part27

9 0 0
                                    

قلب واحد وعمر واحد وفرصة واحدة2
Part27

اخذا يسيران سوياً فى صمت تام،يختلسان النظر الى بعضهم مابين الحين والآخر...مرت دقائق وهم هكذا الى ان قطعت هى هذا الصمت ل تتسائل بتردد:شكلك متضايق!
لاحظت ابتسامة ساخرة على شفتيه وهو يجيب دون ان ينظر لها:وهو المفروض اكون مبسوط!...صاحب عمرى اللى مشكيتش فيه ل لحظة،طلع احقر انسان ممكن اقابله...وامنيه اللى وثقت فيها وعيشتها فى بيتى،هى كمان كدبت عليا وخدعتنى
ابتلعت ريقها ل تقول بخفوت وهى تنظر امامها:مش انت لوحدك اللى اتخدعت،انا كمان فوقت على اكبر كدبة فى حياتى
عقد حاجبيه كى يتسائل ناظراً لها باستنكار:للدرجة دى اسر كان مهم بالنسبالك؟
هزت رأسها نفياً وهى تجيبه بجدية:مش اسر...انا بتكلم علينا احنا،دلوقتى بس اكتشفت ان علاقتنا كانت مجرد كدبة مش اكتر...والدليل على كدة ان مروان قدر يدمرها بكل سهولة
حدق بها ل ثوانٍ حتى تنهد هامساً بندم: شهد..انا بجد اسف
اجابته باستهزاء حزين:اسف!...طيب المفروض انى اقبل اسفك دا؟
قالتها وسرعان ماتطلعت اليه ل تتابع بجمود:لأ...مظنش انى مضطرة اقبله
أنس باستعطاف: شهد ارجوكى...
قاطعته بحدة:انا كمان اتأسفتلك واترجيتك متسيبنيش...كنت مستعدة اعمل اى حاجة عشانك،لو كنت طلبت منى ابعد عن اسر كنت هوافق...وحتى العملية،كنت ممكن اعملها عشانك...بس انت مديتنيش اى فرصة ادافع عن نفسى..انت حكمت عليا وبس،ودى مش اول مرة...لما سيبتك وسافرت بعد العملية،ساعتها فكرتنى خدعتك وحكمت عليا بإنى كدابة ومش بحبك...طيب تمام،يمكن دا كان غصب عنك عشان اللى مروان كتبه وأى حد مكانك كان ممكن يفكر فى كدة...بس انت شكيت فيا،بعد كل اللى بيننا!...للدرجة دى انت لسة متعرفنيش!...مش متأكد انى بحبك صح؟
هز رأسه مجيباً بأسف:لا يا شهدانا....
شهد بضيق:سيبنى اكمل كلامى..انت مديتنيش فرصة اتكلم قبل كدة،خلينى اقولك اللى جوايا..أنس ،كل اللى حصل دا بيأكدلى حاجة واحدة بس...احنا مش هينفع نكمل مع بعض اكتر من كدة
حدق بها بدهشة ف تابعت بأسى:موت ابننا قبل ماييجى للدنيا و..اللى مروان عمله،كل اللى حصل بيننا...دا بيأكدلى انى لازم ابعد عنك..انا فضلت معاك الفترة اللى فاتت بس عشان كنت تعبان،واديت واجبي مش اكتر...واظن انك دلوقتى بقيت كويس ومش محتاجنى،ف لحد كدة وخلاص...مش هينفع افضل معاك
هز رأسه مجيباً بخفوت:بس انا دايماً محتاجك
شهد بألم:انا كمان كنت محتاجاك وملقيتكش..عشان كدة لازم ابعد،احسن مااجرحك واجرح نفسى معاك
أنس بحزم:بس انا مستحيل اطلقك
اجابته بلامبالاة:متطلقنيش..براحتك،بس انا همشى..واكيد انت مسيرك تزهق وتبعتلى ورقة طلاقى من غير حتى مااطلب منك
أنس بضيق: شهد اللى بتعمليه دا اكبر غلط..انتى كدة بتظلمينى وبتظلمى نفسك معايا
شهد باستخفاف:مظنش ان ممكن يكون فيه ظلم اكتر من اللى اتعرضتله قبل كدة...يعنى،مبقيتش فارقة
قالتها حتى تحركت امامه بصمت تام ل ترحل وتتركه بمفرده يتأمل تلك المسافة التى وُضعت بينهم والتي يعلم كيف سـ ينهيها!...
                        ************
بعد ان عادت الى منزل والدتها مرة اخرى كانت الايام تمر عليها بصعوبة،ولكن ليس اكثر من ذلك الذى كان حزين بشدة ويشعر بالاشتياق لها دائماً..بينما كانت الاخرى تقضى اخر فترة فى حملها بتعب ومعاناة دائمة مع محاولات أحمد للتخفيف عنها
وذات يوم،كانت تتحرك بخطوات بطيئة فى المنزل وهى تتنفس بصعوبة ممسكة ب خصرها بضعف ل تراها جيسى هكذا ف تتقدم منها عاقدة حاجبيها وهى تقول بشك: نهله انتى كويسة!
اجابها مبتلعة ريقها بتعب:مش عارفة ياجيسى...بس تعبانة اوى
جيسى بعفوية:ماانتى كل يوم تتعبى كدة عادى
نهله بجدية:لا المرة دى غير كل مرة...حاسة انها ولادة
اجابتها بتلقائية:ماانتى كل يوم برضو تقولى كدة ونروح المستشفى والدكتورة تقول مش النهاردة
نهله بأنفاس متلاحقة:طيب..هو فين أحمد؟
جيسى بقلق:فى الشركة...مالك يانهله انتى شكلك فعلاً تعبانة اوى
نهله باندفاع:اومال انا بقولك ايه من الصبح؟..اتصلى بيه ييجى
اجابت وهى موشكة على التحرك:حاضر ثوانى
قالتها ثم كادت ان تذهب ولكن قاطعتها الاخرى وهى تصيح بألم:جيسى استنى...انا شكلى مش هقدر استنى،يلا نروح المستشفى
جيسى باضطراب:بس..
صرخت من شدة الألم ف اتت والدة أحمد اثر صوتها ل تذهبا بها الى المستشفى بسرعة
                        ************
دخلت المكتب بعدما طرقت الباب واذن لها بالدخول ف تقدمت قائلة بهدوء:دى الملفات اللى حضرتك طلبتها
اجاب دون ان ينظر لها:طيب،سيبيها واخرجى
امنيه بتردد: انس انا...
قاطعها بحدة:سمعتنينى قولت ايه!...اخرجى
امنيه برجاء:على الاقل اسمعنى الاول
انس بجدية:انا سمعتك قبل كدة وخلاص..وخلى بالك انا مرضيتش اطردك عشان عارف انك محتاجة الشغل دا مش اكتر
اومأت برأسها مجيبة بحزن:عارفة،ومتشكرة اوى على دا...بس كلنا بنغلط..ارجوك حاول تسامحنى
أنس بانزعاج:مظنش انى هقدر اسامحك..اه كلنا بنغلط بس انتى غلطك كبير اوى..عمرى مافكرت انك ممكن تكونى كدة
امنيه بندم:غصب عنى،انا مكانش قدامى اختيار
أنس بضيق:لا كان قدامك...انتى لو مكنتيش بيعتى نفسك ل واحد زيه مكانش حصل كل دا
امنيه بألم:ماشى،انا فعلاً بيعت نفسى..بس ساعتها مفكرتش عشان كنت بحبه اوى
أنس بغضب:متبرريش اللى عملتيه يا امنيه...انتى كدة بتشوهى صورة الحب..عشان مفيش حد بيحب فعلاً وهيقبل على نفسه كدة
اجابته بعيون دامعة:طيب انا غلطت..انا واحدة مش محترمة ورخيصة،عرفت دا خلاص
أنس بحنق: مقولتش كدة
امنيه بأسى:بس كلامك معناه كدة...وانا مش زعلانة منك،بالعكس..انت عندك حق..بس ممكن اسألك سؤال واحد!
زفر بنفاذ صبر وهو يجيبها:نعم؟
امنيه بخفوت:انت وشهد...
قاطعها باقتضاب: شهد سابت البيت ومشيت..انا وهى مبقيناش مع بعض خلاص،ارتاحتى!
عقدت حاجبيها ل تقول بحزن:بس انت ازاى سيبتها تمشى؟..ليه محاولتش تمنعها؟
أنس بانزعاج:مقدرتش..مكانش ليا مبرر امنعها بيه..انا غلطت فى حقها،وهى مجروحة منى اوى...صعب تسامحنى
امنيه بعفوية:لا هتسامحك،عشان بتحبك..بس انت اعمل اللى عليك وحاول..حاول عشانها
تنهد بتفكير حتى اجاب بعبوس:طيب..قولتى كل اللى عندك!..اتفضلى اخرجى بقى
نظرت له بأسف حتى اومأت برأسها بصمت ل تتحرك امامه مغادرة المكتب
                      **************
هاجر بابتسامة:زى القمر يا نهله
قالتها بعدما مالت ل ترى تلك الصغيرة بين يدى والدها حتى تجيبها الاخرى بضعف: أحمد كان حاسس انها بنت
أحمد باندفاع:لا كنت متأكد..عشان بس تصدقينى بعد كدة
ابتسمت مجيية:طيب اديها ل شهد تشيلها شوية
نهض بهدوء كي يعطى الطفلة لشهد  ف حملتها برفق وهى تنظر لها بابتسامة حتى دمعت عيناها رغماً عنها وهى تقول: نهله..دى شبهى،عندها نفس الغمازة
جيسى باعتراض طفولي:لا عفواً بقى..دى شبه غمازتى انا..هى اكيد شبه عمتها طبعاً
ضحكت نهله بخفوت قائلة:مش مهم شبه مين..المهم انها جت وخلصتنى من العذاب دا..٩شهور!
أحمد بجدية مصطنعة:مش انتى لوحدك اللى كنتى بتتعذبى على فكرة..بس تعرفى!..كان نفسى اكون موجود واسمعك وانتى بتصرخى والجو دا
نظرت له مجيبة بتذمر:حد قالك تروح الشركة النهاردة!
اجابها بعفوية:ماانا كل يوم اقعد عشان حضرتك وفى الاخر يطلع تعب عادى..ويوم مااروح تقوم الاستاذة دى مولودة
جيسى بتلقائية:طيب سيبكوا من كل دا وقولولى هتسمو الاستاذة دى ايه..اكيد جيسى صح!
هاجر بجدية:لا نهله مقررة اسمها من قبل ماتتولد..هاجر
جيسى بانزعاج:لا مليش دعوة انا عمتها ولازم تسموها على اسمى..مش كدة يانهله!
نظرت لها نهله ب حيرة بينما قال أحمد فجأة:خلاص مش هنختلف..هنسميها اسم تالت خالص
ضحكت شهد مجيبة:اللى هو ايه بقى؟
جيسى بعناد:اللى هو جيسى،مليش دعوة
شهد بعفوية:استنى وهما اللى يقرروا...دى بنتهم
نظرت له نهله ل تهمس بتساؤل: أحمد..ايه رأيك فى حور؟
عقد حاجبيه حتى ابتسم قائلاً بإعجاب: حور!..حلو اوى
جيسى بحزن:جيسى احلى على فكرة
نهله بابتسامة:اكيد احلى بس عشان محدش يزعل..خلاص..هنسميها ايشا
جيسى بحزم:ماشى بس المرة الجاية هتسموها جيسى ودا اخر كلام
تمتم أحمد بسخرية:وهو هيكون فيه مرة جاية!
نظرت له نهله بصمت عابس بينما قالت شهد بهدوء وهى تنحني كى تعطى الطفلة ل أحمد :ربنا يحميهالكوا
نهله بعفوية:عقبالك ياحبيبتى
ابتسمت بألم خفى ل يطرق الباب فجأة حتى يدخل أنس وهو يحمل باقة ورد فى يده ف يقول بابتسامة:مساء الخير
حدقت به بتعجب مضطرب بينما ابتسمت نهله مجيبة:مساء النور...تاعب نفسك ليه؟
أنس بعفوية:لا مفيش تعب ولاحاجة..حمد لله على سلامتك...مبروك يا أحمد
اجابه بابتسامة:الله يبارك فيك
نهله باستنكار:تعالى اتفضل...مش عايز تشوف حور ولا ايه!
ابتسم بتلقائية ثم مال على الطفلة ل يراها حتى اتسعت ابتسامته وهو يقول:جميلة اوى...ربنا يحفظهالكوا
قالها ثم همس بجدية مصطنعة:كويس انك مسميتهاش شهد
سمعته شهد ف نظرت له بانزعاج بينما ضحكت نهله رغماً عنها ل يتسائل أحمد قائلاً:فيه ايه؟
اجابته وهى تحاول كتم ضحكتها:لا ولا حاجة
اقترب أنس ل ينظر لها مبتسماً وهو يهمس:عقبالنا
تطلعت اليه بضيق ثم تنهدت هاتفة:طيب..انا همشى
نهله باستنكار:ليه هتمشى دلوقتى؟
شهد بتهرب:هبقى اجيلك لما تخرجى...عن اذنكوا
قالتها ثم تحركت ذاهبة ف اشار أنس ل نهله بأنه ذاهب حتى تومأ برأسها كى يغادر هو الآخر
أحمد بتساؤل:هما متخانقين!
اجابته متنهدة:تقريباً كدة
جيسى باندفاع:بس دا لطيف اوى..ازاى شهد تتخانق معاه؟
أحمد بحزم:جيسى!
جيسى بعفوية:ايه،انا بقول الحقيقة
نهله بابتسامة:مسيرنا نشوف اخرتها ايه
اخذت تسير فى ممر المستشفى حتى اتى من خلفها كى يوقفها قائلاً:استنى،رايحة فين؟
اجابته ببرود:زى ماانت شايف..ماشية
أنس بتلقائية:طيب،ممكن تسمحيلى امشى معاكى!
زفرت بضيق هاتفة:انت ايه اللى جابك هنا اصلا..وعرفت ازاى انى هنا؟
أنس بهدوء:جيت عشان اشوفك..وبالنسبة ل عرفت ازاى ف اظن مينفعش مراتى تكون فى حتة وانا معرفش
شهد بغضب:بتراقبنى يعنى!
أنس بعدم اهتمام:تقدرى تقولى كدة..بس تعرفى انك وحشتينى اوى!..البيت وحش من غيرك بجد
شهد بجدية:حاول تتعود عليه من غيرى..وبعدين دلوقتى بقى وحش،قبل كدة كان عادى!
اجابها متنهداً:مفيش داعى للكلام فى الماضى..خلينا فى دلوقتى،انتى سيبتى البيت من غير اى سبب ياشهد
شهد باستهزاء:من غير اى سبب!..وهو كل اللى حصل بيننا دا مش مكفيك ولا ايه!
أنس بجدية:اللى حصل بيننا عادى وممكن يحصل مع اى حد..انتى اللى مكبرة الموضوع
شهد بانزعاج:ماشى انا مكبرة الموضوع..بس لازم تعرف انك مهما عملت انا مش هرجع معاك
أنس باستخفاف:براحتك..بس استحملى اللى هعمله بقى
نظرت له باقتضاب حتى تحركت ل تتركه وتذهب ف يزفر متمتماً بتفكير:ماشى يا شهد..هنشوف مش هترجعى ازاى
                       ************
*flash*
دخلت معه المنزل وبمجرد ان تقدمت هى حتى اغلق الباب خلفه ل تحدق به متسائلة بشئ من القلق:انت بتقفل ليه؟..وفين اهلك دول؟
اجابها بهدوء:بصراحة انا كدبت عليكى..اهلى مش هنا
عقدت حاجبيها ل تهتف بتعجب:مش هنا!..طيب انت جيبتنى هنا ليه؟
تنهد طويلاً حتى تقدم منها قليلاً كى يجيب:جيبتك عشان نتكلم ونتفق على كل حاجة
امنيه بعدم فهم:نتكلم ونتفق!..على ايه؟
نظر فى عينيها ل يهمس بخفوت: امنيه..انتى عارفة انى بحبك..وانتى كمان بتحبينى مش كدة!
اجابته بعفوية:اكيد..بس ليه بتقول كدة؟
رفع يده ل يلمس وجهها حتى يتابع بحب:عشان انا عايزك معايا دايماً...مش عايزك تسيبينى لحظة
ابتعدت عنه بتوتر وهى تجيب:طيب ماانا هكون معاك لما نتجوز..مش انت قولتلى ان اهلك وافقوا!
مروان بعبوس مزيف:ايوة هما وافقوا فعلاً...بس حصل شوية مشاكل و...ومفيش حد غيرك هيقدر يساعدنى عشان احلها
امنيه بتساؤل:مشاكل ايه؟
مروان بجدية:هما عايزينى اتجوز بنت من العيلة..بس انتى طبعاً عارفة انى مش هتجوز غيرك،انا قولتلهم كدة...بس بعد ماكانوا موافقين رجعوا فى كلامهم ومصرين على البنت دى
اجابته عاقدة حاجبيها بترقب:وانا هساعدك ازاى؟
مروان بتردد:لازم نجبرهم يوافقوا على جوازنا..ودا مش هيحصل غير فى حالة واحدة بس
قالها وهو ينظر لها نظرة ذات مغزى ف حدقت به وسرعان ماتفهمت مايقصده ل تهتف اعتراض مندفع:انت بتقول ايه يا مروان؟..انا مستحيل اعمل كدة
مروان بتفهم:انا عارف صدقينى...بس مفيش قدامنا حل تانى
امنيه بجدية:لا اكيد فيه حل..انت ممكن تحاول تانى لحد ماتقدر تقنعهم او..
قاطعها وهو يقربها منه ل ينظر فى عينيها هامساً باستعطاف:امنيه..انا بحبك،وانتى عارفة انى مستحيل ائذيكى او اخدعك
امنيه بحزن:انا عارفة،بس اللى انت بتقوله دا غلط..انا مقدرش اعمل كدة
مروان بهدوء:هتقدرى عشانى..وصدقينى هنتجوز بعدها على طول...انا بوعدك
نظرت له بعيون دامعة ف تابع متسائلاً:امنيه،انتى بتحبينى مش كدة!
اومأت برأسها ببراءة وهى تجيبه:ايوة...بحبك اوى
ابتسم بانتصار خفى ل يمسح دموعها مجيباً بنشوة:خلاص..يبقى ثقى فيا،وانا بوعدك انك عمرك ماهتندمى
*back*
اخذت تبكى بندم وهى تضم ساقيها اثر تذكرها ل ذلك اللعين الذي خدعها واستغل ثقتها به،تنهدت بضعف ل تمسح دموعها وسرعان مااتت فى ذهنها كلمات أنس تلك التى آلمتها وبشدة
,انتى لو مكنتيش بيعتى نفسك ل واحد زيه مكانش حصل كل دا,
,متبرريش اللى عملتيه ياامنيه...انتى كدة بتشوهى صورة الحب..عشان مفيش حد بيحب فعلا وهيقبل على نفسه كدة,
ازداد بكائها اكثر ف وضعت وجهها بين كفيها بقلة حيلة حتى يقاطعها صوت الباب ف تمسح دموعها ثم تنهض وتفتح ل تجد اسر امامها..نظرت له بصمت حتى تسائلت بصوت مبحوح:نعم!
اسر بقلق:فيه ايه مالك؟
امنيه بهدوء:مفيش حاجة...خير،جاى ليه؟
اسر بعفوية:عادى،كنت جاى اطمن عليكى
اجابته بسخرية خفية:بجد!..انا كويسة اطمن
اسر بجدية:لا مش كويسة..قوليلى فيه ايه؟
امنيه بحدة:قولتلك كويسة ياا اسر،مش هفضل اكرر كلامى كتير
نظر لها بتعجب حتى اجاب بعبوس:خلاص اهدى..اسف لو ضايقتك،عن اذنك
قالها ثم تحرك ف كادت ان توقفه ولكنه كان قد ذهب ل تتنهد بضيق ثم تعود كى تغلق الباب وتتجه الى الداخل
                      *************
عمر بعفوية:الف مبروك يا أحمد
أحمد بابتسامة:الله يبارك فيك..يعنى لازم يكون فيه سبب عشان تيجى!
عمر بجدية مصطنعة:اه وعلى فكرة انا جيت عشان حور ومدام نهله بس
نهله بتعجب:مدام نهله!..لا ايه الكلام دا هى الشهرة غيرتك ولا ايه؟
ابتسم مجيباً:لا مغيرتنيش طبعاً..بس أحمد موجود وانا مش عايز اتطرد بصراحة
أحمد :ايوة فعلا انا شوية وهطردك
اجابه مشيراً باندفاع:لا مش محتاج تطردنى،انا همشى لوحدى
نهله باستنكار:بس انت لسة جاى
تنهد قائلاً بأسف:مضطر امشى عشان ورايا حاجات كتير..انا جيت بصعوبة اصلاً
أحمد بسخرية:اه طبعاً ماانت بقيت مهم...ابقى اسأل بقى مش لازم اخلف عشان تيجى
عمر بهدوء:حاضر...عن اذنكوا..وحمد لله على سلامتك يامدام نهله
نهله بابتسامة:تانى!..ماشى هعديها،الله يسلمك
ابتسم بخفون حتى ذهب بينما نظر أحمد اليها ل يقول بعبوس:شايفك متعودة عليه اوى!
اجابته بعفوية:ايوة ماهو كان زميلى انا وجيسى فى التدريب، وكمان مهو اخو شهد وهاجر فعادى يعنى
تنهد بشك ف ابتسمت قائلة: أحمد..مش هيبقى مجدي وعمر
أحمد بجدية:ليه هو انا مليش حق اغير عليكى!
نهله بهدوء:لا طبعاً ليك حق..بس عمر صاحبك ومفيش اى سبب يخليك تغير عليا منه
أحمد باستنكار: ومجدي!
نهله بابتسامة: مجدي خلاص هيخطب قريب..يعنى اطمن بقى
أحمد بتعجب:وانتى عرفتى منين؟
نهله بعفوية:هو كلمنى عشان يسلم عليا وقالى
أحمد بانزعاج:كلمك!..انا مش قولت مفيش كلام بينك وبينه طول ماانتى لسة مراتى؟
نهله باندفاع:يعنى واحد بيتصل يطمن عليا مردش عليه!..وبعدين بقولك خلاص هيخطب،يعنى انا مش فى دماغه اصلاً..ريح نفسك بقى
تنهد مجيباً:حاضر
نهله بطريقة طفولية:خلاص بقى متزعلش...وخد شيل حور لحد ماانام شوية عشان منيمتنيش امبارح
اجابها مبتسماً:حاضر
وصل إلى البوابة الرئيسية للمنزل ف كاد يتقدم ل يخرج الا ان وجدها امامه وقد توقفت عن سيرها محدقة به بتعجب مضطرب حتى ابتسمت هاتفة بفرح: عمر!
نظر لها بعدم اهتمام عكس مابداخله تماماً حتى تابعت بتلعثم:عامل ايه؟..طمنى عليك
اجابها بابتسامة باردة:كويس جداً..انتى ايه اخبارك؟
جيسى بعفوية:تمام...انا متابعة اخبارك،وحاولت اوصلك كتير بس انت غيرت رقمك و...
قاطعها بجدية:كل حاجة اتغيرت..مظنش انك هتقدرى توصليلى بسهولة زى زمان
تطلعت اليه حتى قالت بأسف حزين: عمر....انا مكنتش اتمنى ابداً اننا نبعد عن بعض بالطريقة دى
ابتسم مجيباً باستخفاف:لازم تتعودى ان مش كل اللى بنتمناه بيتحقق
نظرت له بعبوس الا ان حاولت تغيير مجرى الحديث وهى تتسائل:انت كنت جاى ل أحمد!
عمر بسخرية:اكيد يعنى مش جايلك انتى..ايوة،كنت جاى ل أحمد
تنهدت طويلاً ل تقول بتردد:طيب..هشوفك تانى!
عمر بنبرة غريبة:بصراحة متمناش انك تشوفينى تانى...دا احسنلك..سلام
قالها ثم ذهب بينما ظلت هى واقفة مكانها تحدق به وهو يرحل من امامها حتى دمعت عيناها بألم نادم
                       ************
كانت قد انتهت للتو من عملها في احدي المستشفيات وكادت ان تنهض كى تذهب الا ان تفاجأت ب ذلك الذى اتى ل يقتحم مكتبها ف حدقت به وسرعان ماهتفت متعجبة:انت!..ايه اللى جابك هنا؟
هتفت بها باندفاع ناظرة له باستفهام حتى تقدم ل يجلس امامها وهو يجيب ببرود:جاى اكشف..اصلى تعبان اوى بصراحة،انتى صاحبة ومشرفة الدكتورة برضو مش كدة!
شهد بضيق:بس انا خلصت شغلى وماشية...روح اكشف عند حد تانى
أنس بابتسامة مستفزة:وانا مش هكشف غير عندك..وبعدين انتى مش واجبك انك تساعدى كل المرضى!..انا مريض
شهد باستهزاء:مريض!..طب اتفضل يااستاذ مريض عشان نكشف على حضرتك واخلص
تنهد بتعب مزيف قبل ان ينهض ل يتحرك ويستلقى على السرير بينما تزفر هى بغضب محاولة ان تتمالك اعصابها حتى تذهب اليه ف تنظر له هاتفة بجدية:افتح زراير قميصك
حدق بها ل يجيب بدهشة مصطنعة:ايه!..لا بجد عيب عليكى..وانا اللى قولت انك صاحبة دكتورة محترمة!
شهد بحدة:بطل اللى بتقوله دا وخلص..عايزها تكشف عليك ازاى؟
هز رأسه متنهداً ل يفتح ازرار قميصه وهو ينظر لها باستفزاز بينما تضع صديقتها السماعة الطبية على قلبه حتى تقول بتلقائية:خد نفس
تنفس بصعوبة مصطنعة ف حدقت به ل ثوانٍ قبل ان تتابع بضيق:حضرتك معندكش حاجة
امسك يده شهد مجيباً باندفاع:بجد!
ابعدت يدها عنه هاتفة بانزعاج:انت بتعمل ايه؟
أنس ببراءة مزيفة:اسف بس فرحت شوية..اصلى كنت حاسس انى هموت
شهد باستهزاء:هتموت!
أنس بحزن مصطنع:ايوة..اصلى بحب واحدة اوى وهى سابتنى..يرضيكى تسيبنى؟..بذمتك انا اتساب!
شهد باقتضاب:بصراحة عندها حق..اتفضل قوم
أنس مازحاً:ماتخلينا شوية
نظرت له بغضب متوعدة ف تحرك هاتفاً:خلاص متبصليش كدة عشان بخاف
ابتسمت خفية قبل ان تعود وتجلس على مكتبها ل تقول بجدية:انت بتاخد ادويتك مش كدة!
اجابها بعفوية بعدما جلس امامها:مش دايماً..احياناً اه واحياناً بنسى
شهد باستنكار:بتنسى!
أنس بخفوت:ايوة..غصب عنى،انا عايش لوحدى ومفيش حد يهتم بيا ولاياخد باله منى
قالها ثم اسند وجهه الى يده بعبوس ف ابتسمت رغماً عنها الا ان تجهمت ملامحها ثانيةً كى تجيب:بس عشان تبقى كويس لازم تاخد الادوية فى ميعادها..حاول تركز ومتنساش
أنس بتذمر:وانا اللى قولت انك هتشوفيلى حد يهتم بيا وياخد باله منى!
نظرت له بنفاذ صبر ل تشبك يديها معاً كى تهتف بنبرة آمرة:خلاص كشفت!..اتفضل امشى بقى
نظر لها ل ثوانٍ حتى اجاب باستسلام:ماشى
قالها ثم نهض ف عقدت حاجبيها متعجبة انه ذهب بهذه السهولة ولكنها تنهدت بارتياح ونهضت ل تأخذ اغراضها وتذهب...وبمجرد ان غادرت حتى وجدته ينتظرها بالخارج ف اغمضت عينيها بقوة ل تهتف بغضب مكتوم:وبعدين معاك بقى!
أنس باستفزاز:اصلى بصراحة مقدرتش امشى واسيبك تمشى لوحدك فى الوقت دا..انتى مراتى برضو
نظرت له بانزعاج ثم تحركت ل تسير امامه ف ذهب ورائها كى يسير بجانبها وهو يقول:على فكرة انا قررت اجى اكشف عندكن على طول..اصلى بصراحة ارتاحت اوى لما كشفتوا عليا
لم تهتم واكملت سيرها بينما تابع هو بابتسامة:ماتيجى نقعد ونتكلم شوية..انتى بجد وحشتينى اوى
التفتت له فجأة ل تشير محذرة وهى تقول:انت لو....
وقبل ان تكمل تعثرت قدمها ل ينكسر كعب حذائها ف تكاد تقع الا ان يمسكها بلهفة متسائلاً بقلق:انتى كويسة!..حصلك حاجة؟
اجابته وهى تغمض عينبها بألم:رجلى..ااه...مش قادرة ادوس عليها
أنس :طيب تعالى
شهد بتعجب:ايه!
أنس بجدية:اسمعى الكلام..اسندى عليا
قالها وهو يحاوط خصرها بحذر ل يحملها فجأة ف تحدق به هاتفة باندفاع:انت...
قاطعها بهدوء:ولا كلمة..انتى مش عايزة تروحى!..يبقى اسمعى الكلام
قالها ثم سار بها قليلاً بينما هى تنظر له بضيق وتوتر حتى وصل بها الى سيارته ف ادخلها ثم تحرك ل يجلس بجانبها كى يتحرك بالسيارة فى صمت...اخذت تتطلع اليه ل ثوانٍ حتى تنهدت ل تقول بتردد:شكراً
أنس بعفوية:مفيش داعى..وبعدين اجلى الشكر ل بعدين
شهد بعدم فهم:قصدك ايه؟
اجابها بغموض:هتعرفى دلوقتى
نظرت له بتساؤل قلق ثم صمتت ل تجده يتوقف بالسيارة امام منزله ف تحدق به هاتفة بتعجب:انت جايبنى هنا ليه؟
أنس بتلقائية:اظن دا بيتك،ولا نسيتى!
شهد باندفاع:لا دا بيتك انت،مش بيتى...انا عايزة اروح ل ماما
أنس بسخرية:حبيبتى انتى مبقيتيش صغيرة عشان تروحى ل ماما
شهد بحدة: أنس روحنى دلوقتى بقولك
أنس بعدم اهتمام:مظنش انى السواق بتاعك عشان اوصلك للمكان اللى انتى عايزاه..انا وصلتك للمكان اللى انا عايزه
نظرت له بغضب مجيبة:بقى كدة!..ماشى
قالتها ثم التفتت ل تحاول ان تفتح باب السيارة ولكنها تجده مغلقاً ف تنظر له قائلة باقتضاب:افتحلى الباب
أنس باستخفاف:حبيبتى حتى لو فتحتلك انتى مش هتقدرى تمشى..اسمعى الكلام بقى ومتعانديش معايا
قالها ثم فتح الباب ونزل من السيارة ل يتجه اليها ويحملها كى ينزلها ف تدفعه وهى تهتف بحنق:اوعى...سيبنى امشى
نظر فى عينيها ل يهمس بجدية حازمة:قولتلك متعانديش معايا يا شهد...دى فرصتى وجت لحد عندى،وانا لازم استغلها
...........................يتبع

قلب واحد وعمر واحد وفرصة واحدة2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن