part3

9 0 0
                                    

دا ال part اللى كلكوا مستنيينه بقى😂☺️
قلب واحد وعمر واحد وفرصة واحدة2
Part3

حدق امامه بعدم استيعاب ل تمر ثوانٍ حتى يرفع يده كى يضعها على كتفها بتردد وسرعان مايجدها تبدأ فى البكاء بحرقة....ازدادت دهشته حتى ابتلع ريقه هامساً: شهد...
قاطعته وهى تهتف من بين بكائها:ارجوك يا أنس،متقولش اى حاجة...انا بجد محتاجة دا..ارجوك
اغمض عينيه متنهداً بقوة ل يجد نفسه يضمها بضعف حتى يعانقها هو الآخر ف تتشبث به اكثر الى ان يشعر بها تستكين تدريجياً بين ذراعيه اثناء شهقات بكائها وانينها الخافت ل يدفن وجهه فى عنقها مغمضاً عينيه بصمت محاولاً تناسى كل شئ باستثنائها هى فقط!
                       ***********
انتهت مراسم الزفاف ل يصعدا سوياً متجهين الى غرفتهم بمنزله الكبير ذاك الاشبه بالقصر..دخلا معاً ل تتقدم هى اولاً مولية اياه ظهرها وبمجرد ان يغلق الباب حتى تلتفت محدقة به باضطراب وتوتر
اقترب هو مبتسماً حتى توقف امامها ل يهتف ناظراً لها بحب:اخيراً بقيتى ليا!...بجد مش مصدق نفسى،حاسس انى بحلم
تطلعت اليه بابتسامة مترددة ف تابع قائلاً بتساؤل:ايه ساكتة ليه؟
نهله بخفوت:عادى يعنى بس...متوترة شوية
أحمد بتعجب:متوترة!..لا مينفعش،وبعدين لسة شوية على التوتر
حدقت به بخجل هاتفة: أحمد!..اسكت
ابتسم بمراوغة ل يجيب وهو يقترب منها ببطء:ليه؟...بس تعرفى!،احنا فعلاً لازم نسكت..بس نسكت عشان....
ابتعدت عنه ل تهتف بارتباك وتلعثم: أحمد بطل بقى..انا...انا عايزة انام
أحمد باستنكار:تنامى!...ولما انتى تنامى انا هعمل ايه؟
نهله بعدم اهتمام:نام انت كمان عادى
أحمد بابتسامة ماكرة:بقى كدة!
نظرت له بشك قلق ل تكاد تتحرك الا ان تتفاجأ به يمسك يدها كى يجذبها اليه بقوة حتى تصطدم بصدره ف تهتف باضطراب: أحمد...
قاطعها هاتفاً بهدوء مستنكر:انتى خايفة منى؟
تطلعت اليه ببراءة ل تومأ برأسها مجيبة ف يتابع بتساؤل:ليه؟
ابتلعت ريقها كى تجيبه بخفوت:ممم مش عارفة
تنهد بتفهم حتى رفع يديه كى يحتضن وجهها بين كفيه ل يقترب ويقبل رأسها بحب قبل ان يهمس:المفروض متخافيش من اى حاجة وانا معاكى مش كدة!
اومأت برأسها بهدوء حتى وجدته يحاوط خصرها ببطء كى يقربها منه ثم يقترب بوجهه من وجهها ف يخفق قلبها بشدة...اقترب اكثر كى يميل ويكاد ان يقبلها الى ان تخفض عينيها بأنفاس متلاحقة حتى تجده يهمس فجأة: نهله!
نهله بترقب:ايه؟
أحمد مازحًا:انتى مش هتضربينى بالقلم مش كدة!
حدقت به بتعجب وسرعان ماضحكت ل يضحك هو الاخر ف ينحنى ويحملها بين ذراعيه حتى يأخذ يدور بها..ازدادت ضحكاتها وهى تتعلق بعنقه بسعادة الى ان تحرك بها بعدما شعر بتوترها يتلاشى تدريجياً ف يضعها على الفراش برفق تام
تعلقت عيناه بها وهو يقترب متنهداً كى يميل ثم يهمس بجانب شفتيها:مبسوطة يا نهله!
تطلعت اليه ل ثوانٍ حتى هزت رأسها مجيبة بابتسامة خافتة:انا طايرة،مش مصدقة كل اللى بيحصل دا...تعرف يا أحمد!،لما حبيتك عمرى ماتخيلت انى ممكن ابقى معاك فى يوم من الايام...كنت حطاك فى خانة امنياتى الصعبة اوى،واللى اخرى اتخيلها فى بالى مش اكتر...بس دلوقتى،دلوقتى انا معاك...بقيت مراتك،ازاى؟..برغم كل حاجة وقفت قصادنا!...اختلاف شخصيتنا ومستوانا الاجتماعى،وغرورك وعنادى...اهلك والناس...كل حاجة كانت ضدنا،بس رغم كل دا بقينا مع بعض فى الاخر...ف اظن من حقى اكون طايرة،مش مبسوطة بس
شرد فى عيناها قليلاً بعد تلك الكلمات حتى تنهد ل يرفع يده ويمسح دمعة سقطت من عينيها لم تشعر بها اثناء حديثها ثم ينحنى ويقبل كفها برقة مجيباً:انا بحبك اوى يا نهله
نهله بعشق:وانا بحبك اكتر من اى حاجة فى حياتى
ابتسم بخفوت حتى تنهدت بتوتر خفى بعدما مال كى يقبل وجنتها ببطء قد نجح فى اثارة تلك الرجفة بداخلها...قبضت على يدها بقوة بينما رفع هو وجهه ولم تمر ثوانٍ حتى مال ثانيةً ولكن هذه المرة قد التهم شفتيها بشوقٍ جارف
لم تفعل شئ سوى ان حاوطته لاارداياً وهى مغمضة عينيها باستسلام الى ان تحركا ببطء ل تصبح هى فوقه بينما هو لايزال يحكم قبضتيه عليها بتملك...ابتعدا بعد ثوانٍ ل تلتقط انفاسها المتلاحقة ف تجده يتطلع اليها بابتسامة قائلاً فجأة:شوفتى بسيطة ازاى!...ضربتينى بالقلم ليه ساعتها بقى؟
ابتسمت بخجل ل يجدها تحاوط وجهه بيديها وهى تجيب بهدوء:عشان مكنتش عايزة علاقتنا تبقى فى السر،كنت عايزة اورى الناس كلها انك ليا لوحدى...وانك ملكى انا وبس،كنت مستنية اليوم اللى هييجى واشيل اسمك فيه..واهو جه،ودلوقتى محدش يقدر يقول حاجة..حتى انا
أحمد بجدية مصطنعة:ومحدش يقدر يمنعنى عن اللى هعمله،حتى انتى
حدقت به بشك وسرعان ماوجدته يقترب ثانيةً باندفاع كى يسطحها امامه وفى غضون ثوانٍ كان قد اخذها الى عالمه الخاص،حيث لايوجد سواهم معاً
                       **********
فى الصباح،فتحت عينيها بتثاقل ل تجد نفسها ممددة على الفراش ف تنهض كى تجلس محدقة حولها بتساؤل وسرعان ما تتذكر ماحدث امس،ف قد ظلت تبكى فى حضنه بشدة الى ان غفت ونامت بين ذراعيه ولم تدرى ماحدث بعد ذلك
اغمضت عينيها بضيق نادم ل تزفر باقتضاب حتى تتحرك كى تقف ثم تتقدم خارجة من الغرفة ف تجده يجلس على الاريكة بالخارج..تطلعت اليه ل ثوانٍ بعدما نقل بصره اليها بصمت الى ان سارت تجاهه بخطوات مترددة كى تجلس امامه ف تتنهد طويلاً قبل ان تهتف ناظرة امامها بأسف غاضب:انا...انا اسفة على اللى عملته امبارح بس...واضح انى مكنتش فى وعيى
أنس بسخرية:فعلاً مكنتيش فى وعيك...تعرفى ان الانسان لما مبيكونش فى وعيه بيعمل اللى هو نفسه يعمله بس مش قادر!
شهد باضطراب:قصدك ايه يعنى؟..انا...انا اكيد مكنتش عايزة اعمل كدة...هعمل كدة ليه؟
أنس بجدية:اسألى نفسك
اغمضت عينيها بثبات كى تهتف بضيق حازم: أنس كفاية لحد كدة،انا لازم امشى من هنا..كل اللى بيحصل دا غلط
نظر لها بصمت حتى تابع كأنه لم يسمعها:قوليلى يا شهد ...انا ذنبى ايه فى كل دا؟..ذنبى ايه افضل اتعذب كدة!،ذنبى انى حبيتك وانتى طلعتى بتخدعينى او..زى ماقولتى،كنتى بتختبرى قوتك!..ذنبى ايه عشان استحمل تصرفاتك اللى انا مش فاهمها اصلاً!..سيبك من كل دا...لو انتى مكانى هتعملى ايه؟
شهد بجمود:بس انا مش مكانك..انا كنت هظلمك فعلاً لو فضلت معاك...ايوة انت ملكش ذنب فى كل دا،بس فيه حاجات منقدرش نقول مين اللى ليه ذنب فيها
تنهد بحزن قائلاً:طب واخرة كل دا ايه؟...يعنى هنفضل كدة لحد امتى؟...لازم يكون فيه حل مش كدة!
شهد بجدية:الحل اننا منشوفش بعض تانى...انا همشى من هنا عشان تقدر تنسانى و...وهكمل حياتى عادى
أنس بسخرية:هتكملى حياتك!...كل اللى يهمك حياتك وبس...لكن ميهمكيش انا بتعذب ازاى...طيب تمام انا هنساكى،بس لما اعرف ليه عملتى فيا كدة...قوليلى ليه عملتى كدة؟..انا مش مصدق كل اللى قولتيه سواء موضوع الحالة دا او...او انك معندكيش اى مشاعر،مستحيل اصدق ان شهد اللى قلبى شافها هى نفسها اللى بتحاول تقنعنى انها وحشة اوى كدة...مش ممكن
حدقت به بأسف حتى اجابت بخفوت:انا عارفة ان جواك كتير اوى،قول كل اللى عندك..مش هلومك على اى حاجة...بس اسئلتك دى انا مش هقدر اجاوبك عليها..اسفة
ابتسم باستهزاء هاتفاً:اسفة!...لا متتأسفيش،انا اللى اسف..اسف انى حبيتك ووثقت فيكى...انتى حسستينى لاول مرة انى كنت اعمى فعلاً،قلبى صدقك وحبك ومشى وراكى وفى الاخر...فى الاخر دمرتينى...قوليلى استفادتى ايه من كل دا؟،شوفتينى ضعيف ومكسور..مبسوطة مش كدة!،اكيد مبسوطة...بس صدقينى انا هندمك على كل دا..مش هخليكى ترتاحى،طول ماانتى معايا مش هتحسى غير بالوجع وبس...انتى لازم تتعاقبى،وانا اللى هعاقبك
شهد بألم:وهتعاقبنى ازاى بقى؟
أنس بحدة:طول ماانتى موجودة هنا مش هحسسك غير بالوجع وبس...لازم تحسى باللى انا حسيته بسببك...لازم تعرفى يعنى ايه حياتك تتدمر وانتى واقفة مش قادرة تعملى حاجة...عارفة احساس العجز!،هو دا الاحساس اللى لازم تحسيه
شخد بانكسار:طيب،انا موافقة...اعمل فيا اللى انت عايزه...بس قبل دا لازم تعرف ان مش انت لوحدك اللى كنت بتتعذب،انا كمان كنت بموت كل يوم من غير ما حد يعرف...احساس العجز اللى انت بتتكلم عنه دا انا لحد دلوقتى حاسة بيه...عارفة انك مش مصدقنى ومش فاهم اقصد ايه بس،لازم تعرف انى مش وحشة اوى كدة
لم تعرف كيف او لماذا تفوهت بهذه الكلمات وكأنها كادت تخبره بالحقيقة المبهمة وراء جميع كذباتها تلك،نظر لها بأسى معاتب الى ان وجدته يغمض عينيه مبتلعاً ريقه بصعوبة قبل ان يضع يده على قلبه بألم واضح على وجهه ف تهتف محدقة به بقلق:انت كويس!
أنس بتعب:لا...مش قادر اتنفس
شهد باضطراب:طيب انت لازم ترتاح...انت بتاخد دوا او اى حاجة؟
اجابها بنبرة متقطعة:ايوة انا...انا لازم اخد العلاج...ها...هتلاقيه عندك على الترابيزة جوة
شهد بتلعثم:طب تعالى بس ارتاح جوة الاول
قالتها وهى تقترب منه بلهفة كى تسنده برفق وحذر حتى يتحرك معها بأنفاس متعبة الى ان يدخلا الغرفة سوياً ف يقترب كى يستلقى على السرير بتعب...التفتت حولها بتفقد حتى وجدت بعض الادوية على الطاولة ل تلتقط احدهم هاتفة بقلق:هو دا مش كدة!
اومأ برأسه مجيباً بعبوس ف اسرعت واحضرت كوباً من الماء ثم اقتربت منه ل تنحنى وتساعده فى تناوله ف تسقيه بعض الماء حتى يرجع رأسه الى الخلف متنهداً بتعب قبل ان يهمس:شكراً
شهد بجدية:متقولش حاجة انت لازم تهدى...بس انت بتاخد العلاج دا ليه انت عندك ايه؟
أنس بخفوت:معرفش بس...تعبت قبل كدة والدكتور قال ضغط نفسى وكلام من دا،بقيت مجبر اخد الادوية دى كل يوم عشان اهدى و...وقلبى ميوجعنيش
قالها ثم ابتسم بسخرية ل يتابع بألم:شوفتى يا شهد ،من ساعة مابعدتى عنى بقيت عامل ازاى!...قلبى مستحملش بعدك وبقى بيعاقبنى...بيعاقبنى عشان خليته يتعلق بيكى
تطلعت اليه بأسى حتى اشاحت بوجهها عنه بتهرب ل يتمعن فى وجهها كى يجد دموعها تتساقط بصمت ف تحرك بصعوبة ل يقترب ويحتضن وجهها بين كفيه ثم يهمس وهو يمسح دموعها بحزن:ليه عملتى فيا كدة يا شهد؟...ليه عملتى فى نفسك كدة؟
نظرت له بعيون دامعة ل يزداد بكائها حتى يغمض عيناه بألم ثم يقترب كى يضمها الى صدره بأسف هاتفاً بضيق: شهد سكوتك دا بيقتلنى...ارجوكى قولى اى حاجة،متعمليش فيا كدة
تشبثت به بضعف ل تجيب ببكاء:عايزنى اقولك ايه يا أنس؟...اقول ايه؟
أنس بجدية:قولى الحقيقة يا شهد....انا عارف انك بتكدبى عليا،عارف انك بتحبينى زى ماانا...زى ماانا بحبك...ارجوكى قوليلى يا شهد،ريحينى من العذاب دا
شهد بألم:مش هقدر يا أنس...بس صدقنى كل دا كان غصب عنى،انا اسفة...مش هقدر اقولك حاجة..سامحنى ارجوك
قالتها وسرعان ما ابتعدت عنه ل تنهض كى تتحرك مسرعة الى غرفتها بينما يغمض هو عينيه زافراً بغضب آسف وهو يقبض على يده بقوة متألماً
                      ***********
استيقظت بكسل ل تنظر حولها بصمت حتى تجده نائماً بجانبها ف تتطلع اليه بحب مبتسمة قبل ان تنهض كى تبدل ملابسها ثم تتحرك خارجة من الغرفة حتى تجد والدته امامها ف تحدق بها قبل ان تهتف بابتسامة متوترة:صباح الخير ياطنط
تطلعت اليها بصمت حتى اجابت بعدم اهتمام:صباح النور
نهله بتردد:انا كنت...كنت عايزة احضر الفطار ل أحمد و....
قاطعتها هاتفة بحدة:هنا الخدامين هما اللى بيعملوا كل حاجة...مش لازم تتدخلى فى اى حاجة بتحصل فى البيت دا،وحاولى تتعودى على النظام هنا عشان انتى خلاص مبقيتيش عايشة فى بيتك ال.....
قالتها ثم صمتت ف تنهدت نهله بانزعاج مجيبة:حاضر ياطنط...انا اقدر اعمل اى حاجة عشان أحمد ،بس ممكن اروح اعمل حاجة اشربها عشان مش متعودة افطر على طول!
نظرت لها بضيق واضح ثم ذهبت ل تتابع هاتفة بعدم فهم:طب دى موافقة ولا رفض!..مش مهم انا هروح وخلاص
قالتها ثم تحركت متجهة الى المطبخ وبمجرد ان دخلت حتى اخذت تنظر حولها وهى تقف حائرة لاتعرف اماكن الاشياء...زفرت بقوة الى ان شعرت بذلك الذى اتى من خلفها كى يحاوط خصرها بتملك ف تبتسم هاتفة بخجل: أحمز!
أحمد بحب:قلب أحمد
نهله بابتسامة:عايز ايه؟
أحمد بهدوء:عايزك
نهله بجدية مصطنعة: أحمد بس احسن حد يشوفنا
أحمد بعدم اهتمام:وفيها ايه؟...انتى مراتى
تنهدت مبتسمة حتى التفتت اليه كى تحاوط عنقه ثم تهمس ناظرة له بحب:تعرف يا أحمد!...انا لحد دلوقتى مش مصدقة اننا اتجوزنا،حاسة انى فى حلم
أحمد بعفوية:لا صدقى...ولو مش قادرة تصدقى انا اقدر اثبتلك
ضربته فى كتفه بتذمر وهى تضحك هاتفة:بس اسكت
أحمد ضاحكاً:ماشى...قوليلى فيه حد ضايقك!
نهله بسخرية:اكيد مش هيضايقونى من اول يوم يا أحمد...استنى شوية
أحمد بهدوء:بس انا سمعتك وانتى بتتكلمى مع ماما...كنتى بتقوليها انك تقدرى تعملى اى حاجة عشانى!
ابتسمت نهله :دا بس اللى يهمك فى كل اللى سمعته!...ايوة،انا اقدر اعمل اى حاجة عشانك
أحمد باستنكار:اى حاجة؟
نهله بثقة:اى حاجة
اقترب منها متطلعاً اليها بعشق بينما هى تعرف تلك النظرة جيداً حتى كاد يميل ويقبلها الا ان تأتى جيسى فجأة ف تبتعد نهله بخجل مرتبك بينما تهتف الاخرى باستخفاف:اسفة انى قطعت عليكوا اللحظة الرومانسية دى...ماما بتقولكوا انزلوا عشان تفطروا
أحمد مجيباً:حاضر جايين وراكى حالاً
ذهبت بعدما نظرت لها بضيق ل تهتف نهله بانزعاج ناظرة له:عاجبك كدة!
أحمد بابتسامة:ايوة عاجبنى
تنهدت بنفاذ صبر حتى تابعت بعفوية:بس تعرف ان اختك حلوة اوى!
أحمد بغرور:طبعاً مش اختى!..لازم تبقى حلوة
نهله باقتضاب:بس رخمة اوى كمان
أحمد باندفاع:دى لا اختى ولا اعرفها
ضحكت واضعة يدها على فمها ل ينظر لها بابتسامة حتى يضحك هو الآخر
                      ************
ظلت تبكى بشدة وألم الى ان اقتربت كى تجلس على السرير محدقة امامها بضياع حتى ترفع يدها كى تمسح دموعها بضيق من تذكر ذلك الذى حدث منذ ثلاثة اشهر ويرفض ان يتركها
*flash back*
كادت ان تذهب الا ان اوقفها وهو يقول: أساتذة شهد
شهد بتساؤل:نعم!
الطبيب بجدية:فيه حاجة مهمة لازم تعرفيها
نظرت له بشك ل تعود وتجلس ثانيةً حتى تجيب بترقب:خير؟...حاجة ايه!
اجابها متنهداً:قبل مانعرف نتيجة العملية،انتى اكيد وعارفة انها لو فشلت..دا هيأثر سلبياً عليه،ونفسيته هتتعب جداً..عشان كدة لازم كلكوا تكونوا جنبوا ،وخاصةً انتى...هو محتاج وجود كل اللى حواليه فى الوقت الحالى،وفى اى وقت بعدين
تنهدت بقلق خفى ل تجيب بتفهم:انا عارفة يادكتور...ومتقلقش، أنس وافق على العملية دى بسببى وعشانى...انا اكيد هكون جنبه،وواثقة كمان انها هتنجح
الطبيب بابتسامة:اتمنى دا اللى يحصل فعلاً
وبعدما خرجت من مكتبه جلست بالخارج ل تظل محدقة امامها بصمت قلق الى ان يأتى مروان ويراها هكذا ف يهتف بتساؤل: شهد!...قاعدة لوحدك ليه؟
شهد بخفوت:عادى
تنهد مروان :طيب انتى شكلك تعبانة اوى...تحبى نروح نشرب حاجة لحد ما أنس يفوق!
شهد نافية:لا انا هستنى هنا
مروان بجدية: شهد انتى بجد باين على وشك التعب، وعارفة ان دا مش كويس عشانك....ارجوكى وافقى وتعالى نشرب حاجة على الاقل ترتاحى
صمتت قليلاً حتى تنهدت باستسلام مجيبة:ماشى
ابتسم بخفوت ل يتحركا ذاهبين سوياً بدون ان يراهم احد...وقفت بالخارج امام المستشفى ل يأتى اليها بعد دقائق وهو يمسك علبة عصير كى يمد يده اليها بها قائلاً:اتفضلى
اخذتها منه مجيبة بعفوية:شكراً
صمت قليلاً ناظراً لها بتردد حتى هتف: شهد...ممكن اسألك سؤال!
شهد بهدوء:اسأل
مروان بترقب:انتى ليه كنتى بتصديني؟
نظرت له بتعجب هاتفة:بصدك!...لا انا مكنتش بصدك بس...تقدر تقول مبحبش شخصيتك و تصرفاتك بس كنت بحب اغانيك
تطلع اليها وهو يشير لشخص ما ورائها مجيباً:بس للاسف هتضطرى تتعودى عليها
حدقت به بعدم فهم ل تكاد تنظر خلفها الا ان تتفاجأ بأحد يكمم فمها ف تحاول الافلات من قبضته ولكن سرعان ماتتلاشى قواها حتى تغمض عينيها فاقدة وعيها فى الحال
مروان بحزم:دخلوها العربية وروحوا بيها على بيتى لحد مااجيلكوا...وانت روح بيتها واعمل اللى قولتلك عليه
                      ~~~~~~~~~~
عاد الى المستشفى ل يجد والدتها وعم أنس بداخل غرفة الطبيب ف يخرج رسالتين من جيبه ثم يضعهما على الكرسى بالمقعد الخارجى قبل ان يتنهد متحركاً كى يتقدم ذاهباً اليهم
انتهو من حديثهم مع الطبيب ل يخرجو ثلاثتهم حتى تهتف والدتها بتساؤل:هى شهد فين؟
مروان بتوتر خفى: شهد!...كانت هنا من شوية
العم بعفوية:يمكن قاعدة برة...تعالو نشوفها
كادا ان يذهبا الا ان اوقفهم وهو ينظر الى الكرسى هاتفاً بتساؤل مزيف:ايه دا؟
العم باستفهام:فيه ايه؟
انحنى كى يلتقط الرسالتين متابعاً:دول مكتوب عليهم اسم شهد
نظرت له والدتها بتعجب قائلة: شهد!...طب افتحهم
فتح الرسالة الأولى بعدما اومأ برأسه مجيباً ل يتظاهر انه يقرأها وسرعان مايحدق متصنعاً الصدمة بينما يهتف عم أنس بتساؤل:فيه ايه يا مروان؟
مروان بدهشة مصطنعة: شهد...
الأم بقلق: شهد مالها فيه ايه؟
نظر لها ولم يجب ف اخذت منه الرسالتين كى تقرأهم حتى تنصدم للغاية..امسك الآخر احدى هاتين الرسالتين كى يقرأها ف يصاب بصدمة تمكنت منه هو ايضاً
الأم بعدم استيعاب:يعنى ايه؟...شهد سافرت ازاى؟...ازاى كل دا حصل فجأة كدة!
العم بتفكير:اكيد فيه حاجة غلط
مروان باندفاع:حاجة غلط ازاى يعنى؟...هى بتقول انها خلاص هتسافر ومش هترجع تانى
الأم باضطراب:احنا لازم ندور عليها...انا هروح اشوفها فى البيت وانتوا دوروا عليها هنا او فى اى مكان ممكن تكون فيه
قالتها ثم ذهبت مسرعة الى المنزل حتى تتضاعف صدمتها بعدما تندهش بعدم وجود اىّ من اغراض ابنتها!
                    ~~~~~~~~~~~
تظاهر انه ذاهب كى يبحث عنها ولكنه ذهب الى منزله ل يدخل حتى يجدها ملقاة على الارض وهى لا تزال فاقدة الوعى...ابتسم بانتصار ل يقترب منها كى يلمس وجهها برفق الى ان تفتح عينيها ببطء حتى تحدق به بتعجب بمجرد ان تراه ثم تهتف باستنكار:انا...انا فين؟
مروان بابتسامة:انتى فى بيتى ياحبيبتى
شهد بعدم استيعاب:حبيبتك!..فى بيتك ازاى؟...انا ايه اللى جابنى هنا؟
مروان ببرود:ايه ياحبيبتى مش فاكرة!..انا اللى جيبتك هنا
نظرت له بتساؤل وسرعان ماصمتت ل تتذكر ماحدث ف تعقد حاجبيها بصدمة ثم تصيح به هاتفة:انت..انت عايز ايه؟...ليه عملت كدة؟...قولى جايبنى هنا ليه؟
مروان بهدوء:جايبك هنا عشان تبقى بتاعتى
تحركت ل تتابع بدهشة مضطربة:انا...انا لازم امشى
امسك يدها كى يوقفها مجيباً باستفزاز:اهدى بس تمشى فين؟...انتى خلاص بقيتى عندى،ودى حاجة كنت بتمناها بقالى كتير اوى
نظرت له بغضب ل تهتف باستياء:انت حيوان...أنس صاحبك ازاى تعمل كدة؟
مروان بعدم اهتمام:هو صاحبى..بس انتى حبيبتى
شهد بانفعال:اخرس...انا بكرهك
مروان بثقة:بس هتضطرى تحبينى...تعرفى يا شهد!...انا فضلت احاول معاكى كتير اوى عشان حتى تضحكى فى وشى،بس كل اللى عملته مجابش نتيجة...وفى الاخر حبيتى واحد اعمى!...قوليلى أنس فيه ايه احسن منى عشان تحبيه ومتحبينيش!
شهد بحدة:انت بالذات مينفعش تسأل السؤال دا...عشان انت عارف كويس هو ايه وانت ايه
مروان بغضب:بس خلاص انتى مجبورة تنسيه،مش هسمحلك حتى تنطقى اسمه...وهو كمان هيكرهك ومش هيطيق يسمع اسمك تانى
حدقت به هاتفة بعصبية قلقة:انت مش هتقدر تعمل حاجة...انا همشى
ضغط على يدها بقوة هاتفاً:انتى اتجننتى ولا ايه!..مش سامعة اللى انا بقوله؟...انتى هتفضلى هنا لحد ماييجى ميعاد السفر ونسافر انا وانتى ونبدأ حياة جديدة بعيدة عن هنا،انا خلاص رتبت كل حاجة
شهد بعدم استيعاب:نسافر!...انت مجنون
مروان بحدة:لا ياحبيبتى مش مجنون...احنا هنسافر وانا خلاص رتبت كل حاجة..دلوقتى هما لاحظو انك مش موجودة ومامتك هتروح البيت تشوفك هناك ولا لا ومش هتلاقى اى حاجة من حاجتك،لانى بعتت ناس جابوها من بيتك...وطبعاً انا مفهمهم انى بدور عليكى معاهم...يعنى كل حاجة تمام
شهد بدهشة:ايه اللى انت بتقوله دا؟
تابع بجدية كأنه لم يسمعها:وبالنسبة ل أنس بقى...انا كتبت رسالتين،الرسالة الاولى ل مامتك بتقوليلها انك سافرتى عشان شغل..والتانية ل انس ،لو العملية نجحت هيقرأها ويعرف انك سيبتيه عشان خوفتى من النتيجة ومش هتقدرى تعيشى مع واحد اعمى...ولو منجحتش حد هيقرأهاله
صاحت به بهيستيريا غير مصدقة مايتفوه به:انت...انت كداب...انت مش هتقدر تعمل حاجة..مش هتقدر
مروان بسخرية:انا خلاص عملت...ودلوقتى كل اللى انا عايزه حصل،بس فاضل حاجة واحدة
قالها وهو يقترب منها ببطء ف ابتعدت عنه هاتفة بخوف:ابعد عنى
مروان باستفزاز:ايه ياحبيبتى اهدى،احنا لسة فى الاول...طيب هنتفق..انا مش هعمل اى حاجة غصب عنك عشان عارف انك مسيرك هتجيلى بمزاجك...وفى المقابل متجيبيش سيرة أنس خالص على لسانك
شهد بحنق:انت سافل وحقير... أنس دا صاحبك وحبيبى ومستحيل انساه مهما عملت
مروان بغضب:بلاش تستفزينى عشان معملش حاجة تندمك على كل دا...انتى خلاص هتبقى بالنسباله ماضى مش اكتر...ياريت تفكرى بعقلك عشان متندميش
شهد بشك:هتعمل ايه يعنى؟
مروان بجدية: أنس حبيبك دا هيتأذى لو مسمعتيش الكلام وبطلتى عناد معايا
شهد بضيق:مش هتقدر تعمله حاجة
مروان بثقة:لا هقدر،وهتشوفى...بس للاسف دلوقتى لازم اسيبك واروح اشوف الاخبار فى المستشفى...وياريت متحاوليش تهربى بأى شكل عشان مش هتعرفى
قالها ثم تحرك ل يتركها ويذهب مغلقاً الباب خلفه بقوة...حدقت حولها بصدمة تمكنت منها وهى غير قادرة على استيعاب اى شئ،وضعت يدها على فمها ل تهز رأسها بعدم تصديق وسرعان ماتجلس على الارض كى تنفجر باكية بحرقة وخوف
                     ~~~~~~~~~~
العم بقلق:موصلتش لأى حاجة؟
مروان بحزن مزيف:للاسف لا
جاءت والدتها ثم نظرت لهم بخيبة امل ل تهتف بحزن: شهد سافرت خلاص...متحاولوش تدورو عليها،هى خلاص مبقتش موجودة هنا
حدق بها عم أنس بدهشة بينما تنهد مروان بارتياح لان كل شئ سار مثلما خطط وكما يريد
صمت الآخر حتى هتف بتفكير: أنس مش لازم يعرف اى حاجة من اللى حصل دا...احنا مش عايزين حالته تسوء،كفاية عليه التوتر بسبب العملية...ولما نعرف النتيجة هنقوله كل حاجة
مروان بتساؤل:طب لو سأل عليها هنقوله ايه؟
تنهد بحزن مجيباً بخفوت:اى حاجة...بس اهم حاجة ميعرفش اللى حصل دا دلوقتى
                       ~~~~~~~~~
شهد برجاء: مروان ارجوك سيبنى امشى
اجاب ناظراً لها بتأثر مزيف:مقدرش اسيبك ياحبيبتى...انتى خلاص بقيتى ليا
شهد بضيق:انا عمرى ماكنت ليك ولا هبقى
مروان باستنكار:انتى ليه رافضة تتقبلى الحقيقة؟...انتى بقيتى ليا فعلاً،وانا مش هسيبك مهما حصل
شهد بحقد:انت عارف انى عمرى ماهحبك مهما عملت...انا بكرهك وهفضل اكرهك طول عمرى
مروان بعدم اهتمام:كل دا فى الاول بس...بعدين انتى اللى هتجيلى بنفسك لما تتعبى من العناد...وياريت تهدى عشان متعصبنيش ودا مش هيبقى فى مصلحتك
نظرت له بغضب وأسى حتى صمتت قليلاً ل تتابع بخفوت:طيب ممكن اسألك سؤال؟
مروان متنهداً:اسألى
شهد بقلق:أنس عامل ايه؟
نظر لها بانزعاج هاتفاً؛انا مش قولتلك متجيبيش سيرته!...مش عايز اسمع اسمه تانى فاهمة؟
شهد باستعطاف:عشان خاطرى طمنى عليه ومش عايزة حاجة تانى
زفر باقتضاب مجيباً:كويس...النهاردة هنعرف نتيجة العملية وهتطلعى من حياته للأبد
بدأت فى البكاء بقلة حيلة وهى تهتف بحقد:انا بكرهك..ولازم تعرف ان كل دا هينتهى ومش هتقدر تعمل حاجة
تقدم منها مجيباً بغضب:لا هقدر...وجهزى نفسك عشان هنسافر الاسبوع الجاى
شهد بحدة:انا مش هروح معاك فى اى مكان
مروان بجدية:مش بمزاجك..ولو موافقتيش انا هأذى أنس...وكمان اقدر ائذى مامتك،انتى نسيتى انى بشوفها فى المستشفى كل يوم!
شهد بانفعال:متقدرش تأذيهم..انت فاهم!..مش هتقدر تأذيهم
مروان بثقة:صدقينى هقدر...وانتى هتعرفى هقدر ازاى لو موافقتيش تسافرى معايا
شهد بغضب:مش هسافر،وورينى هتعمل ايه
مروان بتحدى:هتشوفى هعمل ايه
                       ~~~~~~~~~
فى المساء،عاد الى منزله ل يجدها تنتظره بقلق وبمجرد ان تراه حتى تنهض هاتفة بلهفة:طمنى نتيجة العملية ايه؟
مروان ببرود:وانتى مالك!
شهد باندفاع:هو ايه اللى انا مالى!.انا عايزة اطمن على أنس
مروان بحدة:بس انتى مش من حقك تطمنى عليه...انتى دلوقتى بالنسباله واحدة خدعته وسابته فى اكتر وقت احتاجها فيه
شهد برجاء: مروان عشان خاطرى طمنى عليه
مروان بحزم:قولت مش عايزك تجيبى سيرته تانى...انسى انك شوفتيه او تعرفيه،اعتبريه مات
شهد ببكاء:ارجوك يا مروان...
قاطعها وهو يتابع محذراً:دى اخر مرة هحذرك...انسيه،انسيه احسنلك يا شهد
هتف بها ل يتحرك ذاهباً كى يتركها بمفردها ترتجف بخوف كعادتها منذ يومين كاملين
-خايف!
-خايف تسيبينى
علت شهقات بكائها حتى وضعت وجهها بين كفيها بانكسار ل تهمس بأسف ممزوج بالألم:سامحنى يا أنس..صدقنى دا غصب عنى..ارجوك سامحنى،اا انا...انا اسفة
............................يتبع

قلب واحد وعمر واحد وفرصة واحدة2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن