اكتر
نظرت له متسائلة بترقب:معنى كدة اننا هنرجع صحاب!
تنهد ثانيةً ل يقول بتفكير:مش عارف بس...هنشوف
ابتسمت لاارادياً ل تهتف بامتنان:تعرف انك كدة ريحتنى اوى!..انا مكنتش عارفة هسافر ازاى وانت...
قاطعها بتساؤل:هتسافرى!..ليه وفين؟
جيسى بعفوية:نيويورك..دى اخر سنة ليا فى الجامعة،انا قولتلك قبل كدة
نظر لها قائلاً بجدية:وهتسافرى امتى بقى؟
اجابته بتلقائية:اول الشهر الجاى
صمت قليلاً حتى قال بتردد:طيب..لو طلبت منك متسافريش،هتوافقى!
نظرت له بتعجب ل تهتف مستنكرة:ايه!..وانت عايزنى مسافرش ليه؟..دى اخر سنة ليا و...
قاطعها متهرباً من الحديث:خلاص مش مهم...انسى كل اللى قولته،قوليلى هتيجى الحفلة بتاعة الاسبوع الجاى!
جيسى بترقب:عايزنى اجى؟
عمر بهدوء:زى ماتحبى..بس اظن انك محضرتيش ليا حفلات قبل كدة،ف قولت ليه متجيش..وممكن تجيبى صحابك معاكى لو عايزة..اعتبرينى بغريكى عشان تيجى
ابتسمت مجيبة بعفوية:تمام،هاجى
تنهد بشرود وصمت حتى وصلا الى منزلها وقبل ان تنزل من السيارة نظرت له ل تهمس بابتسامة:تصبح على خير
اجابها بخفوت:وانتى من أهله
*************
,بحبك يا امنيه..ومش من دلوقتى..انا حبيتك من اول مرة شوفتك فيها،لما مروان عرفنى عليكى وبدأنا نشتغل سوا..رغم ان اللى كنا بنعمله غلط بس...بس انا كنت حابه عشانك..كنت بحب الوقت اللى مروان بيبعتنى ليكى عشان اعرف منك كل حاجة واروح اقوله،كنت بتحجج عشان اشوفك..وحتى بعد ماعرفت اللى حصل وكل حاجة عن ماضيكى..دا مفرقش معايا،انا اه زعلت منك..لكن حبى ليكى كان اكبر..عارف انك اتجرحتى مرتين بسبب الحب دا..بس انا بوعدك انى هعوضك عن كل اللى عانيتى منه قبل كدة,
تنهدت بتفكير وهى تتذكر تلك الكلمات التى لم تكن تتوقعها قط حتى تمتمت بشرود:ياترى بيحبنى فعلاً ولا...وحتى لو بيحبنى،انا مش عايزة احب تانى...كفاية اللى حصلى بسبب الحب دا،وبعدين هو لو اتجوزنى هيفضل فاكر اللى عملته...لا،مستحيل اوافق على كدة
قالتها ثم نهضت ل تتحرك الى الخارج وبمجرد ان فتحت باب منزلها حتى وجدته امامها ف عقدت حاجبيها هاتفة بتعجب:انت!..ايه اللى جايبك فى الوقت دا؟
اسر بعفوية:انتى ايه اللى هيخرجك فى الوقت دا؟
امنيه باقتضاب:مظنش ان دا يخصك..انا حرة
اجابها بهدوء:طيب انتى حرة،مختلفناش..بس الوقت متأخر ومينفعش تخرجى
تنهدت مجيبة بعبوس:تمام،مش هخرج..بس قول جاى ليه دلوقتى؟
لسر بتردد:كنت عايز اتكلم معاكى و..
قاطعته باعتراض جاد: اسر انا قولتلك اللى عندى واظن الموضوع انتهى..ارجوك متحاولش معايا عشان هتتعب اوى
اسر بهدوء:انا مستعد اتعب..بس تبقى معايا فى الاخر
امنيه بجدية:هتتعب على الفاضى صدقنى..انا مهما حصل مش هوافق على اللى انت بتقوله
اسر باستفهام:طب ليه؟
اجابته باندفاع:عشان انا مستاهلكش..انا انسانة مش كويسة ومستاهلش اتحب اصلاً..عايز تتجوز واحدة باعت نفسها ل واحد تانى؟
اسر بانزعاج:ممكن متقوليش كدة على نفسك!..عشان اى كلمة بتقوليها بتجرحنى قبل ماتجرحك يا امنيه
امنيه بحزن:بس دى الحقيقة..انا مش هقدر اظلمك معايا..انت تستاهل احسن منى كتير
اسر بعناد:بس انا مش عايز احسن منك..انا عايزك انتى ومش هقبل بغيرك،عشان خاطرى فكرى
امنيه بحدة:افكر فى ايه؟..فى جوازى منك ولا فى انك هتعمل معايا علاقة وتسيبنى زى غيرك!
وبمجرد ان تفوهت بهذه الكلمات حتى حدق بها بغضب شديد وامسك ذراعيها بقوة ل يهتف بعصبية:انتى اتجننتى!..ازاى فاكرة انى ممكن اعمل كدة؟..للدرجة دى شايفانى وحش!
نظرت له قائلة بتوتر:اسر ارجوك سيبنى
اسر بضيق:انتى بتفكرى فيا كدة امنيه!..بجد شايفانى حقير زى مروان؟
امنيه بعيون دامعة:لا انا..
قاطعها بحدة:لو شايفانى كدة فعلاً يبقى انا مستاهلكيش..بس كنت اتمنى انك تفهمى مشاعرى صح ومتحكميش عليا بالطريقة دى،وحتى لو كنتى رفضتينى مكنتش هتجرح اوى..بس بعد اللى قولتيه دا...انتى بجد جرحتينى يا امنيه
قالها ثم ترك ذراعيها ل يدفعها ناظراً لها بحزن غاضب وسرعان ما ذهب تاركاً اياها وقد تساقطت دموعها بأسف
*************
أحمد بترقب: نهله
اجابته بنبرة شاردة وهى تحدق امامها:نعم!
تابع بتساؤل:نمتى؟
نهله بسخرية:ايوة
ابتسم مجيباً:ايه اللى مصحيكى لحد دلوقتى؟
نهله بخفوت:مش جايلى نوم
تنهد قائلاً:وانا كمان
التفتت كى تنظر له متسائلة بشك:بتفكر فى حاجة؟
تطلع اليها ل يجيب هامساً:ايوة..فيكى
ابتسمت متابعة:بجد!..وبتفكر فيا ازاى بقى؟
أحمد بهدوء:يعنى..بفكر ان قريب اوى هضطر اتعود انى انام لوحدى..وانى لما ادخل البيت مشوفكيش،وانى لما اجى الاوضة دى ملاقيكيش بتنيمى حور وبتشتكيلى منها زى كل يوم
نظرت له بحزن خفي حتى اقتربت بتردد ل تضع رأسها على صدره ثم تحاوط خصره هامسة:وايه كمان؟
تنهد قائلاً بشرود:وانى مش هلاقى حد اتكلم معاه زى مابتكلم معاكى..هفقد اقرب صديقة ليا
اجابت وهى تدفن رأسها فى صدره:و...
أحمد بأسف:وانى مش هحس بيكى وانتى فى حضنى زى دلوقتى..ولما احس انى تعبان او متضايق مش هلاقيكى عشان احكيلك كل حاجة وتفضلى تخففى عنى واحياناً تاخدينى فى حضنك لحد ماانام وانا ماسك فيكى
نهله بعيون دامعة:بس برضو مش هتبقى مضطر تستحمل عصبيتى وخناقى معاك على اتفه الحاجات..وعنادى،وانانيتى احياناً
شدد من احتضانها ل يقول بنبرة حزينة:بس كل دا هيوحشنى اوى..انتى هتوحشينى،مش عارف هقدر استحمل بعدك عنى ازاى..بس اكيد هتعود صح!
قبلت خده برفق بعدما دمعت عيناها ل تجيب بهدوء:صح
اغمض عينيه بتماسك ل يمسح على خصلاتها بيده حتى يميل ويقبل رأسها فى صمت...تنهدت طويلاً مفكرة ب حيرة قبل ان تجده ينقل بصره نحوها ل ينظر الى يدها الموضوعة على صدره بتلقائية ف يبتسم بخفوت هامساً:تعرفى!
تطلعت اليه بترقب حتى تابع بعفوية:اول ماعرفتك،كان اقصى طموحى اقرب منك...يعنى تتجاوبى معايا مثلاً،تبطلى عناد...طبعا هتستغربى لانك كنتى فاكرة اغراضى مش كويسه
نهله ضاحكة:ماهو بعد التجاوب دا اكيد هتحقق اغراضك يعنى
تنهد مجيباً بابتسامة:مبقيتش قادر اشوفك زى اى حد..حسيتك مختلفة عنهم؛عن اى بنت عرفتها...عشان كدة فضلت اجرى وراكى،لحد ماحققت اللى انا عايزه...بس الغريب انى،بعد جوازنا وبعد...بعد ماخلاص كنت المفروض ازهق واسيبك...دا محصلش ،بالعكس...انا لحد اللحظة دى بحس بدقات قلبى بتزيد كل ماتقربى منى...بقيت ضعيف اوى،بس انا مش كاره الضعف دا..انا قابله لانه ليكى،خليه سر بيننا بقى
قالها بعدما احتضن يدها بين كفه ف تلاشت ابتسامتها تدريجياً وهى تجيب ببراءة:مش عايز حد يعرف انك بتحبنى؟
هز رأسه نفياً ل يجيب وعيناه لم تزل معلقة بها:مش عايز حد غيرك يحس ب دا...لانك انتى الوحيدة اللى مسموحلك تشوفى ضعفى..انتى وبس يانهله
نظرت له متنهدة فى صمت بينما رفع هو يدها ل يقبلها بحب ف تبتسم بتردد غير مدركة لما يحدث بداخله الآن...قربها منه ببطء كى تصطدم بنظراته التى تحمل الكثير والكثير لها،ابتلعت ريقها بشئ من القلق وهى تجده يقترب بوجهه من وجهها حتى يرفع يده ويزيح خصلاتها الناعمة بحذر ف تخفض عيناها لاارادياً وقد اضطربت نبضاتها بينما مال هو بهدوء تام ل يطبع قبلة رقيقة على شفتيها
ماهى الا ثوانٍ وكان قد ابتعد عندما لم يجد منها اى ردة فعل ف وجد نظراتها موجهة نحوه بثبات كما هى،ابتسم متفهماً قبل ان يمسح على وجنتها قائلاً:بقيتى شجاعة اوى!
اجابته بنبرتها تلك الذى لطالما اعتادها:اللى تقدر تبعد عنك...لازم تكون شجاعة يا أحمد
تغيرت تعبيراته بضيق حزين وسرعان ماوجدته يقبض على خصلاتها بخفة حتى يقترب ويلتهم شفتيها بقوة كأنه يودعها،اغمضت عينيها هذه المرة وقد حاولت ابعاده عنها ولكنه أبىَ ان يبتعد إلا بعدما يشبع شوقه اليها
ضمها اليه بتملك ف ارخت ذراعيها بضعف حتى وجدته يقترب ل يدفن وجهه في عنقها متنهداً بقوة،ازدادت حيرتها من امره ذلك خاصةً عندما طال صمته ولم يتفوه بشئ...رفعت يديها بهدوء ل تعانقه برفق حتى تأخذ تمسح على شعره وقد دمعت عيناها بألم مما وصلا اليه كلاهما.....!
*************
بعد عدة ايام،كانت جالسة فى احد المقاهى تحتسى قهوتها بشرود تام ل تقع عيناها على ذلك الذى يجلس على الطاولة المجاورة ل طاولتها وبمجرد ان يراها ينهض ويذهب كى يجلس معها حتى ينظر لها متسائلاً بتردد:عاملة ايه ياشهد؟
اجابته بعدم اهتمام دون ان تنظر له:كويسة
اسر بعفوية:انا فكرت كتير انى اجى اتكلم معاكى بس..كنت متردد وخايف
شهد باستخفاف:واديك جيت اهو..اتكلم
حدق بها مستنكراً حتى تنهد ل يتابع بأسف:انا معرفش اذا كنتى سامحتينى او لا..بس هفضل اعتذر لحد ماتسامحينى
شهد باستنكار:دا مهم بالنسبالك للدرجة دى!
اجابها باندفاع:ايوة،مهم اوى بالنسبالى
نظرت له حتى قالت بتساؤل: اسر...انا ايه بالنسبالك؟
تطلع اليها مجيباً باستفهام:قصدك ايه يعنى؟
شهد بجدية:قصدى انت بتعتبرنى ايه عشان يهمك انى اسامحك للدرجة دى!
اسر بهدوء:صدقينى مش هقدر اشرحلك..بس تقدرى تقولى انك انتى اللى فوقتينى،فهمتينى يعنى ايه حب بجد..اتعلمت منك حاجات كتير،تعرفى ان لولا قلبى مع حد تانى كان زمانى حبيتك!
ابتسمت رغماً عنها ل تتسائل بشك: امنيه مش كدة!
اسر بتعجب:عرفتى ازاى؟
امنيه بعفوية:انت قولتلى انها حبت مرتين،واتجرحت فى المرتين..وبعدين لما عرفت انكو بتشتغلو مع بعض حسيت..وكمان نظراتك ليها مكانتش عادية
ابتسم بخفوت مجيباً:ايوة..انا فعلاً بحبها اوى،معرفش ازاى او امتى..بس فجأة حسيت انى عايز اشيل كل الحزن اللى فى قلبها واحوله ل سعادة..حتى لو فى المقابل انا اللى هاخد الحزن دا
شهد بتساؤل:طب هى عرفت!
اسر بخفوت:للأسف..بس طبعاً موافقتش،هى اتجرحت مرتين ومعندهاش استعداد تتجرح تانى..مش عارف اذا كانت خايفة من الحب عموماً ولا منى انا،يمكن فاهمانى غلط او..مش عارف
قالها ثم تنهد ب حيرة مفكراً ف نظرت له ل تقول بهدوء:اسر..صدقنى مش مهم كل دا،المهم انك فى الاول والاخر تعرف حاجة واحدة بس..هى لو من نصيبك مش هتبقى لغيرك..لازم تفهم دا كويس
تطلع اليها مبتسماً حتى اجاب بترقب:طيب...اقدر اعتبر انك مسامحانى؟
شهد بتردد:امممم...سيبها بظروفها،بس فى جميع الاحوال كل حاجة اتغيرت دلوقتى...يعنى محدش يعرف القدر لسة مخبيلنا ايه!
************
جيسى بابتسامة:حاسة انى مرتاحة اوى يا نهله..مش مصدقة انه ممكن يكون سامحنى
نهله بعفوية:دا كويس وانا مش هختلف معاكى فيه..بس بلاش تدى نفسك امل اوى ،عشان لو طلعتى فاهمة غلط هتتعبى
اجابتها بتفهم:انا عارفة صدقينى..بس مش قادرة امنع نفسى من التفكير و..نفسى اوى يسامحنى ونرجع زى الاول
نهله باستفهام:ترجعوا صحاب!
جيسى بهدوء:لا..نرجع لبعض يعنى..يبقى معايا على طول وميسيبنيش..مش عايزاه يبعد عنى لحظة..انا عايزة اكمل حياتى معاه
ابتسمت مجيبة بترقب:يعنى بتحبيه!
تصنعت التفكير وهى تجيبها:اممم...تقدرى تقولى كدة
نهله بابتسامة:طيب مش خايفة!
تنهدت طويلاً ل تقول بجدية:قبل كدة كنت خايفة اوى لدرجة انى جرحته..بس دلوقتى،قدرت اعترف لنفسى اخيرا انى فعلاً بحبه اوي..ومش خايفة من اى حاجة طول ما هو معايا
نهله باستنكار:وازاى قدرتى تكتشفى كدة؟
جيسى بعفوية:بصراحة لما بعد عنى حسيت بقيمته فى حياتى فعلاً..من غيره كل حاجة كانت كئيبة ومملة..حاجة حلوة اوى انك تقدرى تواجهى نفسك وتقدرى تقتنعى بالحقيقة
نظرت لها قليلاً حتى شردت بتفكير ل تتابع هى باندفاع:تعرفى كمان انه طلب منى مسافرش!..حسيت انه مش عايزنى ابعد عنه
نهله بتساؤل:وهتسمعى كلامه؟
اجابتها بتردد:شكلى كدة..بصراحة انا ماصدقت رجعلى اخيراً،ف مستعدة اعمل اى حاجة عشانه
تنهدت قائلة بتلقائية:جيسى..متتسرعيش
جيسى بعفوية:مش بتسرع ولا حاجة صدقينى..متقلقيش،انا عارفة بعمل ايه كويس
************
ذهبت الى الحفل وبعدما حضرته وانتهى ذهبت مسرعة ل تلتقى به ف هتفت بابتسامة بمجرد ان رأته: عمر...
قاطعها مشيراً بانشغال:جيسى ممكن تستنى شوية بس وهجيلك!
اومأت برأسها ل تجيبه بعفوية:حاضر،هستناك
ذهب مغادراً مع بعض المساعدين لديه ف ذهبت هى كى تنتظره فى غرفته الخاصة...جلست متنهدة ل تأخذ فى النظر الى الغرفة بتفحص حتى تجد ذلك الجيتار الذى اهدته اياه فى عيد ميلاده،ابتسمت متذكرة كل ماحدث منذ ان رأته للمرة الأولى بينما الآن وقد تغير كل شئ وهى على وشك اتخاذ خطوة جدية بعلاقتهم..ظلت جالسة طويلاً تنتظره الى ان اتى اخيراً ل يتقدم منها متسائلاً بعفوية:اتأخرت عليكى!
اجابته بهدوء:شوية
تنهد وهو يجلس ل يتابع بإرهاق:دايماً ورايا مسئوليات...حاجة متعبة اوى
جيسى بابتسامة هادئة:بس دا حلمك،ولازم تتعب عشان تحققه
عمر بفتور:صح
قالها وسرعان مانهض ل يتقدم من طاولة ما امامه كى يسكب بعض الخمر بالكأس ثم يضع مكعبات الثلج حتى يأخذ فى ارتشافه بينما تحدق به هى هاتفة بتعجب: عمر...انت من امتى بتشرب؟
عمر بعدم اهتمام:تقدرى تقولى من يوم ماسيبتك..لا اسف،يوم ماسيبتينى انتى
نظرت له بحزن منزعج ل تنهض متقدمة منه وهى تقول:بس دا مش كويس عشانك...حاول تبطله
اجابها ببرود:مظنش ان دا هيفرق فى حاجة
جيسى بجدية:لا هيفرق..هيفرق معايا اوى
تنهد بملل قائلاً:سيبك من كل دا وقوليلى..شكلك عايزة تقولى حاجة
ابتسمت بخفوت متسائلة:عرفت ازاى؟
عمر بثقة:انتى عارفة انى اعرف كل حاجة
تنهدت بتوتر واضح وهى تجيب:طيب..انا مش عارفة ازاى او امتى بس...واضح انه من زمان وانا مكنتش عارفة..او يمكن كنت خايفة..بس دلوقتى مش خايفة من اى حاجة
نظر لها عاقداً حاجبيه بترقب حتى جمعت حروفها بصعوبة ل تهمس بنبرة متلعثمة:ااا عمر انا....اا انا بحبك
حدق بها بصمت ل ثوانٍ حتى وجدته يبدأ فى الضحك فجأة ف نظرت له عاقدة حاجبيها ل تتسائل بعدم استيعاب: عمر انت...انت بتضحك ليه؟
اجابها من بين ضحكاته:اصلى بصراحة محتار اقولك ايه..يعنى المفروض اطير من الفرحة واقولك انا كمان بحبك اوى،وكنت مستنى اللحظة دى من زمان!..بس للاسف انا مش هقدر اقولك كدة...اسف
جيسى موضحة: عمر انا...
قاطعها بحدة:انتى!..انتى ملقيتيش حد غيرى يمسح دموعك ف جيتى تقوليلى كدة عشان تضمنى انى هفضل معاكى..دى خطة جديدة مش كدة!
هزت رأسها مجيبة بحزن:لا..انا قولت كدة عشان مش عايزة حد يمسح دموعى غيرك
زفر هاتفاً بضيق:كل دا ميفرقش معايا..حتى انتى،مبقيتيش تفرقى معايا..وانا قولتلك ابعدى عنى احسنلك،بس انتى شكلك عايزة تتجرحى فعلاً
جيسى بعيون دامعة:بس انت لسة بتحبنى
ابتسم مجيباً بسخرية:بجد!..وياترى عرفتى ازاى؟..قريتى دا فى عيونى مثلاً!
قالها وسرعان ما تابع بجدية ناظراً لها:جيسى..متحاوليش تقربى منى تانى عشان بجد هتندمى..زى ماانا ندمت
نظرت له ل تتوسل بألم:طيب...عشان خاطرى حاول،انا بجد بحبك يا عمر
اغمض عينيه بغضب مكتوم ل يرمى الكأس على الارض ف يتهشم الى قطع صغيرة حتى يتابع هو بحنق:شايفة الازاز المكسور دا!..هى دى بالظبط علاقتنا ياجيسى..قوليلى،تقدرى تصلحيها بعد مااتكسرت؟
حدقت به بأسف ف هتف بضيق حزين:لا..مش هتقدرى،عشان كدة ارجوكى اخرجى من حياتى..وكفاية نجرح فى بعض اكتر من كدة
جيسى باستعطاف:بس يا عمر انا...
قاطعها صائحاً بانفعال:بس انتى بتحبينى...عارف،وانا كمان حبيتك..كنت مستعد افضل معاكى واستنى لحد ماتنسى جرحك وتحبينى..لكن انتى معملتيش حاجة غير انك رديتيلى الجرح دا ياجيسى..انتى حولتينى لإنسان اقل مايقال عنه انه مبيحسش،مبيحسش ولا بيراعى مشاعر حد...دا عشان انتى مفهمتيش مشاعرى ولا قدّرتيها،ف متجيش دلوقتى تلومينى انى بردلك دا
هزت رأسها نفياً بين دموعها المتساقطة برجاء ل يتقدم بخطوات مندفعة كى يفتح باب الغرفة ثم يشير بيده هاتفاً بحزم:امشى ياجيسى...وياريت تبعدى عنى وتخرجى من حياتى بجد المرة دى..لانى مش عايز اشوفك تانى
شعرت بنبضاتها تنخفض تدريجياً ف تحركت بصعوبة ل تتقدم ببطء حتى تقف امامه ناظرة اليه بانكسار..اشاح بوجهه عنها قابضاً على يده بقوة كى لايضعف امام دموعها كالعادة،ابتسمت بحزن متفهمة الى ان تابعت سيرها ل تخرج مغادرة الغرفة تاركةً اياه فى ذلك الصراع اللعين بداخله
************
,انا عملت كل دا عشانك...المكان دا ليكى انتى
عشان لو سيبنا بعض تبقى دى اخر ذكرى بيننا...ولما تحبى تفتكرينى تيجى هنا,
تنهدت بابتسامة حزينة وهى تنظر الى ذلك المكان الجالسة فيه بشرود ل تجده قد اتى فجأة كى يتقدم ويجلس بجانبها قائلاً:وحشتك!
نظرت له بعدم اهتمام وسرعان ما اشاحت بوجهها عنه ل تعود الى شرودها ثانيةً بينما يتابع هو متسائلاً بهدوء:ايه اللى جابك هنا لوحدك؟..انا قولتلك انك هتيجى هنا تفتكرينى لو سيبنا بعض
شهد باستخفاف:طب مااحنا سيبنا بعض فعلاً
تنهد متفهماً ل يقول بتهرب:شكلك زعلانة منى عشان بقالى كتير مسألتش عليكى ولا جيتلك..بس كنت حابب اسيبك تفكرى براحتك شوية..متزعليش
اجابته بعفوية:مش زعلانة...انا بس جيت عشان افتكرك فعلاً زى قولتلى
أنس باستفهام:تفتكرينى ازاى؟
تابعت بأسف:حابة افتكر أنس القديم..اللى كان بيشوف بقلبه فعلاً..والحقيقة انه لما بطل يشوف بقلبه،اول حاجة عملها انه جرحنى
اجابها بخفوت:بس انا لسة بشوفك بقلبى يا شهد
شهد بعتاب:لو كلامك صح مكنتش صدقت اللى شوفته بعينيك
تنهد مجيباً بندم: شهد قولتلك انى اتلغبطت وكل حاجة كانت بتحصل عكس مااحنا عايزين...
قاطعته فجأة بجدية:انا مسافرة
حدق بها بدهشة هاتفاً:ايه!...مسافرة!..ليه؟
شهد بخفوت:تقدر تقول فرصة جاتلى،ف حبيت استغلها مش اكتر
أنس بتساؤل:طب وهترجعى امتى؟
شهد بجمود:مظنش انى ممكن ارجع
أنس بعدم استيعاب: شهد!..انتى بتقولى ايه؟..عايزة تسافرى وتسيبينى!
ابتسمت هاتفة باستهزاء:اسيبك!..وهو انا من امتى كنت معاك اصلاً؟..أنس بلاش نكدب على بعض،دا الاحسن ليك وليا..انا قولتلك عشان على حسب كلامك انى لسة مراتك ف لازم اخد اذنك..ودلوقتى انا بطلب منك تقبل وتسمحلى اسافر
أنس بترقب جاد:ولو موافقتش!
تنهدت مجيبة:انا قولتلك عشان عاملة احترام للى لسة فاضل بيننا مش اكتر..ولو موافقتش،هضطر اسافر من غير موافقتك
هز رأسه هاتفاً باستعطاف:لا يا شهد..ارجوكى متعمليش كدة، متسيبينيش
شهد بألم: أنس متحاولش تضغط عليا..عشان لو اصريت،هوافق..ولو وافقت،اخر حاجة باقية بيننا هتنتهى...ارجوك سيبنى امشى
امسك يدها ل يجيب بضعف:بس انا مش هقدر اعيش من غيرك
هتفت بثبات:محدش بيموت عشان حد يا أنس..صدقنى هتتعود على غيابى..دا احسن ليك وليا
أنس بحزن:بس قلبى مش هيقدر يفهم كدة...مش هيقبل حتى انك تبعدى عنى
اغمضت عيناها بقوة ل تقول بجد: أنس..لو بتحبنى بجد سيبنى امشى..ارجوك
اقالتها وسرعان مانهضت ل تقف مولية اياه ظهرها حتى ينهض هو الاخر كى يقف امامها ثم يمسك ذراعيها هاتفاً بحدة:يعنى ايه؟...ازاى عايزانى اسيبك؟...ازاى هسمحلك تنهى كل حاجة بالسهولة دى؟...ردي عليا!
اجابته بابتسامة ساخرة:سهولة!...وهو انت فاكر ان اللى انتهى بيننا انتهى بسهولة؟...انا تعبت يا أنس...تعبت،كل حاجة كانت بتحصل بيننا كانت بتوجعنى وتضعفنى بالتدريج..لحد ماخلاص،مبقيتش قادرة...زى ماانت طاقتك خلصت معايا،انا طاقتى خلصت فى محاولاتى لانقاذ علاقتنا
احتضن وجهها بين كفيه ل يهمس برجاء:طيب انا...انا اسف...صدقينى هصلح كل دا،هعمل اى حاجة انتى عايزاها...كل اللى هيسعدك ويريحك هقبل بيه،بس متسيبينيش
تنهدت بأسف ل ترفع يدها كى تمسح على وجنته مجيبة:صدقنى مفيش حاجة هتتعبنى غير اللى انت بتطلبه منى...انا لو بعدت حاجات كتير هتتغير،ويمكن ارتاح...مش انت عايز راحتى!
أنس باستنكار:هترتاحى على حساب تعبى؟
اجابته بتماسك:مكنتش اتمنى ابداً انك تتعب بسببى...بس تعبك هيتضاعف لو فضلت معاك،عشان كدة..سيبنى امشى،ارجوك
تطلع اليها بصمت الى ان زفر بحنق ل يبتعد عنها حتى يهتف بضيق حزين:ماشى يا شهد..اعملى اللى انتى عايزاه،بس افتكرى حاجة واحدة..انا بحبك،ودى حقيقة عمرك ماهتقدرى تتجاهليها..وعمرك ماهتقدرى تنكرى انى كنت وهفضل جزء من حياتك..ومستحيل تقدرى تنفصلى عنى
قالها وسرعان ماتحرك ذاهباً ل يتركها واقفة بمفردها تحدق فى الفراغ امامها بنظرات زائغة
************
أحمد بخفوت:المحامى جاى بكرة عشان نمضى على اوراق الطلاق
حدقت به بتعجب مجيبة اضطراب:بكرة!
اجابها بعفوية مستنكراً:ايوة مالك استغربتى ليه؟..متقوليش انك غيرتى رأيك
نهله بتلعثم:لا طبعاً،مغيرتش رأيى ولا حاجة..كويس انك قولتلى عشان الحق اجهز نفسى،طالما همشى بكرة خلاص
قالتها ثم اخفضت عيناها بصمت ف ابتسم بحزن قبل ان يهمس:تعرفى انك هتوحشينى اوى!
نظرت له بأسف ل تجيب بابتسامة مصطنعة:انت ممكن تيجى تشوف حور فى اى وقت عايزه..اكيد مش همنعك تشوفها
أحمد بجدية:بس انا بقولك انتى هتوحشينى..مش بقول ل حور
نهله بتهرب:ماانت هتيجى تشوف حور ف اكيد هتشوفنى انا كمان يعنى
تنهد ل يتابع بترقب:طيب..مش عايزة تقولى اى حاجة بما ان دا اخر يوم ليكى هنا و..معرفش اذا كان هيبقى فيه فرصة نتكلم زى دلوقتى ولا لا..عشان كدة،قولى اى حاجة افضل فاكرك بيها..حاولى تيجى على نفسك شوية وتقولى اى حاجة،حتى لو هتكدبى بس..بس على الاقل قلبى يهدى ويرتاح من العذاب دا
نظرت له بألم حتى اشاحت بوجهها عنه باضطراب وحيرة ف تنهد بحزن ثم ابتسم بتفهم قائلاً:خلاص،مفيش مشكلة..انا عارف انك مش قادرة تكدبى..عشان اتجرحتى منى بسبب الكدب دا و...عندك حق
قالها ثم تحرك ل يخرج مغادراً الغرفة حتى يتوقف امام الشرفة ف يظل محدقاً بضيق عابس...ظل هكذا ل يشعر فجأة بها وهى تتقدم ل تقترب كى تعانقه من خلفه ثم تتكأ على ظهره هامسة بصوت مبحوح: أحمد..اياً كان اللى هيحصل بكرة،لازم تعرف حاجة واحدة بس..انا عمرى ماحبيت ولاهحب حد زى ماحبيتك..انت كنت وهتفضل دايماً حبى الأول والوحيد،ومظنش ان قلبى هيقبل يحس ب حد غيرك
اغمض عينيه متنهداً بألم حتى يقبض على يده بتماسك وهو يلتفت اليها كى يرفع يديه ويحتضن وجهها بين كفيه مجيباً بابتسامة حزينة:تعرفى يا نهله!..بعد اللى قولتيه دا..دلوقتى بس ممكن اقدر اكمل حياتى من غيرك..حتى لو بتكدبى عشان ترضينى،مش مهم..بس المهم ان قلبى ارتاح وهدى بعد ماعرف كدة
اجابته ببراءة:بس انا مش بكدب صدقنى..دى الحقيقة،انا مقدرش اكدب عليك يا أحمد
أحمد بندم:عارف..بس انا كدبت..وبسبب كدة انتى هتسيبينى خلاص..دا اخر يوم هتكونى معايا فيه!..مش قادر اصدق او افكر فى كدة حتى
نظرت له بحزن واخفضت نظرها بينما صمت هو قليلاً حتى رفع وجهها ل ينظر فى عينيها قبل ان يقول بتردد: نهله..ممكن اطلب منك طلب!
نهله بهدوء:اكيد
تابع بصعوبة:دا اخر يوم هتبقى معايا فيه..بعد كدة مش عارف ايه اللى ممكن يحصل او..او ايه اللى ممكن يبعدنا عن بعض اكتر من الطلاق..بعد كدة هشوفك بمواعيد تقريباً،وبحجة انى عايز اشوف حور..عشان كدة،انا عايزك تفضلى فى حضنى النهاردة..مش عايزك تبعدى عنى لحظة...عايز حقى منك گ زوج ليكى لاخر مرة
حدقت به بتعجب مضطرب ف اكمل بجدية:انسى كل حاجة النهاردة بس..انتى من بكرة هتبقى حرة،ومش هيبقى ليا الحق انى اقرب منك حتى..دا عشانى انا يا نهله
ابتلعت ريقها بصعوبة ل تتسائل بخفوت:ودا هيفرق معاك فى ايه؟..فى جميع الاحوال احنا خلاص...
قاطعها بهدوء:صدقينى هيفرق معايا اوى..عشان فى جميع الاحوال انا معتقدش انى هقدر المس واحدة تانى غيرك
نظرت له بتردد حائر ل يقول موضحاً: نهله ،دا مجرد طلب مش اكتر..يعنى انا مش بأمرك بكدة ولاحاجة..ولو رفضتى عادى مش هزعل..بس لو وافقتى،مش عايزك تكونى مجبرة..عشان مش عايز اللى حصل قبل كدة يتكرر تانى
تنهدت طويلاً حتى اومأت برأسها ل تقول بعد صمت:حاضر
أحمد بعدم فهم:حاضر ايه!
اجابته بتلعثم:حاضر يا أحمد يعنى..حاضر
تابع بتساؤل:يعنى موافقة!
اومأت برأسها مجيبة ف ابتسم ثم اقترب منها متسائلاً:دا مش غصب عنك؟
نهله باضطراب:ايوة
أحمد مؤكدًا:يعنى بمزاجك!
قالها وهو يحاوط خصرها بيديه ويرجعها الى الخلف ف اجابته بتوتر بالغ:ايوة
أحمد بجدية:يعنى مش هتقولى عليا انانى وانك بالنسبالى واحدة بقضى معاها وقت والكلام دا؟
نهله بارتباك:لا،مش هقول كدة
ظل يتراجع بها ببطء حتى دخلا الغرفة ف اغلق الباب ثم التفت ل يجدها تقف محدقة به بترقب قلق،ابتسم متفهماً حتى اقترب منها ل يقول بهدوء: نهله..مش هتصحى الصبح تتخضى وتفضلى تزعقى وتزعلى منى!
هتفت مجيية باندفاع:ايوة يا أحمد خلص بقى
ضحك رغماً عنه ل يعقد حاجبيه قائلاً باستنكار:ايه دا!،انتى مستعجلة؟
نهله بجدية:لا طبعاً..بس انت كدة بتوترنى
رفع يده ل يلمس وجهها بحب وهو يهمس:خلاص سيبك من كل دا..قوليلى بصراحة،لسة بتحبينى؟
نظرت له هاتفة بانزعاج: أحمد!
اجابها باستفزاز: نهله!
ابتسمت رغماً عنها حتى تطلعت الى عينيه بشرود وسرعان ماوجدته يقترب ل يسند جبينه الى جبينها محاوطاً اياها بذراعيه ف تغمض عينيها بتوتر قبل ان تهمس باضطراب: أحمد...
قاطعها متطلعاً اليها بشوق:وحشتينى اوى يا نهله
نهله بخفوت: أحمد انا...
تابع هامساً امام شفتيها:انا بعشقك
ابتلعت ريقها قائلة بارتباك: أحمد، حور..
اجابها بتساؤل:حور!
تابعت بتلعثم:هى ھت...
جذبها اليه ل تستقر بين ذراعيه وهو يقول بهدوء:ششش...كفاية كلام
تنهدت مغمضة عينيها ل تضع يدها على كتفه ببطء ف يتابع بخفوت:حضنك هيوحشنى اوي يانهله...هو انا ممكن لما اجى اشوف حور ،احضنك؟
اجابته بشرود:معرفش
أحمد بعفوية:يبقى هحضنك...بس دا لو متجوزتيش
نهله متنهدة:مش هتجوز
تسائل متعجباً:ليه؟
همست وهى تحاوطه بقوة كى تشدد من احتضانه:عشان مش هقدر اقبل ان حد تانى يلمسنى بعدك
عقد حاجبيه مستنكراً وهو يقول: نهله...
قاطعته بعدما ابتعدت ل تضع يدها على فمه قائلة بهدوء:بس..مش وقت كلام
نظر لها باستفهام حتى رفعت يدها عن فمه ل يجدها تقترب كى تحاوط عنقه ثم تقول بترقب:وانت كمان مش هتتجوز...قولت انك مش هتقدر تلمس واحدة غيرى
تنهد طويلاً حتى اجابها بمراوغة:اممم...تقريباً كدة
عقدت حاجبيها متسائلة بترقب:يعنى ايه تقريباً؟
أحمد بجدية مصطنعة:يعنى انا مقولتش مش هقدر،انا قولت معتقدش...بس مين يعرف!..جايز اعتقد بعد كدة
تجهمت ملامحها ل تهز رأسها نفياً وهى تهتف باعتراض:لا...انت مش هتقدر،ومش هتتجوز...مش انا لوحدى اللى هبقى مخلصة يعنى
أحمد بسخرية:محدش طلب منك تبقى مخلصة على فكرة
رفعت حاجبها مجيبة باستنكار:ياسلام!..يعنى انت هتقدر تتقبل فكرة جوازى من غيرك؟
حدق بها بصمت ف تابعت بترقب جاد:هتستحمل مجرد التخيل انى اكون فى حضن غيرك و...
قاطعها وهو يجذبها بقوة ل يقبض على ذراعها هاتفاً بحزم:بس...بطلى تخريف..انتى كنتى وهتفضلى ليا انا وبس،وحتى لو سيبتك..مستحيل تتجرأى وتفكرى مجرد التفكير فى كدة..وإلا قسماً بالله هحبسك هنا وشوفى مين هيقدر يمنعنى
حدقت به متعجبة وسرعان ماابتسمت تدريجياً ل يدفعها بغيظ حتى تقترب مجيبة بتحدى:صعبة اوى مش كدة؟
نظر لها هاتفاً باقتضاب:بتختبرينى يا نهله؟
رفعت كتفها قائلة بلامبالاة:وفيها ايه؟...مش حقى!
أحمد متنهداً:واضح اننا بنستغل حقنا كويس اوى دلوقتى
اقتربت منه ل تنظر فى عيناه قائلة:ايوة...لان مفيش وقت،خلاص كلها كام ساعة و...ومش هيبقى ليا حق فى اى حاجة ليها علاقة بيك
تنهد ل يلتفت كى يمسك يدها ويضعها على قلبه هامساً:إلا دا...حقك فيه هيفضل للنهاية
نهله بخفوت:وياترى النهاية دى امتى؟
أحمد بابتسامة خافتة:مش عارف...بس خلينا فى دلوقتى،انا مش عايز افكر فى حاجة
نظرت له بصمت ف مال ل يقبل وجنتها متمتماً بشغف:بحبك
تنهدت مبتسمة بأسف حتى رفعت يديها ل تقترب وتقربه منها سامحة له بتخطى جميع تلك الحواجز التى لطالما وضعتها بينهم
*************
الأم برجاء:يابنتى بلاش تسرع وفكرى
شهد بجدية:صدقينى ياماما فكرت كتير وخلاص قررت
اجابتها مستنكرة بتساؤل: وأنس ميعرفش!
شهد بهدوء:لا قولتله،خدت اذنه..ووافق
نظرت لها قائلة بتعجب:وافق!..ازاى؟
تنهدت مجيبة:عادى ياماما يعنى..احنا خلاص علاقتنا مبقتش زى الاول،ف معندوش مشكلة
الأم بحزن:يعنى هتسيبينى يا شهد!
شهد بأسف:صدقينى غصب عنى..انا اسفة..وبعدين انا قولت لحضرتك تعالى معايا و...
قاطعتها بجدية:وانا مش هاجى معاكى..عشان كل اللى بتعمليه دا غلط اصلاً
اشاحت بوجهها متمتمة بعدم اهتمام:مبقاش فيه فرق سواء كان غلط ولا صح...فى جميع الاحوال انا خلاص،قررت
الأم بنفاذ صبر:ماشى يا شهد،براحتك
قالتها ثم نهضت ل تذهب مغادرة الغرفة بينما تستلقى هى على فراشها محدقة فى السقف بشرود حتى ترفع يدها كى تتحسس تلك السلسلة التى بعنقها وسرعان ماتدمع عيناها بحزن اثر هذه الذكريات التى تأبىَ تركها...كادت ان تخلعها بتردد ولكنها لم تستطع ف قبضت على يدها متنهدة بقوة ل تغمض عينيها محاولة النوم والهرب مما يؤرق قلبها
*************
كانت مستلقية فى حضنه وهى شاردة بشدة بينما هو يشعر بحزن شديد يحاول جاهداً ان يخفيه..كادت ان تبتعد عنه ل تنهض ولكنه امسك يدها قائلاً:رايحة فين؟
اجابته بعفوية:هقوم
أحمد بجدية:انتى اتجننتى ولا ايه!..هتقومى وتسيبى حضنى؟
ابتسمت متنهدة حتى عادت ل تسكن بين ذراعيه مجيبة:لا بصراحة لسة متجننتش
تنهد طويلاً حتى تسائل بخفوت:قولتى لأهلك؟
هزت رأسها نفياً قائلة:لا...قولت اسيبها بظروفها،عشان لو عرفوا قبلها هيعترضوا...واكيد هيحاولوا يضغطوا عليا
أحمد باستنكار:مظنش انك هتتأثرى بضغط اى حد،لانك لما بتاخدى قرار لازم تنفذيه...من غير ماتعملى حساب لوجع اى حد
حدقت به متعجبة ف تنهد ناظراً لها حتى طرق الباب فجأة ل تكاد تنهض باضطراب ولكنه يمسك يدها قائلاً:فيه ايه؟..استنى
قالها ثم وجه كلامه للطارق متابعاً:نعم!
اجابه احد الخادمين بعفوية:المدام بتقول ل حضرتك و ل مدام نهله الفطار جاهز
أحمد مجيباً:حاضر،قولها شوية ونازلين
نظرت له قائلة بتساؤل:هننزل!
أحمد بعدم اهتمام:لا
هتفت بتذمر طفولي:ليه يا أحمد انا جعانة وعايزة افطر!
ضحك بخفوت ناظراً لها حتى همس بعفوية: نهله ارجوكى كفاية..متستفزينيش عشان مكتفكيش هنا ومخليكيش تتحركى من جنبى
نهله بتعجب:ليه انا عملت ايه؟
أحمد بابتسامة باهتة:كل حاجة بتقوليها وتعمليها بتحببنى وبتعلقنى بيكى اكتر..ببقى عايز اخبيكى جوايا عشان اطمن انك مش هتسيبينى
نظرت له بحزن حتى ابتلعت ريقها ل تهمس ببراءة:خلاص مش هقول ولا اعمل اى حاجة تانى خالص
صمت قليلاً ل ينظر لها ويتابع بعبوس:تعرفى انك قاسية اوى؟
نهله باستنكار:انا!
أحمد بجدية:ايوة..اوى
قالها ثم نهض ل يرتدى قميصه ف نهضت هى الاخرى واقتربت منه وبدأت تغلق له ازرار القميص بينما هو يتطلع اليها بضيق آسفاً حتى امسك يديها هامساً بترقب:انتى مسامحانى مش كدة!
اجابته مبتسمة:مفيش داعى للكلام دا..وبعدين انت عارف ان قلبى ابيض
أحمد بسخرية:اه طبعاً،انتى هتقوليلى!..ماانا مجرب
ضحكت بتذمر حتى اقترب وعانقته بقوة ثم اغمضت عيناها بشرود،ظلا هكذا ل دقائق الى ان وجدته يقول هدوء: نهله...لو فضلنا كدة مش هننزل
اجابته بلامبالاة:مش مهم
أحمد باستنكار:كنتى جعانة من شوية!
ابتسمت مجيبة:ايوة صح..طيب يلا ننزل
وبعدما اتجها سوياً الى الاسفل جلسا على طاولة الطعام مع والدته وشقيقته،كان جميعهم يجلسون صامتين للغاية ولا احد يأكل بينما مال هو ل يهمس لها متسائلاً:مبتاكليش ليه؟
اجابته بعبوس:مليش نفس
تمتمت جيسى بخفوت:وهو مين ليه نفس؟
قالتها ثم نهضت ل تذهب الى غرفتها ف ذهبت نهله خلفها بينما تنهد هو بأسى ناظراً ل والدته ب حيرة
دخلت الغرفة ل تجدها جالسة تبكى بحرقة ف اقتربت منها كى تتسائل بحزن:ممكن افهم انتى بتعيطى ليه دلوقتى؟
جيسى ببكاء:عايزانى ابقى مبسوطة ازاى فى كل اللى بيحصل دا؟..انتى خلاص هتسيبى البيت، وعمر سابنى..ماما وأحمد متضايقين بعد ماتمشى البيت هيبقى فاضى اوى وهيرجعوا يسكتوا زى الاول..حاسة انى مليش حد
قالتها حتى ازداد بكائها ف نظرت لها بأسف ثم اقتربت ل تعانقها هامسة:خلاص بقى بطلى عياط..عشان خاطرى متزعليش،مش عايزة امشى وانا قلقانة عليكى
جيسى بضيق:يعنى برضو هتمشى!
اجابتها بحزن:خلاص المحامى جاى كمان شوية وكل حاجة هتنتهى..انا مضطرة امشى
جيسى بجدية:لا مش مضطرة..انتى لو مش عايزة تمشى هتفضلى رغم اى حاجة
تنهدت قائلة ب حيرة:جيسى ارجوكى متضغطيش عليا..انا حاسة انى تايهة اصلاً
جيسى بعفوية:خلاص انتى حرة..فى الاول وفى الاخر دى حياتك..بس افتكرى انك لو مشيتى هتعب اوى..وأحمد كمان هيتعب
حدقت بها بتفكير ثم تنهدت بألم وصمتت
بعد وقت،جاء المحامى ف ذهبت ل تجلس بجانب أحمد بينما والدته وجيسى تجلسان امامهم ناظرتان لهما بحزن شديد
المحامى:اتفضل امضى
قالها موجهاً كلامه ل أحمد الذى اومأ برأسه مجيباً بعدما نظر لها بعتاب بينما هى تتحاشى النظر اليه..امسك القلم وهو يحدق ب الاوراق امامه ب حيرة وأسف
,أحمد..اياً كان اللى هيحصل بكرة،انت لازم تعرف حاجة واحدة بس..انا عمرى ماحبيت ولاهحب حد زى ماحبيتك..انت كنت وهتفضل دايماً حبى الأول والوحيد،ومظنش ان قلبى هيقبل يحس ب حد غيرك,
وبمجرد ان تذكر هذه الكلمات حتى تنهد بضيق ف وقع الاوراق بانزعاج وترك القلم فوقهم ل يتابع المحامى قائلاً:اتفضلى امضى يامدام نهله
نظرت له باضطراب حتى ابتلعت ريقها بصعوبة وامسكت القلم بيد مرتجفة وهى تتطلع الى ذلك الذى يشيح بوجهه عنها بغضب حزين..رن هاتف جيسى فجأة ف قاطعتهم وهى تنهض قائلة بهدوء:عن اذنكوا
قالتها ثم تحركت بعيداً عنهم ل تجيب قائلة بتساؤل:ايوة مين معايا؟
اتاها صوته وهو يهتف بجدية:جيسى،انا برة..اخرجى
حدقت بدهشة مجيبة:ايه!..عمر انت...
قاطعها بحدة:سمعتى قولت ايه!..اخرجى
....................يتبع~~~~~~انتظرو الpart الاخير~~~~~

أنت تقرأ
قلب واحد وعمر واحد وفرصة واحدة2
عاطفيةانت صديقي الاكثر.. حبيبي الاكثر.. اراك عالمي وعافيتي وضحكتي.. ليس الاعتياد والكبرياء والنسيان والكثير من المشاكل من سيأثروا بعلاقتنا فانت خارج كل منطق 😍