قلب واحد وعمر واحد وفرصة واحدة2
Part11نظرت لها بأسف ل تكاد تتحدث الا ان تدخل هاجر فجأة وهى تهتف بعفوية:اسفة يادكتورة بس...
وقبل ان تكمل كانت قد رأت نهله ف عقدت حاجبيها هاتفة بتعجب: نهله!...انتى بتعملى ايه هنا؟
نهله باضطراب: هاجر!...انا..انا بكشف هنا
هاجر بتساؤل:بتكشفى!...ليه فيه ايه،انتى كويسة؟
نهله بتوتر:انا كويسة متقلقيش...بس...
تطلعت اليها بقلق حتى وجهت كلامها للطبيبة قائلة:فيه ايه يادكتورة، نهله مالها؟
تنهدت طويلاً قبل ان تجيبها بتردد:مدام نهله حامل و...عايزة تعمل عملية اجهاض
حدقت بها بدهشة غير مستوعبة ماقالته ل تنظر الى نهله هاتفة:ايه؟...نهله انتى اتجننتى!...اللى سمعته دا بجد؟
نهله بجدية:ايوة بجد...انا مش عايزة الطفل دا
هاجر باندفاع:لا انتى فعلاً شكلك اتجننتى...تعالى نقعد ونتكلم برا
ذهبت معها ل يجلسا سوياً حتى تنظر لها هاتفة بحدة:ممكن افهم بقى فيه ايه؟
نهله بعيون دامعة:انا مش عايزة الطفل دا يا هاجر...لازم انزله
هاجر بعدم فهم:طب قوليلى ايه اللى حصل لكل دا؟
بدأت فى البكاء بعد ثوانٍ ل تهتف بضيق:كدب...كل دا كان كدب
عقدت حاجبيها وهى تجيب بتساؤل:كدب!...قصدك ايه مش فاهمة..ايه هو اللى كدب؟
نهله بحقد: أحمد كان بيخدعنى...كل كلمة،كل فعل كان كدب...كان هامه انه يكسرنى وبس
حدقت بها بدهشة هاتفة:ايه!...نهله انتى...انتى بتتكلمى بجد؟...احمد ازاى يعمل كدة؟..و ليه؟
نهله بألم:عشان يكسرنى،بس يكسرنى...عشان يثبتلى ان الفلوس بتشترى كل حاجة...انا بكرهه...بكرهه على قد ماحبيته
نظرت لها بأسف غير مستوعبة ماتتفوه به حتى قالت بهدوء:خلاص يا نهله ،عشان خاطرى اهدى...الزعل غلط عليكى
نهله بسخرية:غلط عليا!...انتى مش عارفة انا حاسة بإيه يا هاجر...مش قادرة اصدق ولا اهدى
هاجر بجدية:لا لازم تهدى...عشان ابنك ملوش ذنب فى كل دا
نهله بغضب:لا ليه ذنب...ذنبه ان احمد ابوه...وعشان كدة مش هقدر اجيبه،لازم انزله
هاجر بحدة: نهله بطلى جنان...انتى كدة غضبك هيخليكى تغلطى غلطة عمرك..لا تغلطى ايه!،انتى كدة هترتكبى جريمة
هاجر بانفعال:وهو مرتكبش جريمة لما خدعنى وجرحنى!...استغلنى اسوء استغلال...والمفروض ان انا اللى استحمل واضحى مش كدة؟
هاجر بعفوية:ايوة بس دا مش ابنك لوحدك..دا ابنه هو كمان،ولازم يعرف عشان لو خدتو القرار دا تاخدوه مع بعض
نهله باندفاع:مستحيل يعرف...انسى انى اقوله
هاجر بتلقائية:دا اللى لازم يحصل..انتى عارفة هو لو عرف انك عايزة تقتلى ابنه ممكن يعمل ايه!...دا مش بعيد يسجنك
نهله بخفوت:مبقاش فارق معايا حاجة،هو السبب فى كل دا...وبعدين انتى فاكرة انه لو عرف دا هيفرق معاه!..انتى غلطانة
هاجر بإصرار:سواء فارق معاه او لا،فى الاول والاخر دا ابنه ولازم يعرف
نهله باستهزاء:عايزانى اقوله عشان يدمرنى تانى!
هاجر بعفوية:مش هيقدر يعمل حاجة...اهم حاجة دلوقتى بس انه يعرف
نهله باعتراض:لا يا هاجر،انا مستحيل اقوله...انا خلاص قررت انى هنزل الطفل دا وكل حاجة هتتحل بعدها
هاجر بحزم:صدقينى لو عملتى اللى فى دماغك دا لازم تنسى انى صاحبتك او حتى تعرفينى
حدقت بها بتعجب هاتفة بحزن:بقى كدة يا هاجر!
نهله مجيبة:ايوة...عشان انا مش هسمحلك تدمرى نفسك،بلاش تسرع واعقلى بقى
وضعت وجهها بين كفيها متنهدة بضياع بينما تابعت الاخرى بتفهم:طيب...تعالى نروح بيتى،انا عارفة انك محتاجة تتكلمى
نهله بصوت مبحوح:لا انا...
قاطعتها بجدية: نهله!...يلا
زفرت باستسلام قبل ان تنهض ل تتحرك معها متجهين الى منزلها
دخلت معها المنزل ل يجلسا سوياً حتى تتنهد ناظرة لها قبل ان تقول:قوليلى بقى...ايه اللى حصل بالظبط؟
تطلعت اليها بحزن واضح على معالم وجهها حتى اخفضت عيناها بانكسار ل تجيب بخفوت:قالى انه...ان كل حاجة انتهت،وانه كان بيخدعنى...كان بينتقم منى على معاملتى ليه فى الاول،ولما ضربته بالقلم...دا كان رد بسيط عليه،انتى...انتى كان عندك حق،قولتيلى ان اللى زيه مش ممكن يسكت على حاجة زى دى...بس انا كنت غبية،غبية اوى....اتخدعت فيه وفى حبه،وكلامه...مقدرتش اشوف كدبه وصدقت كل حاجة،مكنتش اعرف ان اللى زيه مش ممكن يتغير...هو طلع اسوء من اهله،استغلنى و...واستغل سذاجتى وحبى ليه،انتى مش متخيلة انا حبيته ازاى يا هاجر
قالتها وسرعان ماانفجرت باكية ل تضع وجهها بين كفيها بضعف كى تتابع هاتفة:انا حبيته اوى،اديته كل اللى اقدر عليه...كنت بتمنى بس نفضل مع بعض،حتى لو اهله هيفضلو كارهينى...حتى لو الدنيا كلها هتبقى ضدنا بس..بس كفاية انه معايا،انا فكرت انه معايا..لكن هو كمان طلع ضدى،كل الكلام و...واللى عمله،كله كدب!...لما كان بيقولى انه بيحبنى دا،دا كان كدب...كان بيكدب،ولما بيقرب منى ويلمسنى دا كان...كان عشان رغبته مش اكتر،انا طلعت مجرد تجربة فى حياته...قدر يدمرنى،قدر يكسر الجزء اللى كان باقى جوايا...انا كنت فاكرة ان الدنيا هتعوضنى بيه عن كل حاجة بس...بس حصل العكس!
هو انا وحشة للدرجة دى يا هاجر!...قوليلى انا وحشة؟
قالتها وهى تحدق بها بترقب بين دموعها المنهمرة على وجنتيها ل تتطلع اليها هاجر بأسف حتى تقترب وتضمها هامسة بألم:لا...لا انتى مش وحشة،انتى عمرك ماكنتى وحشة...بس دا اختبار صعب شوية،ولازم تنجحى فيه عشان تبقى اقوى و...وتقدرى تكملى،انتى مش ضعيفة اوى كدة..اوعى تستسلمى
نهله ببكاء:بس هو كسرنى...كسرنى وحسسنى انى ضعيفة،انا حبيته واتعلقت بيه و...ووثقت فيه وفى كل حاجة قالها،ليه عمل فيا كدة؟...والله انا مكانش قصدى ادايقه فى الاول بس...بس هو لو كان جه وعاتبنى كنت ممكن..كنت ممكن اصلح كل حاجة،لكن اللى عمله دا....
قاطعتها وهى تمسح على شعرها ل تجيب بعدما دمعت عيناها بحزن:اللى عمله دا مش نهاية...انتى هتقدرى تكملى،لانك مش لوحدك...انا معاكى،واهلك كمان جنبك...وابنك،ابنك هو اللى هيهون عليكى كل حاجة بعدين
هزت رأسها نافية باعتراض:مش عايزاه...مش عايزة حاجة تفكرنى او تربطنى بيه
هاجر باستنكار:عايزة تقتليه يعنى!...هتقتلى روح ملهاش ذنب فى اى حاجة حصلت؟...انتى مش وحشة عشان تعملى كدة
نهله بحدة:بس هو وحش ويستاهل اعمل كدة..لازم اوجع قلبه على ابنه ،اياً كان هو بيفكر فيا ازاى ف اكيد الطفل دا يهمه حتى لو شوية...عشان كدة لازم اتخلص منه
هاجر بجدية:ولو هو يهمه،ياترى ميهمكيش انتى كمان!...مش عايزة تشوفيه وتفرحى بيه لما ييجى الدنيا دى؟...هتقدرى تنهى حياته اللى لسة مبتدتش!،هتقدرى تقتلى روح يا نهله؟
اخفضت نظرها بعدما ابتعدت عنها ل تتساقط دموعها بصمت حتى تنهدت نهله قبل ان ترفع يدها كى تمسح دموعها هامسة: هاجر،انا اكتر واحدة عارفاكى...وعارفة انك مش ممكن تعملى كدة،حتى لو هو جرحك...انتى مش هتقدرى تنهى حياة ابنك
تطلعت اليها ل تجيب بصوت مبحوح:يعنى عايزانى اسيبه ييجى للدنيا ويكونله اب زى دا!..عايزانى اتجبر ارجعله واعيش معاه غصب عنى تحت مسمى انى بحافظ على ابنى؟...انا كدة بدمره مش بحافظ عليه
هاجر بعفوية:ومين قالك انك هتتجبرى ترجعيله؟...هو ميقدرش يجبرك على حاجة الا اذا انتى استسلمتى،وانتى مش هتستسلمى...انا عارفة
تنهدت بضياع وهى تضع يدها على جبينها بضيق بينما اكملت الاخرى باستعطاف:لما تحسى انك ضايعة ولوحدك بعدين،مش هتلاقى حد يمسك ايدك غير ابنك...هو الحاجة الوحيدة اللى هتهون عليكى حياتك وكل مشاكلك،تفتكرى ميستاهلش انك تخاطرى عشانه!
نهله بخفوت:ولو جه بعدين وطلب ياخده منى..هعمل ايه؟
هاجر متنهدة:ياستى سيبيها بظروفها،متفكريش فى اى حاجة دلوقتى...اهم حاجة تهدى وتاخدى قرار صح،عشان متندميش بعد كدة
اومأت برأسها مجيبة باستسلام ل تشير هاجر بشك:مش هتنزليه يا نهله!
نهله بهدوء:لسة محتاجة وقت افكر،بس اوعدك انى مش هعمل حاجة من غير مااقولك
ابتسمت بارتياح مجيبة:تمام...وانا مصدقاكى وواثقة انك مش هتغلطى غلطة زى دى
***********
عاد الى المنزل ل يجد شهد تجلس شاردة ف يتقدم منها بهدوء قبل ان يهتف متسائلاً:مالك ياحبيبتى!...سرحانة فى ايه؟
ابتسمت بخفوت بعدما نظرت له كى تجيب نافية:لا ولاحاجة...مش سرحانة
أنس بجدية:لا سرحانة،قوليلى فيه ايه؟
شهد متنهدة:مفيش حاجة يا أنس بس...شوية ارهاق مش اكتر
تابع قائلاً باستنكار:هتخبى عليا انا!
تطلعت اليه ل ثوانٍ حتى اجابت بخفوت:مفيش بس، هاجر لسه مكلماني و نهله عندها شوية مشاكل وانا قلقانة عليها
أنس بتساؤل:مشاكل ازاى يعنى؟
شهد بحزن:اتخانقت هى وأحمد جامد وشكلهم كدة هيتطلقوا
أنس بتعجب:هيتطلقوا!...للدرجة دى المشكلة كبيرة؟
شهد بأسف:ايوة،والمشكلة الاكبر انها حامل
أنس بعفوية:يبقى كدة المشاكل هتتحل
شهد بتعجب:هتتحل ازاى يا أنس دى كدة اتعقدت اكتر!...نهله مش عايزة الطفل دا عشان مترجعش ل أحمد
أنس بهدوء:اول حاجة أحمد لازم يعرف
شهد مجيبة:دا اللى انا قولته ل هاجر ،بس نهله هى رافضة تماما
أنس بجدية:انتى مش محتاجة اذنها،دا حقه
تنهدت قائلة ب حيرة:انا عارفة،بس هى عنيدة اوى...وبصراحة أحمد جرحها وليها حق
أنس بتلقائية:ايوة بس دا ابنه...وانا متأكد انه لما يعرف هو بنفسه هيصلح كل حاجة
شهد بخفوت:مش عارفة بقى...انا زعلانة عليها اوى
اقترب منها ل يحتضن وجهها بين كفيه كى يهمس بحنان:انتى عارفة انى مبحبش اشوفك زعلانة...اضحكى عشانى
ابتسمت ناظرة له وهى تجيب:خلاص انا كويسة...قولى انت عامل ايه؟
تنهد طويلاً قبل ان يمسك يدها مجيباً:انا...مش عارف يا شهد ،بس فيه حاجة لازم اقولهالك
شهد بترقب:حاجة ايه!
وضع يدها على قلبه ل يتابع بحزن مصطنع:قلبى واجعنى اوى
شهد بقلق:ايه!..ليه مالك فيه ايه؟
اجابها بخفوت وبراءة مزيفة:فيه واحدة بحبها اوى،بس هى صعبة وبتقسى عليا جامد...تصورى بقالها يومين مقالتليش بحبك!
ابتسمت رافعة حاجبها باستنكار حتى حاوطت عنقه بيديها كى تجيب:ياسلام!..تصدق انا فعلاً قاسية اوى؟
اومأ برأسه مجيباً بجدية مصطنعة:اوى...يلا اعتذرى
شهد ببراءة:اسفة
قالتها ثم مالت ل تقبل خده بحب ل يهتف بابتسامة:بس كدة!
شهد باستنكار:ايوة عايز ايه تانى؟
أنس بعفوية:اقولك!
شهد بهدوء:ايوة قولى
أنس بمراوغة:طب قربى شوية عشان اقولك
اقتربت منه متنهدة وهى تهتف:اهو قول
أنس:كمان شوية
اقتربت اكثر حتى اصبحت شبه ملتصقة به ل تجده يحاوط خصرها ناظراً لها بحب ف تحدق به هاتفة بخفوت: أنس....
قاطعها مجيباً بهدوء:ششش...مش عايزك تقولى اى حاجة،خلينى ابص فى عنيكى بس
ابتسمت وهى تخفض عيناها ف رفع وجهها كى يجعلها تنظر له حتى تشرد فى عيناه سريعاً بينما يقترب هو بعدما لمس وجنتها ثم يميل ل يكاد يقبلها الا ان يتوقف فجأة هامساً: شهد؟
شهد بتوتر:ايه!
أنس بابتسامة:عايزك فى موضوع مهم اوى
شهد بتساؤل:موضوع ايه؟
أنس بمكر:مش هينفع هنا...تعالى ندخل جوة
ضحكت بعدما فهمت مايقصده حتى دفعته بخفة ل تهتف بجدية مصطنعة:بس بقى يا أنس ،انا متضايقة اصلاً وعندى اكتئاب
أنس بجدية مصطنعة:طب مااحنا لو دخلنا جوة صدقينى الاكتئاب دا هيروح
شهد ضاحكة:لا متقلقش هو هيروح لوحده
أنس بتذمر:بقى كدة!..ماشى براحتك،انا هروح اشوف حد تانى عايزنى اشيله الاكتئاب
شهد بانزعاج:نعم!...قصدك ايه يعنى؟
أنس ببراءة مزيفة:ولا حاجة انا بس بحب اساعد
شهد باقتضاب:بجد!
قالتها وسرعان ماتطلعت اليه ل تتابع هاتفة بتساؤل:قولى يا أنس...انت ممكن تحب غيرى؟
حدق بها بتعجب هاتفاً:انا بجد مش مصدقك...بعد كل اللى بيننا بتسألينى السؤال دا!
شهد باندفاع:ماانت اللى بتقولى هتروح لغيرى!
أنس بجدية:انا بهزر ياشهد...بس ممكن...
ضربته فى كتفه ل تهتف بحدة:مفيش ممكن....تعرف يا أنس لو فكرت حتى تبص لواحدة غيرى هعمل فيك ايه!
أنس باستخفاف:هتعملى ايه؟
شهد بحزم:هقتلك
أنس بثقة:مش ههون عليكى
شهد بجدية:لو عملت كدة هتهون عليا
أنس بابتسامة:مش هتقدرى عشان انا عمرى ماهعمل كدة..عشان بحبك
ابتسمت مجيية:ماشى شكراً
أنس متنهداً:شكراً!...تعرفى!،انتى مش هينفع معاكى غير حاجة واحدة
شهد بترقب:ايه هى؟
هتفت بها ل تجد نفسها بين ذراعيه فى غضون ثوانٍ وهو يهتف محذراً:تعرفى لو مقولتيش انك بتحبينى دلوقتى هعمل ايه!
نظرت له مجيبة بابتسامة:هتعمل ايه؟
أنس بجدية:هوقعك
شهد باستخفاف:بجد!...طيب بطل جنان ونزلنى
أنس :انتى عارفة انى مجنون من زمان...وبعدين فيه واحدة تقول ل جوزها كدة!
شهد بحزم:ايوة انا...ونزلنى بقى عشان مصرخش والم عليك الناس
أنس بسخرية:وياترى بقى هتقولى للناس ايه؟
شهد ضاحكة:هقولهم ان جوزى اتجنن
أنس باقتضاب:بقى كدة!..ماشى
قالها ثم كاد ان يوقعها ف تمسكت به هاتفة بخوف: أنس...
أنس بترقب:هتقولى ولا لا!
شهد باستسلام:خلاص هقول...بحبك
ابتسم بانتصار حتى انزلها هاتفاً:مبتجيش غير بالعنف!
شهد بغيظ:ايوة وانت...
وقبل ان تكمل شعرت بالدوار فجأة ل تكاد ان تقع الا ان يمسكها بقلق هاتفاً بلهفة: شهد مالك فيه ايه؟
ابتلعت ريقها وهى تجيبه بخفوت:مش عارفة بس دوخت فجأة...متقلقش
أنس بخوف:ازاى مقلقش؟...انتى مااكلتيش حاجة من الصبح مش كدة!
صمتت بعدما اخفضت رأسها ف تنهد هاتفاً بانزعاج:كنت عارف...بجد مش فاهم انتى ازاى مهملة كدة؟
اجابته بهدوء مبررة:صدقنى كان عندى شغل كتير اوى ومكانش فيه وقت آكل،وانا اصلاً مليش نفس
أنس بجدية:مش بمزاجك...اتفضلى اقعدى لحد مااجيبلك الاكل
شهد: بس يا أنس...
قاطعها هاتفاً بحزم:ولاكلمة...نفذى اللى بقولهولك
تنهدت باستسلام ل تهتف مجيبة بتذمر:حاضر
************
طرق الباب ل يفتح احد الخادمين حتى يهتف احمد الجالس خلفه بتساؤل:مين اللى ع الباب؟
دخلت متقدمة منه ل تجيب بهدوء:انا يااستاذ أحمد
نهض ناظراً لها بتعجب حتى هتف باستنكار وهو يتقدم منها:انتى...هاجر مش كدة!
هاجر بجدية:ايوة انا هاجر...انا جيت عشان اقولك حاجة واحدة بس وهمشى على طول
أحمد بعفوية:طيب اتفضلى اقعدى
هاجر نافية:مفيش داعى انا همشى على طول...بس قبل مااقولك اللى جاية اقولهولك،عايزة اسألك سؤال
أحمد بترقب:اسألى
هتفت بضيق واضح وهى تحدق به:ليه عملت فى نهله كدة؟
تنهد بانزعاج مجيباً:لو هى اللى باعتاكى عشان ترجعلى ف ياريت تفهميها انها كانت فترة فى حياتى وانتهت خلاص
اجابته باستهزاء غاضب:ترجعلك!...انت فاكر انها ممكن حتى تفكر تكلمك بعد اللى عملته فيها؟
أحمد بحدة:انا مش مضطر اسمع كل الكلام دا ولا حتى مضطر اجاوبك على سؤالك..ف ياريت تقولى اللى جاية تقوليه وبسرعة
نظرت له باستياء حتى تنهدت قبل ان تهتف بحزم: نهله حامل
حدق بها بدهشة تمكنت منه ل يتمتم بخفوت:ايه!..انتى بتقولى ايه؟
هاجر بجدية:بقولك نهله حامل...للاسف انا اضطريت اجى اقولك عشان نهله مستحيل توافق انها تقولك،بس مهما حصل ف انت لازم تعرف...لان هى...هى عايزة تنزل الطفل دا
أحمد بعدم استيعاب:تنزله!...دى شكلها اتجننت
هاجر بسخرية:ليه بتقول كدة؟...على فكرة بقى انا شايفة ان عندها حق تعمل كدة بعد اللى عملته فيها..بس انا جيت اقولك عشان ابنكو ملوش ذنب فى اى حاجة بينكوا
أحمد بغضب:عندها حق!...دا ابنى مش ابنها لوحدها
هاجر بحدة:وعشان هو ابنك انا جيت اقولك عشان تشوف حل...انا عارفة انى مليش حق اتدخل فى حاجة زى دى،بس انا مقدرش اسمح ل صاحبتى انها ترتكب جريمة بسبب واحد...
قالتها وسرعان مازفرت بضيق ل تتابع بهدوء:انا قولت اللى عندى...واتمنى انك تاخد القرار الصح فى الموضوع دا...عن اذنك
قالتها ثم تحركت ذاهبة ل تتركه يقف مذهولاً وهو غير قادر على تصديق ماسمعه للتو،قاطع شروده الضائع مجئ والدته وهى تتقدم منه كى تهتف بتساؤل:فيه ايه يا أحمد ،مين اللى كانت هنا دى؟
نظر لها بعبوس ولم يجب ف تابعت هاتفة بتساؤل قلق:مالك يا أحمد ايه اللى حصل؟
تنهد طويلاً مغمضاً عينيه حتى تطلع اليها كى يجيب بخفوت: نهله حامل ياماما
************
كانت جالسة على سريرها تحدق امامها بشرود حزين ل يُفتح باب غرفتها فجأة ف تجده امامها حتى تنهض محدقة به بدهشة وسرعان ماتهتف باندفاع:انت!...ايه اللى جابك هنا؟
أحمد بغضب:ايه كنتى فاكرانى مش هعرف!...عايزة تقتلى ابنى يا نهله؟
نهله بعدم استيعاب:انت عرفت منين؟
أحمد بحدة:مش مهم عرفت منين...المهم انى مستحيل اسمحلك تعملى كدة
نهله بانفعال:وانت مالك اصلاً؟...دا ابنى وانا اللى اقدر اقرر مصيره
أحمد بحنق:لا دا مش ابنك لوحدك،وانتى ملكيش اى حق انك تقررى...انا مش هسمحلك تعملى كدة يا نهله انتى فاهمة!
نهله بضيق:وانت ملكش اى حق انك تأمرنى بحاجة وانفذها
أحمد بجدية:لا طبعاً ليا حق...انا لسة جوزك ولا نسيتى!
نهله بحدة:احنا خلاص هنتطلق ف ملكش اى حكم عليا
أحمد باعتراض:وانا مش هطلقك...مش هطلقك غير لما اخد ابنى
نهله بسخرية:ابنك!..انسى يا أحمد ،دا ابنى انا وهيفضل معايا
أحمد بتحدى:دا بعيينك...انا هاخده عشان انتى هترجعى معايا البيت
نهله باندفاع:ارجع معاك!...مستحيل
أحمد بحزم:مش بمزاجك..انتى هتيجى معايا دلوقتى وغصب عنك
نهله بغضب:مش هتقدر تخلينى اعمل حاجة غصب عنى...انا مش هرجع معاك
نهله بجدية:قولتلك مش بمزاجك
قالها وسرعان ما امسك يدها بقوة وهو يهتف:يلا
نهله بانفعال:اوعى سيبنى...انا مش هرجع معاك
أحمد بعناد:مش هسيبك...هترجعى معايا دلوقتى حالاً
تألمت من قبضته ف صرخت به هاتفة:قولتلك مش راجعة سيبنى
قالتها ل يدخل مجدي فجأة هاتفاً بحدة وهو يتقدم منهم:ايه دا فيه ايه؟...ايه اللى انت بتعمله دا!
حدق به بانزعاج حتى قال ببرود:باخد مراتى
مجدي بجدية:بس دى مش طريقة..مينفعش تتعامل معاها كدة
اجابه بسخرية غاضبة:وانت بقى اللى هتعلمنى اتعامل معاها ازاى!...دى مراتى ومن حقى انها تكون فى بيتى هى وابنى
مجدي بانزعاج:وانا معترضتش على كدة،بس على الاقل رجعها بطريقة كويسة...مش كفاية اللى عملته فيها!
رفع حاجبه ل يهتف بضيق مستنكراً:انت كمان عارف اللى انا عملته!...واضح انكوا فعلاً صحاب اوى...بس فى جميع الاحوال نهله هتيجى معايا ،سواء ب رضاها او غصب عنها
نهله بغضب:قولتلك مش هاجى معاك
مجدي مجيباً:هى مش عايزة تيجى ف سيبها براحتها
أحمد بحدة:اسيبها براحتها لو لوحدها،لكن هى معاها ابنى...وبعدين انا مقبلش ان مراتى تفضل قاعدة فى بيت اهلها وانا عارف ان حضرتك كل شوية تيجى عندهم
نهله بانفعال:انا مش مراتك اصلاً...انا هتطلق منك وارتاح من العذاب دا،ومش هرجع معاك مهما عملت
أحمد بحزم:وانا قولت هترجعى يا نهله ...يلا
نهله بعناد:قولت مش هاجى معاك مهما حصل
تنهد بتماسك حتى نظر لها ل يتابع بهدوء مخيف:مش عايزة تيجى معايا ليه؟...هو انا موحشتكيش!
حدقت به قبل ان تهتف باستياء:انت بجد احقر شخص شوفته فى حياتى
زفر بضيق هاتفاً: نهله بلاش تستفزينى احسنلك...ارجعى معايا وانا بوعدك انك اول ماتخلفى هطلقك واسيبك زى ماانتى عايزة
تطلعت اليه بخوف غريب بينما نظر لها مجدي بترقب حتى وجداها تبتعد ساحبة يدها من قبضته ل تتراجع الى الخلف حتى تجلس فجأة قبل ان تضم ساقيها بضعف وهى تتمتم بخفوت:لا...لا مش هاجى معاك،مش هرجع
حدق بها بعدم استيعاب بينما اقترب مجدي ل ينحنى كى يصبح امامها ثم يهمس متفهماً:اهدى يا نهله...انتى خايفة من ايه؟
نهله بعيون دامعة:ممم مش عايزة اروح معاه..متخليهوش ياخدنى، عشان خاطرى يامجدي...انا مش عايزة ارجعله
قالتها وهى تتطلع اليه برجاء ل يتنهد بأسف ناظراً لها بينما يتقدم أحمد كى يهتف بجدية:لو سمحت سيبنا لوحدنا
نهله باعتراض:لا...لا متسيبنيش معاه،انا مش عايزة ابقى معاه
احتدت نظرته وقد قبض على يده بغضب مكتوم بينما نظر له الاخر بتردد قبل ان ينهض ثم يتحرك خارجاً من الغرفة حتى تحدق به بقلق واضح الى ان تجده يقترب منها ببطء ف تتراجع مرتجفة وهى تهز رأسها نفياً...تنهد محاولاً ان يهدأ من تصرفاتها الساذجة تلك حتى وجدته ينحنى كى يجلس امامها ثم يهتف بجدية:ليه مش عايزة ترجعى معايا؟
نهله باندفاع:انت عارف ليه...انا مستحيل ارجعلك،مش عايزة ابقى معاك
أحمد بهدوء:انا عارف...بس دا لازم يحصل،لحد ماتجيبيلى ابنى انتى مجبرة تبقى معايا
نهله بسخرية غاضبة:ليه؟...على اساس انك يهمك ابنك دا!...انت كداب،هترجعنى بيتك تانى عشان تكسرنى وتنتقم منى تانى...انت كداب ومش ممكن اصدقك مهما عملت
زفر بانزعاج حتى رفع يده كى يضعها على كتفها هامساً: حقك، بس انا مش هعمل كدة...بوعدك ان مفيش حاجة من دى هتحصل،كل الموضوع انك هتفضلى فى بيتى الكام شهر دول بس...وبعدين هطلقك زى ماانتى عايزة
نهله بخفوت:كداب...وعدتنى قبل كدة كتير وكدبت،كل وعودك كانت كدب...فاكرنى هصدقك تانى!
حدق بها بصمت وهو لايعرف ماذا يقول بينما ابعدت هى يده عنها ل تنهض حتى توليه ظهرها وهى تتابع بضعف:اوعى تفتكر انى لسة غبية،انا اتخدعت فيك مرة...لكن دلوقتى مستحيل تقدر تخدعنى،لان اللى كان فى قلبى ناحيتك...مبقاش موجود يا أحمد ،ولو موجود...ف انا هنهيه، هقتله...زى ماانت قتلتنى
آلمته كلماتها ولم يشعر بذلك من قبل؛ف هو الذى كان يريد ان يراها منكسرة وضعيفة مثل الآن كى يشبع انتقامه ل سبب ساذج مثل قلبه اذاً كيف يشعر بالأسف حيالها؟...اغمض عينيه متنهداً وهو يقترب بتردد حتى تشعر به يلمس ذراعيها بيديه برفق كى يهمس بخفوت:مش هيحصل تانى، صدقينى مش هيحصل...بس ارجعى معايا
اغمضت عينيها بتماسك متصنعة الجمود الا ان ابتلعت ريقها بتوتر بعدما اخذ يمسح على ذراعيها بحنان نجح فى اثارة تلك الرجفة بقلبها...اضطربت نبضاتها التى ل طالما كانت تنصاع اليه رغماً عنها وفى غضون ثوانٍ كان قد اقترب بوجهه منها كى يستنشق عبير خصلاتها الذى اشتاقه وبشدة، حقاً قد اشتاق لها خلال تلك الايام التى باتت بعيدة عنه..ورغم محاولاته ل انكار ذلك الا ان قلبه لم ينفك عن التفكير بها قبل عقله
افاقت من ضياعها بين يديه ل تدفعه عنها بعدما ابتعدت كى تهتف باندفاع حانق:انت ازاى تتجرأ وتلمسنى بعد اللى عملته؟...لازم تفهم انك دلوقتى مبقاش ليك اى حق فيا انت فاهم!
أحمد بهدوء:فاهم...بس انتى هترجعى معايا،لازم ترجعى معايا يا نهله
نهله بضيق:انت ايه مبتفهمش!...قولتلك مش هرجع معاك انا...
لم تمر ثوانٍ وكان قد اقترب منها باندفاع ل يقبض على ذراعها بقوة بعدما تملك الغضب منه ثم يهتف بهدوء حاد:وحياة ابنى اللى لسة مشافش النور يا نهله لو مجيتيش معايا حالاً،ل اكون دافنك مكانك دلوقتى
************
فى منتصف الليل،كانا نائمان بسكون تام حتى رن هاتفه ف تململ بانزعاج ل ينحنى كى يلتقطه ثم يجيب بنعاس:الو
امنيه بعفوية:اسفة جداً يا أنس انى صحيتك
أنس بهدوء:لا ولايهمك،بس خير فيه حاجة!
امنيه مجيبة:ايوة اتصلت عشان اقولك ان فيه اجتماع بكرة بدرى
أنس باهتمام:اجتماع!...انا متشكر اوى ياا امنيه،مش عارف من غيرك كنت هعمل ايه
امنيه بابتسامة:لا متشكرنيش دا واجبى...تصبح على خير
ابتسم أنس :وانتى من اهله
قالها ثم اغلق الخط ل يتفاجأ ب تلك التى استيقظت بجانبه تنظر له بعبوس قبل ان تهتف بحدة:مين اللى بيتصل بيك فى الوقت دا؟
أنس بعفوية:دى امنيه كانت بتقولى ان فيه اجتماع مهم بكرة
شهد بانزعاج: امنيه!...وهى ازاى تتصل بيك فى وقت زى دا؟
أنس بتلقائية:عادى يا شهد دا شغل
شهد بجدية:شغل ايه اللى يخليها تكلمك فى نص الليل؟،والواضح انها مش اول مرة!
تنهد هاتفاً بانزعاج: شهد لو عايزة تعملى مشكلة قولى وانا هدورلك على موضوع غير دا
شهد بضيق:انا اللى عايزة اعمل مشكلة!...يعنى انا لو واحد كلمنى فى الوقت دا رد فعلك هيبقى ايه؟
أنس بحزم: شهد اقفلى الموضوع دا احسن ويلا نامى
شهد بعناد:لا مش هقفله يا انس ...جاوب على سؤالى،لو انت مكانى هتعمل ايه؟
انس بغضب:اكيد هتضايق طبعا
شهد بضيق:شوفت!...انا بقى مليش حق اتضايق
اجابها محاولاً ان يهدأ:ياحبيبتى قولتلك دا شغل مهم وكانت مضطرة تكلمنى مش اكتر
شهد بانفعال:بص بقى يا أنس ،من الاخر كدة انا مش برتاح ل امنيه دى...يعنى وافقت انك تعزمها على الفرح عشان مزعلكش،لكن تكلمك فى وقت زى دا وكمان بتشوفك كل يوم فى الشركة!...انا مش هقدر استحمل كدة
أنس بحدة:يعنى ايه مش بترتاحيلها يا شهد!...انتى حتى متعرفيهاش
شهد بثقة:معرفهاش بس انا مش غبية...انا من اول مرة شوفتها وانا حسيت من نظراتها ليك انها مش مجرد سكرتيرتك وبس...وانت كمان بالنسبالها مش مديرها وبس
أنس بضيق:قصدك ايه مش فاهمك!
اجابته هاتفة بعصبية:قصدى انها بتحبك
...............................يتبع
أنت تقرأ
قلب واحد وعمر واحد وفرصة واحدة2
Storie d'amoreانت صديقي الاكثر.. حبيبي الاكثر.. اراك عالمي وعافيتي وضحكتي.. ليس الاعتياد والكبرياء والنسيان والكثير من المشاكل من سيأثروا بعلاقتنا فانت خارج كل منطق 😍