قلب واحد وعمر واحد وفرصة واحدة2
Part18اسرعت الى الغرفة بخطوات مضطربة ولكنها لم تجده ف تعجبت وازداد اضطرابها ل تتحرك متجهة الى غرفة شقيقته كى تدخل باندفاع حتى تقترب وتهزها كى توقظها هاتفة بتلعثم:جيسى..جيسى قومى بسرعة
فتحت عينيها ل تتأفف مجيبة بتساؤل:فيه ايه تانى يا نهله؟
نهه بقلق:مامتك وقعت تحت ومش عارفة اعمل ايه...اغمى عليها
نهضت محدقة بها بدهشة وهى تهتف:ايه!
نهه بجدية:خلصى وتعالى معايا نشوف حل ولا نحاول نفوقها
اومأت برأسها بقلق شديد ل تتحرك ذاهبة معها بسرعة..حاولا افاقتها بعدة وسائل ولكن دون جدوى ف وقفت نهله قائلة ب حيرة:لازم نتصل بالدكتور
جيسى بخوف: نهله...ماما حصلها ايه؟
نهله بجدية:اهدى ياجيسى...انا هتصرف
قالتها ل تتمتم وهى موشكة على الذهاب:مفيش غير شخص واحد هو اللى هيساعدنا دلوقتى
قالتها ثم تحركت بسرعة واحضرت هاتفها ل تتصل به حتى يجيب ف تهتف باندفاع:ايوة يا مجدي...اسفة انى بتصل بيك دلوقتى بس لازم تيجيلى حالاً..لا انا كويسة،بس مامة احمد اغمى عليها ومش عارفة اعمل ايه...تعالى بسرعة ارجوك...ماشى مستنياك
وبمجرد ان اغلقت الخط حتى هتفت الاخرى بضيق:هو احمد فين دلوقتى؟
نهله بغضب:معرفش راح فين...بس دا العادى يعنى،انا عمرى مااحتاجته ولقيته
اقتربت جيسى من والدتها ل تهمس وهى تنظر لها بعيون دامعة:ماما...ماما قومى عشانى
نهله بحزن قلق:متخافيش ياجيسى..هى هتبقى كويسة دلوقتى
قالتها بينما بدأت جيسى فى البكاء ف حاولت ان تهدئها حتى نقلاها الى غرفتها الى ان وصل مجدي ف تقدمت منه نهله قائلة بلهفة:مجيب...متشكرة اوى انك جيت...ارجوك شوف طنط مالها
مجدي بعفوية:اهدى مفيش حاجة...اهدى
قالها حتى تقدم ل يبدأ فى فحصها وبعدما ينتهى يلتفت اليها قائلاً بهدوء:متقلقيش هى بس ضغطها وطى شوية..واضح انها مش بتاكل كويس
جيسى بقلق:طيب...هى هتبقى كويسة مش كدة!
مجدي بتلقائية:متخافيش هى كويسة...بس لازم تهتم بصحتها شوية وتاخد الادوية اللى هكتبهالها فى ميعادها،تمام!
تنهدت نهله بارتياح وبمجرد ان خرجا سوياً من الغرفة حتى نظرت له قائلة بامتنان: مجدي انا بجد مش عارفة اقولك ايه...اسفة انى خليتك تيجى فى الوقت دا
مجدي بعفوية:ايه اللى بتقوليه دا يانهله؟..مفيش بيننا الكلام دا..انا موجود فى اى وقت
نهله بهدوء:انا لازم اقول كدة...انت بتقف جنبى دايما وانا...
قاطعها ببساطة:قولتلك مفيش داعى لكل دا..احنا صحاب،وانا معملتش غير الواجب وبس
نهله بابتسامة:مش عارفة هقدر اردلك كل دا ازاى
على الجهة الاخرى،نظرت الى والدتها بعدما افاقت ل تتسائل بعيون دامعة:ماما..انتى كويسة مش كدة!
اجابتها بخفوت:انا كويسة ياحبيبتى...مالك خايفة كدة ليه؟
اقتربت ل تتكأ على كتفها حتى تهمس بضعف:خوفت تسيبينى زى بابا ماسابنا كلنا
الأم بحزن:متقوليش كدة...انا معاكى اهو،بطلى عياط بقى
مسحت دموعها ببراءة ل تنحنى وتقبل يدها قائلة:الف سلامة عليكى...انا بحبك اوى ياماما
ابتسمت مجيبة بحنان:وانا بحبك اكتر ياقلب ماما
بعد دقائق..خرجت من الغرفة ل تجدهم لايزالا يقفان سوياً ف تتقدم قائلة بعفوية: نهله انا هدخل انام...لو احتاجتى اى حاجة صحينى
نهله بجدية مصطنعة:مش عايزة منك حاجة
ابتسمت مجيبة:ماشى،احسن
قالتها ثم ذهبت الى غرفتها بينما نظرت نهله له ل تتسائل متنهدة:مقولتليش..ايه الحاجة المهمة اللى كنت عايز تقولهالى!
ابتسم مجدي :بصراحة انا...
وقبل ان يكمل كان قد قاطعهم مجئ أحمد فجأة متقدماً منهم ل تحدق به بتعجب وسرعان ماتهتف متسائلة:انت كنت فين؟
نظر ل ذلك الواقف امامها ل يهتف بانزعاج:ايه اللى جابه هنا دا؟
اخفض نظره قائلاً بإحراج:طيب عن اذنكوا ،انا لازم امشى...الف سلامة يا مهله
اومأت برأسها بعبوس ناظرة له بأسف حتى ذهب ل تجد الاخر يهتف بحدة:جاوبينى على سؤالى..ايه اللى جاب مجدي هنا فى الوقت دا؟
نهايه بضيق:اصلى ملقيتش حضرتك عشان تساعدنى ف اضطريت اتصل بيه ييجى
احمد بعدم فهم:اساعدك فى ايه مش فاهم!
نهله بجدية:مامتك تعبت فجأة واغمى عليها...واكيد حضرتك عارف ان مجدي دكتور ف ملقيتش غيره يساعدنى
أحمد باقتضاب:فيه مليون دكتور اشمعنا دا!
نهله ببرود:معلش،انا معرفش غير دا...وبعدين بدل ماتقف تتخانق معايا ادخل اطمن على مامتك..ولا هى متهمكش!
نظر لها بغضب مكتوم حتى اتجه الى الغرفة ل يطمئن على والدته ف دخل متقدماً منها قبل ان يمسك يدها قائلاً بقلق:ماما طمنينى...انتى كويسة!
الأم بعفوية:متقلقش انا كويسة...واضح ان ضغطى وطى شوية بس..لولا نهله كان زمانى...
قاطعها بجدية:بعد الشر عليكى...متقوليش كدة
قالها ثم نظر ل نهله كى يتابع باستنكار:بس كان لازم مجدي هو اللى ييجى!
تنهدت بملل ل تجيب ببرود:ايوة كان لازم مجدي اللى ييجى...عشان هو الوحيد اللى بلاقيه لما بكون فى مشكلة
أحمد باستخفاف:بجد!
نهله بحدة:ايوة،طالما مش بلاقيك لما بحتاجك..انا اصلاً بتكلم معاك ليه؟..يلا ارجع للمكان اللى كنت فيه
أحمد باستفهام:المكان اللى كنت فيه؟
نهله بحنق:اه..روح شوف كنت سهران فين وكمل سهرتك
حدق بها باستياء غاضب ل ينهض كى يتحرك مغادراً الغرفة..زفرت بنفاذ صبر حتى اقتربت ل تجلس امام والدته قبل ان تقول بهدوء:الف سلامة على حضرتك ياطنط
اجابتها بابتسامة:بلاش طنط..قوليلى ماما
ابتسمت هاتفة بتعجب:ماما!
الأم بعفوية:ايوة..ولا انتى مش بتعتبرينى زى مامتك؟
نهله بهدوء:لا طبعاً..دا شرف ليا صدقينى،حاضر..اللى تشوفيه
الأم متنهدة:طيب بما انى بقيت زى مامتك..عايزة اقولك حاجة
نهله بعفوية:اتفضلى ياطنط..اسفة،اتفضلى ياماما
ابتسمت متابعة:بصى يا نهله..انا عارفة ان علاقتك انتى وأحمد مبقتش زى الاول..ومش عايزة اعرف السبب..بس عايزة اقولك،خليكى جنب أحمد..هو محتاجك
نهله باستنكار:محتاجنى!
الأم بجدية:ايوة محتاجك..انا عارفة ان أحمد صعب بس..بس هو بيحبك،انتى يمكن مش حاسة بكدة لأن أحمد من النوع اللى مبيعرفش يبين مشاعره..ولو حاول بيتفهم غلط او بمعنى اصح،بيبينها بطريقة غلط
ابتسمت مجيبة بألم:طب انا ايه ذنبى فى كل دا؟..انا تعبت منه..مبقيتش عارفة اذا كان بيحبنى ولا انا بالنسباله ولا حاجة!..انا احياناً بحس ان عنده انفصام فى الشخصية...مرة يبقى كويس معايا ومرات بيجرحنى اوى
الأم بهدوء:لا مفيش حاجة من اللى بتقوليه دا..بس يا نهله ،بالنسبة للحياة اللى أحمد عاشها والطريقة اللى اتربى بيها ف هو لازم يكون كدة غصب عنه...أحمد من وهو صغير متعود ان اى حاجة عايزها لازم تيجيله وتبقى بتاعته هو وبس...عارفة ان دا صعب عليكى..بس انتى الوحيدة اللى قادرة تغيريه
نهله بسخرية:انا!
الأم مجيبة:ايوة انتى..زى ماقدرتى تغيرينا كلنا وتخلينا نفهمك صح ونحبك...تقدرى تغيرى أحمد وتخليه ميتغيرش عليكى ولو للحظة واحدة
تنهدت قائلة بحزن:بس انا تعبت ياماما...هو مش فاهم قد ايه انا بعانى بسبب طريقته معايا..نفسى يفهمنى بس..ومش عايزة حاجة تانى
اجابتها بثقة:هيفهمك..بس انتى الوحيدة اللى تقدرى تعملى كدة،لازم تكونى جنبه...أحمد محتاجك
صمتت ل ثوانٍ تفكر حتى نظرت لها قائلة بعفوية:موعدكيش انى هقدر اعمل كدة...بس هحاول عشان حضرتك
ابتسمت بامتنان ل ترفع يدها كى تمسح على شعرها مجيبة:ربنا يحميكى يابنتى
*************
تنهدت طويلاً وهى تضع بعض الاوراق التى كانت بيدها منذ ثوانٍ قبل ان تخلع نظارتها ل تجده يأتى متقدماً منها حتى يجلس ناظراً لها وهو يتسائل قائلاً:دا شغل ولا ايه!
قالها وهو يشير بعيناه الى تلك الاوراق ف هزت رأسها ل تجيب نافية:لا..دى التقارير بتاعتى،كنت براجعها وبشوف اذا كان...يعنى كنت بتأكد من نسبة نجاح العملية و...
قاطعها متنهداً:انا مش فاهم انتى شاغلة بالك ليه...مش قولنا نسيبها بظروفها واللى يحصل يحصل!...وبعدين انتى اللى خدتى القرار دا يا شهد،انا مااجبرتكيش
شهد بخفوت:عارفة...بس انت عارف انى مش بقدر مفكرش وانا شايفة كل حاجة حواليا مش مظبوطة ولا مترتبة..لازم اعمل حساب لكل خطوة بتحصل
أنس بسخرية:ايوة دى تعقيدات ظباط مش كدة!
ابتسمت بخفوت ل تقترب وتتكأ على كتفه حتى تقول بهدوء:ونصيبك وقعك فى ظابط معقدة زيى
اجابها مبتسماً:مكنتش اعرف ان نصيبى حلو اوى كدة
عقدا حاجبيها باستنكار ل ترفع عيناها ناظرة له كى تتسائل بشك:بجد حلو!
تطلع الى عيناها ل ثوانٍ حتى تنهد مجيباً بحب:اوى...عمرى ماكنت اتخيل انى اكون محظوظ للدرجة دى،وتبقى ليا فى الاخر...وجودك فى حياته لوحده قادر يحسسنى انى اكتر انسان محظوظ فى الدنيا كلها
ابتسمت بتعجب ل يجدها تهتف بعفوية:فى الدنيا كلها!...متبالغش يا أنس
أنس بجدية:صدقينى مش ببالغ،دى الحقيقة...وعلى فكرة دى حاجة بسيطة اوى من اللى فى قلبى،انتى لو عرفتى الباقى...
قاطعته ضاحكة:لا خلاص مش عايزة اعرف..كفاية اللى قولته،كدة هحس انى ظالماك اوى
اجابها بعبوس مزيف:ايوة انتى ظالمة اصلاً
اقتربت ل تقبل خده حتى تقول مبتسمة:بس بتحبنى
أنس متنهداً:قدرى
شهد بغرور:احلى قدر طبعاً
ضحك مستنكراً ل يحاوط كتفيها بذراعه قبل ان يهمس بهدوء:مش عايز اشوفك زعلانة او خايفة تانى..عايزك بتضحكى كدة دايماً
شهد بمرح:اغرينى انت بس كدة على طول وهتشوفنى بتنطط قدامك
رفع حاجبه ل يهتف بابتسامة ماكرة:طب ما انا ممكن اغريكى بطرق تانية على فكرة
ضربته فى كتفه بخجل حتى انحنى ل يقبل رأسها مبتسماً قبل ان يقول:يلا ننام بقى!
اجابته بعفوية:يلا
نهضا سوياً ل يتقدما من الفراش حتى انحنت ل تستلقى بهدوء ف يقترب ويستلقى بجانبها كى تريح رأسها على صدره بينما يبتسم هو قبل ان يرفع يده ويغلق الضوء بجانبه ل يظل ضوء خافت فقط بكامل الغرفة...مرت دقائق وقد اغمض عينيه بصمت بينما ظلت هى محدقة فى الفراغ امامها بشرود الى ان سمعها تهمس بخفوت: أنس
اجابها بترقب دون ان يفتح عينيه:ها!
تابعت بعفوية:تفتكر بطنى هتبقى كدة امتى؟
قالتها وهى تضع يدها اعلى بطنها بمسافة بسيطة ل يبتسم بعدما فتح عينيه حتى يجيب ناظراً لها:قريب اوى...اكيد قريب يا شهد
شهد باستنكار:متأكد؟
أنس بعفوية:ايوة متأكد..ومتأكد كمان انى مش هسيبك فى حالك وهفضل اتريق عليكى لحد ماتزهقى وتندمى انك اتمنينى دا
ضحكت هاتفة بتذمر:هتبطل تحبنى عشان شكلى هيبقى وحش وهتغير!
أنس بسخرية:كنت بطلت احبك من ساعة مابقيتى مزعجة ونكدية ويائسة من الحياة..متعرفيش بتبقى عاملة ازاى ساعتها
حدقت به بتعجب ل تهتف باندفاع:انا!...انا مزعجة ونكدية يا أنس؟..ايوة طبعاً لازم تقول كدة،مااحنا اتجوزنا خلاص وعلاقتنا بقت مملة و...
قاطعها وهو يضمها ضاحكاً:بس بس اهدى...صدقينى حتى ازعاجك وكل دا ميفرقوش معايا،بالعكس...انا بحبهم،وبعدين ماانتى كنتى مستحملانى وانا اعمى وكئيب ومتكلمتيش
شهد باقتضاب:شوفت متكلمتش...لكن انت بتتكلم وبتشتكى اهو،مش ناقص غير تقولى يلا امشى انا زهقت منك
أنس متنهداً:ايوة واسيبك واتجوز عليكى كمان..حلو اوى السيناريو دا
تطلعت اليه بغيظ ل تشدد من قبضتيها على خصره بتملك وهى تقول بحزم:متقدرش تعملها..صدقنى متقدرش
ابتسم بخفوت ل يمسح على خصلاتها هامساً:مقدرش عشان مش شايف غيرك...ولاعمرى هشوف
شهد بجدية:ايوة خليك مش شايف كدة...احسن
تنهد مبتسماً وهو يحتويها بذراعيه بتفهم ل تقترب اكثر كى تدفن رأسها فى صدره بعبوس وسرعان ماتغمض عينيها بسكون قبل ان تستسلم ل نوم عميق
**************
دخلت الغرفة ل تجده يجلس على طرف السرير ويظهر على وجهه الغضب ف تنهدت بملل قبل ان تتقدم منه قائلة بتلقائية:كنت فين؟
اجابها ببرود:وانتى مالك!..وبعدين مش انتى فاكرة انى كنت بسهر برة..خليكى فاكرة كدة بقى
نهله بجدية: أحمد...قولى كنت فين؟
نظر لها وقد وصل به الغضب الى ذروته ف وجدته يمسك كيس بلاستيكى ويلقيه امامها هاتفاً بحدة:كنت بجيبلك دا
تطلعت اليه بعدم فهم بينما ذهب هو وتركها ف انحنت والتقطت الكيس من الارض ل تتفاجأ ب كثير من علب"الايس كريم"بداخله...حدقت بعدم استيعاب وسرعان مااغمضت عينيها زافرة بضيق نادم
على الجهة الاخرى..كان قد جلس فى الخارج وهو منزعجاً بشدة حتى وجدها تخرج من الغرفة متقدمة منه وبيدها علبة من الايس كريم تتناولها بهدوء ل تقترب وتجلس بجانبه ف يشيح بوجهه عنها متظاهراً بعدم الاهتمام الى ان يسمعها تقول بتردد:شكراً
اجاب دون ان ينظر لها:على ايه؟
نهله بعفوية:على الايس كريم
أحمد بسخرية:مفيش داعى تشكرينى..لو كنت اعرف ان مجدي جاى مكنتش تعبت نفسى وروحت جيبتلك،كان ممكن هو يجيبلك مش كدة!
تنهدت هاتفة بانزعاج:انا مش فاهمة انت حاطط مجدي فى دماغك ليه
أحمد بحدة:وهو مين دا عشان احطه فى دماغى اصلاً؟
نهله بتلقائية:طيب ممكن تهدى!..انت ايه اللى مضايقك دلوقتى؟
أحمد باقتضاب:لا ولاحاجة..انتى بس فكرتى انى كنت سهران برة واكيد قولتى انى شخص مبيتحملش المسئولية ولا بيهتم ب حد من عيلته..لا وكمان كلمتى اللى اسمه مجدي دا عشان ييجى فى وقت متأخر كدة..عادى يعنى،محصلش حاجة
نهله بخفوت:خلاص بقى يا أحمد متزعلش..وبعدين انا مكنتش اعرف انت روحت فين وطنط تعبت اوى وملقيتش حد اكلمه غير مجدي..كنت عايزنى اعمل ايه يعنى؟
أحمد بحنق:لا،متعمليش حاجة
نهله بطريقة طفولية:طيب عشان بنتك متزعلش،انا بجد مكنتش اعرف...وبعدين انت ازاى عرفت انى عايزة اكل ايس كريم!
أحمد ببرود:حسيت انك صحيتى ف خوفت تكونى تعبتى او حاجة وقومت وراكى و..سمعتك وانتى بتكلمى جيسى
ابتسمت مجيبة باستنكار:دا انت مهتم بيا اوى بقى!
أحمد باستخفاف:لا طبعاً مش مهتم...انا بس سمعتك وانا نايم
نهله بسخرية:سمعتنى وانت نايم؟
نظر لها وهو يحاول ان يخفى ابتسامته ف ضحكت هاتفة بمرح:خلاص بقى مكانش قصدى..وعلى فكرة الايس كريم طعمه حلو اوى،تاكل!
أحمد بتذمر:مش عايز حاجة
نهله بعناد:لا هتاكل..يلا افتح بقك
أحمد باعتراض: نهله...
قاطعته وهى توجه الملعقة الى فمه قائلة:اسمع الكلام بقى..يلا كل
تنهد باستسلام حتى فتح فمه ل تطعمه بابتسامة قبل ان تتسائل:ها عجبك!
أحمد بعفوية:حلو
اجابته مبتسمة:ايوة،انا بحبه اوى اصلاً...
قاطعها وهو يقول محدقاً بها:وانا بحبك اوى
نظرت له بتعجب حتى ابتلعت ريقها ل تهمس بخفوت:يعنى مش زعلان منى خلاص!
أحمد باستنكار:وايه علاقة انى زعلان منك بإنى بحبك؟
حدقت به باضطراب حتى هتفت بتهرب:طيب انا...انا هدخل انام،تصبح على خير
اقترب منها ل يوقفها قائلاً:استنى يا نهله..انا عايز اتكلم معاكى
نهله بتوتر:اتكلم
أحمد بهدوء:مش هينفع هنا،تعالى
قالها ثم امسك يدها ل يتقدم بها من الغرفة حتى يدخلا معاً ف يغلق الباب قبل ان يلتفت ويجدها تتطلع اليه بترقب قلق ف يتسائل عاقداً حاجبيه:ايه!،مالك خايفة كدة ليه؟
اجابته بثبات مزيف:لا مش خايفة..هخاف من ايه يعنى؟
أحمد بابتسامة:عندك حق..هتخافى من ايه؟،انا جوزك برضو مش كدة!
نظرت له بانزعاج مضطرب حتى ابتعدت قليلاً عندما وجدته يقترب منها،ظلت تتراجع الى الخلف بينما هو يقترب ببطء الى ان تصطدم بالحائط من خلفها ف يرفع يده ل يلمس وجهها قبل ان يهمس بنبرة مربكة:يعنى مقولتيش حاجة لما اعتذرتلك!
ابتلعت ريقها بصعوبة وهى تجيب محدقة به:وانت عايزنى اقول ايه؟
اجابها بمراوغة:تقولى انك..سامحتينى مثلاً!
تنهدت هاتفة باقتضاب:بس انا مسامحتكش
أحمد باستنكار:ليه؟..عايزانى اعمل ايه تانى عشان تسامحينى!
نهله بجدية:انت مش مضطر تعمل حاجة..وانا كمان مش مضطرة اسامحك
أحمد باستخفاف:بجد!..افهم من كدة انك مش هتسامحينى مهما عملت؟
نهله بحزم:ايوة..مش هسامحك
أحمد بانزعاج:ممكن اعرف ايه السبب!
نهله بحزم:مش كل حاجة بتتقال يا أحمد..وبعدين انت وعدتنى انك هتطلقنى
أحمد بجدية:لا..انا وعدتك انى هنفذ اللى انتى عايزاه..بس انا عارف كويس انك مش عايزة تطلقى منى
نهله بسخرية:ايه!..وياترى مين اللى قالك كدة؟
أحمد بثقة:انتى اللى قولتى كدة دلوقتى حالاً..مش شايفة نفسك خايفة ازاى عشان انا قريب منك!،نفس الخوف دا كنتى حاساه فى اول يوم جيتى فيه هنا..ودا معناه حاجة واحدة بس..انك لسة بتحبينى
اجابته باندفاع:لا انت فاهم غلط...انا مش بحبك ومش عايزة افضل معاك ثانية واحدة كمان..بس مجبرة اعمل كدة،غصب عنى
أحمد بسخرية:بجد!..طيب ليه مكنتيش عايزانى افضل زعلان منك؟
اجابت دون ان تنظر له:عشان انا مبحش احس انى غلطانة مش اكتر
تنهد طويلاً حتى اقترب اكثر ل يهمس بهدوء مربك:طيب،نأجل الكلام دا لبعدين...ممكن اطلب منك طلب!
نهله بترقب:طلب ايه؟
أحمد بجدية:مش عايز اشوفك مع مجدب دا او حتى تكلميه...اعملى احترام ليا وخليكى بعيد عنه احسنلك واحسنله
نظرت له ل ثوانٍ حتى اجابت باستسلام:ماشى يا أحمد...رغم انك عارف ان انا و مجدب صحاب ومفيش بيننا حاجة..بس هنفذ كلامك عشان انا فعلاً بعمل احترام ليك
هتف مؤكداً:مش هتكلميه تانى
تنهدت هاتفة بانزعاج:حاضر
ابتسم بخفوت حتى تابع بهدوء:وحاجة كمان
نهله بملل:ايه؟
تطلع اليها بحب قبل ان يهمس:وحشتينى
نهله باستخفاف:ماانا معاك اهو
أحمد نافياً:مش دا قصدى..انا عايزك معايا بجد..يعنى،انا لسة جوزك ودا حقى مش كدة!
حدقت به ل تهتف بانفعال مندفع:لا طبعاً،مستحيل...انت خسرت الحق دا من ساعة ماجرحتنى..ومش هسمحلك تاخده تانى مهما حصل
أحمد بحدة:مش انا اللى يتقالى لا يا نهله...فكرى بعقلك واسمعى كلامى بدل ماتندمى
نهله باستهزاء:اندم!..وياترى هتندمنى ازاى بقى..هتعمل فيا ايه تانى؟
اغمض عينيه زافراً بغضب ف دفعته ل تتابع بضيق:قولى هتعمل فيا ايه اكتر من اللى عملته!..عايز تعرف مش هسامحك ليه؟..اظن انك جاوبت على السؤال دا بنفسك دلوقتى..انا غلطت مرة ومش هكرر غلطتى تانى يا أحمد..مش هوافق اسامح واحد مشاعر الناس بالنسباله لعبة،فاكر انه يقدر ياخد كل اللى هو عايزه..طبعاً انت فكرت انك لما تيجى وتعتذرلى هقول لنفسى كفاية بقى،انا لازم اسامحه..دا اتخلى عن غروره وجه اعتذرلى..اعتذرلى انا!..انا اللى كنت وهفضل دايماً بالنسباله مجرد واحدة فقيرة حبته وهو اتكرم عليها واتجوزها وعيشها فى مستوى مكانتش تحلم بيه..بيجيلها وقت مابيزهق من بنات العائلات الغنية اللى بيعرفهم عليها،وهى طبعاً غبية وفاهمة انه بيحبها..ايوة انا غبية..غبية عشان مقدرتش حتى الاحظ انك لسة زى ماانت ومتغيرتش..بتحب كل حاجة تكون ملكك وبس..انا مش فاهمة انت جايب الانانية دى منين..انت فاكر ان اللى عملته فيا سهل واول ماتعتذرلى هسامحك وارجعلك مش كدة!..ايوة طبعاً لازم تفكر كدة..وانت من امتى بتحس بيا ولا بأى حد اصلاً؟..اللى بيننا انتهى يا أحمد ولازم تفهم كدة كويس
أحمد بعصبية:انتى متقدريش تقررى اذا كان انتهى ولا لا...وطول ماانتى موجودة هنا مش هتعملى غير اللى انا عايزه وبس
نهله بحدة:انسى انك تقدر تتحكم فيا او تجبرنى على اى حاجة...انت ايه مبتحسش!..بعد كل اللى قولته ولسة زى ماانت!..هتفضل لحد امتى انانى ومبتفكرش فى حد غير نفسك؟..بجد انا عمرى ماندمت على حاجة فى حياتى قد ماندمت انى حبيتك فى يوم من الايام
قالتها ثم اتجهت ناحية الباب ل تفتحه كى تخرج ولكنها وجدته مغلق بالمفتاح ف نظرت له هاتفة بغضب:انت قافل الباب ليه؟
تنهد مجيباً ببرود:عشان دى اوضتنا ياحبيبتى
نهله بضيق:افتح الباب
أحمد بعدم اهتمام:لا...وياريت تهدى وتنامى عشان مش عايز اعلى صوتى واصحى ماما وجيسى..ولا اكيد هما صحيوا من صوت حضرتك
نهله بانفعال: أحمد،قولتلك افتح الباب
نظر لها قائلاً بتحدى:مش هفتحه...وورينى هتعملى ايه
نهله محذرة: أحمد افتح الباب احسنلك
أحمد باستخفاف:اكيد يعنى مش هتصرخى وتلمى عليا الناس عشان افتحلك،صح!
حدقت به بضيق حتى اغمضت عينيها محاولة ان تهدأ كى تقول بضعف:ارجوك كفاية كدة بقى..انت عايز ايه؟..انت خلاص خدت كل اللى عايزه وانتقمت منى..عيش حياتك بقى وسيبنى اعيش حياتى..ولا مش مكفيك الوجع اللى سببتهولى ف حابب توجعنى اكتر!
نظر لها ل ثوانٍ قبل ان يجيب بخفوت:صدقينى انتى فاهمة غلط...كل اللى انا بعمله دا غصب عنى،انتى اللى بتستفزينى وانا مبحبش حد يعند معايا
نظرت له مجيبة بانكسار:انا مبعندش معاك..صدقنى انا مش عايزة حاجة غير انى اعيش حياتى زى اى حد..ومش فارق معايا البيت دا ولا الفلوس والاملاك اللى باباك كتبها ل ابنى او بنتى..انا مش عايزة حاجة..كل اللى عايزاه انك تحس بيا ل مرة واحدة فى حياتك،تحس انت ازاى كسرتنى وان اللى بيننا اتغير اوى ويمكن انتهى فعلاً..نفسى تحس بكدة عشان تبطل تضغط عليا وتجرحنى،انا خلاص مش قادرة..كل اللى بيحصل بيوجع فيا وبس..ارجوك كفاية بقى يا أحمد..لو لسة باقى بيننا حاجة بطل طريقتك دى،بطل تحسسنى انك اشتريتنى وانى ملكك والمفروض اعمل كل اللى انت عايزه..بطل تجرح فيا من غير ماتحس..عشانى او...اوعشان بنتك،حافظ على اللى باقى بيننا الكام شهر دول وبعدها احنا الاتنين هنرتاح..ارجوك
قالتها وهى تحاول منع دموعها من السقوط ولكن خانتها قوتها كالعادة وبدأت فى البكاء بصمت متألم ف ذهبت مسرعة الى السرير واستلقت عليه وهى تحاول ان تهدأ كى لايرى ضعفها،ظل هو واقفاً مكانه لايعرف ماذا يفعل بعدما شعر بألمها اخيراً...تنهد بأسى نادم حتى ذهب اليها بتردد ل يستلقى بجانبها ثم يعانقها من خلفها وهو يهمس بأسف:خلاص اهدى عشان خاطرى..انا اسف..وعارف انى مهما اعتذرت وعملت مش هتسامحينى،وليكى حق فى كدة بس...بس انا مش عارف ازاى بعمل معاكى كدة..صدقينى كل دا بيبقى غصب عنى
نهله ببكاء:غصب عنك!
أحمد بحزن:ايوة غصب عنى..انا مبكرهش فى حياتى قد انى مقدرش اخد حاجة عايزها،ودا اللى انتى بتعمليه معايا ولسة بتعمليه..بس صدقينى انا هحاول اتغير..هتغير عشان اكون زى ماانتى عايزة،حتى لو مش هتسامحينى..انا عايز اتغير عشان بجد كرهت نفسى كدة...بس مش هقدر اعمل دا لوحدى...محتاجك جنبى
نهله بألم:بس انا مش هقدر اكون جنبك..انا كلها شوية وقت وهخرج من حياتك خالص
أحمد بأسى:عارف..بس خليكى جنبى الفترة اللى هتفضليها هنا..ساعدينى يا نهله ،ارجوكى
تنهدت طويلاً ل تقول بثبات وهى تمسح دموعها:بلاش تتعود على وجودى فى حياتك اكتر من كدة،عشان لما اسيبك متحتاجنيش جنبك...خلينا بعاد عن بعض احسن يا أحمد
اغمض عينيه بضيق حزين حتى مال ل يقبل وجنتها هامساً بخفوت:ماشى،براحتك..انا مش هضغط عليكى اكتر من كدة..تصبحى على خير
قالها ثم نهض ل يتحرك مغادراً الغرفة حتى يتركها تبكى بشدة الى ان تغفو بعد دقائق وهى تحتضن جسدها بضعف
*************
كانت جالسة فى غرفتها ولم تزل مستيقظة تفكر بشرود حزين ل يقاطعها رنين هاتفها ف تنحنى كى تلتقطه حتى تجيب بصوت مبحوح:ايوة يا عمر ازيك!
عقد حاجبيه قائلاً بشك:جيسى مال صوتك؟..انتى كويسة!
تنهدت مجيبة:مش عارفة بس...ماما تعبت ف يمكن،خوفت شوية
عمر بقلق:طيب هى كويسة دلوقتى!
جيسى بخفوت:ايوة،متشغلش بالك..قولى اتصلت ليه؟
عمر باستنكار:وهو انا لازم اتصل عشان حاجة!
جيسى بعفوية:لا بس..اكيد فيه حاجة يعنى
عمر متنهداً:يمكن عشان حسيت انك متضايقة ف حبيت اطمن عليكى مثلاً!
ابتسمت قائلة باستخفاف:حسيت!
عمر بابتسامة:ايوة...ومش هسيبك غير لما تبقى كويسة
جيسى بهدوء:بس انا كويسة
عمر بجدية:لا،انا حاسس انك متضايقة
تنهدت حتى اجابت بضعف:مش متضايقة بس..لما حسيت ان ماما ممكن تسيبنى زى،بابا خوفت اوى..فكرت انى مش هيبقى ليا حد و...وفضلت اعيط من غير سبب..او يمكن بسبب..مش عارفة..بس النهاردة اكتشفت ان ماما غالية عندى اوى،ومش زى ماكنت فاكرة...هى وجودها مهم فى حياتى،حتى لو مش قريبة منى
عمر بعفوية:اكيد وجودها فى حياتك مهم،واوى كمان...اى حد فى حياتنا ياجيسى بيكون موجود عشان سبب معين،احنا مبنفهمش السبب دا فى الاول..بس بعد كدة بنفهم كل حاجة
جيسى بألم ساخر:يعنى وجود أدم فى حياتى كان ليه سبب!..والسبب انه يجرحنى مش كدة؟
تنهد مجيباً:جيسى،دا ملوش علاقة باللى بنقوله...انتى اه اتجرحتى لكن اتعلمتى انك متديش ثقتك كلها لشخص واحد بس
جيسى بضيق:بس انا خلاص عملت كدة يا عمر ..المفروض اعمل ايه دلوقتى عشان انساه واخرجه من حياتى؟
عمر بتلقائية:اعملى زى ماقولتلك...امحى اى حاجة ليها علاقة بيه او بتفكرك بيه
جيسى بحزن:انا عملت كدة فعلاً،بس مفيش فايدة...مش قادرة انساه..انا تعبت يا عمر..تعبت
قالتها وسرعان ما بدأت فى البكاء ل يتنهد قائلاً بأسف:خلاص اهدى عشان خاطرى
لم تجبه بل تابعت بكائها بحرقة ف تابع بجدية:جيسى لو مبطلتيش عياط دلوقتى هجيلك
جيسى ببكاء: عمر ارجوك،مش وقت هزار...انا هنام،تصبح على خير
قالتها ثم اغلقت الخط ل يزداد بكائها بضعف..ظلت هكذا لوقت ليس بقصير ف ضمت ساقيها متنهدة بألم الى ان سمعت صوت عند النافذة فجأة ل تعقد حاجبيها باستفهام حتى تهتف محدقة بترقب:مين!
اجابها صوت غير واضح:انا
جيسى بقلق:انت مين؟
وضح الصوت تدريجياً ل تنتبه الى نبرته وهو يهتف:انا عمر ياجيسى..افتحى
حدقت بدهشة غير مصدقة ماسمعته ف نهضت مسرعة ل تتقدم وتفتح النافذة حتى تجده امامها وسرعان ماتهتف ناظرة له بعدم استيعاب: عمر!..انت اتجننت..ازاى تيجى...
قاطعها بجدية:بس اسكتى...انا قولتلك هاجى لو مبطلتيش عياط وجيت فعلاً،بس كدة
جيسى بتعجب:وانت عرفت منين انى مبطلتش عياط؟
عمر بتلقائية:حسيت..وعلى فكرة باين عليكى اوى يعنى
قالها وهو يداعب انفها الحمراء من شدة البكاء ف ابتسمت بخفوت ل تجيبه:طيب،انا كويسة دلوقتى...امشى بقى احسن حد يشوفك
اجابها بتذمر:يعنى اليوم اللى اجيلك فيه تطردينى!..دى طريقة تعاملى بيها الضيوف؟..بس انا بقى ضيف رخم ومش همشى
ضحكت رغماً عنها ل تهتف موضحة: عمر...
قاطعها وهو يضع يده على فمها ف نظرت له بتعجب حتى تابع بهدوء:جيسى..صدقينى انا فاهم كل اللى بتمرى بيه..بس لو كلنا استسلمنا بسبب مشاكل زى دى محدش فينا هيقدر يعيش..اى حد عنده مشاكل وعنده السبب اللى بيخليه يفكر قبل النوم،بس لازم نواجه مشاكلنا عشان نقدر نكمل..مش عارف اذا كان كلامى هيقنعك ولا لا،بس انا هقولك حاجة واحدة...اى حاجة بتحصل فى حياتنا سواء وحشة او حلوة بيبقى ليها سبب..اكيد اللى حصل معاكى دا ليه سبب،بس انتى لسة مش عارفاه...ومع الوقت هتعرفيه وهتفهمى انك مينفعش تكونى زعلانة كدة
تطلعت اليه ببراءة حزينة ل تدمع بضعف ف يرفع يده كى يمسح دموعها هامساً:خلاص بقى اهدى..شكلك مش حلو وانتى بتعيطى على فكرة
ابتسمت قائلة بصوت مبحوح: عمر..انت بجد طيب اوى
عمر بغرور:عارف،كله بيقولى كدة
جيسى بسخرية:تواضعك دا هيقتلنى يا عمر
ضحك هاتفاً:بعد الشر عليكى...المهم نسيت اقولك ان عيد ميلادى بعد بكرة وعامل حفلة مع صحابي ،ف لازم تكونى موجودة
جيسى بابتسامة:بجد!..كل سنة وانت طيب
عمر مازحاً:لسة بعد يومين ياذكية مش دلوقتى
ضحكت مجيبة:طيب كل سنة وانت طيب بعد يومين..اتفضل امشى بقى عشان لو أحمد شافك..
قاطعها متفهماً:متكمليش..مش عايز اتخيل هيعمل ايه اصلاً..عايزة حاجة قبل ماامشى!
جيسى بابتسامة:شكراً..بس هتنزل ازاى؟
عمر بعفوية:زى ماطلعت
اجابته بتلقائية:طيب خلى بالك احسن تقع
ابتسم هامساً:خايفة عليا!
جيسى باستخفاف:لا طبعاً...امشى بقى
عمر باستنكار:ماشى،هحاول اصدقك..سلام
تنهدت مجيبة بهدوء:سلام
*************
بعد يومين،كانت معه بصحبة والدتها وهاجر ونهله فى المستشفى قبل العملية مباشرةً...تنهدت بعمق ناظرة امامها حتى شعرت بيده التى احتضنت كفها باحتواء ل يهمس محاولاً ان يطمئنها:متخافيش
اجابته بابتسامة خافتة:مش خايفة
وبعد دقائق دخلت الى غرفة العمليات ل يظلوا ثلاثتهم بالخارج مع أنس حتى يرن هاتفه ف يجيب قائلاً بعفوية:الو..ايوة دخلت...لا انا كويس متقلقيش...اسف يا امنيه الشغل كله هيبقى عليكى الفترة الجاية...انا عارف...متشكر اوى..بجد مش عارف اقولك ايه...ايوة عمى انا قولتله ميجيش عشان الشركة...ماشى،سلام
وبعدما اغلق الخط نظرت له هاجر ل تتسائل بعفوية:هو الدكتور قالكو ان العملية دى مضمونة يعنى!
اجابها متنهداً:للاسف لا..دى مجرد تجربة يعنى..ممكن الحمل يحصل او ميحصلش
هتفت والدة شهد الجالسة بجانبه بقلق:واحنا هنعرف حصل ولا لا امتى؟
أنس بهدوء:بعد اسبوعين...شهد هتفضل مرتاحة الاسبوعين دول وبعد كدة هنيجى للدكتور ونعرف اذا كان فيه حمل ولا لا
نهله بتلقائية:طنط،مش عايزين نبين قدام شهد اننا قلقانين..لازم نكون جنبها ونطمنها
اومأت برأسها مجيبة بعبوس بينما صمت هو قليلاً حتى قال بجدية: نهله..لو وراكى اى حاجة او هتتأخرى ممكن تمشى عادى
نهله ببساطة:لا مفيش اى مشكلة،انا هفضل مع شهد لحد ماتروح البيت وبعد كدة همشى
ابتسم بهدوء ل يظلو هكذا الى ان تخرج من غرفة العمليات حتى تُنقل الى غرفة عادية ف يدخلو كى يروها ل تتقدم منها والدتها هاتفة بلهفة:انتى كويسة يا شهد!
اومأت برأسها بتعب ف قالت الاخرى بهدوء:مفيش داعى تتكلمى...خليكى مرتاحة
أنس مازحاً:ايه يا هاجر هى مش عاملة العملية فى بقها
ضحكت شهد ل تضربه فى كتفه بضعف هامسة: أنس..مش قادرة اضحك،اسكت
هاجر بابتسامة:اهو اللى بيهزر دا كان اكتر واحد قلقان عليكى فينا وانتى فى اوضة العمليات
أنس بجدية مصطنعة: هاجر!
هاجر:خلاص هسكت اهو
ابتسمت بتعب ل تتسائل بخفوت:هو انا هخرج امتى؟
اجابتها والدتها بتلقائية:الدكتور قال تقدرى تخرجى دلوقتى..بس لو تعبانة ممكن تفضلى هنا شوية
أنس بعفوية:لا ياطنط هى كويسة...وبعدين هترتاح فى بيتها اكتر
تطلعت اليه بحزن حتى اقتربت من ابنتها ل تقبل رأسها هامسة:الف سلامة عليكى ياحبيبتى
نظرت لها بابتسامة باهتة،وبعد قليل من الوقت خرجت من المستشفى وهى مستندة على أنس وهاجر حتى ادخلاها المنزل ل يضعها أنس على السرير برفق قبل ان يشير قائلاً بحزم:الدكتور قال مفيش اى حركة لمدة ساعتين..وطول الاسبوعين الجايين مش هتخرجى من البيت تمام!
هاجر باستنكار:انت هتحبسها ولا ايه يا أنس!..الدكتور قال تقدر تتحرك بس مش اوى
الأم بعفوية:هو خايف عليها يا هاجر...وبعدين انتى عارفة ان شهد مبتعرفش تقعد فى مكان
شهد بهدوء:خلاص ياجماعة،انا هعمل كل اللى انتوا عايزينه تمام!...دلوقتى بقى روحوا ارتاحوا ومتقلقوش عليا..انا كويسة
هاجر بخفوت:طيب..انتى حاسة بإيه؟
اجابتها بتلقائية:ولا اى حاجة
ابتسمت قائلة:احسن برضو
الأم بجدية: شهد..لو عايزانى افضل معاكى النهاردة مفيش مشكلة
شهد نافية:لا ياماما مفيش داعى تتعبى نفسك..وبعدين أنس معايا،روحى ارتاحى
أنس بهدوء:متقلقيش ياطنط..انا هاخد بالى منها
نهله بتساؤل:طيب،عايزة اى حاجة منى؟
شهد بعفوية:خلى بالك من نفسك ومن البنوته الصغيرة
ابتسمت مجيبة:وانتى كمان،وعقبال ماتجيبيلنا بنوته صغيرة
نظرت لها بابتسامة بينما هتفت والدتها بقلق:خلى بالك منها يا أنس
اجابها مبتسماً:دى فى عيونى ياطنط.متقلقيش
وبمجرد ان ذهبت والدتها وهاجر ونهله حتى اقترب ل يجلس بجانبها ثم يحتضن يدها بين يده كى يهمس بحب:حبيبتى عاملة ايه!
اجابته بابتسامة متعبة:حبييتك تعبانة اوى
أنس بخفوت:ليه؟..قوليلى حاسة بإيه!
شهد بضعف:مش حاسة بحاجة خالص...كأنى متخدرة...دى حاجة بتتعب اوى يا أنس
أنس بأسف:دا فى الاول بس،بعد كدة هتبقى كويسة..وبعدين ازاى ابقى جنبك وتتعبى؟
ابتسمت شهد:طيب خليك جنبى على طول ومش هبقى تعبانة
أنس بهدوء:انا جنبك دايماً ومش هسيبك
اتكأت شهد على كتفه متنهدة بصمت حتى تابع مبتسماً:قوليلى بقى،هنسمى ولادنا ايه؟
شهد بهدوء:لسة مفكرتش..وبعدين قدامنا وقت كتير لحد مانلاقى اسماء حلوة
أنس بعفوية:مش كتير اوى..هما٩شهور واسبوعين
ابتسمت مجيبة باستنكار:بجد!..معنى كدة ان العملية هتنجح
أنس :وليه متنجحش؟
شهد بخفوت:مش عارفة..بس...
وقبل ان تكمل كانت اغمضت عينيها بتعب ل تتأوه متألمة حتى ينظر لها متسائلاً بقلق:مالك؟
شهد بألم:مش قادرة يا أنس..تعبانة اوى
أنس باضطراب:طيب اهدى...حاسة بإيه؟
شهد بتعب:تعبانة وحاسة انى بردانة اوى
نظر لها بأسف حتى تنهد قائلاً:خلاص متقلقيش...تعالى فى حضنى
اقتربت ل تعانقه متمسكة به بقوة حتى تهمس بضعف: أنس...
قاطعها بهدوء وهو يضمها برفق:ششش...انا معاكى
قالها ثم رفع يده ل يدثرها بحذر حتى يشدد من احتضانها باحتواء ف تحكم قبضتيها عليه مغمضة عينيها بتعب الى ان يشعر باستكانتها تدريجياً بين ذراعيه كى يدرك انها قد استسلمت ل تعبها ونامت
************
جيسى بابتسامة:كل سنة وانت طيب
اجابها مبتسماً بسعادة:وانتى طيبة...مبسوط اوى انك جيتى
جيسى بعفوية:ازاى اقدر مجيش؟..اتفضل
قالتها وهى تمد يدها اليه بحقيبة كبيرة ف يأخذها منها عاقداً حاجبيه بشك حتى يفتحها ف يحدق هاتفاً:جيتار!
هتفت بتلقائية:ايوة..عارفة انك عندك واحد،بس دا منى ف هتفرق صح!
ابتسم مجيباً:اكيد هتفرق...حلو اوى على فكرة
جيسى بتساؤل:بجد عجبك!
عمر بعفوية:اوى..واوعدك انى هعزف عليه فى اول حفلة ليا
جيسى بابتسامة:طيب...
وقبل ان تتابع حديثها كانت قد تفاجئت بتلك الفتاة التى اتت ل تقترب منه امامها كى تعانقه مبتسمة وهى تهتف: عمر...كل سنة وانت طيب
اجابها مبادلاً اياها العناق:وانتى طيبة...نورتى الحفلة
تنهدت مجيبة:ميرسى...وحشتنى اوى على فكرة
عمر بعفوية:وانتى كمان..بس مكانش فيه داعى تتعبى نفسك وتعملى كل دا
عقدت حاجبيها هاتفة باستنكار:هما قالولك ان انا اللى عملت كل تجهيزات الحفلة!
عمر بابتسامة:طبعاً،ميقدروش يخبوا عليا حاجة
ابتسمت قائلة بعفوية:ماشى،هعديها المرة دى بس...عايزين نحتفل بقى
اجاب باستنكار:طب مااحنا بنحتفل اهو
اقتربت ل تتطلع اليه هامسة برقة:لا،قصدى انا وانت...لوحدنا
على الجهة الاخرى،كانت هى تستمع ل كل هذا بانزعاج محدقة ب تلك الفتاة باستياء غاضب من تصرفاتها وكلماتها تلك حتى وجدته يجيب بهدوء:انتى عارفة انى مش هينفع اسيب الحفلة واجى معاكى...اسف،خليها مرة تانية
عبست بوجهها بانزعاج خفى ل تتصنع عدم الاهتمام وهى تجيبه:ماشى..براحتك
نظر هو الى الاخرى ف وجدها قد اشاحت بوجهها عنهم كى لاتنظر له حتى هتف بتساؤل:ساكتة ليه؟
اجابته ببرود:هقول ايه يعنى؟..وبعدين كفاية انت بتتكلم
عمر بعدم فهم:قصدك ايه؟
جيسى بجدية:ولا حاجة...انا همشى
عمر بتعجب:تمشى!..بس لسة الحفلة مخلصتش
هتفت بانزعاج تحاول ان تخفيه:مش مهم...انا زهقت وعايزة اروح
عمر بعفوية:طيب استنى شوية بس وانا هاجى اوصلك
جيسى بعبوس:لا خليك مع صحابك..انا هروح لوحدى
عمر بجدية:جيسى،خليكى شوية عشانى
تنهدت ناظرة له حتى هتفت باستسلام:ماشى
ظلا بعض الوقت وبعدما انتهى الحفل ذهب كى يوصلها ل تظل طوال الطريق صامتة حتى يصلا الى المنزل ف تهتف وهى تنزل من السيارة دون ان تنظر له:تصبح على خير
وبمجرد ان نزلت حتى وجدته ينزل ايضاً كى يتحرك ل يتقدم منها..نظرت له عاقدة حاجبيها بتساؤل ل تكاد تتحدث الا ان تجده يقترب فجأة وبدون اى مقدمات كى يعانقها ثم يهمس مبتسماً:شكراً
جيسى باستنكار:على ايه؟
عمر بعفوية:على انك جيتى النهاردة..تعرفى انى كل سنة بحتفل بعيد ميلادى مع كل صحابى اللى شوفتيهم دول،وكل مرة كنت بحس انى لوحدى!..بس النهاردة محسيتش بكدة..عشان انتى كنتى موجودة
ابتسمت رغماً عنها ل تتسائل بتردد:افهم من كدة انى مهمة فى حياتك!
عمر بجدية:اوى ياجيسى...مهمة اوى
جيسى بهدوء:وانت كمان..مهم اوى فى حياتى
ابتسم بخفوت حتى شدد من احتضانها تنهدت مغمضة عينيها بسكون قبل ان تهمس: عمر...
قاطعها بجدية مصطنعة:ولا كلمة...انا تعبان ومحتاج كدة اوى،تمام!
ضحكت بتعجب ل تضربه فى كتفه هاتفة بتذمر:بتتريق عليا!...ماشى يا عمر،هعديهالك بس عشان النهاردة عيد ميلادك
عمر بسعادة:النهاردة اسعد عيد ميلاد فى حياتى
قالها ثم ابعدها قليلاً ل يمسك وجهها بين كفيه ويزيح خصلات شعرها عن وجهها ناظراً فى عيناها بشرود حتى شعرت بشئ غريب يراودها ف ابتعدت عنه بتوتر ل تهتف وهى موشكة على الذهاب:انا هطلع بقى...تصبح على خير
قالتها ثم تحركت مسرعة من امامه ل تتركه متعجب بشدة ولكنه تفهم موقفها ف تنهد ب حيرة قبل ان يعود كى يستقل سيارته ثم يذهب
*************
جيسى بشرود:مش عارفة ليه حسيت بكدة،بس يمكن...يمكن خوفت!
اجابتها بتساؤل:خوفتى!..من ايه؟
جيسى ب حيرة:معرفش صدقينى،بس...انا كنت مبسوطة اوى لما حضنى..حسيت انه بيقولى متزعليش،انا ليكى انتى بس...دا غير انى اتضايقت اوى من البنت اللى جت حضنته قدامى دى...حسيت انها بنت مش كويسة
نهله بابتسامة:طيب دى كلها احاسيس جواكى...تفتكرى بقى ايه سبب كل دا؟
جيسى باستنكار:اكيد مش بحبه يعنى...يمكن بحب وجوده او..هو بيحاول يخلينى مبسوطة وانا حابة دا..لما بيكون معايا بنسى كل حاجة..بس اكيد مش بحبه
ضحكت هاتفة بتعجب:ياسلام!..بذمتك انتى مقتنعة بالكلام دا اصلاً؟
جيسى بجدية:ايوة مقتنعة..عشان انا لسه منسيتش ادم...وحتى لو نسيته،انا مش عايزة احب تانى...مش عايزة ادى ثقتى لحد واتخدع
نهله بهدوء:ومين قالك ان عمر هيخدعك!
جيسى باستخفاف:ومين كان قالى برضو ان ادم هيخدعنى!...انا وثقت وحبيت مرة واحدة،ومعنديش استعداد اكررها تانى
نهله بعفوية:بس دا مش بمزاجك ياجيسى...الحب بيحصل غصب عننا،من غير مانفكر فجأة بنلاقى قلبنا اتعلق بوجود شخص معين..ولو الشخص دا بعد عننا شوية بنبقى هنتجنن...يعنى انا مثلاً،لما حبيت أحمد مفكرتش فى اى حاجة..مش هنكر انى ندمت بس....بس كفاية انى سمحت ل قلبى يعمل اللى هو عايزه
جيسى بحزن:بس انا مش عايزة اندم تانى يا نهله..انتى اكتر واحدة عارفة اللى حصلى بسبب الحب دا،مش هقدر اسمح ل اى حد يدخل قلبى ويكسره تانى...كفاية بقى
تنهدت مجيبة بخفوت:طيب سيبك من كل دا وقوليلى...قابلتيه بعدها؟
جيسى بانزعاج:لا..واتصل بيا كذا مرة بس مرديتش..بحاول ابعد بس بصراحة هموت واشوفه
نهله بسخرية:وبتقولى مش بتحبيه!
جيسى بضيق: نهله!..بس اوعى أحمد يعرف اى حاجة من الكلام دا
نهله باقتضاب:لا متقلقيش..احنا بنتكلم بالعافية اصلاً..وغير كدة انا اكيد مش هقوله
تنهدت بارتياح قبل ان تهتف:انا مش متخيلة لو عرف ممكن يعمل ايه...احتمال يقتل عمر صح!
نهله ضاحكة:لا مش للدرجة دى...وبعدين مش كل اللى بينكوا احضان بس؟...يبقى بسيطة
ضربتها فى كتفها هاتفة:بس اسكتى...برضو مش هتيجى معايا التدريب صح!
نهله باستنكار:هروح اعمل ايه..وبصراحة كدة مش عايزة اضايقك انتى وعمر
جيسى ضاحكة:لا بجد!..تصدقى انا غلطانة انى حكيتلك اصلاً؟
ابتسمت نهله:خلاص هسكت اهو..بس انا بجد مش هينفع اجى عشان رايحة ل شهد دلوقتى،وغير كدة مبقيتش بحب اروح اوى
تنهدت مجيبة بتفكير:ماشى،يبقى انا كمان هكسل زيك واقعد النهاردة...على الاقل عشان مقابلوش
*************
شهد بنفاذ صبر: أنس انا زهقت..بقالى اكتر من اسبوع على الحال دا..هفضل لحد امتى بتحرك كل خطوة بحساب؟
اجابها بهدوء:الدكتور هو اللى قال كدة...لازم ترتاحى..وبعدين كلها شوية وقت
شهد بضيق:وقت لحد امتى بقى؟...انا حاسة انى عاجزة..حتى مش قادرة اخرج!..اتخنقت من القعدة دى
قالتها ثم تنهدت ل تغمض عينيها بحزن غاضب بينما حتى ينظر لها بأسف متفهماً قبل ان ينهض قائلاً:طيب..استنى دقايق وهجيلك تانى
شهد بتعجب:رايح فين؟
أنس بجدية:لما اجى هتعرفى...متتحركيش
قالها ثم ذهب مغادراً المنزل بأكمله ل يتركها تتسائل وهى متعجبة بشدة..بعد قليل من الوقت،عاد ل تتفاجأ به يتقدم منها ومعه كرسى متحرك ف تحدق به هاتفة بعدم استيعاب:ايه دا؟
تنهد مجيباً: شهد ركزى معايا،انتى مش عاملة العملية فى عينك ياحبيبتى
ابتسمت قائلة:ماشى بس هنعمل بيه ايه؟
أنس بعفوية:انتى زهقتى وعايزة تخرجى..ومن ناحية تانية الدكتور قال انك مينفعش تتحركى كتير..وعشان كدة انا هخرجك وفى نفس الوقت هسمع كلام الدكتور
شهد باستنكار:متقولش انك هتخرجنى وانا قاعدة عليه!
أنس بابتسامة:دا بالظبط اللى هيحصل..تعالى
شهد باعتراض:بس يا أنس...
قاطعها وهو يقترب ل يحملها ثم يضعها على ذلك الكرسى قائلاً:مفيش كلام...انتى زهقتى وانا مينفعش اشوفك زهقانة...قوليلى عايزة تروحى فين؟
ابتسمت بتعجب ل تصمت قليلاً تفكر حتى تهتف مندفعة:عايزة الف فى كل الشوارع اللى تعرفها...الشارع وحشنى اوى ياأنس
أنس بابتسامة:تحت امرك يافندم...يلا
ذهب بها الى الخارج ل يظلا يتجولان بالخارج حتى يعودا بعد وقت طويل ف يدخلها المنزل قبل ان يغلق الباب ل يتجها الى غرفتهم كى ينظر لها متسائلاً بعفوية:ها اتبسطتى!
اجابته بسعادة:اوى يا أتس،مش مصدقة انى اخيراً خرجت...بجد متشكرة اوى..تعبتك معايا
انحنى ل يقبل رأسها بحنان مجيباً:كل التعب يهون عشان بس اشوفك مبسوطة كدة
شهد بحب:ربنا ميحرمنيش منك
أنس بابتسامة:ولا منك ياحبيبتى...يلا بقى دلوقتى لازم تنامى وترتاحى
شهد بخفوت:لا انا مش جايلى نوم
أنس بجدية: شهد...اسمعى الكلام
شهد باعتراض:لا انا مش عايزة انام..ايه رأيك نسهر نتفرج على فيلم زى امبارح!
انس بتلقائية:مش هينفع عشان لازم ترتاحى..وبعدين انا كمان تعبان وعايز انام
شهد باستعطاف:عشان خاطرى يا أنس...بجد مش جايلى نوم
أنس بإرهاق:صدقينى مش هقدر يا شهد...انا اسف،بس بجد تعبان اوى
شهد باقتضاب:خلاص روح نام
تنهد بتعب حتى هتف باستسلام:متزعليش،خلاص يلا نسهر نشوف فيلم
اجابته بعبوس:لا مش عايزة...روح نام
أنس بجدية:بطلى عناد بقى يا شهد
شهد بهدوء: أنس انا عارفة انك تعبان..وبعدين كفاية انك مستحملنى طول الفترة دى...روح نام وارتاح،وصدقنى مش زعلانة
أنس باستنكار:بجد مش زعلانة!
شهد بتفهم:اكيد مش زعلانة طالما هتبقى مرتاح...وعلى فكرة مفيش داعى تنام لوحدك..تعالى نام جنبى
أنس بتفكير:مش هينفع يا شهد...الدكتور قال لازم ترتاحى..خلينا نسمع كلامه احسن
شهد بعفوية:يعنى هو انا هتعب لما تنام جنبى!..انا خلاص بقيت كويسة،وكلها كام يوم ونرتاح من كل دا..تعالى
تنهد حتى اومأ برأسه مستسلماً ل يقترب كى يستلقى بجانبها ف تضع رأسها على صدره قبل ان تقبل خده ببراءة هامسة:تصبح على خير
ضمها مجيباً بابتسامة:وانتى من اهله
***********
بعد عدة ايام،مر الوقت المحدد لها ف ذهبت هى وأنس ووالدتها وهاجر وعمر ونهله الى المستشفى كى يفحصها حتى يستعلمو عن نتيجة تلك العملية...بدأ الطبيب فى فحصها واثناء ما كان يجرى لها اشعة السونار كان الجميع قلقين بشدة واكثرهم أنس الذى نظر له ل يتسائل بترقب:خير يادكتور،طمنى!
..
..................................يتبع
![](https://img.wattpad.com/cover/215301960-288-k754953.jpg)
أنت تقرأ
قلب واحد وعمر واحد وفرصة واحدة2
Romanceانت صديقي الاكثر.. حبيبي الاكثر.. اراك عالمي وعافيتي وضحكتي.. ليس الاعتياد والكبرياء والنسيان والكثير من المشاكل من سيأثروا بعلاقتنا فانت خارج كل منطق 😍