part25

19 0 0
                                    

قلب واحد وعمر واحد وفرصة واحدة2
Part25

فى المستشفى.....
جاء مسرعاً ل يجد والدتها جالسة تبكى بالخارج ف حدق بها كى يتسائل بقلق واضح على تعبيرات وجهه:طنط، شهد....
وقبل ان يكمل كان قد قاطعه خروج الطبيب من غرفة العمليات ف تحرك نحوه باندفاع هاتفاً بلهفة:دكتور،طمنى..شهد كويسة!
اجابه بهدوء بعدما تنهد:متقلقش،لحد دلوقتى حالتها مستقرة...بس للاسف...
أنس بقلق:للاسف...ايه!
الطبيب بخفوت:مقدرناش ننقذ الجنين...رغم انى نصحتها ترتاح وقولتلها ان الحركة مش كويسة عشانها،بس....
قاطعه محدقاً به بعدم استيعاب:جنين!...جنين ايه يادكتور؟...هى شهد.....
عقد حاجبيه متسائلاً بعفوية:انت متعرفش انها كانت حامل ولا ايه!..هى كانت لسة فى الشهر الاول،وعشان كدة قولتلها لازم ترتاحى لان الحمل دا كان صعب يحصل...ولو مكملش احتمال كبير العلاج ميجيبش نتيجة تانى...شد حيلك
قالها ل يربت على كتفه بأسف قبل ان يتحرك ذاهباً ف يتركه فى ذهوله الشديد وقد تمكنت الصدمة منه تماماً...نقل بصره ببطء الى والدتها التى ازداد بكائها بعد سماع هذا الخبر ل يتمتم بدهشة وهو يبتلع ريقه بصعوبة:طنط..شهد كانت حامل!
لم تجِب وظلت تبكى بصمت ف تطلع اليها بضيق حزين حتى تحرك متجهاً الى الغرفة حيث توجد زوجته
كانت تستلقى على السرير ظاهراً على وجهها التعب الشديد حتى لمحت ظله اسفل بصرها ف رفعت عيناها تدريجياً ل تراه،وبمجرد ان رأته حتى تنهدت بمرارة ل تستجمع قواها كى تنظر له بنظرات خالية من اى تعابير
تقدم منها وعيناه معلقة بها بصمت ل تجده يهتف بعتاب غاضب:كنتى حامل!..مقولتليش ليه؟..شايفانى مستاهلش ابقى اب،عشان كدة قتلتيه!
ابتسمت بألم ناظرة له حتى اجابت بسخرية:قتلته!..تعرف يا أنس!..انا لما عرفت انى حامل،اول حاجة جت فى دماغى انى لازم اقولك..عشان..عشان تفرح وكل حاجة بيننا تتصلح..بس قعدت شوية مع نفسى وفكرت،قولت انى هستناك تيجى عشان نتكلم او حتى تشوفنى..وساعتها اول حاجة هقولهالك انى حامل..حامل منك،الحلم اللى مكناش متوقعين انه ممكن يتحقق..خلاص اتحقق!..فضلت مستنياك كتير وبحاول امنع نفسى عشان مكلمكش واقولك،لانى بجد كان نفسى تفرح اوى..لحد ماجيت،اول ماعرفت انك جيت فرحت اوى..وكنت متوقعة انى خلاص هرجعلك وارتاح من كل دا..بس انت جيت عشان ترضى ضميرك مش اكتر،جيت تطمن عليا مش كدة!..ولما عرفت انى مش كويسة دا مفرقش معاك..مفرقش معاك دموعى وانا بترجاك تسامحنى وترجعلى عشان انا..انا تعبانة من غيرك..وبكل برود سيبتنى ومشيت..طيب انت جيت ليه اصلاً؟..ايوة صح،جيت عشان ترضى ضميرك..ساعتها حسيت انى تايهة ومش عارفة اعمل ايه،فضلت امشى وانا مش حاسة بنفسى ولا بأى حاجة حواليا..لحد مافوقت..فوقت على صوت الدكتور وهو بيقولى شدى حيلك،الجنين مات
قالتها وسرعان ما بدأت فى الضحك بشدة حتى دمعت عيناها ل تتمتم مبتسمة بغرابة:مات!..ايوة مات..عادى..كلنا هنموت مش كدة!..بسيطة،بالنسبة للى عيشته ف دا مش حاجة صعبة..بالعكس،دى اشارة بتقولى ان خلاص..كل حاجة انتهت،فوقى..كفاية تحاولى تقنعى نفسك ان كل حاجة هتتصلح...لان اللى بيتكسر جوانا مبيتصلحش يا أنس..وانا دلوقتى بس فهمت ان دى النهاية..نهاية كل حاجة بيننا..واظن ان دا مش هيدايقك،انت اصلاً مش عايزنى فى حياتك..وانا كمان مبقيتش عايزاك فى حياتى
قالتها بحزم جاد متجاهلة دموعها المنهمرة على وجنتيها حتى حدق بها ل يهتف بغضب:دلوقتى بقيت انا الغلطان فى كل حاجة وانتى مغلطتيش صح!
اجابته بهدوء غريب:لا انا غلطت..غلطت لما فكرت انك بتحبنى زى ما بحبك...بس دلوقتى هصلح الغلط دا..انا مش عايزاك فى حياتى من النهاردة..مش عايزة اشوفك تانى،مش عايزة اى حاجة تربطنى بيك..انت فاكرنى انانية وخاينة!..تمام،خليك فاكر كدة..بس اخرج من حياتى
نظر لها بضيق آسفاً ل يجدها تصرخ به بقوة رغم ألمها الذى زادها ضعفاً:سمعت قولت ايه!..امشى...انا مش عايزة اشوفك..اخرج من حياتى بقى،كفاية لحد كدة...امشى..اطلع برة
تحرك ل يغادر الغرفة بخطوات مندفعة بعدما ظل يتطلع اليها بحزن غير مصدق تلك الحالة التى وصلت اليها،وربما يكون هو المتسبب فى ذلك!
اغمضت عيناها تدريجياً بتعب وهى تشعر كأن خلايا جسدها اخذت ترتخى بضعف بمجرد رحيله...لم تمر ثوانٍ وقد وجدت والدتها تدخل ل تتقدم كى تجلس بجانبها ف تقترب باندفاع حتى ترتمى فى حضنها هاتفة ببكاء مرير:ماما،ارجوكى خدينى من هنا..انا تعبت،خلاص مش قادرة استحمل...ارجوكى...
قالتها وسرعان مااخذت تتنهد مغمضة عينيها بصعوبة ل تصدر انين خافت بينما تمسح والدتها على شعرها بعدما ضمتها بعيون دامعة حتى تجيب بأسف خافت:اهدى ياحبيبتى..كل دا هيعدى صدقينى،انا معاكى ومش هسيبك ابداً..اهدى يا شهد
ظلت تبكى بحرقة بين ذراعى والدتها ل تمر دقائق وهى على نفس حالتها تلك حتى تسكن تدريجياً ف ترخى ذراعيها بتعب بعدما استسلمت ل آلامها واغمضت عينيها كى تغرق فى نومٍ عميق؛حيث تستطيع الهرب من كل تلك الاوجاع ولو ل لحظات قليلة
                      *************
عاد الى منزله وبمجرد ان دخل حتى اغلق الباب خلفه بعنف غاضب
,انا غلطت..غلطت لما فكرت انك بتحبنى زى ما بحبك...بس دلوقتى هصلح الغلط دا..انا مش عايزاك فى حياتى من النهاردة..مش عايزة اشوفك تانى،مش عايزة اى حاجة تربطنى بيك..انت فاكرنى انانية وخاينة!..تمام،خليك فاكر كدة..بس اخرج من حياتى,
وما ان احتلت تلك الكلمات ذهنه حتى شعر كأنه يختنق ف اخذ يكسر كل شئ امامه بعصبية غير واعى لما يفعله
*flash back*
تنهد وهو ينقل بصره الى التلفاز الذى امامه بينما يده لازالت تمسح على خصلاتها برفق حتى وجدها تهتف فجأة: أنس
اجابها دون ان يلتفت بنظره اليها:نعم ياحبيبتى!
تابعت متسائلة بعفوية:تخيل انى جيت فى يوم فجأة وقولتلك،انا حامل...هتعمل ايه؟
عقد حاجبيه متعجباً ولكن سرعان ماابتسم ل يجيبها بخفوت:هفرح جداً طبعاً...مش بعيد يحصلى حاجة من الفرحة
شهد بابتسامة باهتة:للدرجة دى نفسك تبقى اب؟
رفع يده عن رأسها ل يمسك يدها كى يجعلها تجلس بقربه ثم يجيب متنهداً:نفسى ابقى اب،بس لولادك انتى...ولادنا،مش زى ماانتى فاكرة تماماً
نظرت له بأسف حتى اخفضت عيناها وهى تهمس:وانا كمان...نفسى اخلف منك اوى يا أنس،والمشكلة انى انانية...يعنى حتى لو قدرت تتقبل ولاد من غيرى،انا مش هقدر اسمحلك ب دا
أنس بجدية:ومين قالك بقى انى هقدر اتقبل دا؟،او حتى اوافق عليه...شهد انا قولتلك قبل كدة وهفضل اقولك،انا ليكى انتى وبس...مفيش واحدة تانية ليها اى حق فيا،لانى باختصار اديتك قلبى...يعنى مفيش غيرك ممكن تأثر فيا بأى شكل...انسى
ابتسمت تدريجياً وهى تتطلع اليه بامتنان حتى انحنت كى تقبل يده هامسة بحب:اقولك حاجة!
اجابها مبتسماً:قولى
شهد ببراءة:انا گ شهد، حضرت الظابط شهد يعنى...عمرى ماتخيلت ان قلبى يتعلق بحد كدة،او حتى يحب اصلاً...كنت شاغلة نفسى بمسئولياتى تجاه الشغل وماما،لحد ماقابلتك و...
قاطعها بثقة:سرقت قلبك
اجابت بابتسامة:سرقتنى من الدنيا كلها...تخيل ان شهد العاقلة والجد اوى فى شغلها،تطلب من واحد الجواز وتجبره يبقى معاها!...لا وتتعلق بيه زى دلوقتى،لو كان حد قالى ان دا هيحصل قبل مااشوفك كنت مستحيل اقدر اصدق
قالتها وهى تتحسس تلك الدبلة التى بإصبعه ل يتنهد وهو يميل كى يقبل جبينها هامساً:اتمنى تفضلى تحبينى كدة دايماً،ومتتخليش عنى مهما حصل
شهد باندفاع:مش ممكن دا يحصل طبعاً...اهم حاجة انت تتمسك بيا بس،وسيب الباقى عليا...هفضل متبّتة فيك للنهاية
أنس باستنكار:للنهاية!
اجابته بثقة:للنهاية
*back*
اغمض عينيه متنهداً بقوة وهو يقبض على يده بتماسك حتى شعر بألم شديد يراود قلبه ف وضع يده على صدره بضعف محاولاً التقاط انفاسه بين دموعه المتساقطة
                      *************
شهد بهدوء:متقلقيش انا كويسة...خلاص صدقينى مفيش حاجة..لا خرجت فى نفس اليوم...مفيش داعى تتعبى نفسك وتيجى،انا مقدرة وضعك..هاجر ارجوكى اسمعى الكلام،انا كويسة..مش وقته الكلام دا..حاضر،وانتى كمان خلى بالك من نفسك..سلام
قالتها ثم اغلقت الهاتف وهى تتنهد بضيق متعب ل تأتى والدتها حتى تتقدم كى تجلس بجانبها ثم تقول بهدوء:عاملة ايه دلوقتى!
اجابتها بابتسامة مصطنعة:كويسة
رفعت يدها ل تربت على وجنتها كى تتابع بجدية: شهد..متحاوليش تبينى انك كويسة وتخبى اللى جواكى،كدة هتتعبى صدقينى
شهد باستهزاء:هتعب اكتر من كدة!..مظنش
الأم بعفوية:انتى اللى خدتى القرار دا يا شهد..متضايقة ليه دلوقتى؟
تنهدت وهى تقول بحزن:انا مش متضايقة بس...حاسة انى ضعيفة اوى،مكسورة من جوايا..مش فاهمة ليه بيحصل معايا كل دا...هو انا وحشة ياماما!
اجابتها بابتسامة هادئة:لا طبعاً مين اللى قالك كدة؟..انتى احلى بنت فى الدنيا كلها،تعالى
قالتها وهى تقربها منها كى تسكن بين ذراعيها ف تمسكت بها بضعف بعدما دمعت ل تهمس والدتها بخفوت:تعرفى يا شهد!..لما باباكى مات،حسيت انى اتكسرت..مبقاش ليا سند او ضهر..فضلت اقول زيك كدة،انا ليه بيحصل معايا كل دا؟..هو انا وحشة!..الدنيا اسودت فى عينى وقتها..بس وسط كل السواد دا لقيت نور،نور رجعلى الامل تانى وخلانى افهم ان مهما حصل فى حياتنا ف دى مش النهاية...النور دا كان انتى واخواتك ياشهد ...رغم ان اغلب اللى حواليا كانو بيقولوا دى جوزها مات ومعندهاش غير بنت،بس هما مكانوش يعرفوا ان البنت دى بالدنيا كلها..وانا كمان معرفتش دا غير لما جيتيلى بعد موت باباكى وقولتيلى..,ماما،انا لما اكبر هبقى ظابط واحمي كل الناس اللى زى بابا عشان محدش يحصله زينا,..ساعتها استغربت اوى،بس فهمت انى مش لوحدى فعلاً زى ماكنت فاكرة..انتى معايا..حسيت انك اقوى منى..عشان كدة كنتى انتى دايماً اللى بتعوضينى عن كل حاجة،بقيت عايشة عشانك انتى وبس..وعمرى ماهنسى فرحتك وفرحتى لما حققتى حلمك وبقيتى زى ماانتى عايزة..بس انتى نسيتى نفسك فى الحلم دا،عشان كان كل همك انك تفضلى محافظة عليه..ورغم انى كنت بقلق عليكى بسبب كدة،بس كنت متأكدة انك قوية وتقدرى تواجهى اى حاجة...ومحسيتش انى خايفة عليكى بجد غير لما جيتى وقولتيلى انك بتحبى أنس..وعشان ظروفه انا رفضت وقولتلك انسيه
شهد بندم:ياريتنى سمعت كلامك وقتها
الأم بعفوية:لا يا شهد..اوعى تندمى على اى حاجة عملتيها او حسيتيها..لان الندم مبيكلفش صاحبه غير التعب وبس..وبعدين انتى ندمانة ليه اصلاً؟..انا اللى المفروض ازعل من نفسى عشان كنت عايزة ابعدك عنه..عشان مفيش حد يستاهلك اكتر من أنس
شهد باستنكار:حتى بعد ماسابنى!
الأم بهدوء:هو مسابكيش ولا هيسيبك..واكبر دليل على كدة ان بعد كل اللى حصل وبعد ماكل حاجة ممكن تربطكول ببعض مبقتش موجودة،انتى لسة مراته
ابتسمت مجيبة باستهزاء:مراته!..وحضرتك فاكرة ان ورقة الطلاق هى اللى هتبعدنا عن بعض؟..احنا بعدنا من زمان اوى ياماما
اجابتها بتلقائية: شهد ،انتى مش ضعيفة عشان تستسلمى بالسهولة دى..انا عارفة بنتى كويس ومتأكدة انها اقوى من كدة...وقولتلك مهما حصل فى حياتنا ف دى مش النهاية..لازم تعرفى كدة..احنا مبنغلطش عشان نيأس يا شهد...احنا بنغلط عشان نتعلم..ولازم تتعلمى من اى حاجة بتواجهك،عشان انتى مش ضعيفة...وعمرك ماهتكونى ضعيفة
تنهدت بضياع حزين حتى اغمضت عينيها بصمت ل تشدد من احتضانها محاولة الهرب من تلك الأفكار المؤلمة التى تأبىٓ تركها
                     *************
دخل المنزل وهو يحمل أكياساً كثيرة بيده ل يجدها جالسة شاردة للغاية ف يتقدم كى يجلس  بجانبها حتى يتسائل مستفهماً:نهله ،مالك سرحانة فى ايه؟
ظلت فى شرودها التام حتى انها لم تسمعه ف كرر عاقداً حاجبيه بتعجب: نهله!
افاقت من شرودها اخيراً ف حدقت به ل تجيب بخفوت:ها..ايه، أحمد انت جيت!
أحمد بسخرية:لا لسة مجيتش
تنهدت ل تقول موضحة:اسفة مخدتش بالى،كنت سرحانة شوية
أحمد بعفوية:ماانا سألتك وانتى تقريباً مسمعتينيش..كنتى سرحانة فى ايه؟
اجابته بشرود حزين: شهد..قلقانة عليها اوى
تنهد مجيباً:انا مش فاهم انتى ليه دايماً شاغلة بالك بيها كدة!
نهله بجدية:لازم اشغل بالى يا أحمد..انا وشهد وهاجر مش مجرد صحاب وبس..هنا بالنسبالى اكتر من اخواتي..احنا نعرف بعض من زمان اوى،وهنا دايماً كانوا بيبقوا جنبى فى كل مشاكلى
أحمد بتفهم:انا فاهمك يا نهله بس..مش عايزك تضايقى نفسك،وبعدين اى مشكلة وليها حل..هى اكيد مسيرها تبقى كويسة
نهله بهدوء:بتمنى كلامك يكون صح
أحمد بثقة:صدقينى كلامى صح وكل حاجة هتتحل...سيبك بقى من كل دا وشوفى جيبت ايه
قالها وهو يوجه لها الاكياس التى بيده ف اخذتها منه ل تهتف ناظرة بتساؤل:ايه دا؟
أحمد بابتسامة:افتحيهم
اخذت تفتح بعض الاكياس ل تتفاجأ بملابس كثيرة ل طفلتهم حتى عقدت حاجبيها هاتفة بتعجب:ايه كل دا يا أحمد؟
أحمد بترقب:ها عجبوكى!
نهله بعفوية:حلوين اوى بس...دا كله لبس بنات يا أحمد يعنى،افرض طلع ولد
أحمد باندفاع:قولتلك بنت..اسمعى الكلام بقى
ابتسمت مجيبة:ماشى هنشوف..بس لو طلع ولد انت اللى هتروح تبدل كل اللبس دا
أحمد بتلقائية:لا مش لازم نبدله..هجيب غيره ونخلى دا للمرة الجاية
نهله باستهزاء:دا على اساس ان فيه مرة جاية!
أحمد بثقة:ايوة وهتكون بنت برضو
ضحكت متسائلة باستنكار:للدرجة دى بتحب البنات!
اجابها مبتسماً:بصراحة الاول مكنتش بحبهم اوى،بس دلوقتى...
نظرت له قائلة بترقب:دلوقتى ايه؟
أحمد بحب:دلوقتى حبيتهم بسببك
ابتسمت هاتفة بتعجب:بجد!
رفع يده ل يحتضن يدها كى يجيب ناظراً فى عينيها:ايوة بجد..انا بسببك حبيت حاجات كتير اوى مكنتش بحبها..فهمت كل حاجة بجد،واتغيرت..بس فيه حاجة واحدة لسة محبيتهاش
نهله بتساؤل:ايه هى؟
احمد بأسف:نفسى..عشان انا عمرى ماهسامح نفسى على اللى عملته فيكى
تطلعت اليه بصمت ل تبتلع ريقها كى تقول بثبات:بس يا أحمد..اللى حصل دا بقى ماضى خلاص،مفيش داعى تعاقب نفسك اكتر من كدة..وبعدين كفاية انا عاقبتك
ابتسم بخفوت ل ينحنى ويقبل يدها هامساً:اى حاجة منك انا راضى بيها..حتى لو كان عقاب
ازداد تعجبها ف اخذت تحدق به بتساؤل بينما ظل هو على نفس نظرته العاشقة والنادمة ل تأتى جيسى فجأة وتراهم هكذا ف تعقد حاجبيها كى تهتف مازحة:جيت فى وقت مش مناسب!
نظر لها حتى قال بسخرية:لا عادى،دى مش حاجة غريبة عليكى يعنى
ابتسمت بعفوية حتى تقدمت كى تجلس بجانبهم ل تلاحظ تلك الملابس على الطاولة ف تتسائل بإعجاب:ايه الهدوم الحلوة دى!
نهله بابتسامة: أحمد اللى جايبهم
جيسى بعفوية:حلوين اوى
أحمد بغرور:طبعاً مش انا اللى جايبهم!
جيسى باستخفاف:لا على فكرة...
كادت ان تكمل ولكن قاطعها رنين هاتفه ف اخرجه كى يجيب وبمجرد ان رأى اسم المتصل حتى ابتسم مجيباً: عمر ،اخيراً افتكرت تتصل!
حدقت به شقيقته باضطراب وقد شعرت بقلبها يخفق بقوة بينما اشارت نهله اليها كى تهدأ حتى تابع بجدية مصطنعة:اه طبعاً ماانت بقيت مشهور بقى ومستكتر تكلمنى...ماشى هحاول اصدقك،المهم انت كويس!..انا اتصلت بيك كتير بس مبتردش..عادى،كنت عايز اطمن عليك...متأكد انك كويس!..لا مفيش حاجة بس..تمام،ابقى رد لما اتصل بقى عشان عايز اشوفك..ماشى...سلام
قالها ثم اغلق الخط بينما كانت هى تنظر له بتساؤل قلق غير مدركة نبضاتها المضطربة ل تتسائل الاخرى بعفوية:اطمنت عليه!
أحمد بخفوت:تقريباً كدة
تدخلت جيسى قائلة بشك:يعنى ايه تقريباً؟
أحمد بجدية:مش عارف،بس حاسه متغير شوية...مش دا عمر اللى اعرفه،حتى صوته بقى غريب كأنه نايم او سكران
حدقت به بتعجب حزين وسرعان ما نهضت ل تقول بتلعثم خافت:طيب..عن اذنكوا
قالتها ثم صعدت الى الاعلى بينما كانت نهله تنظر لها بأسف ل يتطلع اليها قائلاً باستفهام:فيه ايه؟..جيسى مالها!
هزت رأسها وهى تجيبه بتهرب:لا مفيش بس...عادى،هى كويسة متقلقش
                       *************
ظل الحال كما هو ل عدة ايام حتى استطاعت تخطى هذه المرحلة كى تعود الى عملها...وذات يوم كانت جالسة فى مكتبها شاردة ل يقاطع شرودها صوت الباب ف تنظر مجيبة بهدوء:اتفضل
فُتح الباب ل تجده امامها ف تعقد حاجبيها هاتفة بتعجب:اسر!..انت كويس مش كدة؟
اجابها باستنكار:ايوة،وبعدين هو انا لازم تحصل حاجه عشان اجيلك هنا!
تنهدت مجيبة:لا مش قصدى بس...اتفضل اقعد
تقدم ل بجلس امامها وهو ينظر لها بابتسامة بسيطة حتى تسائل بعفوية:عاملة ايه دلوقتى؟
شهد بخفوت:تقدر تقول كويسة..انت ايه اخبارك!
اسر بتردد:انا مش كويس خالص يا شهد..بعد كل اللى حصل دا مبقيتش عارف ابطل تفكير و..ملقيتش حل غير انى لازم اقولك كل حاجة
شهد باستفهام:تقولى ايه؟
تنهد طويلاً حتى استطاع استجماع شجاعته كى يقول بصعوبة:بصى يا شهد..انا عارف ان اللى هقوله دا صعب جداً عليكى،بس..انا مش قادر اسكت،مش هقدر افضل ساكت اكتر من كدة
نظرت له بتساؤل وقد راودها شئ من القلق حتى تابع بأسف:شهد...انا مش مريض قلب زى ماانتى فاكرة..انا معنديش حاجة..كل دا كان كدب،انا كدبت عليكى
حدقت به بدهشة تمكنت منها ل تتمتم وهى تبتلع ريقها غير مصدقة مايقوله:ايه!..اسر انت..انت بتقول ايه؟
اسر بهدوء:ارجوكى اهدى واسمعينى للأخر..صدقينى انا معملتش كدة بمزاجى،انا كنت مجبر..ومروان استغل دا
عقدت حاجبيها هاتفة بعدم استيعاب: مروان!
اسر بندم:ايوة..انا هفهمك كل حاجة من الاول..انا كنت بدرس التمثيل من فترة ولحد دلوقتى بحاول اشتغل فى المجال دا،بس لسة مش قادر بسبب ظروفى..اهلى مش متوفيين زى ماقولتلك،انا عايش مع امى..هى اللى مريضة بالقلب مش انا..والتحاليل اللى انتى شوفتيها دى بتاعتها مش بتاعتى..لما عرفت انها مريضة وخلاص مفاضلش كتير عشان تعيش اتجننت،انا مليش غيرها..الدكتور قالى انها لازم تعمل عملية عشان تقدر تعيش فترة اطول..بس قالى ان تكاليف العملية كتير،وانا مش معايا تكاليفها...ولحسن او لسوء الحظ،مش عارف بس...الدكتور دا كان صاحب مروان...لما شافنى وعرف ظروفى قالى انه هيساعدنى،وممكن كمان يتكلف بمصاريف العملية كلها
طبعاً انا مصدقتش نفسى وفرحت اوى..بس كل حاجة ليها تمن،هو استغل احتياجى دا لمصلحته و...وقالى انى لازم اقدمله خدمة فى المقابل
شهد بعدم تصديق:الخدمة دى انك تظهر فى حياتى عشان تفرق بينى وبين أنس مش كدة!
تنهد مجيباً بقلة حيلة:ايوة،بس صدقينى انا مكنتش اعرف حتى هو كان عايزنى اعمل كدة ليه..كل اللى قاله انى لازم اظهر فى حياتك گ مريض عندك وانى اطلب منك نبقى صحاب،واحاول اتقرب منك..بس بعد كدة فهمت،لما عرفت انك متجوزة فهمت كل حاجة...ورفضت الموضوع وقولتله انى مش هكمل اللى بعمله،بس هو هددنى لان العملية كان فاضل عليها كام يوم...مقدرتش اعمل حاجة..كنت مجبر اكمل،وحتى بعد العملية كنت خلاص هوقف اللى بعمله واخرج من حياتك..بس امى تعبت فجأة ودخلت المستشفى..وطبعاً هو اللى بيدفع كل المصاريف،مقابل اللى بعمله
هزت رأسها مراراً ل تهتف بغضب:انت يا انس!..انت تعمل فيا كدة؟..انا وثقت فيك واعتبرتك اقرب شخص ليا..كنت بحكيلك كل حاجة و..انت استغليت دا لمصلحتك!
قالتها وسرعان ماتحولت نظرتها الى الاحتقار ل تهتف باستياء:بس بجد برافو عليك..قدرت تمثل عليا صح...انت بجد ممثل
اسر بندم: شهد ارجوكى حاولى تفهمى..صدقينى كل دا كان غصب عنى،والدليل على كدة انى جيت قولتلك كل حاجة..عشان احذرك منه
شهد باستهزاء:تحذرنى!..ليه؟..ماانت خلاص نفذت كل حاجة زى ماهو طلب منك..قدرتول تبعدونا عن بعض..عايز ايه تانى؟
اسر بجدية:هو مش هيرتاح غير لما تطلقوا وتروحيله بنفسك...مش هيقبل غير بكدة
شهد بحدة:طيب ياريت توصله الرسالة دى منى وتقوله انى مستحيل حتى افكر فيه مهما عمل..وقوله انه انسان مريض،عشان مفكر انى ممكن اسيب انس واروحله..وحتى لو سيبت انس ،عمرى ماهكون ليه..وياريت يبعد عنى عشان لو قدرت اوصله،صدقنى مش هرحمه...وبما ان اللعبة القذرة دى خلصت،انا مش عايزة اشوف وشك تانى..روحله خليه يبعتك تمثل على واحدة تانية وتبعدها عن جوزها
نظر لها قائلاً باستعطاف: شهد ارجوكى...
قاطعته وهى تصيح به بحزم حانق:اطلع برة...برة
تطلع اليها بضيق نادم حتى نهض وقبل ان يذهب التفت لها ل يقول بتماسك:ماشى يا شهد..انا هخرج من حياتك..بس صدقينى كل دا كان غصب عنى،واى حد مكانى كان هيعمل كدة..ارجوكى حاولى تسامحينى لو قدرتى..وانا بجد اسف على كل حاجة عملتها..اسف جداً
قالها ثم تحرك مغادراً المكتب ل يتركها بمفردها وهى لم تزل غير قادرة على استيعاب مايحدث
                      *************
أنس بقلق:خير يا امنيه فيه ايه؟
اجابته بهدوء بعدما تنهدت:مفيش حاجة،بس بما انى تعبانة وانت مسألتش عليا قولت انا اجبرك تسأل
أنس بأسف:صدقينى غصب عنى،انا الفترة دى تايه ومش مركز فى اى حاجة
امنيه بتفهم:انا عارفة ومقدرة..وعشان كدة اتصلت بيك تيجى ونتكلم شوية
تنهد بحزن وهو يجلس ل يجيبها:مظنش ان الكلام هيفيد بحاجة...طمنينى عليكى انتى
امنيه بعفوية:انا تمام زى ماانت شايف..واسفة انى مجيتش الشركة بقالى يومين،بس..
قاطعها بهدوء:لا مفيش داعى تتأسفى...المهم انتى بقيتى كويسة دلوقتى؟
امنيه باستنكار:يهمك تعرف!
ابتسم مجيباً:اكيد
نهضت ل تتابع بابتسامة:طيب انا هقوم اعملك فنجان قهوة،دى اول مرة تجيلى مينفعش مقدملكش حاجة
أنس بعفوية:مفيش داعى بس..معلقتين سكر
ضحكت هاتفة:حاضر يافندم
قالتها ثم ذهبت متجهة الى المطبخ بينما ظل هو ينظر للمنزل بتساؤل الى ان عادت ل تتقدم منه وهى تحمل فنجان القهوة قائلة:اتفضل
اخذه منها ل يجيب بتلقائية:شكراً...بيتك حلو اوى على فكرة
امنيه بخفوت:ياريته بيتى،دا ايجار
اومأ برأسه مجيباً:اه انا برضو استغربت ازاى قدرتى تشترى بيت كبير كدة..بس مين يعرف؟..يمكن يبقى بيتك
امنيه مازحة:طول ماانت بتدينى مرتب كويس هيبقى بيتى
ضحك قائلاً بشك:بتلمحى عشان ازودلك المرتب!
اجابته ضاحكة:لا طبعاً بهزر
نهض بعدما ارتشف بعضاً من القهوة ل يقول بعفوية:طيب انا مضطر امشى دلوقتى
امنيه بلهفة:تمشى!..بس انت لسة مقعدتش حتى
انس متنهداً:مرة تانية..عشان دلوقتى بفكر اروح ل شهد
امنيه بتساؤل:هتروحلها ليه؟
انس بخفوت:هطمن عليها..واشوف اخرة كل دا ايه
امنيه بتلقائية:طيب على الاقل خلص القهوة..ولا معجبتكش!
ابتسم حتى عاد ل يرتشف المتبقى من الفنجان كى يجيبها:لا طبعاً عجبتنى..خلصتها اهو عشانك
صمتت ناظرة له حتى همست فجأة بنبرة غريبة: أنس...انا بجد اسفة
أنس بتعجب:على ايه؟
امنيه بأسف:على كل حاجة
حدق بها عاقداً حاجبيه بعدم فهم وسرعان ماشعر فجأة بدوار يداهمه ف امسك رأسه وهو ينظر لها بتعجب قلق حتى سقط على الارض امامها فاقداً وعيه
تطلعت اليه بأسى وقد دمعت عيناها ل يأتى مروان من خلفها فى غضون ثوانٍ وهو ينظر ل ذلك الملقى على الارض بعبوس حتى يهتف مبتسماً بامتنان:متشكر اوى يا امنيه..انتى وفرتى عليا كتير..كدة انتى دورك خلص...دلوقتى بس تقدرى تكملى حياتك براحتك
...............................يتبع

قلب واحد وعمر واحد وفرصة واحدة2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن