قلب واحد وعمر واحد وفرصة واحدة2
Part26امنيه بجدية:انا لازم اجى معاك
اجابها مبتسماً بسخرية:ليه؟..حابة تشوفيه وهو بيموت!
هتفت باقتضاب: مروان انت قولتلى انك مش هتأذيه،وان دى خدعة بس عشان تجيب شهد لحد عندك
مروان بحدة:ايوة قولت كدة..بس مين عارف؟..ممكن اضطر ائذيه،انتى عارفة انى مبكرهش فى حياتى قد الشخص اللى ياخد منى حاجة بتاعتى
نظرت له محاولة اخفاء قلقها ل تبتلع ريقها هاتفة:طيب..خدنى معاك وبعد كدة ابقى شوف هتعمل ايه..وبعدين فين السيديهات؟
تنهد بعبوس حتى اخرج بعض الاسطوانات واعطاهم لها ف اخذتهم من يده ل تحدق بهم متسائلة بشك:دول كلهم!
مروان باستخفاف:اكيد مش هخدعك يعنى..انتى عارفة انى قد كلامى
نظرت له بضيق وسرعان ما كسرت تلك الاسطوانات ل تتنهد قبل ان تلتفت اليه بعيناها قائلة بجدية:يلا
************
شهد بغضب:انت ايه اللى جابك هنا؟
اسر بجدية: شهد انتى لازم تسمعينى..صدقينى انا جاى عشان اساعدك
اجابته بسخرية حانقة:تساعدنى!...انا مش مضطرة اسمع كل اللى انت بتقوله دا...ولو سمحت اتفضل امشى بالذوق عشان مضطرش اعمل حاجة مش هتعجبك
اسر باستعطاف:ارجوكى..انا بوعدك انك مش هتندمى المرة دى،ثقى فيا بس وصدقينى..عشان نقدر ننقذ أنس و...
قاطعته محدقة به بدهشة ل تهتف باندفاع: أنس!..ليه أنس حصله ايه؟
كاد ان يتحدث ولكن قاطعه صوت هاتفها ف اخرجته ل تجد رقم مجهول حتى تجيب قائلة بتساؤل:ايوة..مين معايا؟
اتاها صوته وهو يقول مبتسماً ببرود: شهد..وحشتينى اوى
اتسعت عيناها بعدم تصديق حتى الجم لسانها ل يتابع هو متنهداً:بصى انا مش هطول عليكى، أنس عندي لو تهمك حياته..تعالى على العنوان اللى هيتبعتلك فى رسالة دلوقتى..واحسنلك تيجى لوحدك..دا لو حياة أنس تهمك،ولو حد عرف..هقتله...مستنيكى ياحبيبتى
قالها ثم اغلق الخط حتى وقع الهاتف من يدها وهى تحدق ب أسر بصدمة ل تقول وهى ترتجف خوفاً:أنس ..أنس حياته فى خطر!
اسر بتفهم:وعشان كدة جيتلك دلوقتى..انا عارف انك بتحبى أنس ومش هتسمحى ل حياته تتعرض للخطر..صدقينى انا هحميكى وهحميه..بوعدك
نظرت له باضطراب ل تهتف بعيون دامعة:عايزنى اثق فيك ازاى بعد كل اللى عملته؟
أسر برجاء:فرصة واحدة بس..ثقى فيا ل اخر مرة،وصدقينى مش هتندمى
صمتت قليلاً متطلعة اليه قبل ان تتسائل باندفاع:وانا ايه اللى يثبتلى ان مش مروان اللى باعتك عشان تخدعنى وتسلمنى ليه؟..وحتى لو انا غلطانة،انت عرفت منين ان أنس اتخطف؟
اسر بجدية: امنيه هى اللى قالتلى عشان اساعده..مروان ميعرفش انى عرفت اصلاً
شهد بتعجب: امنيه!..وايه اللى دخل امنيه فى الموضوع دا؟
أسر بعفوية:هتفهمى كل حاجة بعدين،بس تعالى معايا..احنا لازم ننقذه
اجابته بتردد:طيب..هننقذه ازاى؟..لو بلغنا البوليس مش بعيد يأذيه او...
قاطعها قائلاً:متقلقيش انا عندى حل
شهد بترقب:حل ايه؟
اسر متنهداً:هقولك..بس دلوقتى لازم نتحرك حالاً
اخفضت عيناها بقلق واضح قبل ان تعود وتنظر له كى تجيب اخيراً باستسلام:ماشى..يلا
************
تململ مصدراً انين خافت قبل ان يفتح عينيه بصعوبة حتى ينصدم ب مروان يقف امامه وامنيه من خلفه ثم ينظر ل يجد نفسه مُكبَّل على كرسى...هز رأسه بعدم استيعاب قبل ان يتمتم متعجباً:امنيه!..مروان..انا ازاى جيت هنا؟
نظر له بانتصار حتى تقدم منه ل يقول بابتسامة باردة:تصدق وحشتنى يا أنس!...بقى كدة متعزمنيش حتى على فرحك!....خلاص نسيت صاحبك؟
حدق به بصمت وهو لم يزل غير مدركاً للموقف بينما تابع هو متنهداً:بس انت عارف ان قلبى طيب وهنسى كل دا..المهم قولى، شهد عاملة ايه؟
أنس بغضب:متجيبش سيرة بعد على لسانك ياحقير..صاحبك!..وانت عملت حساب للصداقة اللى بيننا مش كدة!..انا بجد عمرى مااتخيلت انك ممكن تبقى بالقذارة دى
مروان ببرود:معقول يا أنس!..يعنى نبقى صحاب كل السنين دى ومتعرفش انى لما بحط حاجة فى دماغها باخدها!..وبصراحة انا حاطط شهد فى دماغى من زمان،ولحد دلوقتى عايزها
أنس بحدة:انسى شهد احسنلك يا مروان..شهد كانت وهتفضل دايماً ليا انا..وعمرك ماهتقدر تاخدها..هى مستحيل تفكر فى واحد حقير زيك
مروان بجدية:بس هتضطر تفكر..ودلوقتى هى هتيجى لحد عندى وتبقى ليا للابد..وهتشوفها بنفسك وهى فى حضنى انا
نظر له هاتفاً بضيق:مستحيل..حتى لو جت،مش هتقدر تلمسها وانا موجود انت فاهم!
قالها ثم نقل بصره ل تلك التى تقف خلفه ل يهتف باستياء:وانتى...انتى طلعتى متفقة معاه على كل حاجة مش كدة!
امنيه باستعطاف:لا يا أنس صدقنى انا...
قاطعها الاخر بحدة:ايوة متفقة معايا..ومش من دلوقتى،من اول ماجت عندك الشركة...انا اللى بعتتها عشان تعرف كل اخبارك وتقولهالى..حتى اخر الاخبار ان حصل بينك انت وشهد مشاكل عشان هى مش قادرة تخلف..تصدق صعبت عليا!..لا وكمان خانتك مع واحد تانى..شكلها مش مبسوطة معاك
اغمض عينيه بغضب مكتوم وهو يقبض على يده بقوة محاولاً ان يهدأ حتى هتف بحنق: مروان احسنلك ابعد عننا..انت مش هتكسب حاجة من كل دا
اجابه بابتسامة باردة:مين قالك انى مش هكسب؟..شهد بالنسبالى اكبر مكسب..وخلاص هى بتقرب منى..وبعدين انت مش فاكر ان واحنا صغيرين كنا بنتشارك فى كل حاجة!..ليه منتشاركش فى شهد كمان؟
أنس بعصبية:اخرس ياحيوان..انا من زمان كنت عارف انك مش كويس،بس كان عندى امل تتغير..وللاسف طلعت غلطان..اللى زيك مبيتغيرش..انت كمان طلعت اقذر مما كنت اتخيل..بجد اكتر حاجة ندمان عليها انى صاحبت واحد زيك
رفع كتفه ل يجيبه بلا مبالاة:اتكلم زى ماانت عايز..شهد زمانها جاية فى الطريق..لازم اروح استقبلها،اصلها وحشتنى اوى بصراحة...سلام
قالها ثم امسك يد امنيه وذهب بها بعدما ظلت عيناها معلقة بالاخٓر بندم حزين ل يحدق بها باقتضاب حانق
*************
وصلا سوياً الى المكان حيث يوجد أنس بعدما شرح لها الخطة كاملة ف ابتلعت ريقها بعدما نظرت امامها ل تقول بخوف:انت هتسيبنى وتمشى!..المكان شكله يخوف اوى،و مروان...
قاطعها بهدوء:اهدى يا شهد،قولتلك مش هيلحق يعمل حاجة..انتى دلوقتى هتدخلى وحاولى تضيعى وقت على قد ماتقدرى،لحد مااروح ابلغ البوليس واجيلكوا
شهد بقلق:طيب..بس تعالول بسرعة
اسر مجيباً:حاضر..يلا ادخلى
تنهدت باضطراب حتى اومأت برأسها ل تقف امام باب ذلك المكان ف يفتح لها الحارس ويشير اليها كى تدخل..تقدمت بخطوات قلقة ل تجده يقف فى منتصف ذلك المكان وينظر لها بابتسامة انتصار قبل ان يهتف: شهد..اخيراً جيتيلى بمزاجك!
شهد بغضب:فين أنس؟
مروان ببرود:بلاش تجيبى سيرته بقى..دا انا بقالى كتير مشوفتكيش
شهد بحدة:خلص وقولى فين أنس...انا جاية عشانه بس
مروان باستهزاء:عشانه!..حتى بعد ماشك فيكى ودمر كل حاجة بينكوا؟..اديكى اتجوزتيه اهو ومشوفتيش معاه غير الوجع وبس
شهد بحقد:انت اللى دمرت كل حاجة..وحتى لو علاقتى ب أنس انتهت،انسى انى ممكن افكر فيك..انا كنت وهفضل ليه هو وبس..وعمرى ماهبقى لحد تانى
اجابها باستخفاف:هنشوف..انا كنت لسة من شوية بتكلم معاه عليكى وقالى نفس كلامك دا برضو..مش عارف انتو ليه متمسكين بالكدبة دى
نظرت حولها هاتفة بقلق:هو فين..عايزة اشوفه
مروان بحزم:هتشوفيه،بس مش دلوقتى..لما تدينى اللى انا عايزه
شهد بضيق:انسى انك ممكن حتى تقرب منى..انا مقدرش اسمح ل حد يلمسنى غير أنس..وخصوصاً لو كان حد قذر زيك
قالتها بحزم غاضب ناظرة له باحتقار قاصدة اهانته ل يقترب منها كى يمسك وجهها بيديه حتى يهمس بغضب مكتوم:انتى ليه مش عايزة أنس يعيش؟
شهد بحدة:انت متقدرش تعمله حاجة طول ماانا عايشة
اجابها بهدوء مخيف:بس انتى لازم تعرفى انى بحبك اكتر منه..انا اللى استاهلك يا شهد ،هو مقدرش يحافظ عليكى وجرحك..بس انا بحبك..بحبك بجنون
قالها وسرعان ما بدأ يلمسها ببطء حتى مال ل يكاد يقبلها الا ان دفعته عنها بغضب كى تصفعه على وجهه هاتفة ب كره:ابعد عنى ياحقير
حدق بها بعصبية صائحاً:بتمدى ايدك عليا تانى!..فاكرة المرة اللى فاتت قولتلك ايه؟..لو مديتى ايدك عليا هكسرهالك يا شهد..سامعانى!
وجدته يمسك ذراعها بقوة حتى يجعله خلف ظهرها ف تتأوه هاتفة بألم:اوعى،سيبنى..دراعى هيتكسر فى ايدك
ضغط على ذراعها بقسوة ل تغمض عينيها بتماسك الى ان يجذبها نحوه كى يحاوطها بحذر هامساً بحزم:انتى من دلوقتى بقيتى بتاعتى خلاص...ومستحيل اسيبك تهربى منى تانى
حاولت الافلات منه بصعوبة حتى استطاعت ف اسرعت محاولة الهرب ولكنها لم تجد اى مخرج ف ابتسم هاتفاً باستهزاء:انسى انك تقدرى تخرجى من هنا..انتى خلاص وقعتى فى ايدى..ومفيش قدامك حل غير انك تيجيلى بهدوء عشان منتعبش مع بعض،وعشان أنس برضو
حدقت به بخوف ل تجده يقترب منها ثم يمسكها وهى تحاول الابتعاد عنه ف يبدأ فى تمزيق ملابسها حتى تصرخ بأعلى صوتها: أنس...أناااااس
مروان بابتسامة سخيفة:اصرخى قد ماتقدرى..مش هيسمعك
وما ان تفوه بهذه الكلمات حتى تفاجأ بذلك الذى اتى من خلفه ل يجذبه كى يبعده عنها ف ينظر له حتى ينصدم بأنه أنس
*flash back*
مروان بجدية:اظن دلوقتى اطمنتى عليه..اتفضلى امشى بقى
امنيه بقلق:طيب..اخرج ازاى من هنا؟
مروان بعفوية:فيه كذا مكان تقدرى تخرجى منه..روحى معاه وهو هيخرجك
قالها وهو يشير الى احد الحراس امامه ف اومأت برأسها وذهبت معه..ظلت تسير معه وهى تنظر الى كل ركن فى ذلك المكان بحذر حتى لاحظت الغرفة حيث يوجد هو ف نظرت الى الحارس بقلق ثم التفتت حولها ل تجد احدى الآلات الحادة الى ان تتقدم ببطء وتمسكها كى تقترب وتضربه بها على رأسه حتى يسقط فاقداً وعيه
ذهبت مسرعة الى تلك الغرفة ولكنها وجدت الباب مغلقاً ف حاولت فتحه ولكن دون جدوى،اخذت تفكر قليلاً حتى امسكت تلك الآلة الحادة وظلت تضرب الباب بها بقوة حتى فُتح..دخلت بسرعة ل تجده قد نظر لها بتعجب قبل ان يهتف بغضب:انتى بتعملى ايه هنا؟
تقدمت كى تفكه وهى تجيب بإيجاز: أنس صدقنى انت فاهم غلط..بس مش وقت الكلام دا..شهد جاية حالاً وانت لازم تنقذها من مروان
أنس بقلق: شهد!
امنيه مجيبة:ايوة زمانها برة دلوقتى..روح اتصرف انت وانا هخرج من هنا وهحاول اوصل للبوليس وابلغ
*back*
أنس بحنق:هقتلك يا مروان
هتف بها ناظراً له بحقد وسرعان مااخذ يلكمه بقوة وقد احمرت عيناه من فرط الغضب بينما حاول الاخر الدفاع عن نفسه وهو يهتف باستخفاف غاضب:فاكر انك هتمنعنى!..انت غلطان..انا هاخد اللى انا عايزه
لم تمر ثوانٍ وكان قد جذبه بعصبية ل يدفعه بلكمة قوية حتى يسقط على الارض ف يقترب منه ثم ينحنى كى يقول بحدة ناظراً له:اليوم اللى هتقدر فيه تلمس شهد..هكون انا ميت قبله
قالها ثم ابتعد ل يلتفت اليها حتى يقترب محدقاً بها قبل ان يهمس بأنفاس لاهثة:انتى كويسة!
اومأت برأسها مجيبة بين بكائها الشديد ل تقترب فجأة وترتمى بين ذراعيه متشبثة به بخوف ف يمسح على شعرها متنهداً بضعف وهو يقول:اهدى..انا معاكى
اغمضت عينيها بقوة ل تشدد من احتضانه حتى تفتح عينيها بعد ثوانٍ كى تجد ذلك الذى قد نهض متقدماً منهم وبيده آلة حادة ف تبتعد عنه صائحة بفزع: أنااااس
نظر خلفه ل يشعر بتلك الضربة القوية على رأسه ف لم يستطع التماسك من شدة الألم وخانته قوته حتى وقع على الارض
اتسعت عيناها بعدم استيعاب بينما هتف الاخر مبتسماً بسخرية:فين قوتك يا أنس؟..بس صح،انت طول عمرك ضعيف..مقدرتش زمان تحافظ عليها،ولا حتى دلوقتى قادر
وبمجرد ان سمع هذه الكلمات حتى جن جنونه ف تحامل على نفسه ل ينهض بصعوبة ويأخذ يصفعه ويضربه بقوة بينما مروان يتقاتل معه بحنق الى ان شعر بقواه تتلاشى وقد تقطعت انفاسه بتعب ف ارخى ذراعيه كى يسقط ثانيةً شبه فاقداً للوعى...اُلجم لسانها محدقة به بخوف حتى اسرعت اليه ل تجثو على ركبتيها كى ترفع رأسه وتضعها على ساقيها هاتفة باضطراب:أنس...أنس قوم،ارجوك قوم وكلمنى
فتح عينيه ناظراً لها بأعين زائغة ولم يقوى على التفوه بشئ ف اخذت تهز رأسها مراراً وهى تصرخ به: أنس بقولك قوم...انت مينفعش تسيبنى،رد عليا وقولى انك كويس...انت كويس ومش هيحصلك حاجة
ابتلع ريقه بصعوبة محاولاً التقاط انفاسه ولكن سرعان ما عاد ل يغمض عينيه ثانيةً بعدما ارتخت خلايا جسده تدريجياً ف شعرت به يستكين بين ذراعيها بضعف...ظلت عيناها معلقة به ولم تشعر بنبضاتها عندما اختفى صوت انفاسه فجأة
ظلت هكذا ل ثوانٍ حتى لم تشعر بشئ سوى يد ذلك الذى جذبها نحوه كى يوقفها امامه ثم يمسك ذراعيها متطلعاً اليها بوقاحة ف اخذت تنتفض بين يديه مغمضة عينيها بعدما ادركت ان لامفر من قدٓرها ذاك الذى اوقعها...!
لم تمر دقائق فى محاولاته للاقتراب منها الا ان وجدا الباب يُفتح بقوة ل يدخل اسر وامنيه بصحبة الشرطة،حدق بهم بدهشة ل ينظر الى اسر هاتفاً بغضب:انت!
اجابه بنظرة انتصار:قولتلك من الاول مش هكمل اللعبة دى..ودلوقتى نهيتها..بس انا بجد متشكر اوى يا مروان،عشان انت اللى عرفتنى الفرق بين الصح والغلط
تطلع اليه بحقد ل تعتقله الشرطة ثم يأخذوه بعدما ظلت عيناه معلقة ب امنيه بحنق متوعداً
نظرا سوياً بعدما تنهدا ل يجداها قد تقدمت كى تجثو ثانيةً امام ذلك الملقى على الارض حتى تتعالى شهقات بكائها حتى يتقدم منها اسر وقد خلع جاكيته ل يضعه عليها وهو يقول محاولاً طمئنتها:اهدى يا شهد..الاسعاف جاية حالاً وهيبقى كويس
************
فى المستشفى،كان ثلاثتهم يقفون بالخارج بعدما تم نقله الى غرفة العمليات ل يهتف هو بعفوية ناظراً لها بأسف: شهد ارجوكى اهدى...
قاطعته بحدة من بين بكائها:اهدى!..بتقولى اهدى وأنس جوة ومش عارفة ايه اللى حصله!..انت مش عارف،هو تعبان اصلاً وممكن دا يأثر عليه..كل دا بسببكوا انت الاتنين..دلوقتى كل حاجة تمت زى ماخططتوا صح!
قالتها حتى عادت الى بكائها وهى تهز قدمها بخوف بينما تقدمت منها امنيه بتردد كى تقول بهدوء: شهد صدقينى...
قاطعتها وهى تشير لها محذرة:انتى بالذات مش عايزة اسمع منك ولا كلمة..وحياة أنس يا امنيه لو حصله حاجة ما هرحمك
امنيه بعيون دامعة:ماشى،انا عارفة انى غلطت..بس انتى متعرفيش الموضوع كله حصل ازاى و...
شهد بغضب:مش عايزة اعرف..واظن لحد كدة وكفاية..انتى اصلاً ليه لسة هنا؟..مش خطتك نجحت خلاص!...يلا امشى
نظرت لها بضيق نادم ولم تجب بل اخفضت نظرها ف كادت شهد ان تتابع حديثها ولكن خرج الطبيب فجأة ف ذهبت اليه بسرعة هاتفة بلهفة:دكتور..أنس كويس مش كدة!
الطبيب:منقدرش نقول انه كويس بس..لحد دلوقتى حالته مش خطيرة
شهد بقلق:يعنى ايه؟..هو حصله ايه يادكتور!
الطبيب:اكيد حضرتك عارفة انه عنده مشكلة فى قلبه لما بيتعصب او يتعرض ل ضغط شديد..واللى حصل دا اثر عليه جداً،عشان كدة لازم يرتاح ومحتاج رعاية جامدة
اجابته بخفوت حزين:طيب هو فاق ولا لسة!
الطبيب:لا لسة..هيفوق كمان شوية..تقدرى تدخليله،بس ياريت بلاش كلام كتير عشان...
قاطعته بتفهم:ماشى،انا عارفة كل دا...متشكرة جداً يادكتور
وبمجرد ان ذهب الطبيب حتى اتجهت الى الغرفة ل تدخل كى تراه ممدداً على الفراش بسكون تام ولم يزل فاقداً وعيه..نظرت له بألم قلق قبل ان تقترب كى تجلس امامه على الكرسى حتى تمسك يده ل تقول بصوت مبحوح بعدما جاهدت ل تخرج حروفها: أنس..انا اسفة،كل دا حصلك بسببى...لو مكنتش دخلت حياتك مكانش حصل كل دا..ياريتنى فضلت بعيد عنك..ارجوك سامحنى،انا بجد اسفة
قالتها وسرعان ما اخفضت رأسها وهى تبكى بحرقة..ظلت ممسكة بيده تضغط عليها بندم الى ان شعرت ب يده الاخرى توضع على رأسها ف رفعت عيناها ل تحدق به هاتفة باندفاع:أنس..انت كويس مش كدة!
اومأ برأسه مجيباً بتعب حتى اشار الى وجهها ف مسحت دموعها ل تقول بتماسك:انا كويسة متقلقش..دلوقتى لازم ترتاح ومتتكلمش خالص
ابتلع ريقه ل يتمتم بصعوبة:مروان...
قاطعته بهدوء: مروان خلاص اتسجن..كل حاجة انتهت يا أنس ،دلوقتى مفيش داعى تقلق من اى حاجة..ارتاح بقى
نظر لها بضعف ل يتنهد بشرود حتى يجدا امنيه واسر قد دخلا متقدمين منهم ف اشاح أنس بوجهه عنهم بضيق بينما هتفت امنيه بتردد: أنس...
شهد بحدة: اسر خدها وامشوا لو سمحت..أنس لازم يرتاح دلوقتى،وكفاية لحد كدة ارجوكوا
نظرت لها بحزن بينما تطلع اليها اسر ل يقول بجدية:يلا يا امنيه
امنيه بخفوت:بس يا اسر...
اسر بهدوء: امنيه ،دا مش وقت كلام..لازم نمشى
نظرت له بعبوس حتى اومأت برأسها باستسلام وذهبت معه
***********
اقتربت منه مبتسمة ل تقف امامه ناظرة اليه حتى يهتف متسائلاً:جاية ليه؟
اجابته بعفوية:عشانك...حبيت اشوفك ونتكلم شوية،طالما مشغول طول الوقت ومش بترد على مكالماتى حتى
عمر متنهداً:انتى عارفة انى الفترة دى مش فاضى خالص...لسة راجع من سفر وورايا حاجات كتير
تطلعت اليه هامسة بمراوغة:عارفة...وعشان كدة جيتلك،اصلك بصراحة...وحشتنى اوى
قالتها وقد وضعت يديها على كتفيه ل تحاوط عنقه بتملك حتى ينظر لها مستنكراً قبل ان يبعد يديها عنه كى يتقدم ويرتشف بعض الخمر من الكأس الذى امامه ثم يقول: يارا انا مش فاضى للكلام دا...لو سمحتى اتفضلى امشى
عقدت حاجبيها مجيبة بتعجب:امشى!...افهم من كدة انى موحشتكش؟
عمر بجدية:قولتلك انا معنديش وقت للتفاهات دى،سيبينى لوحدى
تقدمت منه ل تنظر فى عيناه هامسة باستعطاف:ماانت على طول لوحدك...فيها ايه لو سمحتلى ابقى معاك!..على الاقل اخرجك من اللى انت فيه دا
اجابها هاتفاً باستنكار:ايه اللى انا فيه؟...شايفانى اتجننت وبخرف قدامك!
يارا موضحة:لا طبعاً مش قصدى...بس انت..عمر انت عارف انى بحبك صح!
حدق بها ل ثوانٍ حتى تنهد مبتسماً بسخرية وهو يجيب:لو قولتلك اه،ايه اللى هيحصل؟
اجابته مسرعة:تحاول تدى نفسك فرصة ونقرب شوية،وصدقنى مش هتندم...وبعدين متنساش اننا صحاب من سنين
عمر بحدة:انتى قولتيها بنفسك،صحاب...يعنى اللى انتى عايزاه مستحيل
يارا باندفاع:ليه مستحيل؟...عشانها مش كدة!..عشان انت لسة بتحبها
احتدت نظرته بانزعاج واضح حتى تابعت بسخرية حانقة:لسة بتحبها بعد اللى عملته فيك..وانا اللى بتمنى بس تقرب منى شايفنى ولا حاجة!...عمر فوق بقى،واحدة زى دى متستاهلكش...انت المفروض تكرهها مش تفضل تحبها وتعذب نفسك كدة،ولا هى عشان خدعتك وطلعت بتتسلى واجعاك اوى!
صدمها بصفعة قوية على وجهها ف تحسست وجنتها محدقة به بعدم استيعاب حتى ازدادت دهشتها وهى تجده يقبض على شعرها بقوة ل يجذبها نحوه هاتفاً بغضب:اياكى تجيبى سيرتها على لسانك...انا حر واعمل اللى انا عايزه،مش واحدة زيك اللى هتقولى اعمل ايه...ومش واحدة زيك اللى هتتجرأ وتتكلم على حاجة تخصنى كدة،عشان صدقينى انتى مشوفتيش حاجة من الوجع اللى بتتكلمى عليه دا..ولو شوفتى،انتى اول واحدة هتتدمرى...فاهمة!
نظرت له بضيق وهى تحاول ابعاد يده عنها حتى دفعها بحنق صائحاً:اطلعى برة...برة
اسرعت بخطوات مندفعة وغاضبة الى الخارج ل تغلق الباب خلفها بعنف بينما يسمح هو على شعره متنهداً بقوة حتى يتراجع الى الخلف كى يجلس على طرف الفراش ف يضع وجهه بين كفيه محاولاً ان يتماسك كى لايستسلم ل غضبه الاعمى
*************
اسر بجدية:امنيه اهدى بقى..محصلش حاجة لكل دا
هتفت مجيبة ببكاء:محصلش حاجة!..انا مش عارفة أنس بيفكر فيا ازاى دلوقتى او فهمنى ازاى..اكيد فكرنى كنت بخدعه
اسر باندفاع:طب ماهو دا اللى كنتى بتعمليه فعلاً،انتى هتكدبى على نفسك ولا ايه!
امنيه بضيق:لا مش هكدب على نفسى،بس انت اكتر واحد عارف ان دا كان غصب عنى..انا كام مرة قولتلك نوقف اللى بنعمله دا بس انت خوفت!
اجابها بحدة:انا خوفت عشان امى كانت بين الحياة والموت وكنت مضطر اكمل عشان انقذها..لكن انتى بقى،كنتى مضطرة عشان..
قالها ثم صمت ف نظرت له ل تهمس بألم:كمل..مش هتجرحنى متخافش،انا خلاص اتعودت على كدة
تنهد طويلاً وهو يحاول ان يهدأ كى يقول:امنيه..مفيش داعى نفضل نلوم بعض لان دا مش هيغير حاجة من اللى حصل،احنا الاتنين غلطنا..ومفيش قدامنا حل غير اننا نصلح الغلط دا ونحاول نوضح موقفنا قدام شهد وأنس
امنيه بخفوت:طيب..تفتكر انس ممكن يسامحنى لو عرف الحقيقة!
نظر لها باستنكار حتى تسائل بتردد:انتى لسة بتحبيه يا امنيه؟
امنيه بتهرب:ودا هيفيد بإيه دلوقتى؟..المهم اننا نحاول نصلح غلطنا
انس بجدية:هنحاول...بس انا عايز اعرف،انتى لسة بتحبيه؟
امنيه بتساؤل:ودا يفرق معاك فى ايه؟
اسر بنبرة غريبة:صدقينى يفرق معايا اوى..اوى يا امنيه...جاوبينى ارجوكى
حدقت به بتعجب حتى تنهدت بحزن وهى تقول:انا مقدرش انكر انى فعلاً حبيت انس اوى..بس لما شوفت السعادة اللى فى عيونه وهو مع شهد ،حسيت انى مليش وجود فى حياته اصلاً..انا غلطت قبل كدة يا اسر ومش عايزة اكرر غلطى،مش عايزة احب الانسان الغلط تانى..رغم انى عارفة ان مفيش حد زى أنس بس..بس هو مش ليا،هو قلبه كان وهيفضل دايماً ل شهد وبس
اسر بهدوء:بس دى مش اجابة على سؤالى
امنيه بصعوبة:صدقنى انا معرفش اذا كنت لسة بحبه او لا،بس..تقدر تقول انى اقتنعت خلاص ان مليش نصيب احب واتحب زى اى حد..عشان كدة كل اللى انا عايزاه انه يكون مبسوط فى حياته،لانى مشوفتش منه حاجة وحشة
تنهد ناظراً ب حيرة ل يهتف بشك:افهم من كدة انك معندكيش استعداد تدخلى فى اى علاقة تانى!
امنيه بسخرية:وهو مين اصلاً اللى هيقبل يحب او يرتبط بواحدة زيى يا اسر؟..سيبك منى بقى وقولى،مامتك عاملة ايه دلوقتى!
اسر بعفوية:كويسة..بس اخر فحوصات ليها بتقول ان فاضلها حوالى ٣شهور و...
امنيه بحزن:انت عملت اللى عليك وزيادة..دلوقتى لازم تقضى كل وقتك معاها وتحس بوجودها جنبك لان دى فى حد ذاتها نعمة كبيرة،مبيحسش بيها غير اللى فقدها
نظر لها بأسف حتى اومأ برأسه بصمت ل يتابعا سيرهم معاً
*************
زفرت بضيق ناظرة امامها ل تضع يدها على بطنها المنتفخة كى تهتف بتذمر:اهدى بقى...اهدى عشان تعبت
مرت دقائق وهى على نفس حالتها،تتلوى بجسدها من الألم والارهاق حتى وجدته يأتى متقدماً منها وسرعان مايعقد حاجبيه مستفهماً عندما يراها هكذا ف يهتف بقلق: نهله مالك!...انتى كويسة؟
هزت رأسها نفياً وهى تجيبه بتعب:لا مش كويسة...تعبانة اوى،مش عارفة اقعد حتى
تقدم ل يجلس بجانبها حتى يتابع باستنكار:والتعب دا طبيعى مش كدة؟
نهله بانزعاج:للاسف...كله من بنتك،الدكتورة قالتلى ان اخر شهر بيبقى متعب...بس مش للدرجة دى
تنهد ناظراً لها بأسف قبل ان يقترب متسائلاً:طيب اهدى...قوليلى ايه اللى تاعبك؟
نهله بخفوت:جسمى كله...حاسة بإرهاق فظيع،كأنى فى سباق جرى
ابتسم بتفهم ل تجده يضع يديه على كتفيها كى يجيب بعفوية:خلاص،استرخى وانا هحاول اعمل اى حاجة
عقدت حاجبيها بترقب الى ان وجدته يبدأ فى تدليك كتفيها برفق حتى تغمض عينيها متنهدة طويلاً وسرعان ماتبتسم تدريجياً قبل ان تهمس: أحمد
اجابها بهدوء:نعم!
تابعت بتلقائية:انا مكنتش اتخيل ابداً انك كدة..يعنى لما اتعرفت عليك،كان طبيعى اخد عنك فكرة زى ماانا شايفاك...يعنى...
قاطعها بتفهم:عارف...قصدك انك كنتى شايفانى مغرور ومتكبر،ف مستحيل كنتى تتخيلى انى اهتم بيكى او بأى حد كدة...او حتى احب من قلبى
نهله بابتسامة:مظنش انك تقدر تهتم بحد غيرى
رفع حاجبه مجيباً باستنكار:ياسلام!..ودا ليه بقى؟
نهله بغرور:عادى..واثقة فى نفسى مش اكتر
ابتسم متنهداً قبل ان يتسائل بترقب:وياترى لما تمشى وتسيبينى...هتفضلى جابرة قلبى ميحبش ولا يهتم بغيرك!
صمتت محدقة امامها باضطراب الا ان حاولت تغيير مجرى الحديث وهى تقول بتهرب:بس انت بتعمل مساچ حلو اوى،مكنتش اعرف
أحمد بخفوت:مرتاحة!
اومأت برأسها ل تتنهد بشئ من الارتياح بينما يظل هو يتابع مايفعله الى ان ترخى كتفيها بضعف حتى تنحنى بعدما ابتعدت عنه كى تضع رأسها على ساقه ف يبتسم ثم يرفع يده ويمسح على شعرها قبل ان تهمس مغمضة عينيها:تعرف!...انت بجد انسان جميل اوى
عقد حاجبيه متعجباً بينما تابعت هى بنفس نبرتها:انا عمرى ماندمت انى حبيتك ولو ل لحظة،ودلوقتى...مبسوطة عشان حبيتك،لانك تستاهل دا...برغم اى حاجة حصلت بعدين،انا مش ندمانة ابداً
تطلع اليها غير مصدقاً ماتتفوه به حتى قالت مبتسمة بأسف:لولا ان اللى عملته مسّ كرامتى اوى،كنت سامحتك من وقت طويل...دى الاجابة على كل الاسئلة اللى بتدور فى عقلك دلوقتى
أحمد بحزن:بس انتى قولتى انك سامحتينى
نهله بتماسك:يمكن...بس لسة،لسة قلبى مكسور اوى منك يا أحمد
نظر لها ل يجيب بندم:عارف...وعارف انى مش قادر اصلح دا،بس صدقينى كان غصب عنى
زفرت طويلاً وهى لم تزل تغمض عينيها حتى امسكت بيده ل تضع وجهها عليها وسرعان ماتغفو بسكون تاركة اياه تائهاً بين آلامه وافكاره الآسفة
*************
اضطرت للعودة معه الى المنزل كى تتابع حالته ف اخذت تهتم به وتحاول الانتباه اليه حتى يتحسن...وبعد بضعة ايام من ذاك الصمت المزعج بينهم،تحركت متقدمة من المرآة وهى ترتدى المئزر الخاص بها بعدما اخذت حماماً دافئاً محاولة تهدئة اعصابها...اخدت تحدق ل انعكاس صورتها بالمرآة حتى تحسست وجهها الشاحب بعبوس قبل ان تتنهد بحزن خفى ف تراه يأتى من خلفها متقدماً منها بهدوء تام
حاولت الا تنظر الى انعكاس صورته التى امامها الا ان وجدته يقترب ببطء كى يحاوط خصرها بذراعيه ف تغمض عينيها وقد تسارعت نبضاتها باضطراب بينما اغمض عينيه هو الاخر ل يدفن وجهه فى عنقها متنهداً حتى رفعت يدها كى تبعد يديه عنها بحذر ثم تلتفت ناظرة له بصمت...تجهمت تعبيراتها بعدما نظرت ل اثار تلك الجروح التى بوجهه ف رفعت يدها كى تتحسسها برفق قبل ان تهمس بحزن:اسفة
أنس بخفوت:على ايه!
تنهدت مغمضة عينيها كى تجيب:كل اللى حصل كان بسببى
ابتسم بأسف ل يرفع يده ويضعها على قلبها وهو يقول:ودا بسببى انا
حدقت به ل ثوانٍ حتى اقترب من وجهها ل يسند جبينه الى جبينها ثم يهمس متنهداً:كل الوجع اللى حسيتيه كان بسببى...انا مقدرتش اديكى الحب اللى تستاهليه،لكن انتى اديتينى كل اللى عندك..من اول ماعرفتينى وانتى بس اللى كنتى مستعدة تضحى...لكن انا....
قاطعته مبتسمة باستخفاف:لا يا أنس...انا مضحيتش،عمرى ماضحيت بأى حاجة...كفاية انك استحملت ظروفى ومرضى،كان لازم من الاول افهم ان مفيش حاجة بتفضل للاخر
أنس بندم:صدقينى انا....
قاطعته وهى تبتعد هاتفة بتهرب:اا انت تعبان...ارتاح لحد مااغير واجهزلك الاكل،عشان لازم تاخد ادويتك
قالتها ثم تحركت ل تكاد تذهب الا ان وجدته يمسك يدها كى يجذبها اليه ثم يضمها بقوة حتى يقترب ويهمس برجاء:سامحينى
لم تبدى اى ردة فعل حتى انها لم تعانقه،بل ظلت تحدق امامها بجمود منتظرة ان يبتعد كى لا يضعفها اكثر من ذلك ف قبضت على يدها بقوة الى ان ابتعد ل يحتضن وجهها بين كفيه حتى يقترب ويقبل جبينها بحنان...تحررت دمعة من عينها مسحتها سريعاً وهى تبتعد كى تذهب مغادرة الغرفة تاركة اياه يقف متخبطاً بين ندمه ومشاعره تلك التى باتت تؤرقه وبشدة
************
فى مساء اليوم التالى،كانا يجلسان سوياً ل يشاهدا التلفاز ولكن كلاً منهما شارداً للغاية حتى قاطع صمتهم صوت الباب ف نهضت هى قائلة بهدوء:انا هفتح
قالتها ثم تقدمت كى تفتح الباب حتى وجدت امنيه امامها ف تنهدت قبل ان تهتف بانزعاج:اتفضلى
تطلعت اليها بتعجب ولكنها اومأت برأسها وما ان دخلت ورآها أنس حتى نهض هاتفاً بغضب:انتى ايه اللى جابك هنا؟
امنيه برجاء: انس ارجوك اسمعنى
انس بحدة:مش عايز اسمعك..اتفضلى امشى من هنا
شهد بجدية: أنس..لازم تسمعها،متنساش ان هى اللى انقذتك..وبعدين انت مش هتخسر حاجة لو سمعتها..بالعكس،انت لو عاندت هتخسر..زى ماعملت معايا..وشوف وصلنا ل فين دلوقتى بسبب العناد دا
نظر لها بعبوس ف اشارت اليها بأن تجلس..اقتربت بتردد وجلست ناظرة له باضطراب حتى قال بجدية:خلصى وقولى عايزة ايه؟
امنيه بخفوت:عايزاك تعرف الحقيقة كلها..انت فاكر انى خدعتك واتفقت مع مروان..بس صدقنى انا كنت مجبرة
أنس بسخرية:زى ماالاستاذ اسر كان مجبر برضو مش كدة!
امنيه بأسف:ايوة،احنا الاتنين كنا مجبرين..ومروان استغل دا وخدعنا..انا عارفة انى غلطت كتير بس كان غصب عنى،عشان كدة هقولك كل حاجة من الاول
نظرا لها بترقب متسائلين حتى تابعت بتردد:فاكر الشاب اللى قولتلك انى كنت بحبه ايام الجامعة واهله رفضونى عشان ظروفى و...
قاطعها مجيباً:ايوة فاكره..كملى
امنيه بصعوبة:الشاب دا هو مروان..انا حكيتلك كل حاجة عننا ومكدبتش عليك،غير فى حاجة واحدة بس..يوم ماخادنى بيته وقالى هيعرفنى على اهله ولما روحت ملقيتش حد..ساعتها هو مااجبرنيش على حاجة..هو خدعنى وانا..انا سلمتله نفسى
حدقا بها بدهشة ف تساقطت دموعها ل تبرر ببكاء:هو قالى اننا لازم نعمل كدة عشان يجبر اهله انهم يوافقوا عليا..فضلنا كتير على الحال دا وهو كان بيتهرب منى بأى سبب..انا وافقت عشان كنت ساذجة وبحبه اوى..مكنتش اعرف حقيقته..بس هو استغل ضعفى وحبى ليه،ومش بس كدة..دا هددنى انى لو موافقتش اساعده هيفضحنى
شهد بعدم فهم:هيفضحك ازاى؟
امنيه بإحراج:هو..هو طلع مصورنى و..هددنى انى لو موافقتش هينشر الصور دى فى كل حتة،ف اضطريت اوافق واظهر فى حياتك..عشان اشغله عنك واحاول اخليه ينساكى
عقد حاجبيه هاتفاً بعدم استيعاب:يعنى كل اللى قولتيهولى كان كدب!..الفندق والبيت..واهلك!..كنتى بتكدبى عليا..انا ازاى كنت غبى كدة؟
امنيه بندم:صدقنى انا كنت مضطرة...
قاطعها بغضب:كنتى مضطرة عشان ميفضحش حقيقتك!..والحقيقة دى ان مفيش فرق بينك وبينه،انتوا الاتنين...
قاطعته شهد: أنس..بلاش تحكم عليها بالشكل دا..كلنا بنغلط،وانت كمان غلطت
أنس بانزعاج:دا على اساس انك عمرك ماغلطتى مثلاً!
شهد بحزن:كلنا غلطنا..ودلوقتى بنتعاقب على اخطائنا دى..بس انا نفسى اعرف هفضل اتعاقب لحد امتى
نظر لها بعبوس آسفاً ف اشاحت بوجهها عنه ل تتابع الاخرى بهدوء:انا عارفة انكو صعب تسامحونى او يمكن مستحيل..بس فيه حاجة اخيرة هطلبها منكوا ،دى محاولة بس عشان اقدر اسامح نفسى على اللى عملته
شهد بتساؤل:حاجة ايه؟
اجابتها بعفوية:لازم تيجوا انتوا الاتنين معايا دلوقتى
أنس بسخرية:ياترى مروان هرب من السجن وناوى يخطفنا تانى ف بعتك عشان تجيبينا!
تنهدت قائلة: أنس ارجوك..لو مش هتسامحنى على الاقل وافق وتعالى..عشان خاطر شهد حتى مش عشانى
شهد باستهزاء:لو عشان خاطرى يبقى مش هييجى..انا جاية معاكى،وهو لو عايز هييجى
أنس بضيق:ايه الكلام دا يا شهد؟
شهد بجدية:ارجوك،مش وقته..يلا نروح معاها عشان نخلص الموضوع دا بقى
زفر باستسلام ناظراً امامه حتى ذهبا سوياً معها الى ان وصلا الى مكان هادئ تماماً ل يجدا اسر يجلس امامهم ف يهتف أنس بغضب:ايه اللى جاب دا هنا؟
امنيه بجدية:انا واسر السبب فى كل دا..وعشان كدة لازم نصلح كل اللى عملناه
نظرت له شهد حتى تقدما بتردد ل يجلسا امامه بصمت بينما تجلس امنيه معهم حتى يهتف اسر بامتنان:متشكر اوى يا امنيه انك قدرتى تخليهم ييجوا ..اول حاجة انا اسف جداً،رغم انى عارف ان الاعتذار مش كفاية ومش هيرجع حاجة من اللى راح بس..انا غلطت ولازم اعتذر..خصوصاً ليك يا أنس
نظر له بانزعاج ثم اشاح بوجهه بعدم اهتمام ف تابع قائلاً بهدوء:اظن ان شهد قالتلك كل حاجة عنى وليه عملت كدة..عارف ان دا مش مبرر قوى،بس..انا مكانش قدامى حل تانى..وعموماً كل دا انتهى خلاص،المهم اللى جاى
قالها ثم تنهد ل يقول ناظراً له:اول حاجة لازم تعرفها ان شهد بتحبك اوى..ومظنش انى ممكن الاقى حد بيحب من كل قلبه زيها..هى رغم كل اللى حصل فضلت متمسكة بيك لحد اخر لحظة..قولى انت،ازاى هتكون بتحبك كدة وهتخونك حتى لو بمشاعرها؟..شهد كانت كل يوم بتثبتلى انى غلطت وانى وحش اوى عشان فكرت ابعدكوا عن بعض...
قاطعته بألم:مفيش داعى لكل دا يا اسر....انت معملتش حاجة،انت حاولت تدمر علاقة كانت على وشك الانهيار اصلاً
اغمض انس عينيه بضيق وأسف بينما نظرت له الاخرى ل تقول بابتسامة باهتة: أنس..انا حبيتك اوى..ومتهيألى انك عارف دا..لما مروان طلب منى ادخل حياتك مكنتش عارفة هو بيعمل كدة ليه،ولا كنت اعرف عنك اى حاجة اصلاً..انا كنت بنفذ اللى بيقوله وخلاص..بس لما عرفتك بجد،حبيتك..كنت بتمنى انك تحبنى ولو جزء بسيط من حبك ل شهد..وكان عندى امل انك تحبنى او حتى تنساها،بس طلعت غلطانة..وتعرف!..انت لما رجعت من السفر ومعاك شهد انا مزعلتش لما عرفت انك اتجوزتها..بالعكس انا فرحت،فرحت عشان شوفت فى عيونك فرحة عمرى ماشوفتها غير لما شهد رجعتلك..ساعتها حسيت كأنك كنت عايش من غير روح،ولما لقيتها روحك رجعتلك..كان نفسى اشوفك مبسوط كدة دايماً،بس غصب عنى كنت بعمل اللى مروان بيقوله..بس لو تلاحظ حتى،انا مكنتش بحاول ابعدك عنها..انا كنت عايزة اقربكول من بعض عشان مروان يزهق ويبعد عنكوا..بس هو حس ان انا واسر بنخدعه،عشان كدة قرر يخطفك ويجبر شهد تروحله..مروان انسان مريض،خدعنا كلنا...بس خلاص،كل دا انتهى..ودلوقتى مفيش حاجة هتفرقكوا...
قاطعها اسر موضحاً:مفيش حاجة هتفرقكوا لو اتمسكتوا ببعض واتحديتوا الظروف سوا..غير كدة،لأ
...................................يتبع

أنت تقرأ
قلب واحد وعمر واحد وفرصة واحدة2
Romanceانت صديقي الاكثر.. حبيبي الاكثر.. اراك عالمي وعافيتي وضحكتي.. ليس الاعتياد والكبرياء والنسيان والكثير من المشاكل من سيأثروا بعلاقتنا فانت خارج كل منطق 😍