قلب واحد وعمر واحد وفرصة واحدة2
Part22تنهدت قبل ان تنظر لهم قائلة بهدوء:مفيش داعى تقلقوا،دا طبيعى بسبب الحمل..بس مينفعش تتعصب كدة عشان دا مش كويس بالنسبة للجنين..حضرتك جوزها!
قالتها ناظرة ل مجدي الجالس امامها ف هز رأسه نفياً كى يجيبها:لا...انا قريبها
تابعت بتلقائية:لازم جوزها يكون جنبها،خصوصاً الفترة دى...هى محتاجة راحة واهتمام،ولازم تبعد عن اى عصبية او زعل
تنهدت بضياع محدقة امامها بينما نظر لها مجدي ل يهمس بعتاب:سمعتى!...اهدى بقى ومتزعليش كدة
الطبيبة بشك:واضح ان فيه مشاكل بينك وبين جوزك مش كدة!
نظرت لها نهله ل تومأ برأسها بعبوس حزين ف تتابع بعفوية:مهما كانت المشاكل اللى بينكو لازم تحلوها،على الاقل عشان الفترة دى تعدى على خير وميحصلش اى حاجة للجنين بسبب الزعل والعصبية والتفكير..لازم هو اللى يكون جنبك،مش حد تانى
الأم بجدية:انا دايماً بقولها كدة،لكن هى مبتسمعش كلام حد...بس هى كويسة يادكتورة مش كدة!
الطبيبة:ايوة بس زى ماقولت،لازم تهدى وترتاح
وبعد ان خرجو من المستشفى ثلاثتهم وقفت شاردة ل تقول والدتها بهدوء ناظرة لها:يلا يا نهله
اجابتها بصوت مبحوح:لا ياماما..انا مش هرجع مع حضرتك
قالتها ثم التفتت اليه ل تتابع بخفوت: مجدي ممكن توصلنى ل بيتى!..اقصد..بيت أحمد
************
ابتعدت عنه فى الحال محدقة بها باضطراب حرج بينما تطلعت هى اليهم بصدمة وعدم استيعاب حتى صمتت قليلاً ل يجدها تبتسم بصعوبة كى تقول بهدوء غريب:شكلى جيت فى وقت مش مناسب..انا اسفة،عن اذنكوا
قالتها وسرعان ماذهبت مغادرة المكتب الذى بالكاد دخلته ل يغمض هو عينيه بضيق نادم حتى يجلس وهو يمسح وجهه متنهداً ف يجدها تهتف بندم: أنس انا اسفة جداً...
قاطعها بجدية:امنيه ارجوكى..سيبينى لوحدى
امنيه موضحة:بس انا...
انس بحدة: امنيه قولتلك سيبينى لوحدى...اخرجى
قالها ناظراً لها بحزم ف اومأت برأسها بعبوس ل تتحرك ذاهبة كى تتركه بمفرده
************
توقفت السيارة امام منزله ل تجد مجدي ينظر لها كى يقول بتساؤل: نهله..انتى متأكدة من قرارك دا!
اجابته بخفوت:معرفش يا مجدي..بس اللى اعرفه انى فعلاً محتاجة أحمد معايا فى الوقت دا بالذات
مجدي متنهداً:طيب...خلى بالك من نفسك
اومأت برأسها مجيبة بصمت حتى التفتت ل تفتح باب السيارة كى تنزل ثم تتحرك متقدمة من المنزل بخطوات مترددة...ظل هو يراقبها بعينيه الى ان ذهبت من امامه ف تحرك بسيارته مغادراً
دخلت المنزل بهدوء تام حتى وقعت عيناها على والدته التى بمجرد ان رأتها اتجهت نحوها ل تقترب وتعانقها هاتفة بابتسامة: نهله..اخيراً رجعتى يابنتى!
همست متنهدة وهى تبادلها العناق:ايوة ياماما...رجعت
ابتعدت بعد ثوانٍ ل تنظر لها قائلة بعتاب:يعنى ينفع تسيبى البيت من غير حتى ماتقوليلى يا نهله؟
نهله بأسف:صدقينى كان غصب عنى..انا اسفة،بس كنت تعبانة اوى ومحتاجة ابعد عن كل حاجة
الأم بتلقائية:بس انتى وعدتينى انك هتفضلى مع أحمد..انتى متعرفيش من يوم مامشيتى بقى عامل ازاى..بقى هادى اوى ومبيكلمش حد،بيروح الشركة الصبح وييجى بالليل ينام..حتى مبقاش يقعد معانا خالص
تطلعت اليها بحزن قبل ان تتسائل بخفوت:طب..هو فين دلوقتى؟
اجابتها بعفوية:فوق،قاعد لوحده زى كل يوم
نهله بخفوت:طيب،انا هطلعله..عن اذنك
قالتها ثم تحركت متقدمة من الدرج ل تبدأ فى الصعود الى الاعلى بتعب حتى تصل الى الغرفة ف تقف امامها ناظرة بتساؤل...وجدته يجلس شارداً بحزن خفى محدقاً امامه بصمت آلمها وبشدة،تنهدت متطلعة اليه حتى خرجت منها الحروف بصعوبة وهى تقول بهدوء: أحمد!
رفع عيناه بمجرد ان سمع صوتها ل يأخذ فى التحديق بها بصمت متعجب...نهض ببطء ل يتحرك متقدماً منها وهو غير مصدق انها قد عادت اليه،تطلع اليها بشوق حزين بينما اخفضت هى عيناها وقد شعرت بنبضاتها تعلو وتهبط
مرت ثوانٍ بين نظراتهم الحزينة،المعاتبة والمشتاقة وبمجرد ان وجدته يكاد يقترب منها حتى ارتمت فى حضنه ل تعانقه بقوة متشبثة به باشتياق..اغمض عينيه مبتسماً بألم ل يضمها بكل مااوتى من قوة وهو يهمس: نهله...
قاطعته بصوت مبحوح:ارجوك،متقولش اى حاجة...انا رجعت بس عشان دا..انا تعبت يا أحمد..تعبت
مسح على شعرها بأسف ف دمعت عيناها ل تتابع وهى تدفن وجهها فى كتفه بضعف:انا محتاجاك معايا اوى الفترة دى..ومحدش غيرك لازم يكون جنبى،انا حاولت انسى كل اللى حصل بينا ورجعت..ممكن تفكر ان دى انانية منى بس..انا فعلاً محتاجاك اوى...
قاطعها بهدوء:ششش...متقوليش حاجة،انا فاهم...ولازم تفهمى انى معاكى دايماً فى اى وقت،مش هسيبك مهما حصل
قالها وسرعان ماشدد من احتضانها ف اغمضت عينيها بتماسك قبل ان تتسائل بصعوبة :حتى لو...دا هيكون لفترة مؤقتة و..وهنتطلق بعدها!
تنهد بضيق حزين ل يقبض على يده بقوة وهو يجيبها:ايوة..انا موافق على اى حاجة تطلبيها..ومش هجبرك على اى حاجة تانى..نهله انا اتغيرت،عارف ان دا ممكن ميفرقش معاكى..بس لازم تعرفى..عشان انتى السبب فى كدة
نهله بابتسامة حزينة:لا،دا هيفرق معايا جداً يا أحمد...وصدقنى انا مبسوطة اوى عشانك
قالتها ثم تنهدت ل تتابع بخفوت:بس ممكن اسألك سؤال!
احمد بهدوء:اسألى
نهله بعتاب:ليه مسألتش عليا طول الفترة دى؟..يعنى حتى لو انا مش مهمة بالنسبالك بس..على الاقل كنت ممكن تتصل تطمن على بنتك مش عليا
أحمد بأسف:صدقينى كان غصب عنى يا نهله..انا كنت هتجنن واطمن عليكى بس...محبيتش اكون بضغط عليكى بالطريقة دى يعنى..حبيت اسيبك براحتك..واظن كفاية اللى عملته معاكى لحد كدة
قالها وهو يبتعد عنها ويخفض رأسه بندم ف نظرت له بحزن حتى امسكت يده بتردد ل تقول بعفوية: أحمد....كل اللى حصل بيننا بقى ماضى خلاص..لازم ننسى كل دا،عشان بنتنا
نظر لها حتى اومأ برأسه بعبوس وصمت قليلاً قبل ان يتسائل بتردد:طيب،بما اننا هننسى كل اللى حصل واللى عملته معاكى..انتى مش شايفة اى امل حتى لو بسيط اننا ممكن نرجع لبعض و..وتسامحينى!
حدقت به باضطراب واضح وصمتت ف تفهم هو ل يبتسم بحزن متابعاً:خلاص،مفيش داعى تجاوبى..المهم،طمنينى عليكى..انتى كويسة!
نهله بابتسامة باهتة:تقدر تقول دلوقتى بقيت كويسة..انا كنت تعبانة اوى،وروحت المستشفى..كنت حاسة انى هموت خلاص
حدق بها بدهشة ل يهتف باندفاع قلق:ايه!...طب ايه اللى حصل و..وليه مقولتليش؟
نهله بهدوء:متخافش انا بقيت كويسة..وبعدين مقولتلكش بس جيتلك اهو
أحمد بجدية:طيب طمنينى..الدكتورة قالتلك ايه؟
نهله بعفوية:قالتلى ان دا من العصبية والزعل،و..وانك لازم تكون جنبى..عشان كدة اول ماخرجت من المستشفى جيتلك على طول
أحمد باستنكار:يعنى انتى رجعتيلى عشان كلام الدكتورة بس!
هزت رأسها نفياً وهى تجيبه:لا..حتى لو الدكتورة مكانتش قالت الكلام دا،انا كنت هرجع عشان مش برتاح غير معاك
ابتسم مجيباً:بجد!..يعنى انتى مش بتكرهينى يا نهله؟..ومش زعلانة منى عشان اللى حصل بيننا اخر مرة!
نهله بتلقائية: أحمد،انا عمرى ماكرهتك رغم كل اللى عملته..واللى حصل بيننا دا شئ طبيعى يعنى..انا عارفة انه كان غصب عنك..واللى اثبتلى كدة انك سيبتنى امشى وممنعتنيش
تنهد بارتياح ل يقترب كى يقبل رأسها قائلاً بحنان:انا اسف..بوعدك انى مش هضايقك تانى مهما عملتى
نهله باستنكار:مهما عملت!
أحمد بابتسامة:مهما عملتى
نهله بعفوية:طيب..انا كنت عايزة اطلب منك طلب
اجابها بترقب:اطلبى اللى انتى عايزاه
تابعت باستعطاف:ممكن نبقى صحاب يا أحمد!..متفهمنيش غلط بس..انا مش عايزة بنتنا لما تيجى تتأثر بالمشاكل اللى بيننا،مش عايزاها تحس اننا بنكره بعض او ان فيه حاجز بيننا..فاهمنى!
أحمد بهدوء:فاهمك..واكيد مش هتضايق من كدة لان دى حاجة كويسة لبنتنا،وانا مش عايز غير مصلحتها وسعادتها
نهله بابتسامة:احنا خلاص قررنا انها بنت!..يعنى ممكن يكون ولد وساعتها...
قاطعها بثقة:هتكون بنت..انا متأكد
نهله بتلقائية:هنشوف،وعموماً كلها اقل من٣ شهور
نظر لها مجيباً بحزن:ايوة...اقل من٣شهور
اخفضت نظرها وهى لاتعرف ماذا تقول؛ف هى قد شعرت بألمه وادركت انه تغير حقاً،ولكنها لا تستطيع ان تسامحه حتى الان..هناك صراع قوى بين قلبها وعقلها..تنهد طويلاً حتى نظر لها قائلاً بعفوية:يلا بقى،انتى لازم ترتاحى..مش هنقضيها كلام
نهله :بس انا لسة مشوفتش جيسى
أحمد بجدية:يعنى هى جيسى هتروح فين؟..ارتاحى دلوقتى ولما تصحى ابقى شوفيها واتكلمى زى ماانتى عايزة
تنهدت مجيبة باستسلام:حاضر
أحمد مازحاً:تحبى اشيلك!
ضحكت هاتفة:ياريت
أحمد بسخرية:لا طبعاً انتى اكيد بتحلمى..انا بهزر..بعدين ابقى اشيلك زى ماانتى عايزة
اجابته باندفاع:بس بعدين انا مش هبقى موجودة هنا ياذكى
نظر لها بصمت ف صمتت ل تتابع بخفوت:اسفة
أحمد بابتسامة مصطنعة:لا عادى..بس انتى هتفضلى هنا شوية،مش هتمشى على طول صح!..قصدى يعنى انك ممكن تخليكى شوية عشان اقدر اكون مع البنت!
نهله بتلعثم:ايوة بس...خلاص اللى تشوفه..وبعدين مش هتفرق كتير يعنى
أحمد بألم:فعلاً،مش هتفرق كتير..فى جميع الاحوال انتى هتمشى
قالها ثم تنهد بصعوبة ل يتابع بجدية مصطنعة:يلا نامى بقى مش كل شوية تهربى
ابتسمت مجيبة:حاضر
قالتها ثم ذهبت واستلقت على السرير ف تقدم ل يجلس امامها حتى تنظر له قائلة بتساؤل:انت مش هتنام!
أحمد بعفوية:لا،انا هفضل قاعد جنبك كدة لحد ماتنامى..عشان عارف انك غشاشة وممكن تقومى لما انام
نهله ضاحكة:بجد!..ماشى
قالتها ثم رفعت يديها ل تتمسك بيده حتى تغمض عينيها ف يتطلع اليها بحب مبتسماً بأسف ل يظل بجانبها الى ان تغفو وتنام وهى ممسكة بيده
************
دخلت المنزل وهى تبكى بشدة وما إن جلست حتى وضعت وجهها بين كفَّيها ل يزداد بكائها وهى لم تزل غير مصدقة مارأته..ظلت تبكى كثيراً ولكن لم يأتِ فى ذهنها سوى تلك الكلمات
,اوعدينى انك مش هتسيبينى مهما حصل...حتى لو انا سيبتك,
,شهد..لازم نتفق اتفاق..مهما حصل بيننا،ومهما الظروف عاندتنا لازم نفضل مع بعض..ولو حد فينا ضعف لازم التانى يقويه,
تنهدت طويلاً وهى ترفع يديها عن وجهها بعدما مسحت دموعها باختناق حتى وجدت نفسها تنهض بضعف متجهة الى الغرفة
بعد وقت...عاد هو الى المنزل ل يتقدم من الداخل حتى يتفاجأ مما يراه..وجد الطعام موضوع على الطاولة بشكل جميل بجانب بعض الشموع الكبيرة بينما ضوء المنزل هادئ تماماً
مرت ثوانٍ بين تعجبه الشديد الذى ازداد عندما وجدها تخرج من الغرفة وهى ترتدى فستاناً اسود قصير وتضع مكياجاً هادئاً مما زادها جمالاً...حدق بها بعدم استيعاب ل يتقدم منها عاقداً حاجبيه قبل ان يهتف بتساؤل جاد: شهد ،ايه كل دا؟
وجدها تهتف بابتسامة مصطنعة:ها،ايه رأيك!
أنس بعدم فهم:رأيى فى ايه!،انا مش فاهم حاجة...ايه كل اللى انتى عاملاه دا؟
شهد بهدوء غريب:انا معملتش حاجة...دا عادى يعنى..انت وحشتنى،بس كدة
أنس بجدية: شهد بطلى الطريقة دى وقوليلى فيه ايه؟...اللى انتى شوفتيه فى المكتب دا...
قاطعته وهى تضع يدها على فمه ل تهمس برقة لم يعتادها من قبل:ششش..اهدى..مفيش حاجة حصلت
حدق بها بصمت ولم يزل غير مصدقاً مايحدث الى ان رفعت يدها عن فمه ل تلمس وجهه كى تهمس مبتسمة بشرود: أنس..انا بحبك اوى
اقتربت اكثر كى تقابل عيناه نظراتها التى تؤسفه وبشدة حتى يجدها تتابع همسها امام شفتيه:ومش هقدر اسمح لأى حاجة تبعدنى عنك...حتى لو كنت انت
عقد حاجبيه بشك من نبرتها التى تخفى غضب شديد وعتاب قوى ل تقبض على كتفه بيدها وهى تقول بجدية:انا مش ضعيفة يا أنس...عمرى ماكنت ضعيفة،بس لو حبك هيضعفنى...انا اقدر اجى على قلبى و...
قاطعها وهو يحتضن وجهها بيديه هامساً برجاء:لا...متكمليش..انتى مستحيل تسيبينى يا شهد ،حتى لو انا سيبتك...انتى وعدتينى ب دا
اجابته بابتسامة ساخرة:وياترى انا بس اللى مضطرة اوفى بوعودى!
تابع كأنه لم يسمعها:انتى مش ضعيفة يا شهد...وعمر حبى ماهيضعفك،لان الحب اللى رجعلى حياتى من تانى...مش ممكن يكون ضعيف،دا اقوى حاجة قابلتنى...وهيفضل كدة دايماً،انتى اللى هتفضلى تدينى القوة بحُبك...وانا مش هسمحلك تضعفى
تنهدت متطلعة اليه حتى مسح على وجنتها ل يهمس باستعطاف:خلينا ننسى كل حاجة يا شهد..ونبدأ من جديد،وصدقينى انا...انا هحاول اكون...
قاطعته بخفوت:متحاولش...انا مش عايزاك تتعب نفسك عشانى،لانى حبيت أنس زى ماهو...ولسة عايزاه وبحبه زى ماهو
ابتسم بحزن ل يقترب ويسند جبينه الى جبينها مجيباً:و أنس بيعشقك رغم كل حاجة
اغمضت عينيها متنهدة بقوة الى ان شعرت بأنفاسه تقترب من وجهها ببطء ل تقبض على يدها بتماسك حتى تشعر بملمس شفتيه اسفل وجنتها مقبلاً اياها برفق...اضطربت نبضاتها بضيق حزين بعدما مال كى يقبل شفتيها بعشق الا ان حاولت الابتعاد بحذر ولكنه احكم قبضتيه على خصرها بتملك ل يقربها منه بهدوء حتى تزداد قبلته شغفاً
حاوطته بضعف وهى تشعر به يتحرك بها بحذر ولم يزل يقربها منه تدريجياً الى ان سطحها امامه على الاريكة ل يبتعد اخيراً كى تتنهد بقوة محدقة به بنظرات تحمل الكثير والكثير...تفهم نظراتها ف ابتلع ريقه بأسف وهو يزيح خصلاتها الناعمة عن وجهها كى يهمس:انا اسف
اغمضت عيناها الدامعة قبل ان تعود وتتطلع اليه متسائلة:بتحبها؟
عقد حاجبيه مستنكراً سؤالها الساذج ذاك ولكنه ادرك ماتشعر به ف مر ب انامله على وجنتها برفق كى يمسح دموعها قائلاً:بحبك
شهد بخفوت:هى بتحبك اوى
مال ل يقبل جبينها مكرراً:بحبك
تابعت بترقب حزين:ممكن تسيبنى عشانـ...
قاطعها وهو يقترب ل يطبع قبلة رقيقة على شفتيها كى يهمس بصدق:بحبك
تنهدت بانكسار ناظرة له حتى وضع يده خلف رأسها ل يضمها الى صدره بحب ف تغمض عينيها بصمت الى ان تشعر بحركة شفتيه على عنقها بشغف عاشق،ابتسمت بخفوت وهى ترى جميع ما مرّا به امام عينيها حتى تقنع نفسها ان لم يزل بعلاقتهم مايستحق هذه المعاناة التى تخفيها بداخلها،،ومايستحق ايضاً استسلامها له فى تلك اللحظة تلبيةً لأمر قلبها اللعين الذى يتسبب بجميع تلك الآلام.....
*************
كانت جالسة على سريرها تقرأ كتاباً ما بملل شديد ل تسمع صوت عند نافذة غرفتها التى امامها ف تنهض بلهفة هاتفة:مين؟
لم تسمع شيئاً ف اقتربت من النافذة بقلق ل تفتحها بتردد ولكنها لم تجد احد حتى تتنهد بأسف حزين وهى تتذكر ذلك الذى كانت تتمنى وتنتظر مجيئه بشدة
*flash back*
ابتسمت ناظرة له بترقب حتى تنهد مجيباً بعفوية:الفكرة مش فى انى بحب الشهرة والنجومية وخلاص،لا...انا من لما كنت صغير جوايا رغبة غريبة شوية،بحب احس انى محبوب
عقدت حاجبيها متسائلة بعدم فهم:يعنى ايه؟
عمر بتلقائية:يعنى بحب اشوف اللى حواليا حابين وجودى...اكتر حاجة ممكن تفرحنى ان حد اعرفه او حتى معرفوش ييجى يقولى انه بيحبنى،لأى سبب كان...سواء شخصيتى او شغلى او...المزيكا اللى خدتها اتجاه ليا عشان احصل على حب الناس..كلنا بندور فى الحاجات اللى بنحبها على حاجات نفسنا فيها اوى..والذكى هو اللى يقدر يلاقى اللى عايزه بجد
حدقت به ل ثوانٍ حتى قالت مبتسمة:يعنى انت بتدور على حب الناس فى المزيكا اللى بتعزفها!...انا بقى بدور فى مزيكتى على الراحة والسكون اللى مش بحسه غير قليل جداً..مجرد مابقعد قدام البيانو بنسى اى حاجة مشايقانى وبحس انى مبسوطة اوى اول ما ابدأ اعزف..ودا صعب جداً الاقيه،لكن بقيت الاقيه فى حاجة بحبها...يعنى مفيش فرق كبير بيننا
ابتسم ناظراً لها حتى اجاب بعفوية:عندك حق...بس على فكرة فيه حاجة تانية ممكن تخليكى مبسوطة،مش هتلاقيها فى مزيكتك
جيسى بتساؤل:ايه هى؟
ماهى الا ثوانٍ حتى وجدته ينهض ل يقترب كى ينحنى ويحملها فجأة ثم يأخذ يدور بها ف تضحك بعدم استيعاب وقد تعلقت بعنقه لاارادياً محاولة ايقافه ولكن دون جدوى الى ان توقف اخيراً ف ضربته فى كتفه باندفاع ل تهتف من بين ضحكاتها وانفاسها المتلاحقة:انت...انت مجنون!...ايه اللى بتعمله دا؟
عمر بابتسامة:اتبسطتى صح!
جيسى ضاحكة:انت بجد مجنون...ايوة اتبسطت،بس دا....
قاطعها باستخفاف:دا جنان...عارف،ومش غريبة عليا
تنهدت ناظرة له وهى تهز رأسها بنفاذ صبر حتى هتفت بعفوية:طيب اتفضل نزلنى
عمر مازحاً:ماتخليكى اخدك لفة كمان
ضحكت ل تضربه فى رأسه بخفة حتى ينحنى كى ينزلها ف تقف على قدميها وسرعان ماتجول بنظرها فى ذلك المكان القديم الذى اعتادا المجئ اليه قبل ان تقول بتلقائية:المكان دا شهد احداث كتير اوى
عمر بجدية مصطنعة:وهيشهد اهم حدث دلوقتى حالاً
نظرت له عاقدة حاجبيها حتى وجدته يقترب كى يجثو على ركبتيه امامها ثم يهمس مبتسماً:تتجوزينى ياجيسى؟
حدقت به وهى تهز رأسها باستنكار حتى رأت خاتم صغير بيده ف ضحكت ل تشير اليه هاتفة:ايه دا!
نهض ل يجيب مبتسماً:دا اغلى من اغلى ذكرياتى
جيسى بعفوية:دا بتاعك؟
عمر متنهداً:ايوة...جدى جابهولى فى عيد ميلادى ال١٢
نظرت له مجيبة بتعجب:ال١٢؟
اومأ برأسه مجيباً وهو يمسك يدها كى يضع ذلك الخاتم بإصبعها الصغير قائلاً:ايوة...بس طبعاً مش هييجى مقاسى دلوقتى،ف ملقيتش حد غيرك اسيبه معاه...اهو على الاقل يبقى تذكار منى عشان لما اتشهر وانساكى
جيسى باندفاع:وانا هلبس خاتم بتاع اطفال!...متهزرش يا عمر انت....
قاطعها وهو يحتضن يدها بين كفيه كى يقول بجدية:جيسى...دا بجد مفيش عندى حاجة اغلى منه،عارف انه اكيد ملوش قيمة بالنسبالك...بس بالنسبالى انا قيمته كبيرة اوى،وبما انك اقرب حد ليا...ف لازم يفضل معاكى،دى امانة...وواجبك گ صديقة ليا تحافظى على امانتى دى
ابتسمت بخفوت حتى تنهدت مجيبة:ماشى...وانا قد الامانة اللى اديتهالى
قالتها ثم نظرت الى ذلك الخاتم مرة اخرى ل يجدها تداعب خديه هاتفة بمرح:هيفضل فى ايدى دايماً...بس شكله رخيص اوى يا عمر ،جدك ضحك عليك على فكرة
*back*
ضحكت بخفوت وقد دمعت عيناها بحزن قبل ان تعود وتتطلع الى الخاتم الذى لم يزل بإصبعها حتى تتنهد بندم وهى تتحسسه هامسة باشتياق صادق:وحشتنى يا عمر...بجد وحشتنى اوى
************
فى احد الأندية الليلية الشهيرة،كان قد انتهى للتو من حفلته ف جلس يشرب ويسكر كعادته كل ليلة منذ فترة ليست بقصيرة..مرت دقائق وهو يشرب كأساً تلو الاخر حتى اتت فتاة ما ل تقترب منه ف تقف امامه كى تهتف ناظرة له وهى تبتسم بإعجاب شديد:حضرتك عمر مش كدة!
اجابها وهو يشرب بعدم اهتمام:ايوة
هتفت بابتسامة مندفعة:انا بجد مبسوطة اوى انى قابلتك..حضرتك متعرفش انا بحبك ازاى و...
قاطعها ناظراً لها بسخرية:بتحبينى!
اجابته بعفوية:ايوة..انا معجبة بيك جداً
ضحك هاتفاً باستهزاء:للدرجة دى الحب حاجة سهلة بالنسبالكوا!..بتقولى كدة عادى وانتى مش فاهمة الكلمة دى ممكن تعمل ايه
حدقت به بتعجب ل تتسائل باستفهام:انا مش فاهمة..تقصد ايه؟
عمر بضيق:مش لازم تفهمى..وهو من امتى حد فهمنى؟...حتى هى مفهمتنيش وفكرت انى هجرحها زيه...بس انا حبيتها...حبيتها لدرجة انى بكرهها اوى
نظرت له بعدم استيعاب ثم تحركت ل تكاد تذهب ولكنه امسك يدها بقوة متابعاً بدون وعى:رايحة فين؟..هتمشى انتى كمان!
حاولت سحب يدها من بين يده هاتفة بانزعاج:انت بتعمل ايه؟..سيبنى
وفى غضون ثوانٍ كان قد اتى احد اصدقائه مسرعاً ل يقترب كى يبعدها عنه هاتفاً بعفوية:انا اسف جداً...بس هو سكران ومش فى وعيه...اتفضلى
ذهبت وهى تهز رأسها باستياء ف ضحك قائلاً:مش فى وعيى!..وهى كانت فى وعيها لما سابتنى كدة؟
اقترب صديقه ل يجلس بجانبه حتى يهتف ناظراً له بضيق: عمر كفاية كدة بقى...انت مش ملاحظ ان دا ممكن يأثر على سمعتك!..انت خلاص بقيت مشهور وليك اسمك ومكانتك
عمر باستخفاف:اسمى ومكانتى!..الكلام دا كبير اوى...تعرف انى من زمان بحلم بكدة!..بس دلوقتى كل دا بيخنقنى..كان نفسى ابقى مشهور والناس تعرفنى..ودلوقتى بتمنى ان محدش يعرفنى ولا يقرب منى،عشان مأذيش حد
تنهد مجيباً بانزعاج:ارجوك يا عمر...مش هتضيع كل اللى وصلتله دا عشان بنت
نظر له ل يتمتم بألم:بنت!..بس جيسى مش زى اى بنت عرفتها..هى مختلفة عنهم كلهم..تعرف انها وحشتنى اوى!..نفسى اشوفها..بس لو شوفتها،احتمال اخنقها بإيدى..عشان هى السبب فى كل اللى انا فيه دا...تفتكر وحشتها ولا نسيتنى!
نهض زافراً بنفاذ صبر ل يقف امامه كى يقول بحدة:يلا نروح...عندنا مواعيد كتير بكرة
لم يجبه بل ظل شارداً بضياع ف امسك ذراعه كى يجعله ينهض حتى يسنده ل يتحرك به متجهاً الى الخارج ثم يستقلا السيارة سوياً عائدان الى منزله
************
نظر لها ل يهتف باستنكار منزعج:يعنى ايه مقولتيش حاجة؟...ازاى مسألتوش وعاتبتيه!
شهد بضيق:وانت كنت عايزنى اعمل ايه يعنى؟..اتخانق معاه واعمل مشكلة!..اصل احنا ناقصين مشاكل اكتر من اللى عندنا
اسر بجدية:لا تسكتى وتعدى الموضوع كأن مفيش حاجة حصلت..دا الصح مش كدة!
تنهدت مجيبة بحزن: اسر انا محبيتش اعمل مشكلة عشان انا بجد تعبت...مبقاش عندى طاقة اتكلم فى اى حاجة ولا اعاتبه على اللى بيعمله..وبعدين انا بثق فى أنس ،اكيد هو مش هيخوننى يعنى
أسر باستخفاف:واللى شوفتيه دا كان ايه؟
شهد باندفاع:اكيد كان سوء تفاهم...أنس مش هيخوننى يا اسر وانا متأكدة
تنهد بنفاذ صبر حتى صمت قليلاً قبل ان يتسائل بترقب:طيب قوليلى..لو أنس كان مكانك،كان هيعمل كدة!
حدقت به باضطراب حتى اجابت بتردد:معرفش بس...اكيد مش هيسكت يعنى..هيفهم الموضوع غلط ويتعصب ويزعل منى
اسر بجدية:وانتى ليه معملتيش كدة؟
شهد بخفوت:عشان انا بحبه،ومش عايزة اخسره..انا بدور على اى حاجة تربطنا ببعض عشان ميسيبنيش..عشان اى حد مكانه كان هيزهق ويروح يتجوز واحدة تانية
أسر بتلقائية:بس اللى بيحب مبيعملش كدة
شهد بأسى:واى انسان عنده طاقة يا اسر..وممكن فى اى لحظة طاقته تخلص ويزهق ويتخلى عن اللى حواليه،حتى لو كان بيحبهم..وعشان كدة انا لازم احافظ على علاقتى ب أنس...انت مش متخيل انا بحبه ازاى..هو كل حاجة فى حياتى،لو سابنى مش هقدر اعيش..عارفة انك ممكن متفهمش كلامى،لانك ممكن تكون مجربتش دا بس...
قاطعها بابتسامة حزينة:لا انا فاهمك جداً...عشان انا جربت كل دا
نظرت له هاتفة بتعجب:جربت!..يعنى انت...
اومأ برأسه ل يجيبها متنهداً:انا حبيت قبل كدة..ومش عارف اذا كنت بحبها لحد دلوقتى او لا،بس...انا حبيتها اوى
شهد بترقب:طب وهى!
أسر بحزن:هى مختارتنيش،ومظنش انها ممكن تختارنى...بس انا مش زعلان على نفسى..انا زعلان عليها،لانها حبت مرتين..وفى المرتين اتجرحت...كان نفسى اديها السعادة اللى ملقيتهاش مع غيرى...نفسى اعوضها عن كل دا بس..بس تقدرى تقولى،نصيب!
شهد بابتسامة باهتة:كل حاجة فى حياتنا نصيب...وعلى فكرة،هى حظها وحش انها محبتكش
ابتسم قائلاً بسخرية:معتقدش كدة...وبعدين انتى عايزاها تحبنى وتتجرح بسببى انا كمان!..عايزاها تتعلق بواحد مش هيقدر يكون معاها؟
نظرت له بأسف حتى دمعت عيناها ف حدق بها متسائلاً بتعجب:شهد!..فيه ايه،مالك؟
رفعت يدها ل تمسك يده كى تهمس بعيون دامعة:اسر..متسيبنيش...انا مش متخيلة انك ممكن متبقاش موجود فى حياتى و...ازاى؟...انا اتعودت عليك..فى الفترة البسيطة دى بقيت اقرب ليا من اى حد...ازاى هتمشى وتسيبنى؟
اسر بأسف:صدقينى لو كان بإيدى مكنتش هسيبك..بس انتى لسة قايلة،كل حاجة فى حياتنا نصيب مش كدة!
اومأت برأسها بحزن ثم مسحت دموعها ل يتابع محاولاً تغيير مجرى الحديث:طيب..ايه رأيك نقوم نتمشى شوية!
شهد بخفوت:ماشى
ذهبا سوياً ل يبدآ فى السير بصمت حتى ينظر لها هاتفاً بجدية مصطنعة:ايه يار شهدمش هنقضيها دراما كتير!
ابتسمت مجيبة:خلاص مفيش حاجة
اسر بعفوية:طيب قوليلى...دلوقتى انتى وأنس كويسين يعنى ولا لسة...
قاطعته بهدوء:لا تمام...انا بحاول اقرب عشان ميبعدش هو و...لحد مااشوف اخرتها ايه
أسر بتردد:مش شايفة ان دا ظلم ليكى!
شهد باستهزاء:ظلم!..بالعكس..انا مبسوطة بكدة اوى..دايماً أنس هو اللى كان بيحاول يفرحنى ويقرب منى،واظن دلوقتى جه دورى
ابتسم قائلاً بتلقائية:بجد انتى انسانة كويسة اوى يا شهد..بصراحة،يابخت ليس بيكى
ضحكت هاتفة:لا مش للدرجة دى يعنى..أنس كمان كويس اوى و...
قاطعها رنين هاتفه ف اخرجه كى يجيب ولكن عندما رأى رقم المتصل اغلق الخط ل تنظر له قائلة بتساؤل:مردتش ليه؟
تصنع عدم الاهتمام وهو يجيبها:لا عادى...حد مش مهم
شهد باستنكار:مكنتش اعرف انك بتكلم حد غيرى
ضحك مجيباً:الموضوع مش كدة بس دا...
وفجأة مرت سيارة من امامهم ل يطلق شخصاً بداخلها رصاص صوب شهد الا ان يجذبها هو بلهفة كى يبعدها ثم يسرع هاتفاً بقلق: شهد!..انتى كويسة؟
اجابته وهى تهز رأسها بأنفاس متقطعة:اسر..مين...مين دا؟
عاد يلتفت حوله ولكنه لم يجد السيارة ف اجاب متنهداً:معرفش...اكيد هربوا...بس...
وقبل ان يكمل نظر لها ل يجدها ترتجف بخوف شديد ف يهتف متعجباً:شهد...
شهد بعيون دامعة:مين اللى عايز يقتلنى يا اسر؟..انا..انا معملتش حاجة...
قاطعها وهو يقترب ل يضمها الى صدره هامساً بهدوء:بس اهدى..مفيش حاجة هتحصل،متخافيش
تشبثت به بخوف وهى ترتجف ل تمر ثوانٍ وهى بين ذراعيه الا ان ترفع عينيها ببطء عندما تلمح ظلاً امامها حتى تجد أنس يقف محدقاً بهم بنظرات مصدومة لاتنم عن خير ابداً
....................................يتبع

أنت تقرأ
قلب واحد وعمر واحد وفرصة واحدة2
Romanceانت صديقي الاكثر.. حبيبي الاكثر.. اراك عالمي وعافيتي وضحكتي.. ليس الاعتياد والكبرياء والنسيان والكثير من المشاكل من سيأثروا بعلاقتنا فانت خارج كل منطق 😍