قلب واحد وعمر واحد وفرصة واحدة2
Part28دخل بها المنزل حاملاً اياها بين ذراعيه بينما هى غاضبة بشدة وقد حاولت الافلات منه مراراً ولكن دون جدوى..اتجه الى الغرفة ل يتقدم كى يضعها على السرير برفق وسرعان مايجدها تهتف بانفعال:صدقنى هتندم على اللى بتعمله دا
نظر لها بصمت حتى اقترب ل يجلس امامها ثم يقول بهدوء:ممكن تهدى!..مفيش داعى لكل اللى انتى عاملاه دا،انا مش خاطفك
شهد باقتضاب:ولما تجيبنى هنا بالطريقة دى يبقى دا اسمه ايه؟
أنس بجدية:انا مش جايبك مكان غريب،دا بيتك يا شهد..انتى مراتى والمفروض تكونى معايا فى اى حتة انا موجود فيها
شهد بحدة:بس انا مش عايزاك فى حياتى،واظن انى قولتلك دا قبل كدة..ياريت تفهم بقى وتبعد عنى،والاحسن تطلقنى و...
قاطعها وهو يضع يده على فمها هاتفاً بحزم منزعج:انسى انى ابعد عنك ياشهد مش اطلقك..طول ماانا عايش انتى هتفضلى مراتى فاهمة!
نظرت له بضيق قلق بينما رفع هو يده عن فمها ل يقترب ويحتضن وجهها بين كفيه ثم ينظر فى عينيها هامساً باستعطاف: شهد..انا بحبك اوى،ارجوكى متسيبينيش
شهد بألم:بس الحب مش كل حاجة يا أنس...انا لازم اسيبك
أنس بهدوء:طيب خلينا نتكلم...يمكن نقدر نوصل ل حل او حتى نحاول...
قاطعته باعتراض:مفيش داعى نتكلم خلاص...انا قولت كل اللى عندى،ياريت تحترم قرارى زى ماانا عملت ووافقت امشى من هنا لما طلبت منى نبعد
نظر لها بحزن بينما اخفضت هى نظرها بانزعاج وسرعان ماوجدته يقترب منها فجأة ف توترت ل تهتف بخفوت:ابعد عنى
اجابها بهدوء مخيف:ليه؟..انتى مراتى ياحبيبتى
شهد بحنق: أنس...
قاطعها بحدة:ششش...مش عايزك تقولى حاجة..وبعدين دا مش وقت كلام
حدقت به باضطراب حتى ابتلعت ريقها بصعوبة وهى تقول: أنس...
رفع يده ل يزيح خصلات شعرها عن وجهها بحذر بينما اغمضت هى عيناها بارتباك ل تشعر به يميل متظاهراً انه سيقبلها ولكن تتفاجأ به يأخذ هاتفه من فوق الطاولة التى بجانبها ثم يبتعد عنها وهو يضحك باستفزاز كى يريها الهاتف حتى تحدق به بدهشة هاتفة بغيظ:انت...
أنس ضاحكاً:مالك اتضايقتى كدة ليه؟..لو عايزانى اكمل انا...
قاطعته بغضب:اخرس
أنس ببرود:لا مينفعش كدة..يصح تقولى لجوزك حبيبك اخرس!
قالها وهو يلمس وجهها ف ابتعدت عنه مجيبة بضيق:قولتلك ابعد عنى
أنس بسخرية:ماانا خلاص بعدت...بس لو عايزانى اقرب تانى...
شهد بحدة: أنس!
اجابها مبتسماً:قلب أنس
نظرت له باستياء ثم اشاحت بوجهها ف امسك يدها ل يقول بجدية: شهد..انا لو عايز منك حاجة كنت خدتها،ومش هحتاج لكل اللى حصل دا..بس انتى عارفة انى بحبك ومقدرش اقرب منك غصب عنك
صمتت قليلاً ل تقول بانزعاج:طيب انا عايزة امشى
أنس بعفوية:هتمشى..بس لازم اكلم دكتور ييجى يشوفك،عشان لو سيبتك عند مامتك ابقى مطمن عليكى
قالها ثم رفع هاتفه واتصل بالطبيب كى يأتى حتى عاد ل يجلس بجانبها..ظلا صامتين قليلاً بينما هى تتحاشى النظر له ولكنه لم ينفك عن التحديق بها بشوق حزين،مرت دقائق وهم هكذا الى ان وجدته يتسائل بتردد خافت:هو انتى...انتى يعنى..خلاص مش هترجعيلى!
نظرت له باضطراب منزعج حتى اشاحت بوجهها عنه ل تدمع عيناها رغماً عنها ف يقترب كى يرفع يده ويمسح دموعها بحنان هامساً: شهد انا..انا اسف
شهد بضيق:وانا مش هقبل اعتذارك دا
انس بهدوء:طيب متقبليهوش..بس على الاقل نتكلم،قوليلى ايه اللى مضايقك منى وانا مش هعمله تانى...نعرف ايه المشكلة ونحلها
اشتد بحزن:مظنش ان مشكلتنا هتتحل
أنس بجدية:مفيش مشكلة ملهاش حل يا شهد..بس طول مااحنا ساكتين مفيش حاجة هتتغير،انا وانتى بنتعذب من غير بعض و..
قاطعته بعناد:لا انا مبتعذبش من غيرك..دى بقت حاجة عادية بالنسبالى
أنس بأسى:بس انا بتعذب من غيرك..تعرفى انى مبقيتش اقدر افضل فى البيت دا عشان انتى مش فيه!..انا تعبان من غيرك يا شهد..عارف انى غلطت واستحق تعاقبينى،بس بلاش تبعدى عنى
شهد بألم:انا مش هقدر افضل معاك...ارجوك افهم كدة
أنس بانزعاج:لا مش هفهم..مش هفهم عشان انا عارف انك بتحبينى زى مابحبك واكتر كمان
شهد باستهزاء:وانت مفكر ان دا حب!..انس الحب اللى بيننا انتهى من زمان..دلوقتى كل اللى بيننا ألم وبس،عشان كدة لازم نبعد..انا تعبت من كل دا
اجابها بنبرة حزينة:وانا تعبت من غيرك
تطلعت اليه بضيق حزين ل تجده يقبض على شعرها بخفة كى يقربها منه ثم ينظر فى عينيها بصمت قبل ان يميل ويقبلها بشوق ف تغمض عيناها بضعف حتى تحاوط خصره بذراعيها مستسلمة لنبضاتها المتسارعة...لم تمر ثوانٍ وكان قد سطحها امامه ببطء ل تزداد قبلته شغفاً بينما ترفع هى كتفها واضعة يدها على صدره لا ارادياً حتى يقربها منه بتملك كأنه يواجهها بتلك الحقيقة التى تحاول اخفائها
ظلا هكذا ل وقت لم يشعرا به الى ان كاد يتمادى اكثر ولكن قاطعهم صوت طرق الباب ل تفيق من سكرتها تلك ف تبتعد محدقة به بأنفاس مضطربة حتى ينهض من فوقها ناظراً لها بابتسامته الواثقة بينما تشيح هى بوجهها عنه بتهرب كى تعدل من هيئتها بإحراج شديد ف يتحرك متجهاً الى الخارج كى يفتح الباب ويجد الطبيب امامه...دخل معه الغرفة ل يفحص قدمها ف تأوهت بألم وهى تحاول تحريكها الا ان اقترب هو وامسك يدها ضاغطاً عليها برفق حتى ذهب الطبيب بعدما انتهى وقد اوصاها ببعض الادوية
نظرت له بعبوس ل تهتف بجدية:الدكتور قال مفيش حاجة..يلا روحنى بقى
تنهد مجيباً:حاضر...بس لازم ترتاحى زى ماقالك،تمام!
اومأت برأسها فى صمت ل يقترب منها ويحملها متجهاً الى الخارج حتى يصل بها الى السيارة ويدخلها ثم يعود كى يغلق باب المنزل ويركب بجانبها..ظلا صامتين طوال الطريق حتى وصلا الى منزلها ف كادت ان تتحرك كى تنزل ولكنه اوقفها قائلاً:استنى...مش هتقدرى تمشى
قالها ثم نزل وحملها ل يخرجها من السيارة ويدخل بها المنزل ف تراهم والدتها وسرعان ماتنهض محدقة بهم بتعجب ل تتسائل بقلق:ايه دا فيه ايه؟..مالك يا شهد!
تقدم ل يضعها على الاريكة بحذر قبل ان يجيب بهدوء:متقلقيش ياطنط،هى كويسة..بس وقعت ورجليها اتلوت تقريباً
نظرت لها ل تهتف بقلق:طيب انتى كويسة دلوقتى؟
شهد بعفوية:ايوة ياماما متقلقيش
تنهدت حتى التفتت اليه كى تتابع بامتنان: أنس انا مش عارفة اقولك ايه..بجد متشكرة اوى
اجابها بابتسامة:لا ياطنط ايه الكلام دا؟..هو انا مش زى ابنك ولا ايه!
تمتمت شهد باستهزاء:معنى كدة اننا اخوات!
اجابها هامساً بسخرية:دا على اساس اننا متجوزين مثلاً؟
نظرت له بانزعاج ف تنهد بنفاذ صبر قبل ان يقول:طنط خلى بالك منها،ومتخليهاش تتحرك كتير..والاحسن متتحركش خالص
شهد باندفاع:ليه هو انا اتشليت!
الأم بجدية: شهد!
اشاحت بوجهها بضيق بينما تابعت والدتها بعفوية:حاضر ياابنى..بس اقعد شوية
أنس بهدوء:مش هينفع عشان الوقت اتأخر..مرة تانية بقى..بس ارجوكى خلى بالك منها،ومتنسيش الادوية
الأم بابتسامة:ماشى
نقل بصره لها حتى اقترب منها ل ينحنى ويقبل رأسها هامساً:الف سلامة عليكى
اجابته بعبوس دون ان تنظر له:شكراً
تطلع اليها مبتسماً حتى تابع بهدوء:عن اذنك ياطنط
الأم:اتفضل ياابنى
**************
هاجر ضاحكة:يعنى خلاكى تروحى بيته بالعافية؟...وشالك حوالى4مرات!...طب والله جوزك دا مافيه منه
شهد بانزعاج:اضحكى اضحكى...انا مش عارفة اعمل ايه..دا بيطلعلى فى كل حتة
نهله بابتسامة:صدقينى هو بيحبك اوى..بطلى عناد بقى وارجعيله
شهد بسخرية:انتى اللى بتقولى كدة!..مش انتى برضو اللى هتطلقى من أحمد قريب وتسيبيه؟
تنهدت مجيبة بخفوت: شهد دا ملوش علاقة بيكى انتى وأنس...انا وأحمد متفقين على كدة من قبل ما حور تتولد
شهد بجدية:بس انتى بتحبيه
اجابتها باستنكار:وانتى بتحبى أنس
زفرت بضيق هاتفة:انا مش عارفة انا ايه اللى جابنى اتكلم معاكم!
ابتسمت مجيبة:عشان نحرق دمك طبعاً...استنى اقوم اجيبلك حاجة تشربيها واجى
شهد بعفوية:لا مفيش داعى
نهله باستخفاف:حبيبتى انتى بقيتى مقيمة عندى اصلاً،متعمليش فيها ضيفة بقى
ضحكت قائلة بتذمر:ماشى،انا استاهل انى بلجألكم
وبعدما ذهبت متجهة الى المطبخ تنهدت هى بتفكير حتى نظرت الى تلك النائمة بسكون تام ل تنهض كى تحملها ناظرة لها بابتسامة وهى تهمس:حور..انتى جميلة اوى..تعرفى!..انا كان نفسى اوى يكون عندى بنت زيك،من أنس..بس مش كل اللى عايزينه بيحصل..وانا مش زعلانة،بالعكس..يمكن دا خير،وتعرفى كمان!..بما انى مش هخلف ف انا ممكن اخطفك..اكيد مامتك مسيرها تزهق منك،هى مجنونة اصلاً
قالتها ثم ضحكت بعدما دمعت عيناها ف اتت نهله من خلفها ل تهتف باقتضاب:انا مجنونة!
شهد ضاحكة:ايوة عشان عندك ملاك زى دى وسايباها كدة
نهله بسخرية:ملاك!..تعالى شوفى الملاك دى بتعمل فيا ايه بالليل،انا نسيت النوم عامل ازاى بسببها
هاجر بابتسامة:طب وأحمد مش بيعمل حاجة!
اجابتها بعفوية:هو بيعمل اللى بيقدر عليه،بس فى اغلب الاحيان بينام وهو شايلها
شهد بهدوء:بس اللى عنده بنت زى دى ممكن يستحمل اى حاجة عشانها
نهله باستنكار:طيب خديها واستحملى انتى بقى
ابتسمت بخفوت مجيبة:ياريت
*************
جيسى بعفوية: أحمد لو عرف اننا سايبين حور ونازلين نتمشى سوا هيقتلنا
اجابتها بعدم اهتمام:اولاً حور مع مامتك مش لوحدها،ثانياً بقى انا زهقت من البيت..مش هقعد اخد بالى من بنته نهار وليل انا
جيسى باستنكار:دا على اساس انها بنته لوحده!
ابتسمت مجيبة:جربى تفضلى معاها شوية وهتتبرأى منها فى اقل من١٠دقايق
جيسى ضاحكة:لا مش عايزة اجرب
نهله بتلقائية:بس مسيرك تجربى
جيسى بسخرية:مظنش كدة بصراحة
نظرت لها حتى قالت بجدية:صح،ماانتى طالما موقفة حياتك على شخص واحد عمرك ماهتتقدمى خطوة واحدة
حدقت بها بحزن وصمتت ل تتابع سيرها معها وفجأة تلتقيا ب عمر فى طريقهم ف تنظر له الاخرى هاتفة بابتسامة: عمر ازيك!
اجابها بعفوية:تمام انتى عاملة ايه؟
نهله:كويسة..انت بتتمشى برضو!
عمر بهدوء:ايوة بصراحة كنت زهقان شوية ف قولت انزل اتمشى
نهله باندفاع:طيب اسيبك انت وجيسى تكملوا بقى وامشى انا عشان سايبة حور فى البيت
حدقت بها بتعجب مجيبة اضطراب:بس يا نهله...
قاطعتها بجدية:لازم امشى عشان أحمد زمانه جاى...سلام
قالتها ثم ذهبت بسرعة بينما تنهدت جيسى بتوتر منزعج..تطلع اليها بصمت حتى هتف ببرود:امشى
اومأت برأسها مجيبة واخذت تسير معه وهم صامتين تماماً ل تقطع هذا الصمت اخيراً وهى تقول بخفوت:عندك حفلة الاسبوع الجاى مش كدة!
رفع حاجبه باستنكار مجيباً:دا انتى متابعة اخبارى بجد بقى!
عقدت حاجبيها قائلة بعفوية:ايوة ماانا قولتلك..فكرتنى بكدب ولا ايه!
عمر بسخرية:بصراحة اه..اصلى متعود منك على كدة من زمان
جيسى باقتضاب حزين:وانا كدبت عليك امتى؟
عمر باستخفاف:الحقيقة،مش فاضى عشان اعدلك
تنهدت مجيبة: عمر ،انا عارفة انك متضايق منى اوى..بس صدقنى كل اللى حصل دا كان غصب عنى و...كان سوء تفاهم..انا اسفة
ابتسم هاتفاً باستهزاء:اسفة!..بس عندك حق..هو كان فعلاً سوء تفاهم..انا اللى فهمتك غلط
نظرت له حتى تسائلت بترقب:يعنى..احنا ممكن نرجع صحاب؟
حدق بها بصمت منزعج وسرعان ماوجدته يمسك يدها بقوة ل يسير بها بخطوات متلاحقة حتى يصلا الى مكان شبه مهجور ف يهتف بغضب ناظراً لها:انتى ايه،مبتحسيش!..بعد كل اللى عملتيه فيا جاية تقوليلى ممكن نرجع صحاب؟..دا اكيد عشان مصلحتك طبعاً،طب وانا!..انا هستفيد ايه من كل دا؟
هزت رأسها نفياً وهى تجيب موضحة:لا يا عمر انا...
قاطعها وهو يقبض على عنقها بقوة ل يهتف بضيق:تعرفى انا نفسى اعمل ايه دلوقتى!..نفسى اخنقك،اقتلك..عشان بس انتقم ل قلبى منك..انا مكنتش عايز اشوفك بس انتى رجعتى دخلتى حياتى تانى..قوليلى عايزة منى ايه؟..عايزة تجرحينى زى مااتجرحتى صح!
جيسى بعيون دامعة:لا صدقنى انت فاهم غلط..انا عمرى مافكرت اجرحك او اظلمك بسبب اللى حصلى...عمر انت اللى وقفت جنبى وخرجتنى من كل اللى كنت فيه..ازاى هقدر اجرحك قولى؟
اجابها بألم حانق:هتقدرى عشان دا جزائى..دا عقاب ليا عشان غلطت ووقفت جنبك..واظن ان العقاب دا مكانش كافى بالنسبالك مش كدة!..بس بما انك خلاص عملتى اللى انتى عايزاه،ابعدى عنى بقى..اطلعى من حياتى،كفاية لحد كدة
نظرت له هامسة برجاء:لا ارجوك...انا محتاجاك،صدقنى انا ندمت ومستعدة اعمل اى حاجة عشان تسامحنى...بس متسيبنيش
تطلع اليها بحزن غاضب وسرعان ماتحرك امامها ل يغادر بخطوات مندفعة تاركاً اياها تبكى بحرقة
***********
كانت جالسة فى صالة المنزل تحمل حفيدتها بين يديها وتداعبها بحب ل تأتى نهله وتتقدم منها مبتسمة حتى تجلس بجانبها متسائلة باستنكار:معقول لسة مزهقتيش منها؟
اجابتها بابتسامة حنونة:وهو انا اقدر ازهق من اللى جت ورجعت الروح للبيت من تانى!
نهله بتردد:يعنى حضرتك مكانش نفسك يبقى ولد عشان يشيل اسم العيلة و...
قاطعتها بجدية:لا طبعاً،ايه الكلام دا يا نهله!...طب اقولك حاجة،انا مفرحتش لما خلفت احمد..قد مافرحت لما حور جت
ضحكت مجيبة بعفوية:لو أحمد عرف الكلام دا هيزعل على فكرة
الأم بابتسامة:هو كمان اكيد حاسس زيى،تعرفى انى عمرى ماشوفته مبسوط كدة غير دلوقتى!
تنهدت ناظرة فى الاسفل بصمت ل تتابع الاخرى بهدوء:بالمناسبة نسيت اقولك...مامتك اتصلت وقالت ان هى وباباكى راجعين بكرة
نهله بتعجب:بجد!..طب ومتصلتش على تليفونى ليه؟
اجابتها بتلقائية:ماانتى كنتى برة وسيبتيه هنا...صح هى فين جيسى؟..مش كانت معاكى!
نهله بخفوت:جيسى...اه انا رجعت عشان حور وهى قالتلى هتتمشى شوية وترجع
اومأت برأسها مجيبة حتى تطلعت اليها ل ثوانٍ قبل ان تتسائل بشك:وانتى وأحمد...اخباركوا ايه؟
نظرت لها عاقدة حاجبيها ل تجيب بتوتر خفى:انا وأحمد!...عادى يعنى،كويسين...بس حضرتك بتسألى ليه؟
الأم متنهدة:شوفى يا نهله...أحمد محدش يعرفه قدى،حتى لو انا منجحتش فى انى اكون ام مثالية بالنسباله..وائدى واجبى صح،بس هو هيفضل ابنى...ومفيش ام مش بتحس بإبنها
نهله بترقب:يعنى...؟
تابعت بعفوية:يعنى انا عارفة ان علاقتكوا لسة مش مستقرة...وتعاملكوا مع بعض مش طبيعى،ف خايفة تكونى مقررة حاجة او...او بتفكرى ترجعيه زى الاول تانى
ابتلعت ريقها حتى قالت بهدوء مرتبك:ماما انا...الموضوع مش كدة بس..انا وأحمد علاقتنا اتغيرت دلوقتى،يعنى...هو مقدٌر موقفى و...
قاطعتها بتفهم: نهله...مفيش داعى تخبى او تحاولى تبررى حاجة...انا فاهمة،بس حاولى تعذرينى...انا أم يابنتى،وحقى اقلق على ابنى...لانى اكتر واحدة عارفة هو ازاى بيحبك ومتعلق بيكى
نهله بحزن:بس احياناً الحب مش بيكون هو كل حاجة...فيه حاجات تانية لازم تكون موجودة،وأحمد مفهمش دا قبل كدة
الأم بجدية:بس ممكن يفهمه دلوقتى..او حتى بعدين،طالما فيه حب بينكو هتبقو مستعدين تعملو اى حاجة عشان بعض..او على الاقل،عشان بنتكوا
تطلعت الى طفلتها بأسف قبل ان تتنهد مجيبة بثبات:ارجوكى ياماما،متحاوليش تضعفينى...وبعدين أحمد فاهم مشكلتى،ومش معترض على اى قرار هاخده
اجابتها بخفوت:هو عمره ماهيبين انه معترض...لانه مش هيحب يجبرك على حاجة،بس انتى بنفسك اكيد عارفة هو ازاى بيحبك ومحتاجك..وبنتك كمان، محتاجاكوا سوا
دمعت عيناها ب حيرة بينما تابعت هى بهدوء:انا مش هقولك اكتر من كدة...بس لازم تعرفى ان أحمد متغيرش غير بسببك انتى...انتى اللى فوقتيه بعد ماكان تايه،ولو خرجتى من حياته...هيرجع يتوه تانى..ومش هيلاقى حد جنبه،مش هيلاقيكى
**************
كانت تجلس امام البحر وهى شاردة بشدة ل تشعر بذلك الذى اتى من خلفها ل يتقدم ويجلس بجانبها متسائلاً بعفوية:ياترى سرحانة بتفكرى فى مين؟
تنهدت بشرود وهى تهمس:فاكر اول مرة جينا هنا!
اجابها بابتسامة: اكيد فاكر..دى حاجة مستحيل انساها
تابعت بجدية وهى لم تزل تحدق امامها:طيب فاكر كنا عاملين ازاى؟. كل حاجة كانت كويسة،مكانش فيه عناد وألم وحزن..تعرف ليه؟
نظر لها بتساؤل مترقب ف تابعت بحزن:عشان مكانش فيه حب...الحب هو اللى دمر كل حاجة بيننا..لولا اننا حبينا بعض مكانش حصل كل دا
أنس بتعجب:بجد!..طيب ليه متقوليش ان نفس الحب اللى بتتكلمى عليه دا هو اللى صلح حاجات كتير!..لولا اننا حبينا بعض مكنتش وافقت اعمل العملية،عشان اقدر ابقى معاكى وارجع اشوف الدنيا تانى..لولا وجود الحب دا مكناش عيشنا اجمل لحظات حياتنا مع بعض..حتى لو كان فيه حزن،بس دا طبيعى..اى حد لازم يتعرض ل حزن وتعب وألم..مينفعش تحكمى على الحب بأنه غلط بسبب تجربتك او اختيارك انتى
شهد باستنكار:معنى كدة ان اختيارنا ل بعض كان هو اللى غلط!
أنس بهدوء:بالنسبة ليا ف اختيارى ليكى هو اكتر اختيار صح فى حياتى..لكن انتى لو شايفة عكس كدة بالنسبالك،ف دى وجهة نظرك انتى
تطلعت اليه ب حيرة ل يرفع يده كى يحتضن كفها ثم يقول مبتسماً:طيب النهاردة مش بيفكرك ب حاجة!
اجابته بفتور خافت:لا فاكرة...النهاردة عيد جوازنا
ابتسم مجيباً:ايوة،النهاردة كملنا سنة مع بعض
شهد بجدية:لا..مش سنة..فى السنة دى احنا كنا مع بعض حوالى٣او٤شهور بالكتير..والباقى كنا عايشين فى نفس البيت اه..لكن مش مع بعض
أنس بانزعاج:طيب بعيداً عن الفلسفة دى..احنا لازم نحتفل مش كدة!
شهد باعتراض:لا..عايز تحتفل احتفل لوحدك
أنس بسخرية:حبيبتى دا عيد جوازنا مش عيد جوازى لوحدى..عشان خاطرى خلينا نحتفل،انا مش بطلب منك ترجعيلى يعنى
هتفت باقتضاب:وانا قولت مش هاجى معاك
اجابها باستعطاف:عشان خاطرى يا شهد...يعنى يرضيكى احتفل بمناسبة زى دى لوحدى!،وبعدين هو احنا هيعدى عليها كام عيد جواز؟...مش يمكن اموت قريب وتروحى تحتفلى معايا فى المقابر!
نظرت له باستياء حتى تنهدت مجيبة باستسلام:طيب هنروح فين؟
حدق بها متسائلاً بتعجب:ايه دا انتى وافقتى بجد!..انتى كويسة مش كدة؟
قالها وهو يتحسس حرارتها ف نظرت له هاتفة بضيق: أنس!
أنس ضاحكاً:خلاص اهدى انا ماصدقت وافقتى...تعالى معايا
شهد بجدية:فين؟
أنس بعفوية:هتعرفى بس تعالى
*************
الأم بجدية:مكانش لازم تتعبى نفسك وتيجى.. احنا اللى المفروض نجيلك،مش كفاية اننا محضرناش ولادتك!
نهله باندفاع:يعنى هى غلطتى انى جيت اسلم عليكوا!...ماتطردينى احسن ياماما
ضحكت بخفوت ل تضربها على رأسها بخفة حتى ترفع يديها قائلة:بطلى لماضة وهاتى القمر دى اشوفها...حاساها شبهى مش عارفة ليه
اعطتها طفلتها ل تحملها بحذر حتى تهتف مجيبة:لا طبعاً دى شبهى انا...هتطلع حلوة لمين كدة يعنى؟
الأم بجدية مصطنعة:وهو انتى طالعة حلوة للجيران يعنى؟
نهله مازحة:الله اعلم بقى بابا كان شقى ولا لا
الأب بعفوية:هدى النفوس يا نهله
قالها والدها بعدما اتى متقدماً منهم ل تسرع اليه حتى تعانقه بابتسامة وهى تهتف:بابا...وحشتنى اوى،حمد لله على سلامتك
ضمها بحنان مجيباً:الله يسلمك ياحبيبتى...حمد لله على سلامتك انتى،كان نفسنا نكون جنبك...بس اللى حصل بقى،ومامتك جننتنى بسبب قلقها
الأم باقتضاب مزيف:وياريتها بتقدّر...دى حتى محضنتنيش الحضن دا
ضحكت بعفوية ل تقترب وتعانقها ثم تقبل وجنتها مجيبة:احلى حضن لأحلى ماما...بس طمنونى المهم،عمى بقى كويس
الأب متنهداً:ايوة بقى احسن كتير عن الأول...بس طبعاً فيه اثار جانبية للعملية،يعنى منقدرش نطمن
نهله بتلقائية:لا لا هنطمن متشيلش هم...هو بس بيحب يقلقنا عليه كدة
ابتسمت والدتها حتى وجدو أحمد يأتى ل يتقدم كى يرحبا به ف يعانقه والدها قائلاً بابتسامة:الف مبروك ياابنى...مكانش فيه داعى تتعب نفسك وتيجى احنا....
قاطعته ابنته متعجبة:ايه دا فيه ايه ياجماعة!...لو مش حابين وجودنا ممكن نمشى عادى جداً،يلا يا أحمد...هاتى حور ياماما
الأم ضاحكة:يابنتى اهدى بقى...بقيتى أم ولسة معقلتيش!
أحمد بعفوية:لو كل الناس عقلت دى بالذات مستحيل تعقل
نهله بتذمر:افندم!..دا ليه بقى..مش دى اللى جايبالك بنتك وكانت هتموت فيها؟
الأب بجدية: نهله بلاش الكلام دا...يلا عشان نتغدى سوا
اجابته بحزن مزيف:لا مش هاكل عندكوا حاجة...انا هروح بيتى آكل هناك بكرامتى
تنهد بنفاذ صبر بينما هتف زوجها بسخرية:وهى فين كرامتك دى ياحبيبتى؟...يلا ياعمى ناكل احنا وسيبك منها
اتسعت عيناها بتعجب خاصةً بعدما تحركو ثلاثتهم من امامها متجهين الى مائدة الطعام ل تشير وهى تذهب خلفهم هاتفة:ايه ياجماعة هو انا مليش لازمة للدرجة دى!...طب هاتى بنتى ياماما...أحمد
غادرا بعد تناول الغداء بين المحادثات الاعتيادية بينهم وتذمر نهله الذى لاينتهى بسبب تفضيلهم ل أحمد عليها،ولكنها قد ادركت فى ذلك الحين ان زوجها يملك مكانة كبيرة فى حياتها وحياة اسرتها ايضاً كما شعرت للمرة الأولى انه حقاً قد تغير ولم يعد نفس ذلك الشخص الذى جرحها...ولكن يظل كبريائها وذلك العناد اللعين يمنعها من التنازل لأجله ولأجل طفلتها
تنهدت بشرود وهى تمسح على وجنة طفلتها بحنان بعدما غفت اخيراً ل تسمع صوته بعدما اتى من خلفها وهو يتسائل بترقب:نامت؟
اجابته بهدوء:ايوة
احمد بعفوية:طيب تعالى عشان عايز اتكلم معاكى
نهله باستفهام:خير،فيه حاجة؟
أحمد مجيباً:ايوة تعالى
قالها وهو يمسك يدها ل يجلسها ويجلس بجانبها ثم يتنهد طويلاً قبل ان يتابع بهدوء: نهله...اول حاجة انا عايز اشكرك عشان وافقتى تفضلى هنا شوية،رغم انك كنتى المفروض تمشى على طول
اجابته ببساطة:لا متقولش كدة...مفيش بيننا شكر
ابتسم بخفوت قائلاً:عارف..بس لازم اشكرك..تانى حاجة..انتى طبعاً عارفة انى هاجى اشوف حور كل فترة او يمكن،كل يوم..عارف ان دا ممكن يضايقك بس...بس انا هحاول على قد مااقدر مجيش كتير عشان مضايقيكش..بس لو مقدرتش صدقينى دا هيكون غصب عنى..انا اصلاً مش عارف هستحمل ازاى انكوا مش هتبقوا موجودين معايا تانى و...
نظرت له بحزن مجيبة: أحمد..
قاطعها وهو يضغط على يدها ل يهمس برجاء: نهله..انا غلطت فى حقك كتير،وجرحتك..بس ارجوكى متحاوليش ترديلى دا فى حور..ارجوكى متحرمنيش منها يا نهله...
قاطعته محدقة به بتعجب:ايه الكلام دا يا أحمد؟..انت ازاى بتقول كدة!..حوو بنتك زى ماهى بنتى،وانا مستحيل احرمك منها..دا حقك..حتى لو عملت فيا ايه،انا مقدرش اعمل كدة
تطلع اليها مبتسماً بامتنان حتى قال بضعف:تعرفى!...بين كل الحاجات اللى عملتها فى حياتى،انتى الحاجة الوحيدة اللى مستحيل اندم عليها...انا كنت فاكر حبك دا ضعف،وحاولت اهرب من نفسى واكدّب قلبى عشان مضعفش...انتى الوحيدة اللى كشفتينى قدام نفسى يانهله ،انتى الوحيدة اللى لما كنت ببقى معاها بنسى نفسى...بنسى أحمد،الشاب الغنى اللى اى بنت بتتمنى بس انه يكلمها...أحمد اللى كان بيهرب من كل حاجة ممكن تضعفه..وعشان يهزم ضعفه ويثبت انه قوى،جرحك
قالها وسرعان ماابتلع ريقه بصعوبة مغمضاً عينيه كى يتابع بخفوت:بس جرحى ليكى كان هو بداية ضعفى بجد...لما مشيتى وسيبتينى،كنت تايه...حاولت اهرب من مشاعرى ومفكرش فيكى بس..بس ازاى؟...ازاى وانتى اللى عرفتينى نفسى بجد!..انتى اللى لما كنت بقرب منها،بحس انى فى دنيا تانية...بعيد عن كل العناد والغرور المزيف اللى بمثله قدام الناس...كنت بستخبى من نفسى فى حضنك،عشان خايف عنادى يهزمنى واجرحك
طب اقولك على حاجة كمان!...انا لما عرفت انك حامل،مجيتش رجعتك عشان كدة...انا كنت مستنى اى سبب عشان ترجعيلى و..وتبقى ليا من تانى...عارف ان دى انانية،وانى جرحتك ووجعتك كتير...اجبرتك تستحملى شخصيتى الغريبة وتصرفاتى اللى مش مفهومة معاكى،بس انا عملت دا عشان...عشان بحبك
حدقت به بصمت وقد أُلجم لسانها عندما رأت دموعه تتساقط بصمت ل يهمس مبتسماً بحزن:واكبر دليل على كلامى دا...انك انتى الوحيدة اللى مبتكسفش اعيط قدامها،لما بابا مات...مبينتش اى ردة فعل..بس لما لقيتك جنبى،مقدرتش اتماسك...انهارت،وكل الحصون اللى بنيتها اتدمرت قدامك...عشان انتى...انتى بالنسبالى غير اى حد،وهتفضلى كدة دايماً
ارتجف جسدها اثر ارتجافة يده الممسكة بيدها حتى تنهد قائلاً وهو يمسح دموعه:عارف ان كل الكلام دا ملوش لازمة...بس حسيت انى لازم اقوله،اسف لو حمّلتك فوق طاقتك
اجابته بابتسامة باهتة:انت دايماً بتحمّلنى فوق طاقتى ياأحمد...حبى ليك نفسه كان فوق طاقتى،بس برغم دا كنت مبسوطة...وهفضل دايماً مبسوطة انى خليتك تعرف نفسك بجد،ومتتكسفش تعيط قدامى كمان
ضحك بخفوت ف اشارت اليه مبتسمة كى يقترب حتى اسرع والقى بنفسه بين ذراعيها ل تضمه برفق بينما يهمس هو مغمضاً عينيه بعدما تشبث بها:انا اسف
تنهدت طويلاً وهى تهز رأسها بحزن حتى تمسح على شعره بأسف محاولة القضاء على ذلك الصراع الذى بداخلها،ولكنها حقاً لاتعرف كيف سـ ينتهى ذلك!
************
نزلت من السيارة معها ل يدخل متقدماً بها من مكان ما حتى تنظر حولها ف لا تجد احد بالمكان سواهم بينما بعض العازفين يقفون بجانب الطاولة ويعزفون...حدقت باستنكار ل تنظر له متسائلة بتعجب:هو مفيش حد غيرنا!
اجابها بابتسامة:ايوة..انا حجزت المكان دا لينا احنا بس
تنهدت مجيبة بعبوس:مكانش فيه داعى لكل دا
أنس بنفاذ صبر: شهد ارجوكى..دى مناسبة سعيدة ومش محتاجة خناق تمام!
شهد بانزعاج:ماشى
امسك يدها وتحرك بها ل يجلسا سوياً حتى تأخذ فى النظر الى المكان بملل بينما هو يتطلع اليها بحب..نقلت بصرها اليه ل تقول بتساؤل:بتبصلى كدة ليه؟
أنس بابتسامة:ببص ل مراتى..عندك مشكلة!
شهد بضيق:لا بص براحتك..كلها٥دقايق وامشى عشان ارتاح من كل دا
اجابها باندفاع جاد:لا٥دقايق ايه!..انتى بتاعتى النهاردة
رفعت حاجبها هاتفة باستنكار:نعم؟
أنس ضاحكا.:مش قصدى اللى فهمتيه خالص..قصدى خليكى معايا يعنى،دا عيد جوازنا مش معقول تسيبينى وتمشى
تنهدت قائلة:طيب احنا هنفضل قاعدين كدة!
أنس بعفوية:لا طبعاً...الاكل جاى حالاً،بس لحد ماييجى..ايه رأيك نرقص!
شهد باعتراض:لا مش عايزة
هتف ناظراً لها برجاء مزيف:عشان خاطرى يا شهد..دا اخر طلب هطلبه منك
نظرت له بانزعاج حتى نهضت مجيبة باقتضاب:ماشى..يلا
ابتسم ونهض ل يمسك يدها ثم يذهب بها الى قاعة الرقص حتى يبدآ فى الرقص معاً..كان يحاوط خصرها بيده ويمسك يدها باليد الاخرى ناظراً فى عيناها بشرود محبّ بينما هى تتظاهر بعدم الاهتمام ولا تنظر له،مرت ثوانٍ وهم هكذا حتى قال بهدوء:شهد
شهد ببرود:نعم!
تابع هامساً:بحبك اوى
تنهدت ل تجيب بابتسامة باردة:وبعدين
أنس بعدم فهم:وبعدين ايه؟
ظهد بجدية:يعنى بعد كدة ايه؟..هتفضل تتعامل بالطريقة دى لحد امتى؟،وكأن مفيش حاجة حصلت
أنس بانزعاج:انا اعتذرتلك وانتى مش راضية تقبلى اعتذارى،ولا حتى راضية تخلينا نتكلم ونحل اللى حصل...قوليلى المفروض اعمل ايه!
شهد بحدة:المفروض تفهم انى مش عايزاك وتبعد عنى
أنس باستنكار:بجد انتى مش عايزانى!
شهد بثقة:ايوة..مش عايزاك
جذبها اليه ل يقربها منه وينظر فى عينيها هاتفاً:بجد!..طيب بصى فى عيونى دلوقتى وقوليلى كدة..وقولى كمان انك مش بتحبينى،وانك فعلاً عايزانى ابعد عنك واسيبك
اجابته محدقة به باضطراب: أنس...
أنس بحزم غاضب:قولى ياشهد..ولا مش قادرة،عشان انتى بتكدبى عليا وعلى نفسك!
شهد باعتراض:انا مش بكدب...على الاقل مكدبتش زيك ووعدتك انى هفضل جنبك وفى الاخر شكيت فيك وسيبتك
اجابها بضيق:طيب انا عملت كدة..بس كنت غبى وفاهم غلط،وخلاص فهمت وندمت..مش عايزة تسامحينى ليه؟
نظرت له ل ثوانٍ حتى اجابت بألم:لو كنت سامحتنى انت قبل كدة..كنت هسامحك دلوقتى
قالتها ثم دفعته بحنق ل تذهب وتتركه
***************
امنيه بهدوء:انا اسفة على الطريقة اللى كلمتك بيها اخر مرة،بس..بجد كنت متدايقة اوى
اجابها بتفهم:عارف،وعشان كدة مزعلتش منك..بس ممكن اعرف ايه اللى كان مضايقك!
تنهدت مجيبة بأسى:انا وحشة اوى يا اسر...حاسة انى بكره نفسى،الغلطة اللى غلطتها كبيرة اوى لدرجة انى مينفعش اتسامح عليها و...انا حتى مش قادرة اسامح نفسى
قالتها وسرعان ما بدأت فى البكاء رغماً عنها ل تتابع بضيق حزين:الشخص اللى حبيته من كل قلبى خدعنى وجرحنى..خلانى اعمل اكبر غلط فى حياتى..حتى انس مش قادر يسامحنى،بيقول انى السبب فى اللى حصلى و...
قاطعها فجأة قائلاً بجدية: امنيه...انا بحبك
حدقت به بدهشة ل تتمتم بعدم استيعاب:ايه!
اسر بهدوء:بحبك يا امنيه..ومش من دلوقتى..انا حبيتك من اول مرة شوفتك فيها،لما مروان عرفنى عليكى وبدأنا نشتغل سوا..رغم ان اللى كنا بنعمله غلط بس...بس انا كنت حابه عشانك..كنت بحب الوقت اللى مروان بيبعتنى ليكى فيه عشان اعرف منك كل حاجة واروح اقوله،كنت بتحجج عشان اشوفك..وحتى بعد ماعرفت اللى حصل وكل حاجة عن ماضيكى..دا مفرقش معايا،انا اه زعلت منك لكن..حبى ليكى كان اكبر..عارف انك اتجرحتى مرتين بسبب الحب دا..بس انا بوعدك انى هعوضك عن كل اللى عانيتى منه قبل كدة
كانت تستمع له بعدم تصديق حتى همست متعجبة:اسر انت..انت بتقول ايه؟..اللى بتقوله دا مينفعش
اسر بتعجب:مينفعش!..ليه؟
امنيه باندفاع:عشان انا مليش حق اتحب..انا غلطت ولازم اتعاقب على غلطى دا..وانت..انت متستاهلش واحدة زيى،انت اصلاً مبتحبينيش يا اسر ..انا صعبانة عليك مش اكتر..وانا مستحيل اقبل شفقة من حد
اجابها بعدم استيعاب:شفقة!..ايه اللى انتى بتقوليه دا يا امنيه؟..انا بحبك ومتأكد من مشاعرى،ولو انتى صعبانة عليا فعلاً مستحيل كنت اجى اقولك بحبك واجرحك..صدقينى انا هعوضك عن كل حاجة..عارف انك لسة محبيتنيش وحتى لو عمرك ماهتحبينى،انا عايزك فى حياتى...انا محتاجك يا امنيه
ابتسمت مجيبة باستهزاء:محتاجنى!..بس انا عمرى ماكنت مهمة فى حياة حد،وعمر ماحد احتاجنى..وسواء كنت بتحبنى فعلاً او صعبانة عليك او حتى..او حتى عايز تستغلنى زى مروان..انا مش هقبل كدة..ف حاول تنسانى وتعيش حياتك بعيد عنى احسن...وبعدين انت تستاهل احسن منى كتير،ومسيرك تلاقى واحدة تستاهلك وتحبك بجد..لكن انا،مش هينفع...اسفة
قالتها ثم نهضت ل تتحرك مغادرة تاركةً اياه يجلس محدقاً امامه بعدم استيعاب لِما يحدث
*************
ذهبت الى مكان التدريب بعدما نصحتها نهله بذلك گ محاولة للتخفيف عما تعانيه...تقدمت من الداخل بهدوء ولكنها لم تجد احد فى المكان ف عقدت حاجبيها متعجبة وسرعان ما امعنت النظر جيداً ل ترى شخصاً ما يجلس على مقعد امامها ويوليها ظهره ف ارجعت خصلة من شعرها الى الخلف ل تهتف بتساؤل:لو سمحت!
استدار ذلك الشخص بالمقعد فجأة ل تراه ف سرعان ماتحدق به بدهشة هاتفة: عمر!...انت بتعمل ايه هنا؟
اجابها ببرود:انتى اللى بتعملى ايه هنا؟..المكان دا بتاعى
جيسى بعدم فهم:بتاعك!..ازاى،مش دا مكان التدريب!
عمر بجدية:دا كان زمان..انا اشتريته من فترة عشان محتاجه..او يمكن،هو اللى محتاجنى
تنهدت مجيبة بانزعاج:يعنى ايه؟..مفيش تدريب هنا!
عمر بسخرية:اظن انك سمعتينى..انا اشتريت المكان دا..يعنى بقى ملكى خلاص
جيسى باقتضاب:ايوة يعنى اشتريته ليه؟
عمر بعدم اهتمام:ودا يخصك فى ايه!
جيسى بضيق:لا ميخصنيش..بس انا كنت بتدرب هنا و..
قاطعها باستفزاز:كنتى بتتدربى هنا..يعنى دا كان زمان وخلاص،دلوقتى مفيش تدريب..تقدرى تتفضلى..وياريت تقفلى الباب دا وراكى
قالها وهو يشير الى الباب الذى خلفها ف نظرت له هاتفة بغضب:انت ازاى تتجرأ تتكلم معايا كدة!
اجابها مبتسماً باستخفاف:اظن ان انتى اللى جاية لحد عندى،ف من حقى اكلمك بالطريقة اللى انا عايزها..ياانسة...جيسى!
هتفت مجيبة بضيق:لو كنت اعرف انك هنا اكيد مكنتش جيت
عمر باستهزاء:بجد!..بصراحة اشك انك جاية اصلاً عشان انا هنا
جيسى بانفعال:انت....
وفجأة قاطعها صوت الباب وهو ينغلق بقوة ف حدقت به بتعجب ل تتسائل باستنكار:مين اللى قفل الباب؟
رفع كتفه بلامبالاة وهو يجيبها:وانا هعرف منين؟
اتجهت ناحية الباب ل تحاول ان تفتحه ولكن دون جدوى ف تهتف باندفاع:مبيفتحش ليه؟
عمر بسخرية:اصل اللى حضرتك متعرفيهوش انه اتقفل من برة،ف مش هيتفتح غير من برة
جيسى بتذمر:يعنى ايه؟..انا هخرج ازاى؟
عمر بعدم اهتمام:مش لازم تخرجى
هتفت ناظرة له باقتضاب: عمر...انا لازم اخرج من هنا
اجابها باستفزاز:والمفروض انى اعمل ايه؟
جيسى بجدية:حاول تتصرف..انا بتخنق من الاماكن المقفولة
تمتم بضيق:وانا بتخنق من الاماكن اللى بتبقى موجودة فيها
نظرت له بغضب حزين حتى اخذت تلتفت حولها وهى تبحث عن اى مخرج ولكنها لم تجد ف زفرت قائلة بنفاذ صبر:هروح ازاى دلوقتى؟
نظر لها بعدم اهتمام واكمل ماكان يفعله بينما نظرت هى الى الاعلى ل تجد نافذة مغلقة ف تمتمت محدقة بتفكير:لازم افتحها عشان متخنقش هنا..بس هفتحها ازاى؟
قالتها وسرعان ما نقلت بصرها اليه ل تقول بتردد: عمر
اجاب دون ان ينظر لها:ايه!
جيسى بعفوية:شيلنى
رفع حاجبه مجيباً بتعجب:نعم؟
جيسى بجدية:انا بتخنق من الاماكن المقفولة،ودلوقتى فيه شباك لازم افتحه عشان متخنقش هنا..بس الشباك عالى وانا مش هطول افتحه ف لازم تشيلنى
عمر بسخرية:وانا ذنبى ايه انك قصيرة!..وبعدين هو حد قالك انى الشيال بتاع حضرتك؟
حاولت استعطافه قائلة برجاء: عمر..ارجوك ساعدنى عشان ميحصليش حاجة..ولو حصلى حاجة انت اللى هتبقى السبب على فكرة
تنهد بانزعاج حتى نهض ل يتقدم منها بتردد ثم يقول باقتضاب:هساعدك..بس متفكريش انى خايف عليكى ولا حاجة
جيسى بضيق:لا مش هفكر متقلقش..يلا
قالتها ثم وقفت امامه ل يحملها من خصرها ويرفعها عن الارض بحذر..رفعت يداها محاولة ان تفتح النافذة ولكنها لم تستطع ف هتفت متنهدة بنفاذ صبر:مفيش فايدة..نزلنى
زفر بحنق ثم انزلها ل تقف امامه محدقة به بحزن عابس..تطلع اليها بضيق معاتب ف اقتربت منه قليلاً ل تقول بهدوء: عمر...
قاطعها بحدة:انا مش عايز اسمع اى حاجة
قالها ثم ابتعد عنها بعبوس ل يوليها ظهره ف تذهب اليه بتردد حتى تقترب وتعانقه من خلفه ثم تهمس بعيون دامعة:انا اسفة..صدقنى كان غصب عنى..انا حاولت كتير انساك بس مقدرتش،بعدك عنى كان اكبر عقاب ليا..ارجوك كفاية تعمل فيا كدة
اغمض عينيه بألم هاتفاً بانزعاج:جيسى..بلاش تقربى منى، هجرحك
اجابته بأسف:اجرحنى زى ماانت عايز،بس بلاش تبعد عنى..حتى لو هتفضل معايا وتفضل تعاتبنى وتلومنى كل دقيقة..معنديش مشكلة،هستحمل اى حاجة منك
تنهد ب حيرة حتى التفت ل يمسك وجهها بين كفيه ثم يتابع بجدية:متتسرعيش ياجيسى..انا اتسرعت قبل كدة،وادى النتيجة...مبقيتش عارف نفسى
جيسى بخفوت:بس انا عارفاك..ودا مكفينى..
قالتها ولم تكمل ف سرعان ماشعرت بضيق فى التنفس ولاحظ هو ذلك ل ينظر لها بقلق متسائلاً:جيسى..مالك فيه ايه؟
اغمضت عيناها ل تقول بأنفاس متلاحقة:مش قادرة اتنفس يا عمر...ارجوك،خرجنى من هنا
عمر بلهفة:جيسى..جيسى فتحى عيونك
فتحت عيناها بضعف ل تتطلع اليه بصمت ولكن سرعان ماتفقد الوعى فجأة ف تسقط واقعة بين ذراعيه
..................يتبع
![](https://img.wattpad.com/cover/215301960-288-k754953.jpg)
أنت تقرأ
قلب واحد وعمر واحد وفرصة واحدة2
Romanceانت صديقي الاكثر.. حبيبي الاكثر.. اراك عالمي وعافيتي وضحكتي.. ليس الاعتياد والكبرياء والنسيان والكثير من المشاكل من سيأثروا بعلاقتنا فانت خارج كل منطق 😍