part24

30 0 0
                                    

قلب واحد وعمر واحد وفرصة واحدة2
Part24

حدقت بها بدهشة ل تبتسم تدريجياً وسرعان ماتهتف بفرح:حامل!..انتى بتتكلمى بجد يا شهد؟...دا ازاى و...انا مش مصدقة
اجابتها بابتسامة باهتة:انا كمان مكنتش مصدقة انه اخيراً حصل..كان نفسى أنس يكون معايا ويفرح زيك كدة
اقتربت كى تعانقها مبتسمة وهى تقول بتلقائية:الف مبروك ياحبيبتى،بجد فرحتلك اوى..وأنس كمان هيطير من الفرحة لما يعرف
شهد باستهزاء:دا لو عرف اصلاً
ابتعدت عاقدة حاجبيها ل تنظر لها مجيبة بتساؤل:قصدك ايه؟..انتى مش هتقوليله!
شهد باستخفاف:هقوله ازاى يا هاجر؟..انا بقالى اسبوع معرفش عنه حاجة،وهو مهانش عليه حتى يتصل يسأل عليا..شكله ماصدق انى خرجت من حياته،اكيد دلوقتى مرتاح من غيرى
نهله بهدوء:متقوليش كدة...يمكن متلغبط شوية بسبب اللى حصل بينكوا مش اكتر..متحكميش عليه كدة،وبعدين متنسيش انك لسة مراته و...
قاطعتها بضيق:بس شكله هو اللى نسى انى لسة مراته وليا حق عليه..دا مش فارق معاه اذا كنت كويسة او حتى مت..انا خلاص،مبقيتش فارقة معاه يا نهله
قالتها وسرعان ما بدأت فى البكاء ل تقترب كى ترتمى فى حضنها ف تتنهد بأسف وهى تربت على كتفها هامسة:خلاص اهدى عشان خاطرى...وصدقينى انتى فاهمة غلط يا شهد،اللى بينك انتى و أنس مش سبب زى دا اللى هينهيه..انتى عارفة انه بيحبك اوى ومش هيتخلى عنك بالسهولة دى
شهد ببكاء:بس هو خلاص اتخلى عنى يا نهله....لما يطردنى من البيت كأنى خونته فعلاً ولا عملت جريمة،دا يبقى اسمه ايه!
هاجر بجدية:هو مطردكيش ولا حاجة،انتى اللى فهمتى الموضوع غلط...هو بس محتاج وقت
ابتسمت هامسة بألم:وياترى الوقت دا قد ايه؟..هيفضل سايبنى كدة لحد امتى؟...ثم وجهت وجهها لنهله قائلة: نهله انا مبقيتش انام من التفكير،كل شوية افكر لو سابنى هعمل ايه و...هعيش ازاى من غيره؟
اجابتها بعفوية:هو مش هيسيبك،وحتى لو سابك..فيها ايه يعنى؟..مفيش حد بيموت عشان حد يا شهد..وانتى قوية وهتقدرى تكملى حياتك من غيره عادى
شهد بسخرية:زى ماانتى هتكملى حياتك من غير أحمد كدة!
نظرت لها باضطراب ل تبتلع ريقها قائلة بثبات:ايوة..عادى يعنى،هكمل حياتى من غيره..مفيهاش حاجة
شهد بخفوت:انتى فاكرة كدة يا نهله..بس انتى مش هتقدرى تسيبيه،وحتى لو قدرتى...قلبك هيرجعك ليه زى مارجعك قبل كدة
تنهدت مجيبة بانزعاج:لا..انا رجعت بس عشان كنت تعبانة والمفروض انه يبقى جنبى...وبعدين دا مش موضوعنا اصلاً
شهد بجدية:هو اه مش موضوعنا..بس انتى مش هتقدرى تسيبيه،انا متأكدة
نهله بعناد:لا هقدر..وهتشوفى
ابتسمت بخفوت قائلة:لسة برضو عنيدة زى ماانتى!
نهله بابتسامة:ايوة،واكتر من الاول كمان
شهد بتلقائية:الله يكون فى عونك يا أحمد
نهله بعفوية:قولى الله يكون فى عونى انا...دا وافق انى اجيلك بالعافية اصلاً
شهد بهدوء:خايف عليكى
نهله بسخرية:قصدك خايف على بنته
شهد باستنكار:ايه دا هى بنت!
اجابتها مبتسمة:الاستاذ أحمد قرر انها بنت ف لازم تكون بنت طبعاً...انا مضطرة امشى بقى عشان لو اتأخرت هيتعملى محضر
شهد بابتسامة باهتة:ماشى..خلى بالك من نفسك
نهله بعفوية:وانتى كمان..ومتزعليش كدة بقى
اومأت برأسها مجيبة بهدوء:حاضر
                       ************
دخل المنزل ل ينظر حوله بعبوس حزين؛ف قد اصبح فارغاً بعدما غادرت،بل اصبحت حياته بالكامل فارغة دون ان يعى ذلك...تقدم بصمت ل يجلس على الاريكة متنهداً بضيق حتى يغمض عينيه وهو يضع وجهه بين كفيه بملل حانق وسرعان ماتلمس انامله تلك الدبلة الفضية التى بإصبعه ف يرفع عينيه محدقاً بها بأسف وقد استحوذت ذكريات ذلك اليوم على ذهنه بالكامل
*flash back*
كانا يسيران سوياً فى احدى الحدائق العامة بينما هى تتمسك بذراعه مبتسمة حتى يتنهد قائلاً بعفوية:يعنى كان لازم تجبرينى اسيب العكاز واجى معاكى كدة!...حاسس انى هخبط فى اى حد
شهد باندفاع:قولتلك مش محتاجينه،خليك ساند عليا
اجابها مازحاً:بتستغلى اى فرصة عشان تتقربى منى انتى!
ضحكت ل تضربه فى كتفه هاتفة بتذمر:بس يا أنس...الحق عليا انى...
قاطعها باستنكار:انك مستحملانى رغم كل حاجة وبتحاولى تخلينى اتصرف بشكل طبيعى زى اى حد!
حدقت به حتى هزت رأسها نفياً وهى تجيب متعجبة:ايه!...لا طبعاً،ايه الكلام دا يا أنس؟..انا امتى قولت كدة؟..او امتى حسستك بكدة؟
أنس متنهداً:انتى معملتيش حاجة...متشغليش بالك،بس احياناً...خلاص متركزيش فى اللى بقوله
شهد بشك:انت خايف؟
اشاح بوجهه عنها بصمت ف توقفت ل تقترب وتقف امامه كى تمسك يده مكررة:جاوبنى يا أنس...انت خايف؟
ابتلع ريقه بتردد قبل ان يجيبها بخفوت:يعنى...ازاى عايزانى مخافش؟...اللى احنا داخلين عليه مش بسيط يا شهد
شهد باستفهام:وهو ايه اللى احنا داخلين عليه؟...انت هتعمل العملية وهتبقى كويس،وساعتها مفيش اى حاجة هتقف فى طريقنا...وحتى لو منجحتش،انا هبقى ليك برضو...يعنى مفيش داعى تقلق خالص
اخفض عيناه بعبوس ف تطلعت اليه ل تتسائل بأسف: أنس انت مش عايز تعمل العملية دى صح!...وافقت عليها عشانى مش اكتر،انا فاهمة...بس صدقنى لو خايف للدرجة دى ومش عايز تحاول انا معنديش مشكلة،ارجع فى كلامك...وانا موافقة اهرب معاك
زفر بنفاذ صبر ل يبتسم بقلة حيلة وهو يهتف:انتى مستنية اى سبب عشان تهربى يا شهد؟
شهد ببراءة:لا بس انت...
قاطعها بعفوية:كل اللى بتقوليه دا ملوش داعى،خلاص فاضل يومين...وانا قررت،هعملها واللى يحصل يحصل
صمتت ناظرة له حتى تمتمت باستنكار:اللى يحصل يحصل!...أنس انت مش بتحبنى؟
قالتها محدقة به بترقب ل يعقد حاجبيه هاتفاً بتعجب:ايه!..ايه السؤال دا يا شهد ،انتى...
قاطعته بجدية:ارجوك جاوبنى دلوقتى...بتحبنى ولا لا؟
هز رأسه مستفهماً حتى اجاب بهدوء:طبعاً بحبك..وبحبك اوى كمان،اكتر من اى حاجة فى حياتى...مظنش ان حياتى فيها حاجة تتحب اصلاً،بس دلوقتى انتى دخلتيها...ومش عايزك تخرجى منها ابداً،حتى لو انا طردتك منها
ضحكت بسعادة ل تهتف وهى تتعلق بعنقه:متقدرش تفكر انك تعملها اصلاً...ممكن بقى تنسى كل اللى اتقال قبل كدة وتهتم بالكام كلمة دول بس!
عقد حاجبيه مجيباً بترقب:بمعنى؟
اجابته متنهدة:بمعنى....
مرت ثوانٍ وهو ينتظرها كى تكمل بينما هى كانت قد اخرجت علبة صغيرة حتى ابتسمت بتردد ل يجدها تتابع بعفوية:بمعنى انى هتجنن واطلب ايدك دلوقتى حالاً،عشان الشجر دا يشهد على حبنا واللحظة دى
قالتها بمرح بعدما جثت على ركبتيها امامه ل تتسع عيناه هاتفاً باندفاع:ايه!...شهد انتى بتعملى ايه؟...قوليلى ايه اللى بيحصل دلوقتى!
اجابته بعدما رفعت كتفها بلامبالاة وهى تنظر حولها:ولا حاجة...انا قولت انى هطلب ايدك،لذلك دلوقتى اضطريت اركع قدام سيادتك وانا ماسكة الدبلة الجميلة دى...وفيه كام واحد حوالينا بيبصولنا وتقريباً بيقولوا عليا مجنونة،بس كدة
هز رأسه بعدم استيعاب وهو يجيب بجدية:انتى...انتى اتجننتى يا شهد!...قومى يلا ايه اللى بتعمليه دا؟
شهد بعفوية:ايه اللى انا بعمله؟...وعلى فكرة انا لسة قايلالك انى اتجننت بالفعل.يعنى مكتشفتش حاجة جديدة
أنس بحدة: شهد بطلى جنان وقومى...الناس تقول علينا...
قاطعته وهى تمسك يده قائلة بهدوء:ششش...يلا عشان البسك الدبلة بقى،موافق تكمل معايا حياتك؟...واكون شريكة عمرك اللى مش هتفكر تسيبها ابداً،ولو فكرت هتقتلك
ضحك رغماً عنه ل يتنهد مجيباً: شهد انتى...انتى بجد مجنونة
ابتسمت وهى تنهض كى تقترب وتنظر له حتى تمسح على وجنته هامسة:مجنونة بيك...اول مرة اتجنن كنت انت السبب،وهتفضل دايماً انت السبب الاول والوحيد لجنونى...اللى عمرى ماهندم عليه مهما حصل
أنس بخفوت:بجد يا شهد!...عمرك ماهتندمى على حبك ليا؟
اجابته مبتسمة بثقة:مستحيل...ولو حصل هيبقى اكيد بسببك،بس انا عارفة ان حبك ليا حتى لو كان اقل من حبى ليك...عمره ماهينتهى،عشان انا هفضل جنبك لحد ماتزهق...ولو زهقت برضو مش هسيبك خلى بالك يعنى
أنس ضاحكاً:طيب بغض النظر عن انك خلاص حبستينى جواكى اوى كدة...اللى بتعمليه دا المفروض انا اللى اعمله
شهد بتلقائية:ياسيدى مش هتفرق...انا وانت واحد،بس متفكرش انى هوافق نتجوز من غير ماتعملها...حتى لو يوم الفرح،لازم ها!
تنهد بابتسامة عاشقة بينما اخرجت هى تلك الدبلة من العلبة ل تضعها بإصبعه مبتسمة بحب قبل ان تهمس:هعتبر سكوتك موافقة...بس لازم تعرف انك كدة مش هتقدر تسيبنى،زى ماانت ربطتنى بيك بالسلسلة اللى مش بقلعها ابداً دى...الدبلة دى هتفضل فى ايدك،ودا هيبقى امر من قلبك...مش منى
لم تمر ثوانٍ وكان قد جذبها الى احضانه ل يضمها بقوة حتى يهمس بشغف:انا بعشقك
اتسعت ابتسامتها وقد شعرت بنبضاتها تزداد فرحاً حتى نظرت حولها ل تجيبه بحرج:طيب يا أنس...الناس...
قاطعها بعدم اهتمام:مكانوش يهموكى من شوية...ولا انتى بس اللى ليكى الحق تتجننى!
ضحكت بخجل ل تغمض عيناها وهى تعانقه هامسة:انا بموت فيك
*back*
اغمض عينيه زافراً بأسى غاضب حتى وجد نفسه يخرج هاتفه ل يأخذ فى النظر الى رقمها بصمت قبل ان يتمتم بتردد بالغ:اكلمها!...لا مش لازم،وبعدين هى السبب فى كل دا
بس انا عايز اطمن عليها
قالها وسرعان ماقبض على يده بقوة ل يعبس وجهه بضيق حتى يتابع بعناد بعد ثوانٍ:لا مش هكلمها...لو هى عايزانى هتتصل
القى الهاتف جانباً بعدم اكتراث ل ينهض بخطوات حانقة متجه الى الغرفة
                        ************
كانت تستلقى بجانبه وهو نائم بسكون بينما هى قد حاولت النوم مراراً ولكن دون جدوى؛ف قد كانت تشعر بألم وانزعاج غريب منذ دقائق عديدة نهضت زافرة بعبوس حتى جلست ل تقترب وتضع يدها على كتفه ف تهزه برفق كى يستيقظ قائلة: أحمد...أحمد اصحى،انا مش عارفة انام
اجابها بنوم دون ان يلتفت لها: نهله سيبينى عشان تعبان اوى
نهله بضيق:وانا كمان تعبانة ومش عارفة انام خالص...قوم اقعد معايا
تنهد بنفاذ صبر ل يفتح عينيه بصعوبة حتى ينهض كى يتسائل بنعاس:خير،فيه ايه؟
نهله باقتضاب:مش عارفة انام وتعبانة اوى
اجابها وهو يتثائب:ها،وبعدين!
نهله باندفاع:وبعدين ايه يا أحمد!،بقولك مش عارفة انام
أحمد بعفوية:طب والمفروض انى اعمل ايه؟
نظرت له بغضب ل تهتف:متعملش حاجة..كمل نومك وخلينى انا صاحية بسبب بنتك ال...
قاطعها مسرعاً:لا متشتميهاش لو سمحتى..دى بنتى
نهله بسخرية:ماانا عارفة،ماهى اكيد مش هتجيبه من برة يعنى
أحمد بجدية: نهله!
زفرت هاتفة بانزعاج:خلاص سكتت..يلا شوفلى حل بقى
أحمد بعدم فهم:اشوفلك حل ل ايه مش فاهم!
اجابته بتلقائية:للتعب دا..انا زهقت بجد،مش قادرة خلاص
ابتسم رغماً عنه ل يجيب ناظراً لها:طيب قوليلى انتى عايزانى اعمل ايه وهعمله حالاً
نظرت له بتعجب ل تهتف بحنق:ممكن افهم ايه اللى بيضحك دلوقتى!
أحمد بتلقائية:مفيش بس...مستغرب يعنى،انتى استحملتى كل دا وجاية على اخر شهرين وتزهقى!
نهله بانفعال:ليه مليش حق ازهق مثلاً!..انا اصلاً بتكلم معاك ليه؟..ماانت عمرك ماهتقدر اللى انا حاسة بيه..يلا اتفضل كمل نومك
قالتها ثم وقفت ل تلتفت كى تشيح بوجهها عنه بعبوس ف نهض متنهداً ل يقترب ناظراً لها بأسف وهو يقول:مكنتش اقصد على فكرة..وصدقينى انا فاهم انتى حاسة بإيه
نهله بسخرية:اه ما هو باين اوى انك فاهم
أحمد بعفوية:طيب قوليلى انتى عايزة ايه عشان تبقى كويسة وانا هعملك اللى انتى عايزاه
نهله بضيق:ممكن تبطل تسألنى عايزة ايه عشان بتضايق!..انا تعبانة يا أحمد،تعبانة
تطلع اليها بتفهم حتى امسك كتفيها ل يقربها منه هامساً:خلاص يا نهله،هانت...كلها شوية وهترتاحى من كل دا..وهترتاحى منى انا كمان
نظرت له ببراءة ف ضمها الى صدره بحنان كى يتابع قائلاً:عارف ان دا صعب شوية بس...
قاطعته بجدية:لا مش شوية..دا صعب اوى يا أحمد..اوى
ابتسم مجيباً:بس انتى هتستحملى عشان تجيبيلنا بنت زى القمر،شبهك
اجابته بابتسامة باهتة:عايزها تكون شبهى!
أحمد باندفاع:طبعاً..انا عايزها تبقى شبهك فى كل حاجة،مش فى الشكل بس...لازم تاخد منك كل حاجة
نهله بعفوية:بس مفيهاش حاجة لو خدت منك شوية
أحمد بهدوء:لا...ياريت متاخدش منى اى حاجة..وبما انها هتبقى معاكى انتى،ف انا متأكد انها هتكون زيك
نهله باستنكار:ليه لأ؟..انت مش وحش اوى يعنى
ابتسم بتعجب متسائلاً:بجد!
قالها ثم ابعدها عنه قليلاً ل ينظر اليها حتى يجدها تبكى ف يعقد حاجبيه هاتفاً:فيه ايه؟.ايه الدموع دى!
اجابته وهى تبتلع ريقها بتعب:تعبانة اوى يا أحمد
نظر لها بقلق مجيباً:انا معاكى..هتبقى كويسة
اومأت برأسها بصمت ف مسح دموعها ثم اقترب ل يقبل جبينها حتى يتسائل مبتسماً:دلوقتى بقيتى احسن!
نهله بابتسامة:شوية
مال كى يقبل وجنتيها ببطء وهو يهمس:ها!
ابتلعت ريقها ل تجيب بخفوت مضطرب: أحمد...
قاطعها وهو ينظر فى عينيها ل يتابع بشرود: نهله...انتى اغلى حاجة فى حياتى،بجد
نظرت له بتوتر قلق ف اقترب منها اكثر حتى امسك وجهها ل يكاد يميل ويقبلها الا ان يجدها تصيح فجأة: أحمد..أحمد انا مش قادرة،شكلى هولد
ابتعد محدقاً بها بدهشة وهو يهتف بتلعثم:ايه!..طيب..طيب اعمل ايه؟
نهله بحدة:ودينى المستشفى يا أحمد اعمل اى حاجة...مش قادرة استحمل
أحمد بلهفة:طيب ثانية واحدة هشوف السواق
قالها ثم تحرك وكاد ان يخرج من الغرفة الا ان تفاجأ بها تنظر له وتضحك بشدة ف التفت ناظراً لها بعدم استيعاب قبل ان يتسائل: نهله...
قاطعته ضاحكة:مش قادرة بجد..انت ازاى صدقت؟..هو فيه حد بيولد فى الشهر التامن!..ذكى اوى
قالتها ثم اكملت ضحك بشدة وهى تضع يدها على بطنها بينما اغمض هو عينيه متنهداً بغضب مكتوم حتى هتف بعصبية:بتهزرى!..ماشى يا نهله..اضحكى براحتك
قالها ثم تحرك ل يكاد ان يذهب ولكنها اسرعت اليه واوقفته هاتفة:خلاص متتضايقش،مكانش قصدى
أحمد بضيق:مكانش قصدك!..انتى بجد...
قالها وسرعان ما زفر بانزعاج ف تابعت ببراءة مزيفة:اسفة...متزعلش بقى عشان بنتك
أحمد بغضب:بنتى دى شكلها هتجننى قبل ماتيجى
ضحكت هاتفة بمرح:خلاص بقى يا أحمد متقفلهاش
قالتها ثم اقتربت وقبلت خده باندفاع ف حدق بها بتعجب متسائلاً:ايه اللى حصل دا؟
نظرت له ل تدرك مافعلته ف تخفض عيناها مجيبة بإحراج:انا...انا مكانش قصدى
أحمد بابتسامة:ياريت ميكونش قصدك كدة على طول
ابتسمت قائلة بخجل:طيب...هننام!
أحمد بسخرية:دلوقتى جالك نوم؟
نهله بعفوية:ايوة لما ضايقتك بقيت كويسة
رفع حاجبه قائلاً باستنكار:ياسلام!
ثم وجدته يقترب منها ل ينظر فى عينيها كى يتابع بجدية:لو دا هيخليكى كويسة بجد..انا موافق تضايقينى على طول
تطلعت اليه بتعجب حتى ابتلعت ريقها بتوتر خفى قبل ان تجيب:طيب..يلا ننام
اجابها بعدما ابتسم بخفوت متفهماً:يلا
                       *************
ظلت الامور كما هى ل ايام عديدة،كانت الايام تمر على الجميع بصعوبة وخاصةً هما...وذات يوم فى المساء،كانت جالسة على سريرها  تشاهد صور زفافهم وتبتسم بحزن مابين الحين والاخر..ظلت تنظر الى الصور بأسف وهى تتسائل،لماذا حدث كل هذا؟..لماذا تغيرت الامور بينهم الى هذه الدرجة؟،ظلت تتسائل كثيراً ولكنها لم تجد جواباً كالعادة ف دمعت عيناها وهى تتنهد بضيق ل تدخل والدتها بعدما طرقت الباب حتى تتسائل بعفوية ناظرة لها: شهد!،ايه اللى مصحيكى لحد دلوقتى؟
اجابتها بهدوء:مش جايلى نوم
تقدمت منها متنهدة ل تقترب وتجلس بجانبها حتى تقع عيناها على تلك الصور المتناثرة حولها ف تتمتم بخفوت:صور الفرح!
شهد بابتسامة حزينة:مش مصدقة كنا عاملين ازاى!..بس دلوقتى،كل حاجة اتغيرت
الأم بعتاب: شهد..انا مرضيتش اضغط عليكى عشان اعرف ايه اللى حصل وخلاكى تيجى هنا..بس انتو لازم تتكلموا وتحلوا كل حاجة،على الاقل عشان ابنكوا او بنتكوا
ابتسمت بألم حتى همست بضعف:تعرفى ياماما!..انا كنت بتمنى اسمع الكلمة دى اوى..كنت فاكرة ان كل حاجة هتتصلح لو قدرت ابقى حامل و..واحققله حلمه..بس دلوقتى مفيش حاجة اتصلحت،بالعكس..انا حاسة ان النهاية بتقرب
عقدت حاجبيها بتعجب متسائلة:نهاية ايه؟
شهد بجدية:نهاية علاقتنا...بس عادى،كل حاجة بتنتهى..مجاتش على علاقتنا يعنى
تنهدت مجيبة بتلقائية: شهد ،مينفعش تحكمى على علاقتكول بحاجة لسة محصلتش..وبعدين انتى اللى بتعاندى،فيها ايه لو كلمتيه وقولتيله!
شهد بضيق:هو لو عايزنى هيتكلم..بس شكله كدة ماصدق..وانا مفيش حاجة تهمنى اكتر من كرامتى
الأم بانزعاج:طول ماانتوا الاتنين مستنيين التانى يبدأ بالكلام يبقى عمركوا ماهتتكلموا اصلاً
اشاحت بوجهها قائلة بعناد:هو اللى بدأ يبقى هو اللى يصلح كل حاجة..وانا هفضل مستنياه برضو ومش هتكلم
تنهدت ناظرة لها بنفاذ صبر حتى همست بيأس:مفيش فايدة..ربنا يهديكى يابنتى
                      *************
امنيه بجدية: أنس ارجوك كفاية كدة...قربتو على الشهر وانت متعرفش عنها حاجة،انا بجد مش فاهمة انت بتفكر ازاى
اجابها بعدم اهتمام دون ان ينظر لها:هى السبب فى كل دا،يبقى هى اللى لازم تكلمنى وتعتذر كمان
امنيه بسخرية:تعتذر!..طب ماهى اعتذرت وفهمتك كل حاجة وانت رافض تصدقها
أنس بضيق:عشان اللى هى بتقوله دا ميتصدقش..ازاى يعنى واحد ضرب عليها نار وكان عايز يقتلها!..مين اللى هيعمل كدة اصلاً؟
امنيه بعفوية:مش مهم كل دا يا أنس..المهم انك لازم تطمن عليها..هى مراتك مهما حصل،وبعدين افرض كانت تعبانة او حصلها حاجة..دا واجبك برضو
تنهد مجيباً بخفوت:بس انا مش عايز اشوفها
ابتسمت باستخفاف هاتفة:اه واضح فعلاً...عشان كدة ليل نهار سرحان وانا عارفة انك مبتفكرش غير فيها!
أنس باقتضاب:لا طبعاً..انا مبفكرش فيها،انتى غلطانة
امنيه بهدوء:يعنى انا غلطانة،و شهد كمان غلطانة،وانت الصح مش كدة!
نظر لها مجيباً بغضب:ايوة انا الصح
امنيه بجدية:طيب طالما انت الصح ومبتغلطش يبقى لازم تسأل عليها..روح شوفها يا أنس ،يمكن تتكلموا وتفهم منها الحقيقة وكل حاجة تتصلح
أنس بعبوس:مظنش ان اللى بيننا هيتصلح
تنهدت بنفاذ صبر قبل ان تتابع:خلاص متصلحش حاجة..بس روح شوفها..عشان خاطرى
هز رأسه هاتفاً بتردد:بس يا أمنيه انا...
قاطعته باستعطاف: أنس..بقولك عشان خاطرى،ارجوك روح شوفها
                        ************
هتفت بصوت عالى ناظرة الى الخارج: أحمد... أحمد
ماهى الا ثوانٍ وكان قد اتى اليها ل يجيب متسائلاً:ايه بتزعقى ليه؟
اجابته بعبوس طفولى:مش عارفة اوطى البس الجزمة
أحمد بتعجب:نعم!
نهله بجدية:ايه يا أحمد انت مش شايف بطنى عاملة ازاى؟..مش قادرة اوطى وتقريباً مش شايفة الجزمة اصلاً
ضحك رغماً عنه ل يهتف باستفزاز:احسن..دا كله من اللى بتعمليه فيا
نهله بغيظ:طيب هتفضل تضحك ولا هتيجى تساعدنى!
تنهد مجيباً باستسلام:مضطر اجى اساعدك..اتفضلى اقعدى
جلست مترقبة ف اقترب ل يمسك الحذاء بعدما جثى على ركبتيه امامها كى يلبسها اياه حتى قال بسخرية:دا كوتشى ياحبيبتى مش جزمة
نهله بعدم اهتمام:اياً كان..خلص ولبسهولى
نظر لها مجيباً باستنكار:اجرتينى لحساب حضرتك!
ابتسمت هاتفة ببرود:لا لحساب بنت حضرتى..صح،اربطهولى فيونكة
أحمد ضاحكاً:حاضر يافندم...يعنى مش كفاية بخليكى تخرجى براحتك،لا كمان مشغلانى عندك!
نهله بعفوية:انت عايز تحبسنى فى البيت يعنى!..طب على فكرة بقى الدكتورة قالتلى انى من اول الاسبوع الجاى لازم امشى كتير،ف مش هتقدر تقولى متخرجيش
أحمد بهدوء:انا مش عايز احبسك ولاحاجة،انا بس خايف عليكى..وطالما الدكتورة قالت كدة اخرجى براحتك،بس متطلبيش منى اخرج معاكى
نهله بتساؤل:ليه بقى؟
اجابها بتلقائية:اصلى بصراحة بحس انى ماشى مع بالونة يا نهله..خلى خدماتى ليكى فى البيت بس
حدقت به ل تهتف بانزعاج:بقى كدة!..ماشى،متشكرة اوى..اصلاً مش عايزة منك حاجة
قالتها ثم نهضت ف ضحك مستنكراً ل ينهض ناظراً لها وهو يتسائل:انتى زعلتى بجد!..صدقينى انا بهزر
نهله بضيق:بتتريق على شكلى وبتقولى بهزر!..يعنى انا مستحملة كل دا عشانك وفى الاخر...
قاطعها متعجباً:عشانى!
نظرت له ل تجيب باضطراب:لا..ااا قصدى،عشان بنتى
ابتسم متنهداً ف اقترب منها ل يتابع باستعطاف:طيب متزعليش..انا بجد كنت بهزر...وبعدين مالها البالونة!..دى حتى احلى بالونة شوفتها فى حياتى
نظرت له حتى ضحكت رغماً عنها ل تهتف متنهدة:طيب انا همشى بقى...سلام
أحمد بابتسامة:خلى بالك من نفسك
                        ***********
هاجر بتساؤل:لسة برضو!
اجابتها بعدم اهتمام:خلاص انا اتعودت..مبقتش فارقة اوى
نهله بهدوء:متيأسيش كدة يا شهد...انا متأكدة ان مسيره ييجى
تنهدت محدقة امامها حتى همست بشرود:انا حاسة انه لو....
وقبل ان تكمل كان قد قاطعها دخول والدتها وهى تقول بجدية:شهد...أنس جه تحت،وعايز يشوفك
نهضت محدقة بها باضطراب ل تتمتم بعدم تصديق: أنس!...طيب انا..هو جه و..
قاطعتها نهله بابتسامة:اهدى يابنتى مش كدة..قولتلك هييجى،انا همشى بقى عشان اسيبكوا لوحدكوا
هزت رأسها مسرعة ل تعترض بتوتر:لا يا نهله متمشيش انتي وهاجر...انا مش عارفة هقوله ايه او هقعد معاه ازاى
هاجر بتعجب:ايه يا شهد الكلام دا؟..اهدى انتى بس وكل حاجة هتبقى تمام
نظرت لها بتردد حتى اومأت برأسها بارتباك بينما ذهبت هى بعدما اقتربت وقبلت وجنتها محاولة تهدئتها،واثناء ما هى تخرج من المنزل حتى رأته ف ابتسمت بخفوت قائلة:ازيك يا أنس!
اجابها بهدوء:تمام..انتى كويسة!
نهله بعفوية:ايوة..شهد فوق،اطلعلها..وحاول تصلح اللى بينكوا..عشان هى بتحبك بجد
تنهد بعبوس ولم يهتم ل كلامها ف صعد الى الاعلى كى يرى تلك التى تحترق شوقاً لرؤيته كأنها لم تقابله منذ دهر...كانت جالسة بتوتر شديد منتظرة اياه ل يطرق الباب ف تنهض بسرعة كى تجيب بثبات مزيف:ادخل
فُتح الباب ل تجده يدخل امامها وبمجرد ان رأته حتى حدقت به طويلاً متنهدة بشوق خفى حزين..تطلع اليها متظاهراً بعدم الاهتمام بينما ارادت هى ان تسرع راكضة اليه كى تعانقه بقوة الا ان تمالكت نفسها وظلت واقفة تنظر له بتوتر خفى حتى وجدته يهتف بعفوية:واقفة ليه؟..اقعدى
اومأت برأسها باضطراب حتى جلست وهى تبتلع ريقها بترقب ل يجلس هو الاخر قبل ان يقول محاولاً الا ينظر لها:عاملة ايه؟
نظرت له بعبوس ل ثوانٍ حتى اجابت بحزن صادق:مش كويسة من غيرك
تنهد طويلاً ل يتابع كأنه لم يسمعها:انا جيت اطمن عليكى عشان مهما حصل،ف انتى لسة مراتى..بس متفكريش ان دا ممكن يغير حاجة
شهد باستنكار حزين:بس انت..انت قولت ان احنا هنبعد فترة عشان تقدر تفكر...
قاطعها مجيباً بجدية:وانا لسة مفكرتش...ومظنش ان الوقت هيفرق معاكى فى حاجة،فى جميع الاحوال انتى هنا بتعملى اللى انتى عايزاه مش كدة برضو!
حدقت به ل تهتف بأسف منزعج:انت لسة مش مصدقنى يا أنس؟
أنس باقتضاب:ملوش لزوم الكلام دا...انا جيت اطمن عليكى وامشى
اجابته مبتسمة بألم ساخر:مكانش فيه داعى تتعب نفسك وتيجى..كنت ممكن تتصل ب ماما او نهله تعرف منهم اذا كنت لسة عايشة ولا لا
اغمض عينيه بتماسك منزعج بينما تابعت هى بعيون دامعة:طيب..قولى،انت عامل ايه؟
اجابها ناظراً لها بجمود:كويس...كويس جداً
ابتسمت مجيبة بضعف:بتمنى تفضل كويس دايماً..حتى لو كان تمن دا تعبى
تطلع اليها قبل ان ينهض كى يهتف بحزم:انا همشى..خلى بالك من نفسك
نهضت هى الاخرى هاتفة بلهفة:هتمشى!..بس انت لسة جاى..خليك شوية،على الاقل نتكلم
أنس بضيق:انا مش عايز اتكلم فى اى حاجة...لازم امشى
قالها ثم تحرك ل يكاد يذهب الا ان توقفه قائلة باستعطاف وهى تتقدم منه:لا...استنى
نظر لها زافراً بنفاذ صبر بينما تقدمت هى ناظرة له حتى وجدها تقترب فجأة ل تعانقه باندفاع ثم تتشبث به باشتياق كى تتساقط دموعها وهى تهتف: أنس ارجوك متسيبنيش..انا اسفة،صدقنى انا مستعدة اعمل اى حاجة عشانك،بس خليك معايا..انا مخنوقة هنا..مش قادرة اعيش من غيرك
حاول ابعادها عنه هاتفاً باقتضاب: شهد...
قاطعته متابعة بندم:انا عارفة انى غلطت،بس انا ندمت خلاص..ندمت ومش هعمل اى حاجة تدايقك و..كل حاجة هتتصلح عشان..عشان انا...
ابتعد عنها بضيق ل يقاطعها قائلاً: شهد ارجوكى متضغطيش عليا..انا طلبت منك وقت وانتى وافقتى،ف ياريت مترجعيش فى كلامك...احنا الاتنين لازم نبعد لحد مانقدر ناخد قرار صح
شهد بجدية:بس انا خدت القرار خلاص...والقرار هو انى مش هقدر ابعد عنك،دا كان وهيفضل قرارى دايماً
زفر بغضب مجيباً:بس انا لسة مقررتش..انا محتاج وقت،ارجوكى متضغطيش عليا
همست برجاء حزين:صدقنى انا مش بضغط عليك،انا بقولك اللى لازم يحصل...احنا لازم نرجع عشان...
أنس بحدة:لا يا شهد مش لازم نرجع..عشان دا مش قرارك لوحدك،انتى غلطتى بس الاسف والندم مبيعملش حاجة..ف ياريت تستحملى شوية وتحسى باللى عانيته بسببك
قالها ثم تحرك ذاهباً بعدما حاولت ايقافه ولكن دون جدوى تركها وغادر
                      *************
شهد بصوت مبحوح:ماما..انا هخرج اتمشى شوية
الأم بقلق:بس انتى شكلك تعبانة،وبعدين لازم ترتاحى ومتتعبيش نفسك...
قاطعتها بهدوء:مش هتعب نفسى ولا حاجة..انا بس هتمشى شوية عشان حاسة انى مخنوقة
نظرت لها بتردد قبل ان تجيب بعفوية:طيب..خلى بالك من نفسك
اومأت برأسها بعبوس حتى تحركت متجهة الى الخارج ل تبدأ فى السير ببطء..ظلت تسير محدقة امامها بشرود حزين وهى تتذكر كلماته لها ولاتشعر بدموعها المنهمرة على وجهها الشاحب من اثر البكاء
,لا يا شهد مش لازم نرجع..عشان دا مش قرارك لوحدك،انتى غلطتى بس الاسف والندم مبيعملش حاجة..ف ياريت تستحملى شوية وتحسى باللى عانيته بسببك,
واثناء ما هى تتقدم بخطوات تائهة حتى شعرت بالدوار فجأة مما جعلها لاتنتبه الى ماحولها ف امسكت رأسها مغمضة عينيها بألم ل تأتى فى نفس اللحظة سيارة مسرعة وتصدمها
........................................يتبع

قلب واحد وعمر واحد وفرصة واحدة2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن