قلب واحد وعمر واحد وفرصة واحدة2
Part10لم تمهلها صدمتها الفرصة كى تنطق بأى شئ،فقط اخذت تحدق به باستياء غاضب بينما هو ينظر اليها بابتسامة منتصرة كرهتها وبشدة....ظلت واقفة ل ثوانٍ وقد رأت جميع كذباته امام عينيها للتو،ابتلعت ريقها متصنعة الجمود ل تهز رأسها نفياً وهى لازالت غير مستوعبة ل اى شئ مما يحدث حتى تحركت ذاهبة كى تتقدم خارج ذلك المكان بخطوات ضائعة لاتعرف اين وجهتها!
***********
كانا نائمان بجانب بعضهما بينما استيقظت هى متنهدة ل تظل جالسة تنظر له بقلق وسرعان ما شعرت بألم بسيط فى بطنها ف رفعت يدها كى توقظه قائلة بهدوء: أنس...أنس اصحى
فتح عينيه بعدما تنهد بتأفف ل ينظر لها بتساؤل مجيباً:ايه يا شهد ،الساعة كام؟
شهد بعفوية:١٢
أنس بتعجب:طب وانتى ايه اللى مصحيكى لحد دلوقتى؟
شهد بخفوت:انا كنت نايمة،بس حسيت انى تعبانة شوية ف صحيت
نهض ناظراً لها وهو يهتف بقلق:تعبانة!...مالك فيه ايه؟
شهد ببساطة:مفيش حاجة يا أنس مالك قلقت كدة ليه!...عادى انا لما بقلق بطنى بتوجعنى
أنس باستنكار:لما بتقلقى!..وانتى قلقانة من ايه؟
تطلعت اليه بعبوس قبل ان تهمس:قلقانة عليك
تنهد أنس :تانى ياشهد!..ياحبيبتى قولتلك مفيش حاجة هتحصل،انتى مكبرة الموضوع ليه؟
شهد بحزن:طيب قولى ازاى مفكرش واقلق!..انا بعيش فى رعب كل ثانية بسبب اللى عمله فيا..انت متخيل لو قدر يوصلنا...
قاطعها هاتفاً بهدوء:اهدى يا شهد...عشان خاطرى اهدى،انا وعدتك ان مفيش حاجة هتحصل طول ماانا معاكى مش كدة!
شهد ببراءة:ايوة بس انا خايفة عليك...كل شوية افكر لو قدر يوصلنا واذاك هعمل ايه،انا مش بعيد اموت لو حصلك حاجة
أنس بحدة:اوعى تقولى كدة تانى انتى فاهمة!..هو مش هيقدر يوصلنا ولو حتى قدر انا مش هسمحله يعمل حاجة،مش عايز اسمع منك الكلام دا تانى خلاص!
اومأت برأسها متعجبة بخوف بينما لاحظ هو خوفها ف اقترب متنهداً ل يضمها الى صدره ثم يهمس:اسف
شهد بتذمر طفولى:بعد ماخوفتنى بتتأسف!
ابتسم أنس :خلاص صدقينى مش هعلى صوتى عليكى تانى...اسف
شهد ببراءة:خلاص محصلش حاجة
أنس بعفوية:طيب ممكن متقوليش الكلام دا تانى عشان بيضايقنى!
شهد بحزن:صدقنى غصب عنى..انا خايفة عليك ومش عارفة ابطل تفكير وقلق..قولى اعمل ايه؟
أنس مجيباً:كل ماتحسى انك خايفة او قلقانة،تعالى فى حضنى..ساعتها هتنسى كل حاجة ومش هتفكرى فى اى حاجة تخوفك
ابتسمت بخفوت ل تتمسك به مجيبة:حاضر هجرب
أنس مازحاً:على فكرة انتى بتجربى دلوقتى...قوليلى حاسة بإيه بقى؟
تنهدت بابتسامة حتى اغمضت عيناها هامسة:حاسة انى مطمنة اوى ومش خايفة من اى حاجة...ومش عايزة غير انى افضل فى حضنك كدة على طول ومش مهم اى حاجة تانية
ابتسم بتفهم مجيباً:خلاص..خليكى فى حضنى على طول
شهد بعفوية:حاضر بس متسيبنيش
مسح على شعرها برفق ل يجيب بحب:مقدرش اسيبك
دفنت رأسها فى صدره مغمضة عيناها بسكون وارتياح بينما ظل هو يمسح على شعرها بحنان الى ان شعر بها قد غفت بين ذراعيه ف ابتسم وهو يبعدها كى يقبل جبينها بهدوء قبل ان يتمدد حتى يغمض عينيه هو الاخر ل يعود الى نومه بينما هى لاتزال محكمة قبضتيها عليه بتملك اثناء نومها
************
عادت الى المنزل وبمجرد ان دخلت الغرفة حتى اخذت تتذكر جميع لحظاتها معه...لم تستطع تصديق ان كل هذا كان مجرد كذبة حقيرة اراد ان يخدعها بها!
جلست على طرف الفراش ناظرة حولها بضياع وسرعان ماانفجرت باكية بعدما خانتها اقنعة القوى المتظاهرة بها
ظلت تبكى بألم اخترق قلبها حتى شعرت انها اوشكت على الانهيار من هول الصدمة،اخفضت شهقاتها بصعوبة ل تلتقط انفاسها تدريجياً الى ان تنهض متنهدة بضيق كى تتحرك متجهة الى خزانة الملابس ف تخرج جميع اغراضها ثم تضعها فى حقيبتها بينما تدخل جيسى فى تلك اللحظة وهى تهتف بعفوية: نهله كنت عايزة....
وقبل ان تكمل كانت قد رأت ماتفعله ف عقدت حاجبيها متسائلة بتعجب: نهله..انتى بتعملى ايه؟
نهله بصوت مبحوح:زى ماانتى شايفة...انا ماشية
جيسى بدهشة:ماشية!...ليه ايه اللى حصل؟
اجابتها مبتسمة باستهزاء:ابقى اسألى أحمد وهو يقولك
جيسى بجدية: نهله قوليلى ايه اللى حصل...انتى اتخانقتى مع أحمد!
نهله متنهدة:مش مهم بس انا لازم امشى...خلى بالك من نفسك
جيسى باعتراض:لا انتى مش هتمشى غير لما افهم كل حاجة
نهله بحزم:وانا بقولك لازم امشى...هتفهمى كل حاجة بعدين،سلام
قالتها ثم تحركت ذاهبة ل تتركها تهز رأسها نفياً وهى غير مدركة مايحدث
ظلت جالسة تنتظره ل وقت طويل الى ان جاء اخيراً ف نهضت سريعاً كى تهتف بجدية ناظرة له:ممكن تفهمنى ايه اللى حصل بينك وبين نهله عشان تمشى وتسيب البيت!
أحمد بعدم اهتمام:وانتى مالك؟
قالها وهو يتحرك امامها بهدوء زاد من تعجبها ف تابعت بإصرار مستنكرة:يعنى ايه انا مالى؟...انا لازم افهم ايه اللى حصل
أحمد ببرود:لا مش لازم
اقتربت ل تقف امامه حتى تتطلع اليه قائلة بهدوء: أحمد ارجوك قولى...انا عايزة اعرف عشان لو فيه بينكوا مشكلة احلها وكل حاجة تتصلح
اجابها بعفوية ناظراً امامه:مفيش بيننا حاجة عشان تتصلح
جيسى بعدم فهم:يعنى ايه؟...ازاى مفيش حاجة ونهله لمت هدومها ومشيت!
زفر هاتفاً بنفاذ صبر:جيسى ادخلى نامى وياريت تنسى كل اللى حصل دا
جيسى بانزعاج: أحمد بطل البرود دا وقولى فيه ايه...انا مش همشى من هنا غير لما اعرف كل حاجة،قولى فيه ايه؟
أحمد بجدية:قولتلك انسى كل حاجة...انسى نهله كمان
حدقت به بدهشة ل تتمتم باستنكار:ايه!...قصدك ايه يعنى؟
أحمد بجمود:قصدى ان نهله كانت صفحة فى حياتى وانتهت
جيسى بعدم استيعاب:يعنى ايه؟...يعنى نهله مش هترجع تانى!...انتو هتسيبوا بعض؟
أحمد متنهداً:ايوة...انا خلاص سيبتها
جيسى بعدم تصديق:سيبتها!..سيبتها ليه و..ازاى سيبتها؟..ايه اللى حصل عشان تسيبها؟
أحمد ببرود:انا حر...زهقت وسيبتها
جيسى باندفاع:انت بتقول ايه؟...انت سامع اللى بتقوله اصلاً!..هى عملتلك ايه عشان تسيبها؟...قولى عملتلك ايه!..انت ازاى تعمل فيها كدة؟
زفر باقتضاب ل ينظر لها مجيباً:دا ميخصكيش...انا زهقت من اللعبة دى وقررت انهيها،بس كدة
عقدت حاجبيها هاتفة بعدم فهم:لعبة!...لعبة ايه؟
أحمد بجدية:كل اللى بيننا دا كان لعبة مش اكتر...كنت عايز اكسر غرورها،وخلاص عملت اللى انا عايزه
جيسى بتعجب:تكسر غرورها!...أحمد انت..انت اتجننت!..ايه اللى انت بتقوله دا؟...نهله عملتلك ايه عشان تجرحها كدة؟...قولى انت كدة مبسوط!..مبسوط لما جرحتها!
أحمد بهدوء:ايوة مبسوط...مبسوط اوى كمان
صمتت محدقة به وسرعان ما اومأت برأسها متفهمة ل تهتف بغضب:ايوة،كدة فهمت...انا من الاول اصلاً مكنتش مصدقة انك اتغيرت كدة،لان اللى زيك مبيتغيرش...عملت كل دا عشان ترضى غرورك صح!..عشان تثبت لنفسك انك تقدر تعمل وتاخد كل حاجة عايزها...فاكر انك كدة كسبت؟..بس بالعكس انت خسرت،خسرت كتير اوى يا أحمد...انت قولتلى انى معرفش نهله ،بس الحقيقة انك انت اللى متعرفهاش...قولى هى ذنبها ايه فى شخصيتك المعقدة وغرورك دا؟...ذنبها انها حبتك مش كدة!...فعلاً حبها ليك كان ذنب
ياخسارة يا أحمد ،بجد ياخسارة...كنت فاكرة انك اتغيرت واختارت صح لاول مرة،بس فعلاً..اللى زيك مستحيل يتغير
صاح بها هاتفاً بضيق:انتى اللى بتقولى كدة!...انتى اللى مكنتيش عايزانى اتجوزها!
جيسى بحدة:ايوة بس بعد ماعرفتها فهمت انى كنت غلطانة...تعرف ان هى الوحيدة اللى وقفت جنبى لما ملقتش حد منكو معايا ولا حاسس بيا!...نهله هى اللى كانت معايا ومسابتنيش لحظة، نهله اللى انت جرحتها وكسرتها...بس تعرف!...انا مش زعلانة عليها،هى كدة كسبت...انا زعلانة عليك انت
أحمد بانفعال:اخرسى بقى
جيسى بسخرية:ايه مش قادر تسمع الحقيقة!...هى فعلاً بتوجع...بس انت هتفهم كلامى دا بعدين،بعد ماتحس انك لوحدك ومتلاقيش حد معاك...صدقنى هتندم يا أحمد...هتندم لما تبقى وحيد ومش لاقى حد معاك...لان غرورك دا هيخلى كل اللى حواليك يبعدو عنك،وهيفضل يكبر جواك لحد مايقتلك
وصل به الغضب الى ذروته ف لم يشعر بنفسه الا وهو يرفع يده كى يصفعها باندفاع حتى تحدق به بعدم استيعاب واضعة يدها على وجهها وفى غضون ثوانٍ كانت قد ذهبت من امامه ل يزفر مغمضاً عيناه بضيق قبل ان يجلس واضعاً وجهه بين كفيه بتماسك
***********
الأم بقلق:يابنتى ريحينى وقوليلى فيه ايه؟
اجابتها بهدوء تام عكس مابداخلها:مفيش حاجة ياماما
الأم بجدية:مفيش حاجة ازاى؟...انتى سايبة بيتك ومبطلتيش عياط من ساعة ماجيتى...اكيد اتخانقتى مع أحمد مش كدة!
تنهدت بألم مجيبة:ياماما قولتلك مفيش حاجة،بس تعبانة شوية ومحتاجة ارتاح
الأم بشك:طيب قوليلى حد من اهله ضايقك!
نهله بنفاذ صبر:ارجوكى ياماما سيبينى لوحدى دلوقتى...وصدقينى مفيش حاجة،انا بس محتاجة ارتاح وهبقى كويسة
تطلعت اليها بأسف حتى تنهدت مجيبة باستسلام:ماشى يا نهله..براحتك،تصبحى على خير
قالتها ثم تحركت ذاهبة ل تتركها بمفردها وسرعان ماتعود الى بكائها المرير ثانيةً...اخذت تشهق بصوت خافت بعدما ضمت ساقيها بضعف محدقة امامها بعيون زائغة من شدة البكاء
,انتى مش لوحدك،انا معاكى وهفضل معاكى دايماً,
وهنا ازداد بكائها ف تمددت ل تدفن وجهها فى وسادتها وهى ترتجف بشدة حتى اغمضت عينيها بتعب محاولة النوم والهرب من ذكرياته اللعينة تلك
************
كان جالساً فى مكتبه يسند ظهره الى مقعده محدقاً فى الاعلى بشرود ل يطرق الباب ف يهتف مجيباً بهدوء:ادخل
دخلت متقدمة منه وهى تحمل بعض الملفات ل تقول بعفوية بعدما تضعهم امامه:دى الملفات اللى حضرتك طلبتها
تفحصهم بعينيه حتى نظر اليها قائلاً بعفوية:امنيه اقعدى عايزك
اومأت برأسها مجيبة ل تقترب وتجلس امامه حتى تهتف بتساؤل ناظرة له:خير يافندم فيه اى مشكلة!
تنهد هاتفاً بنفاذ صبر:برضو يافندم وحضرتك والكلام دا تانى!
ابتسمت قائلة ببساطة:ايوة لاننا فى الشركة ومينفعش اقول غير كدة
أنس بعفوية:بس احنا دلوقتى لوحدنا ومحدش هيسمعك لو اتكلمتى معايا عادى...ولا عشان اتجوزت خايفة من شهد!
ضحكت امنيه :لا طبعاً..شهد طيبة جداً وبجد تستاهلك...ليك حق تحبها
تنهد بابتسامة خافتة وهو يجيب هامساً:انا فعلاً بحبها...بس شكل الظروف هتعاند معانا تانى
امنيه بعدم فهم:مش فاهمة ازاى يعنى!
أنس بحزن:فيه حاجة عرفتها قبل الفرح ومن ساعتها وانا زى التايه...مش عارف اعمل ايه
امنيه بتساؤل:حاجة ايه؟
تطلع اليها بتردد قبل ان يجيبها بجدية:هقولك..بس توعدينى ان دا هيفضل سر بيننا...مينفعش حد يعرف الكلام دا،وبالذات شهد
************
كانت جالسة فى غرفتها كعادتها منذ يومين محاولة تقبل ماحدث ولكن دون جدوى...ظلت شاردة قليلاً ل يطرق باب غرفتها فجأة ف تهتف ناظرة بهدوء:ادخل
فُتح الباب ل تجد مجدي يدخل هاتفاً بابتسامة: نهله..حظى حلو اوى انك موجودة هنا
نهله بابتسامة باهتة:ازيك يا مجدي ...حمد لله ع السلامة
حدق بها بتعجب ل يتقدم منها قائلاً:دى مقابلة تقابلينى بيها!..دا انا جاى من المطار على هنا،حتى مروحتش اشوف اهلى
نهله بخفوت:حمد لله على سلامتك
ازداد تعجبه ف عقد حاجبيه عندما وجد وجهها شاحباً بشدة ويظهر عليه الحزن حتى هتف باستنكار:يانهار ابيض هو الجواز بيعمل كدة!
تنهدت طويلاً حتى اشاحت بوجهها عنه بعبوس ل يتابع بقلق:مالك يا نهله؟
نهله بعفوية:مفيش حاجة بس...تعبانة شوية
مجدي باستنكار:هتخبى عليا انا!
نهله بتهرب:هخبى عليك ايه يامجدي!،مفيش حاجة بجد
مجدي بجدية:لا فيه...انتى شكلك متضايقة اوى وبعدين..ايه اللى مقعدك هنا؟،المفروض تكونى فى بيتك مش كدة!
نهله بضيق: أحمد قولتلك مفيش حاجة
تطلع اليها ل ثوانٍ حتى هتف بابتسامة باهتة:انا مش أحمد يانهله...انا مجدي
نظرت له بألم ل تتنهد مجيبة:اسفة يا مجدي...صدقنى انا كويسة،بس متلغبطة وتعبانة شوية
مجدي متنهداً:ماشى يا نهله...بس افتكرى انك لو حبيتى تحكى انا دايماً هبقى جنبك
اجابته بابتسامة باهتة:عارفة يا مجدي ،شكراً...تعالى نقعد برة شوية عشان حاسة انى مخنوقة هنا
مجدي بعفوية:ايوة طبعاً لازم تحسى انك مخنوقة،ماانتى قافلة كل الشبابيك ومضلمة الاوضة..مش عارف بتستحملى تقعدى كدة ازاى
نهضت مبتسمة بضعف حتى كادت تتحرك الا ان شعرت فجأة بدوار شديد يداهمها ف امسكت رأسها عاقدة حاجبيها بتعب وسرعان ماسقطت فاقدة وعيها على الفور...حدق بها بدهشة ل يقترب منها محاولاً ان يوقظها ولكن دون جدوى،حملها بحذر حتى تقدم كى يضعها على الفراش قبل ان يتحرك ويخرج ادواته الطبية من حقيبة سفره ل يفحصها
بعد دقائق،فتحت عينيها ببطء ل تتململ مصدرة انين خافت وهى تتطلع اليه هامسة بتعب: مجدي!...انا ايه اللى حصلى؟
اجابها بهدوء متنهداً:متقلقيش انتى كويسة..قوليلى حاسة بإيه؟
ابتلعت ريقها بإرهاق وهى تنهض كى تجلس حتى تجيبه بخفوت:دايخة ومش حاسة بنفسى خالص
مجدي بعفوية:متخافيش كدة...انتى كويسة
نهله باستنكار:كويسة!..طب واللى حصلى دا ايه؟
مجدي بتلقائية:لا دا طبيعى فى حالتك دى
عقدت حاجبيها بعدم فهم وهى تهتف ناظرة له:حالتى!...مش فاهمة قصدك ايه؟
ظهرت ابتسامة هادئة على شفتيه كى يجيبها ف تصاب بصدمة شديدة وهى تجده يهتف:انتى حامل يا نهله
خرج ل والديها حتى نهضت والدتها هاتفة بقلق:ها يا مجدي فيه ايه؟...قالتلك حاجة!
مجدي بهدوء: نهله حامل ياطنط
نهض والدها باندفاع مجيباً بفرح:انت بتتكلم بجد ياابنى!.. نهله حامل؟
ابتسم باستنكار حتى قال مازحاً:ايوة ياعمى حضرتك نسيت انى دكتور ولا ايه!
الأم بابتسامة:دا احلى خبر ممكن اسمعه...المهم هى كويسة مش كدة!..انا هدخلها
مجدي بعفوية:لا ياطنط استنى...نهله لازم تفضل لوحدها شوية
نظر له والدها بتعجب بينما قالت الاخرى بقلق:ليه يا مجدي؟...هى كويسة مش كدة؟
تنهد بشك مجيباً:مش عارف ياطنط بس..مظنش انها كويسة..دى من ساعة ماقولتلها انها حامل وهى مش راضية تبطل عياط ولا راضية تقول حاجة
نظرت له بتعجب حتى اجابت بحزن:هى من اول ماجت هنا وانا حاسة ان فيه حاجة غريبة
الأب بجدية:اكيد اتخانقت هى وأحمد..مش معقول هيكون كل دا من غير سبب
مجدي بتلقائية :انا من رأيى نسيبها تهدى شوية،هى اكيد محتاجة تفضل لوحدها..وبعد ماتبقى كويسة انا هكلمها واسألها
***********
عادت من عملها ل تجده يجلس شارداً وسرعان ماابتسمت وهى تتقدم منه كى تقترب وتجلس على ساقيه ثم تهتف واضعة يديها على كتفيه:حبيبى بيفكر فى مين؟
أنس بابتسامة:هيكون فى مين غيرك!
شهد باستنكار:ياسلام!..ماانا معاك اهو
أنس متنهداً:وهو مينفعش افكر فيكى وانتى معايا!
شهد بجدية:لا انا مش مصدقاك...انت اصلاً بقالك فترة كدة سرحان ومش زى الاول
أنس بتعجب:بجد!...شهد احنا متجوزين مبقالناش اسبوع ياحبيبتى
شهد ببراءة:بس انت كدة من قبل الفرح اصلاً...قولى ايه اللى مخليك كدة!
أنس :الصدمة
شهد بعدم فهم:صدمة ايه؟
تابع بجدية مصطنعة:صدمة الجواز...فجأة صحيت لقيت فرحى كمان يومين،اتدبست خلاص
ضربته فى كتفه هاتفة بغيظ:ماشى يا أنس شكراً...انا هسيبك واريحك من التدبيسة دى
قالتها ثم كادت تنهض الا ان تمسك بها ل يحكم قبضتيه عليها وهو يهتف ضاحكاً:تعالى هنا..هتروحى فين وانتى مكانك فى حضنى وبس!
شهد باستهزاء:ايوة اضحك عليا بشوية كلام...أنس انت بجد ندمان انك اتجوزتنى؟
أنس بتعجب: شهد انتى اتجننتى صح!
شهد بخفوت:لا بس انت اللى بتقول كدة
تنهد أنس :عندك حق...انا فعلاً ندمان
شهد بدهشة:ايه!
أنس بمكر:ندمان انى اتجوزتك متأخر...المفروض كنا نتجوز من واحنا فى لندن
ابتسمت رغماً عنها حتى هتفت بطريقة طفولية:ادينا اتجوزنا اهو وحضرتك مش مبسوط
أنس باستنكار:انا مش مبسوط!
شهد بعفوية:ايوة مش مبسوط
أنس مجيباً:صح انا مش مبسوط
قالها وسرعان مانهض ل تتفاجأ به قد حملها بين ذراعيه ف تحدق به هاتفة بدهشة:انت بتعمل ايه؟
أنس باستخاف:هوريكى انا مش مبسوط ازاى
ضحكت شهد :بطل جنان..نزلنى يلا
تطلع اليها بعشق حتى تنهد هامساً بابتسامة:عايزانى ابطل جنان ازاى بعد ماضحكتى؟...تعرفى يا شهد انى حبيتك بسبب ضحكتك دى!
ابتسمت شهد :بجد!..ازاى دا بقى؟
أنس بحب:كنت كل مابسمع صوت ضحكتك بحس ان قلبى هيتحرك من مكانه...احساس غريب اوى...وزى ماقولتلك قبل كدة،لما شوفتك حبيتك مرة تانية
تطلعت اليه بابتسامة حتى اقتربت ل تقبل خده هامسة:انت احلى حاجة فى حياتى كلها
اجابها مبتسماً:عارف
ضحكت بعفوية ل يتنهد ثانيةً وهو يقول:طيب بما انك ضحكتى تانى،واضح انك بتستدرجينى يا حصرت الظابط!
وضعت يدها على فمها كى تكتم ضحكتها هاتفة بجدية مصطنعة:انا!...لا والله خالص،حضرتك بس اللى بتستغل اى حاجة عشان مصلحتك يااستاذ أنس
أنس مجيياً:ايوة انا بستغل اى حاجة لمصلحتى..شوفى هتقدرى تمنعينى ازاى
شهد بحزم: أنس!...نزلنى
هز رأسه نافياً ل تكاد تتحدث الا ان يقترب ويداعب انفها بأنفه ف تبتسم رغماً عنها قبل ان تهمس باستعطاف: أنس!
أنس بهدوء:قلبه
شهد بخجل:نزلنى يلا
أنس باعتراض:لا طبعاً...لازم اوريكى انا مش مبسوط ازاى
اجابته مسرعة:لا لا مش عايزة اشوف حاجة
أنس باستخفاف:انا مش باخد رأيك ياحبيبتى...انا خلاص قررت
حدقت به باقتضاب حتى هتفت بتذمر:مجنون
أنس هامساً:مجنون بيكى
************
كانت تسير فى المنزل بحزن وملل واثناء ما هى تسير حتى اصطدمت به ف حدق بها قبل ان يهتف بهدوء:جيسى....
وقبل ان يكمل كانت قد ذهبت من امامه ل تتركه بعدما تطلعت اليه باستياء غاضب...تنهد بضيق حتى تقدم ل يجلس ناظراً امامه بشرود مفكراً ل يقاطع تفكيره مجئ والدته وهى تتقدم كى تجلس بجانبه هاتفة بتساؤل:مالك يا أحمد متضايق كدة ليه؟
اجابها بعدم اهتمام دون ان ينظر لها:لا مش متضايق...مفيش حاجة
تابعت قائلة بشك:اتخانقت انت ومراتك مش كدة!
زفر بانزعاج مجيباً:جيسى هى اللى قالتلك؟
الأم بجدية:يعنى فعلاً اتخانقتوا!..بس على فكرة جيسى مقالتليش حاجة،انا لاحظت انها مش موجودة فى البيت بقالها كام يوم ف جيت اسألك
أحمد بسخرية:طب كويس ان حضرتك لاحظتى
صمتت قليلاً حتى تطلعت اليه متابعة بتردد: أحمد...البنت دى كويسة،حاول متخسرهاش
حدق بها بتعجب هاتفاً:ايه!..حضرتك اللى بتقولى كدة؟
الأم بعفوية:ايوة يا أحمد..البنت دى مش وحشة زى ماكلنا كنا فاكرين..هى بتحبك،والدليل على كدة انها استحملت معاملتنا وكرهنا ليها وحتى مشتكتش...انا لأول مرة بقولك انك اختارت صح،ف ياريت تروح تصالحها وترجعها
اجاب بعدم تصديق مستنكراً:حتى انتى ياماما!..انا مش فاهم هى عملتلكوا ايه
الأم بهدوء:انا اللى مش فاهمة انت عملتلها ايه عشان تسيب البيت وتمشى...بس مهما كان اللى حصل بينكوا ف انا متأكدة ان انت اللى غلطان مش هى
أحمد باقتضاب:ماشى ياماما،انا اللى غلطان...هى ملاك ومبتغلطش،ممكن تسيبينى لوحدى شوية بقى!
نظرت له حتى تنهدت باستسلام ونهضت مجيبة:ماشى يا أحمد...براحتك
,نفسى نفضل مع بعض دايماً،لحد مانعجز وولادنا يتجوزوا وبرضو نفضل بنحب بعض...متخيل شكلنا واحنا كبار اوى هيكون عامل ازاى!,
زفر بغضب من نفسه بعدما اتت تلك الكلمات فى ذهنه؛ف هو لايستطيع التوقف عن التفكير بها حتى بعدما ذهبت...حاول الهرب من تلك المشاعر التى يكرهها وبشدة ف نهض كى يتحرك مغادراً المنزل ل يستقل سيارته متجهاً الى احد الأماكن حيث كان يسهر عادةً
************
مجدي بعفوية:انا سيبتك تهدى خالص...قوليلى بقى فيه ايه؟
نهله بجدية:قولتلك مفيش حاجة...انتوا ليه كل شوية تسألونى فيه ايه؟
اقترب ل يجلس بجانبها حتى يتابع بهدوء: نهله انتى لو مش عايزة تحكيلهم براحتك...بس انتى عمرك ماخبيتى عليا حاجة،اتكلمى..احكى،طلعى كل اللى جواكى
تطلعت اليه بعبوس حزين وسرعان ما بدأت فى البكاء بحرقة ف نظر لها بأسف هامساً بحزن:طب اهدى...عشان خاطرى اهدى
هدأت قليلاً حتى نظرت له ل تهتف بألم:انا مش عايزة الطفل دا يا مجدي...انا مينفعش ابقى حامل
مجدي بتعجب:ايه؟..ليه بتقولى كدة؟
نهله بضيق:عشان انا وأحمد...هنتطلق
حدق بها بدهشة هاتفاً:تتطلقوا!...ليه ايه اللى حصل؟
صمتت قليلاً محاولة ان تستجمع قواها كى تخبره الى ان تبدأ بالتحدث ف تقص عليه كل ماحدث بينما هو يستمع اليها حتى عقد حاجبيه بدهشة قبل ان يهتف بعدم استيعاب:انا مش قادر اصدق..ازاى دا حصل؟..ازاى يعمل فيكى كدة؟
نهله بانكسار:خلاص يا مجدي ،اللى حصل حصل...المشكلة دلوقتى فى موضوع الحمل دا،انا لازم اشوف حل
مجدي بجدية: نهله...مهما كان اللى حصل بينكوا،ابنك ملوش ذنب فى كل دا
نهله باندفاع:وانا كمان مليش ذنب انى حبيت واحد زيه...انا هظلم ابنى لو سمحتله ييجى ويكون له اب زى أحمد
مجدي بحدة:بس دا احسن من انك تقتليه...مش هتقدرى
نهله بغضب:هقدر...هقدر عشان مظلموش،انا مش عايزة اى حاجة تربطنى بيه
مجدي باعتراض:بس دا ابنك يا نهله...فكرى بعقل شوية...متخليش غضبك يعميكى وتغلطى غلطة تندمى عليها بعدين
نهله بخفوت:مش محتاجة افكر...انا خلاص خدت قرارى
مجدي بحزم:انتى شكلك اتجننتى...انا مش هسمحلك تعملى كدة فاهمة!،مستحيل اخليكى ترتكبى جريمة زى دى
نهله
بانفعال:دى حياتى وانا حرة...وزى ماهو لعب بيا وبحياتى،انا كمان ليا الحق انى اعمل اللى انا عايزاه
تنهد بنفاذ صبر حتى نظر لها هاتفاً بجدية:انتى شكلك مش فى وعيك...انا همشى دلوقتى وهجيلك بعدين،تكونى فكرتى فى كلامى كويس
قالها ثم نهض ل يتحرك مغادراً غرفتها وسرعان ماتعود هى وتضم ساقيها بقلة حيلة واضعة يدها على بطنها برجفة منكسرة
************
فى اليوم التالى،ذهبت الى المستشفى ل تفحصها الطبيبة وبعدما تنتهى تجلس امامها ل تهتف بابتسامة:مبروك يامدام نهله...انتى حامل فى الشهر الاول
تنهدت بحزن مجيبة بصعوبة:عارفة...وعشان انا كدة عايزة...عايزة اعمل عملية اجهاض
الطبيبة بتعجب:اجهاض!...ليه مش حضرتك متجوزة؟
نهله موضحة:ايوة انا متجوزة،متفهميش غلط بس..انا وجوزى فيه بيننا مشاكل وهننفصل
الطبيبة بجدية:بس مهما كانت المشاكل اللى بينكوا ،ايه ذنب الطفل دا انه يموت قبل مايشوف الدنيا!...وبعدين انتى لسة فى الشهر الاول،يعنى الاجهاض فى الوقت دا صعب
توسلتها بإصرار حزين:ارجوكى يادكتورة..اعملى العملية وانا هتحمل مسئولية اى حاجة هتحصل،حتى لو فيه خطر على حياتى
................................يتبع
![](https://img.wattpad.com/cover/215301960-288-k754953.jpg)
أنت تقرأ
قلب واحد وعمر واحد وفرصة واحدة2
Romanceانت صديقي الاكثر.. حبيبي الاكثر.. اراك عالمي وعافيتي وضحكتي.. ليس الاعتياد والكبرياء والنسيان والكثير من المشاكل من سيأثروا بعلاقتنا فانت خارج كل منطق 😍